بعد إنتكاسة الفشل لم يعد لإبنتي في الدراسة من أمل
تاريخ النشر: 17th, September 2024 GMT
سيدتي، أسأل الله أن يجدك مرسالي هذا في أحسن الأحوال والظروف أنت وقراء منبر قلوب حائرة. وأتمنى منك ما يريح قلبي ويبعد الحيرة عن حياتي. ولن أكذب عليك إن أنا أخبرتك من أن ما أمر به قلب موازين الحياة لدي. كيف لا والأمر متعلق بفلذة كبدي إبنتي.
سيدتي، أنا أم لفتاة مراهقة مرت بفترة صعبة من المد والجزر في حياتها، حيث أنها فتحت عينيها بين أحضان أب متزمت.
حاولت أن أقنع زوجي بضرورة أن يكون له دور في إنتشال إبنتنا من إنتكاستها، حيث أنها فقدت الروح والتعلق بالحياة. فما كان من زوجي إلا أن إحتوى الأمر بقليل من الحنكة والتدبر. فيما رحت أنا أحاول أن اشيّد جدار الثقة في شخصيتي إبنتي التي باتت مهزوزة.
اليوم سيدتي افكّر في الطريقة التي أقنع بها إبنتي بضرورة العودة إلى مقاعد الدراسة. حيث أنها أعربت ونحن على بضع ساعات من الدخول الإجتماعي بعدم رغبتها في الدراسة. مؤكدة أن الإنتكاسة التي منيت بها تكفيها، وهي لا تريد لنفسها ضربة أخرى موجعة. مشيرة إلى أن والدها لن يكون بها هذه المرة رحيما قط.
سيدتي، اظنك تشاطرينني الرأي من أنني سأجني على إبنتي إن أنا طاوعتها في مرادها. كما أنني ريد أن اشحذ همتها وأقنعها من أن أي نجاح فإنما هو ينبثق من فشل سابق. فكيف لي أن ابني هذا في قلب منتكس موجوع؟ أجيبيني سيدتي فأنا بأمسّ الحاجة إليك. وأنا أريد أن تكون إبنتي مميزة متألقة ناجحة من دون أن يزعزع ثقتها في نفسها هم أو كدر.
أختكم أم رزان من الوسط الجزائري.
الرد:
أختاه، هوني عليك وتريثي ولا تتسرعي في البحث عن اي حل خارق. لأن الأمر لا يعدو إلأ أن يكون بسيطا يسيرا بإذن الله.حالة إبنتك التي تحيا تفاصيلها لا تعدو إلا أن تكون محاولة منها لإستمالة القلوب ولفت الإنتباه. حيث أنها لم تعرب طيلة فترة العطلة عن عدم رغبتها بالعودة لمقاعد الدراسة. وتحينت فرصة عشية الدخول الإجتماعي لتخبرك أنت ووالدها برفضها أن تجدد العهد في طلب العلم. هذا ما يعني أنه عليك أنت وزوجك إحتواء الوضع بجعلها تغير من رأيها بالقدر الذي يحمي مستقبلها. ويثبث خطاها على سلم النجاح.
أحس من أن إبنتك تعاني من رهاب إجتماعي ناتج عن تجاهل الأب لوجودها. ومحاولتك المستميتة لرأب كل الأصداع الموجودة. مما خلق لديها رد فعل معاكس لما تريدانه منها وهو النجاح. الأمر الذي يجبركما اليوم أن تتحالفا. وتتآلفا كرمى لها حتى ترتاح نفسيتها وتتخلص من كل المخاوف التي تسكن قلبها وخاطرها.لست مجبرة أختاه أن تلعبي دور الأب وهو موجود. وعليك أن تقنعي زوجك من أن له كبير الدور حتى تكتسب إبنتكما ثقة في نفسها. حتى تتمكن من مواجهة الآخرين من زملاء لها في المدرسة نجحوا فسبقوها في مسارهم التعليمي وأخرون مثلها رسبوا وأعادوا السنة. فمثلا على زوجك أن يخبرها من أن رسوبها لم يغير في قيمتها لديه شيء. كما أنه عليه أن يحسن علاقته بها بأن يصادقها ويكسب ثقتها ببعض التصرفات. التي لا تجعلها تتهرب منه بقدر ما تجعله مرفأ الأمان وملجأ الإحتواء .
