لماذا لا يقتصر طرح "أوكيو" على المواطنين فقط؟
تاريخ النشر: 17th, September 2024 GMT
حيدر بن عبدالرضا اللواتي
haiderdawood@hotmail.com
أمرٌ جميلٌ أن تطرح الشركات الوطنية العُمانية الناجحة جزءاً من أسهمها للاكتتاب العام لتمكين النَّاس بامتلاكها والاستفادة منها سواء من خلال حصولهم على الأرباح الوقتية عند بيعها ببورصة مسقط، أو الاحتفاظ بها كادخار لها للمدى الطويل والحصول على الأرباح السنوية المعتادة.
قرار مجموعة "أوكيو" العمانية بطرح 25% من أسهم شركة "أوكيو للاستكشاف والإنتاج" للاكتتاب العام قريباً ضمن خطتها للتخارج وفق ما أعلنه جهاز الاستثمار العُماني يعطي الفرصة للمواطنين والأجانب لامتلاك أسهم أوكيو، والذي يعتبر الطرح الثاني للشركة خلال السنوات الثلاث الماضية، حيث استفاد جميع الذين امتلكوا أسهم هذه الشركة في الفترة الماضية سواء بإعادة بيعها ببورصة مسقط، أو الحصول على أرباحها السنوية، خاصة أولئك المستثمرين الأجانب الذين نجحوا في امتلاك كميات كبيرة من أسهم الشركة، ومن ثم قيامهم ببيعها في أول طرح، والاستفادة من الأرباح التي حققوها في ظرف أيام قليلة دون أن تبقى استثماراتهم في الشركة لفترة طويلة.
والسؤال الذي يطرح كل مرة في مثل هذه القضايا هو: لماذا لا يتم اقتصار طرح أسهم هذه الشركات الحكومية في بداية الطرح الأولي على الأفراد المواطنين والمؤسسات الوطنية فقط، على أن يقوم هؤلاء الأشخاص ببيعها لغير العمانيين في سوق مسقط لاحقًا؟
الجواب يأتي من الجهات المعنية بأنَّ الحكومة تعمل على جذب الاستثمارات الأجنبية للبلاد من خلال السماح للمؤسسات والأفراد غير العمانيين بشراء أسهم تلك الشركات، الأمر الذي يؤدي إلى تنشيط المعاملات التجارية والمالية والمصرفية والشرائية، وإلى حركة الأموال من خارج البلاد، وتنشيط عمليات بورصة مسقط.
والسؤال التالي الذي يطرح من جديد على تلك الجهات هو: هل المواطنون والمؤسسات والشركات العمانية المعروفة غير قادرة على تعبئة قيمة الأسهم المطروحة؟
الجواب يأتي من نفس الجهات بأن هذه العملية تساعد في التعريف بعُمان وتعمل على تنشيط المؤسسات وشركات الوساطة والمصارف في التعامل في مثل هذه القضايا بصورة أكبر، الأمر الذي يعطي سمعة للبلاد والمؤسسات المصرفية والمالية العاملة في هذه القضايا.
الواقع يقول إن الاستثمار الأجنبي في مثل هذه الشركات القيمة لا يبقى لفترة طويلة بنفس النسب التي يتم فيها الشراء؛ لأن أصحابها يقومون ببيع أسهم هذه الشركات والخروج بأموالهم بأضعاف ما أتوا به من الخارج، فيما تبقى العوائد للأفراد العمانيين والمؤسسات العمانية بنسب قليلة في نهاية الأمر. فسوق سلطنة عمان تتميز بالعديد من حوافز الاستثمار حيث لا توجد هناك قيود على تحويل رأس المال أو الأرباح، كما لا توجد قيود على عمليات الصرف، في الوقت الذي يرتبط الريال بسعر صرف ثابت مع الدولار الأمريكي.
