د. حامد بدر يكتب: في يوم مولده.. اشتقنا يا رسول الله
تاريخ النشر: 17th, September 2024 GMT
تحلُّ هذه الأيام أنسام البركة والمحبة، بمولد سيد الخلق وأشرف المرسلين صلوات الله عليه وعلى آله الطيبين وكل من آمن به إلى يوم الدين، تتكرر الذكرى، وتهفو القلوب بالشوق إلى رسول الله، يسائل المؤمن نفسه: متى اللقيا وانقشاع الظلام، الذي يخيِّم على القلب الكسير والنفس البكَّاءة على حوادث الدنيا؟، يسائلُ نفسه متى نلقاك يا حبيب الله، والصدر مثقول بالهموم، والبال تقاذفته الخواطر يا حبيبي يا مُحمَّد؟
مؤمن بسيط يُسائل نفسه
يسائل ذلك المؤمن البسيط نفسه في يوم مولده، بعين خَجِلَة وصوت يختنق على شفا أن يجهش بالبكاء، وكأنَّ مقام الحنين إلى رسول الله يتناغم مع مقام الإجلال والتعظيم لله جلَّ جلاله أنْ القلب مشتاق والهجر في ليل سرمدي لا يعني سوى المزيدُ من الانتظار، عالم مليءٌ يا حبيبي بما لا يحتملُ، فقط نسارع ونصارع الذات قبل الآخر.
في ذكرى ميلاد سيد الكونين وثقليه، يُسائل ذلك المسكين نفسه في لحظة من لحظات الاعتراف النادرة، أنَّى يكون استقرارًا وهناء بال، أنَّى تنتهي هذ الرحلة الَّتي امتلأت شقاءًا وتأميلًا ووعودًا؟. نستغفرُ الله َالعليّ العظيم بقوله الحق: "ما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون".
هذه الليالي.. البساطة وكفى
في هذه الليالي تمتزجُ أبسط المشاعر مع قلوب الناس فتسافرُ بهم إلى اللَّازمان أو عُهودًا سحيقة لم تدركها الأبدان، وكأنَّ في خاطره بذكر الحبيب قد امتلأ سعادة وحبورًا، بهذه الذكرى المباركة وكأنَّهُ بـ "مكَّة" وكأنَّ السَّماء تلألأت وازيَنَّت بنور لا تُدرِكْهُ الأبصار فقط تستشعره القلوب وكأنَّه ااُشرِبَتْ سَنَاهُ، في حضرة حاشا لله أن تتجسَّد بوهم شيطان.
تحضُرني كلمات "لاجل النبي" للمؤلف والزجَّال عبد الفتاح شلبى، التي لحَّنها وتغنَّى بها الفنان الراحل محمد الكحلاوي، كأَّنَه لهؤلاء البُسطاء الذي هو بينهم، والتي في منتصفها يقول: "يا رب توبة يا رب توبة نصوحة بعد عِصياني القلب نادم وليه العين عَاصياني؟" في تساؤل عن جمود المشاعر، الذي أصاب النفس من حوادث الدنيا وتقلُّباتها التي تحرق قلوب البشر دون رحمة ولا تأنٍ، في خِضَمِّ مشاهد عبثية لا نرى لها تنظيمًا، سوى يد تسفكُ دمًا وأخرى تجمعُ ثروة، وعقل ينسى الآخرة، وفؤاد يهترئ كَّلَما انغمس في أرض الرحيل، ناسيًا أنَّه ضيف، والضيف عليه أن يكون كريمًا عزيز الخُطى، خفيف المتاع.
يُنشِد الراحل في آخر كلمات الزجَّال، التي انتشرت منذ أكثر من نصف قَرْن، بين عامَيِّ 1953 و1954: "دي القعدة حلوة والنبي عند النَّبِي"، فكم تشتاق قلوبٌ للزيارة بالمدينة، وكم تشتاق لحضرة لا بُغض فيها ولا شحْنَاء، ولا خوف من مستقبل، ولا اغتمام بمجهول، فقط مجلس رسول الله، وكأنَّ كلَّ شيء انتهى.