من جهة أخرى، أخبري إبنتك وإغرسي في قلبها وعيا أنه ما من ضير أن ترسب مرة وإثنتين لتكون في الثالثة في مصاف الناجحين. حتى وإن لم يكن النجاح الدراسي حليفها، فمن الممكن أن يكون نجاحها في قطاع آخر كالتكوين المهني أو بعض الحرف. التي من شأنها أن ترفع من شأنها وتعلي هامتها فيكون لديها مكان في مجتمعنا.
الحوار أختاه هو سبيلك مع إبنتك حتى تخرجيها من قوقعة الإستضعاف التي دفنت نفسها فيها. كما أنه عليك أن تنبهي والدها لضرورة أن يكون معك حليفا في سبيل مستقبلها وإستقرارها النفسي. فعديد التصرفات الأبوية البسيطة تخلق عقدا لدى الأطفال خاصة في فترة المراهقة. لذا لا يجب الإستهانة بهذا الجانب والسعي قدما لأن يكون الوالدين صديقين للأبناء ذكورا وإناثا على حد السواء.
كان الله في عونك أختاه، وحفظ الله إبنتك وقرة عينك.
ردت:”ب.س”
إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور
المصدر: النهار أونلاين
كلمات دلالية: حیث أنها أن یکون
إقرأ أيضاً:
خمنوا ماذا يكون الإرهاب في نظر الحكومة البريطانية؟
في العشرين من يونيو الجاري، وقع حدث أصبح الآن مألوفا لنا ألفة مريعة، إذ قامت القوات الإسرائيلية مرة أخرى بفتح النار على فلسطينيين في موقع لتوزيع المساعدات، مما أسفر في هذه المرة عن مصرع ثلاثة وعشرين شخصا. وفي اليوم نفسه، أميط اللثام عن قيام ناشطين تابعين لجماعة بريطانية اسمها «الفعل الفلسطيني» [Palestine Action] باقتحام قاعدة تابعة لسلاح الجو الملكي وتشويه طائرتين عسكريتين على سبيل الاحتجاج.
قام أحد الفعلين على استعمال عمدي للعنف القاتل ضد مدنيين، وأسفر عن مصرع ثلاثة وعشرين مدنيا. والآخر لم يقم على عنف ضد كائن حي ولم يسفر عن وفيات أو إصابات. ثم أعلنت الحكومة البريطانية عزمها معاملة أحد الفعلين دون الآخر بوصفه جريمة إرهابية. فخمنوا أنتم أي الفعلين هو هذا.
تجمع المنظمات الدولية إجماعا نادر المثال على تقديرها بأن إسرائيل ترتكب جرائم حرب شديدة الشناعة في غزة. ففي نوفمبر من العام الماضي، توصلت لجنة خاصة تابعة للأمم المتحدة إلى أن حملة إسرائيل في غزة تتفق مع خصائص الإبادة الجماعية. وفي ديسمبر، انتهى تحقيق أجرته منظمة العفو الدولية إلى أن إسرائيل «ارتكبت وتستمر في ارتكاب إبادة جماعية». والآن نجحت سلسلة هجمات طوعية غير قانونية من إسرائيل على إيران في استدراج الولايات المتحدة إلى حرب مباشرة مع إيران، في انتهاك للقانونين الأمريكي والدولي. وفي حين أن المجازر تستمر في غزة، ينذر العنف الإسرائيلي بإطلاق شرارة صراع إقليمي بل لعله يكون صراعا كوكبيا.
وبرغم ذلك تستمر المملكة المتحدة في إمداد إسرائيل بالمعلومات الاستخباراتية العسكرية، وتستمر الشركات البريطانية في بيع الأسلحة الفتاكة للدولة الإسرائيلية. وفي استطلاع للرأي أجري العام الماضي، أيَّد 56% من الناخبين البريطانيين الحظر الكامل لمبيعات السلاح لإسرائيل. وفي شتى أرجاء المملكة المتحدة شارك آلاف الناس في مظاهرات أسى على ضحايا هذا الصراع مطالبين بإنهاء المذبحة.