ولو راجعنا مثلاً قيمة الاستثمار الأجنبي في شركة "أوكيو" وفق بيانات هيئة الخدمات المالية، لرأينا أن الاستثمار العماني في الشركة يبلغ حالياً نحو 80.49% من إجمالي القيمة، فيما تبلغ حصة غير العمانيين في الشركة 19.51% منها وهي نسبة صغيرة، منها 12.44% للخليجيين، و0.16% للعرب، و6.91% للأجانب، الأمر الذي يعطي فكرة بأن المؤسسات والأفراد غير العمانيين لا يحتفظون بأسهم الشركات العمانية بصورة كبيرة، وهمهم الوحيد الاستفادة من الاكتتابات الأولية وبيعها على المواطنين بأسعار أعلى لاحقًا.
الاكتتاب الجديد لشركة "أوكيو للاستكشاف والإنتاج"، سيبدأ خلال سبتمبر الجاري وفق بيان الشركة، فيما سيتم إدارج الأسهم في شهر أكتوبر المقبل؛ حيث سيتم تخصيص 60% من إجمالي الأسهم المطروحة للمستثمرين المؤسسيين، والنسبة الباقية 40% سوف تخصص لصغار المستثمرين من الأفراد، وذلك وفق الآليات التي ستُعتمد من قِبل هيئة الخدمات المالية.
الكل يعلم أنَّ العوائد من الإدراجات الجديدة في الأسواق المالية هدفها تنويع خيارات تساهم في نمو وتوسيع الأعمال التجارية للشركات. وهذه العمليات للإدراج تعمل على تسهيل جذب مصادر مالية ربما تكون متواجدة في الأسواق لدى الأفراد والمؤسسات الوطنية كالبنوك المحلية والمؤسسات التمويلية الأخرى إذا سمحت لها بامتلاك. هناك دول ومؤسسات تطرح أسهمها في الاكتتابات الأولية فقط للمواطنين والمؤسسات والشركات المحلية في بداية الأمر ليستفيدوا منها، ومن ثم ترخصها للآخرين. فهل يمكن القيام بنفس الأمر ونعطي الفرصة للمواطنين بالاستفادة من هذه الاكتتابات الجيدة في بداية الأمر؟
إنَّ هذه العملية تعطي فرصة لتوسيع قاعدة المستثمرين الأجانب في البورصات المحلية كما تريد الجهات المعنية في البلاد، ولكن يتحقق ذلك على المدى الطويل، إلّا أنها تعطي قبل ذلك الفرصة للمواطن والمؤسسات المحلية بالاستفادة من أسهم شركاتها الوطنية من تلك الإدراجات الجديدة، وكذلك لأصحاب المدخرات الباحثين عن فرص تمويلية وهي كثيرة في العالم. وهذه العملية تحتاج إلى مزيد من الترويج والتسويق لأسماء المؤسسات والشركات المساهمة الوطنية في الخارج.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
نظر دعوى نقل ملكية أسهم أحمد الدجوي بشركة دار التربية لإحدى الحفيدات
تنظر محكمة مدني الجيزة، الثلاثاء المقبل 15 يوليو 2025، دعوى طلب حفيدة الدكتورة نوال الدجوي بنقل ملكية أسهم المتوفي أحمد الدجوي بـ شركة دار التربية داخل جامعة أكتوبر للعلوم الحديثة، بعد أن تم إعادة الدعوى للنيابة لإدخال باقي ورثته، وتصحيح الشكل.
كانت قد تقدمت حفيدة الدكتورة نوال الدجوي، ببلاغ ضد الدكتور أحمد شريف الدجوي المتوفى منذ أيام، طالبت بنقل ملكية أسهم أحمد الدجوي بـ شركة دار التربية داخل الجامعة لها، إذ ادعت أنها اشترتها بوجب توكيل من الدكتورة نوال الدجوي.
وأسدلت النيابة العامة الستار على تحقيقاتها في الواقعة المعروفة إعلاميًّا بـ«سرقة أموال الدكتورة نوال الدجوي»، وذلك عقب مبادرة الشاكية بالتنازل عن شكواها، وعدم توجيه أيّ اتهام إلى أحدٍ من أحفادها.
وفي هذا التقرير نوضح القصة الكاملة للواقعة والتي شملت وقائع السرقة والوفاة لحفيد الشاكية والصراع بين الأحفاد والتصالح بينهم وصولا لتبرأة الأحفاد والتنازل عن الشكوى.