أحلام بسيطة
أنا وأنت وكل المؤمنين نحادثُ أنفسَنَا أيضًا ببساطة، ففي ظل غُيومٍ تضج بالكآبة وغروب يتطلَّع إلى حادث حديث بهذا الشَّوْق إلى رسول الله، لم نحلم في هذه الأيَّام سوى بعودة الليالي المباركة، والنفوس الرَّاضية، وأصوات البسطاء الطامحين في ملكوت الرب الجليل، بهتاف لحنٍ بسيط "لاجل النبي.. لاجل النبي.. دي القعدة حلوة والنَّبي عند النَّبِي".
المصدر: بوابة الفجر
إقرأ أيضاً:
دعاء النبي عند الشدة والابتلاء.. كلمات بسيطة رددها عند الحاجة
الابتلاءات التي تصيب الإنسان ليست دائمًا عقوبة على ذنب، بل كثيرًا ما تكون اختبارًا إلهيًّا لرفعة الدرجات ومحو السيئات، وقد كان الأنبياء هم أكثر الناس تعرضًا للبلاء، ثم يليهم الصالحون من عباده.
وفي هذا السياق، ورد عن النبي ﷺ مجموعة من الأدعية التي كان يلجأ بها إلى الله في أوقات الضيق والحزن
"اللهم إليك أشكو ضعف قوتي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس، يا أرحم الراحمين، أنت رب المستضعفين وأنت ربي، إلى من تكلني؟ إلى بعيد يعبس في وجهي، أم إلى عدوٍ ملكته أمري؟ إن لم يكن بك غضب عليّ فلا أبالي، غير أن عافيتك أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة، أن يحل عليّ غضبك، أو ينزل بي سخطك، لك العتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك".
ومن الأدعية النبي المأثورة عند الضيق
"اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك، وتحول عافيتك، وفجاءة نقمتك، وجميع سخطك."
"اللهم إني أعوذ بك من جهد البلاء، ودرك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء."
كما كان النبي ﷺ يدعو عند الكرب الشديد:
"يا فارج الهم، ويا كاشف الغم، فرّج همنا، ويسر أمرنا، وارحم ضعفنا، وارزقنا من حيث لا نحتسب، يا رب العالمين. اللهم اجعل خير أعمالنا خواتيمها، وخير أيامنا يوم نلقاك."
"اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والبخل والجبن، وغلبة الدين وقهر الرجال."
وكان من سنته أيضًا أن يردد:
"لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين."
"الله الله ربي، لا شريك له."
"اللهم ارفع مقتك وغضبك عنا، إنا نستغيث بك فأغثنا، نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا."
ومن دعائه ﷺ كذلك:
"اللهم إني أسألك من خير ما سألك عبدك ونبيك، وأعوذ بك من شر ما استعاذ منه عبدك ونبيك، رب لا تكلني إلى أحد، ولا تحوجني إلى أحد، واغنني عن كل أحد، يا من إليه المستند، وعليه المعتمد، وهو الواحد الفرد الصمد، لا شريك له ولا ولد."
كما كان يقول:
"ربنا أفرغ علينا صبرًا وتوفنا مسلمين."
"اللهم أيدني منك بصبر دائم."
"لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض ورب العرش الكريم."
وكان من أعظم ما دعا به ﷺ:
"اللهم إني عبدك، ابن عبدك، ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ فيّ حكمك، عدل فيّ قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدًا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك؛ أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همّي."
ومن دعاء نبي الله أيوب عليه السلام: "رب إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين."
دعاء فك الكرب
اللهم إني عبدك، ابن عبدك، ابن أمتك، ناصيتي بيدك ، ماض في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو علمته أحدا من خلقك، أو أنزلته في كتابك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي)، فقد أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن هذا الدعاء ما قاله أحد إلا أذهب الله همه، وأبدله مكان حزنه فرحا. اللهم إني أعوذ بك من جهد البلاء، ودرك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك، وتحول عافيتك، وفجاءة نقمتك، وجميع سخطك لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.