لكن الحكومة البريطانية تصر في عناد على تأييدها لحملة إسرائيل العسكرية. ولم يسفر التظاهر الشعبي السلمي، برغم دعم غالبية الشعب له، عن أي نتائج. وفي مواجهة دعم الدولة للإبادة الجماعية، ما الذي يفترض أن يفعله أصحاب الضمائر اليقظة؟
لقد كان النشطاء الذين اقتحموا قاعدة سلاح الجو الملكي في برايز نورتن يعلمون بطبيعة الحال أن أفعالهم خارجة على القانون. فالحركات السياسية ابتداء من حركات المطالبة بحق الاقتراع للنساء، وحتى حركة حقوق المثليين والنضال ضد الفصل العنصري وغيرها من حركات المقاومة السياسية الأصيلة تتعلق دائما باختراق القانون. والأمر مثلما كتب مارتن لوثر كنج الابن من سجنه في بريمنجهام هو أن «على المرء مسؤولية أخلاقية بعصيان القوانين المجحفة». والإمداد بالأسلحة لتيسير إبادة جماعة أشد إجحافا، فهو هاوية هول أخلاقي. ومن يتحلون بقدر من الشجاعة يخول لهم انتهاك القانون احتجاجا ـ
وكثير منهم ينفذون بالفعل عقوبات حبس بسبب أفعالهم ـ يستحقون منا أقصى درجات الاحترام.
ولكن حظر منظمة بأكملها بموجب قانون الإرهاب لا يعني مقاضاة أفراد معينين بسبب تجاوزات معينة. وفي حال مضي الحكومة في ما تعتزمه من تصنيف جماعة «الفعل الفلسطيني» باعتبارها منظمة إرهابية، فإن محض الانضمام إلى الجماعة من شأنه أن يمثل جريمة. وواقع الحال هو أن محض مناصرة الجماعة بالكلمات ـ وهو ما أفعله إذ أكتب هذه السطور ـ قد يمثل هو الآخر جريمة قانونية جسيمة، عقابها في القانون قد يصل إلى الحبس لأربعة عشر عاما. والتعاملات المالية مع أعضاء في الجماعة أو أنصار لها قد يكون أيضا غير قانوني، حتى لو أن الأفراد المعنيين لم يخرجوا على القانون إلا بانتمائهم إلى حركة احتجاجية أو بتعبيرهم عن مناصرتها.
بموجب القانون في المملكة المتحدة، يحظى وزير الداخلية بحرية تصرف واسعة النطاق في حظر أي منظمة «متورطة في الإرهاب». وحتى الآن، لم يستعمل هذا الإجراء ضد الجماعات المسلحة المنخرطة إما مباشرة أو المناصرة فعليا لصراع عنيف مسلح. ولكن المهم هو أن القانون يعرف الإرهاب تعريفا غامضا بالقدر الذي يجعله ينطبق على محض إتلاف ممتلكات أو قطع أنظمة إلكترونية حتى في ظل الغياب التام لأي تهديد للحياة البشرية أو السلامة العامة.
وفي حال مضي الحكومة قدما على هذا المسار، فإن أي شخص عادي في المملكة المتحدة سيكون معرضا من الناحية النظرية للحبس لمحض تعبيره عن مناصرة لفظية لعمل غير عنيف. وبعيدا عن المبدأ الأوسع، فإن من شأن هذا أن يمثل تقييدا لحرية التعبير يبعث على القلق.
ليست جماعة الفعل الفلسطيني بجماعة مسلحة. ولم تحمل قط مسؤولية أي وفيات ولا تمثل أي تهديد للشعب. والمناهج التي تتبعها تتعلق بتخريب ممتلكات، وهذا بلا شك أمر خارج على القانون.
لكن لو أن قتل ثلاثة وعشرين مدنيا في موقع توزيع مساعدات ليس إرهابا، فكيف يكون من المتوقع أن نقبل أن يكون نثر الطلاء على طائرة إرهابا؟ لقد عجزت المظاهرات الملتزمة بالقانون حتى الآن عن إيقاف الإبادة الجماعية. ومات وأصيب أكثر من خمسين ألفا من الأطفال الأبرياء. ففي أي ظروف قد يكون العصيان المدني مبررا أكثر مما هو الآن؟
ليس بوسعي إلا أن أقول إنني معجبة بمنظمة الفعل الفلسطيني ومناصرة لها قلبا وقالبا، وسوف أبقى كذلك، سواء أصبح الأمر جريمة إرهابية أم لم يصبح كذلك.
سالي روني روائية أيرلندية أثارت اهتماما عالميا حينما رفضت ترجمة أعمالها إلى العبرية اعتراضا على سياسات إسرائيل.
عن الجارديان البريطانية