سرقة فيلا نوال الدجوي
في 19 مايو الماضي حققت الشرطة في ملابسات السرقة التي تعرضت لها فيلا رئيسة مجلس أمناء جامعة أكتوبر للعلوم الحديثة والآداب.
وأبلغت نوال الدجوي تعرضها لسرقة محتويات تقدر بملايين الجنيهات، وتضمنت المبالغ التي ذكرت الدجوي اختفاءها من الخزائن نحو 3 ملايين دولار، و15 كيلوجرامًا من الذهب، و50 مليون جنيه مصري، بالإضافة إلى 350 ألف جنيه استرليني.
وفاة حفيد نوال الدجوي
وفي 26 مايو الماضي كشفت الأجهزة الأمنية ، ملابسات وفاة الشاب المصري أحمد الدجوي حفيد سيدة الأعمال الشهيرة نوال الدجوي بعد العثور على جثمانه داخل مسكنه وأنه استخدم سلاحا ناريا مرخصا خاصا به حال تواجده بمحل إقامته بأحد المنتجعات السكنية بدائرة قسم أكتوبر مما أدى إلى وفاته.
تصالح أفراد عائلة الدجوي
منذ أيام عقد محامو أحفاد الدكتورة نوال الدجوى، اجتماعهم الثالث فى اطار التسوية التى يقومون بها للتوصل إلى صيغة اتفاق مرضى لطرفى النزاع الذى بدأ من منذ عام 2022، بين أحمد وعمرو شريف الدجوى من جانب، وبين إنجى ومهيتاب منصور ابنتي الراحلة منى الدجوى، والذى استمر في الخفاء حتى ظهوره للعلن في عام 2025.
تنازل نوال الدجوي
أسدلت النيابة العامة الستار على تحقيقاتها في الواقعة المعروفة إعلاميًّا بـ”سرقة أموال الدكتورة نوال الدجوي”، وذلك عقب مبادرة الشاكية بالتنازل عن شكواها، وعدم توجيه أيّ اتهام إلى أحدٍ من أحفادها، حرصًا منها على تماسك الأسرة، وتوطيدًا لأواصر القُربى، وتعزيزًا لمساعي الصلح بين أفراد العائلة.
وقد أسفرت التحقيقات عن عدم ارتكاب كلٍّ من المدعوين أحمد شريف الدجوي وعمرو شريف الدجوي لتلك الواقعة وقد أمرت النيابة العامة بحفظ التحقيقات لتنازل الشاكية.
رد فعل ابنة أحمد الدجوي
علقت نوال الابنة الكبرى للراحل الدكتور أحمد الدجوي على براءة والدها من سرقة أموال جدته، مؤكدة أنها كانت على يقين ببراءته.
وقالت نوال أحمد الدجوي، في بوست عبر صفحتها الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”: “براءة أبويا مفاجئتنيش، أنا عارفة إن أبويا بريء من الأول.. أنا أعرفه كويس وأعرف تربيته وأخلاقه اللي زرعها فيا”.
وتابعت: “الدكتور أحمد الدجوي مكنش بس شاطر في شغله ولا صاحب أخلاق حميدة ده كان أب عظيم.. السؤال اللي المفروض الكل يسأله لنفسه دلوقتي: مين الشخص اللي وجه الاتهامات دي لأبويا؟.. الاتهامات اللي شوهت سمعته وضرته ضرر كبير نفسي ومعنوي”.
وواصلت تعليقها قائلة: “اللي حصل لأبويا كان ظلم كبير لأبويا ولينا، ومش هسكت ولن أرتاح أبدًا لحد ما نكتشف مين اللي عمل كده، ويأخد جزاءه، ويُحاسب على جريمته، لأن دي كانت السبب في موت أبويا معنويًا”.
واختتمت نوال حديثها برسالة مؤثرة لوالدها، وقالت: “الله يرحمك يا أحن أب في الدنيا، ربنا مش راضي على ظلمك وبيرجعلك حقك من اللي ظلموك”.