الحرب الروسية – الأوكرانية.. لماذا التركيز على خاركيف مؤخراً؟
تاريخ النشر: 12th, August 2023 GMT
تشهد بلدات عدة في مقاطعة خاركيف شمال شرق أوكرانيا، عمليات عسكرية متصاعدة بين القوات الروسية والأوكرانية، حيث بدأت الأخيرة بعمليات إجلاء سكانها بعد تقدم الجيش الروسي.
في حين قالت روسيا، إن قواتها قصفت مواقع في محيط كوبيانسك بمقاطعة خاركيف، وحسّنت الفرق الهجومية التابعة لمجموعة المعارك الغربية مواقعها، على طول الطرف الأمامي للجبهة.
وتحت ضغط عمليات القصف المكثفة، بدأت السلطات المحلية في كوبيانسك بمقاطعة خاركيف، إخلاء 37 بلدة تقع بالقرب من الجبهة على الضفة اليسرى لنهر أوسكيل.
واستعادت القوات الاوكرانية منطقة كوبيانسك ومعظم منطقة خاركيف في هجوم مفاجئ شنته في سبتمبر (أيلول) الماضي، لكن موسكو لم تتحرك لتحقيق تقدم في المنطقة منذ ذلك الوقت.
وتعتبر خاركيف ثاني أكبر مدن أوكرانيا مساحة، ويتجاوز عدد سكانها قبل الحرب مليون نسمة، وهي أكبر مركز صناعي في أوكرانيا، ومركز هام للصناعات العسكرية الأوكرانية.
أهداف ميدانيةفي اتصال مع 24 يرى المحلل السياسي أحمد السيد، أن "الاستماتة في السيطرة على خاركيف من قبل الجيش الأوكراني والروسي يعود لأهمية موقعها الاستراتيجي، كون كوبيانسك تقع في عمق القسم الشرقي لإقليم خاركيف".
وقال السيد إن "أوكرانيا تقاتل للبقاء في هذه المناطق لأسباب عدة متعلقة بسير المعارك على طول خط الجبهة، أولها قطع خطوط إمداد الجيش الروسي من الشرق نحو الجنوب".وأضاف "يتبع الجيش الأوكراني استراتيجية القتال في مناطق متباعدة على خط الجبهة مع القوات الروسية، لتحقيق أهداف إنهاك القوات الروسية، ومنع الحصول على الإمداد السريع برياً"، لافتاً إلى أن "روسيا تحاول التقدم بشكل متحفظ لتأمين المناطق التي تستطيع السيطرة عليها في خاركيف".
لماذا تحاول أوكرانيا وروسيا السيطرة على خاركيف؟ https://t.co/DCqPWJHPsQ
— 24.ae (@20fourMedia) August 11, 2023وأشار المحلل السياسي إلى أن "روسيا تحاول دفع القوات الأوكرانية نحو الانسحاب من خاركيف، التي شكلت مؤخراً مصدراً لقوة النيران الصاروخية التي استهدفت لوغانسك ودونيتسك".
تغيير تكتيكيتقول صحيفة "وول ستريت جورنال" إن أوكرانيا غيرت من إستراتيجيتها في التعامل مع المعارك الميدانية ضد القوات الروسية، بعد أن تعثر هجومها المضاد، وبدء روسيا في عمليات للسيطرة على مناطق شرق أوكرانيا".
وتفسر الصحيفة تغير النهج الأوكراني بلجوء كييف لعمليات أقل تكلفة بالنسبة لها، وأكثر تكلفة بالنسبة لروسيا، خاصة العمليات التي تستهدف القطع البحرية الروسية في البحر الأسود.
كيف أصبح البحر الأسود جبهة ساخنة في حرب أوكرانيا؟ https://t.co/auD3lRGrDg pic.twitter.com/oY8TxKjr1Z
— 24.ae (@20fourMedia) August 9, 2023وبحسب ما نقلت الصحيفة عن محللين عسكريين، فإن "الطائرات المسيرة يمكن أن تغير طبيعة الحرب، بإجبار روسيا على تخصيص المزيد من الموارد لحماية موانئها وسفنها الحربية، وسفن الشحن التي تستخدمها لنقل الأسلحة والوقود والإمدادات الأخرى لجيشها".
وأضافت "من المتوقع أيضاً أن تؤدي الهجمات إلى زيادة تكاليف الشحن والتأمين على السفن المتجهة إلى موانئ روسيا الحيوية على البحر الأسود، وتُظهر الطائرات من دون طيار قدرة كييف على الضرب خارج مسرح الحرب داخل أوكرانيا".
وتقول الباحثة غابرييلا هيرنانديز، إن "أوكرانيا لم تحرز تقدماً كبيراً في الهجوم المضاد الذي شنته في وقت سابق من هذا الصيف، بهدف استعادة الأراضي التي دخلتها روسيا في وقت سابق من الحرب".
وأضافت "تمضي العملية أبطأ مما كان متوقعاً، حيث اصطدمت القوات الأوكرانية بمواقع روسية شديدة التحصين وحقول الألغام، في حين سمحت الهجمات الجوية والبحرية بطائرات من دون طيار خلف الخطوط الروسية بفتح جبهات جديدة في الحرب، بينما يتحرك القتال ببطء في ساحات القتال الرئيسية".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي ثريدز وتويتر محاكمة ترامب أحداث السودان مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الحرب الأوكرانية خاركيف القوات الروسیة
إقرأ أيضاً:
روسيا تتهم حكومة الدبيبة بدعم أوكرانيا.. هل تحشد ضدها دوليا؟
طرح اتهام روسيا رسميا للحكومة الليبية في طرابلس برئاسة، عبدالحميد الدبيبة بدعم اوكرانيا وتنفيذ عمليات مسلحة في منطقة الساحل الكثير من التساؤلات حول تداعيات هذه الاتهامات وما إذا كانت موسكو ستقوم بحشد موقف دولي ضد الحكومة الليبية لإسقاطها.
وأكدت وزارة الخارجية الروسية رسميا بأن هناك أدلة جديدة تثبت أن حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا برئاسة الدبيبة تتعاون مع أوكرانيا لتنفيذ هجمات "إرهابية" في دول منطقة الساحل، وأن قوات الأمن التابعة لحكومة الدبيبة تعاونت مع المسلحين في أوكرانيا، وأن هذا التعاون شمل قيام النظام في أوكرانيا بتوريد طائرات مسيرة هجومية، وإجراء تدريبات بإشراف مدربين من إدارة الاستخبارات الرئيسية التابعة لوزارة الدفاع في كييف، وفق الوزارة.
وسطاء ومسارات معقدة
وكشف تقرير سابق لمجلة "أجانب" المتخصصة في الشؤون السياسية والأمنية الدولية، أن "حكومة الدبيبة حصلت مؤخرًا على دفعات من طائرات مسيرة أوكرانية الصنع، يُعتقد أنها وصلت إلى طرابلس عبر مسارات معقدة، بينها طريق مر عبر الأراضي الجزائرية".
وذكرت أن "جزءا من هذه المسيرات دخل ليبيا عن طريق وسطاء في أذربيجان، بينما أشارت تقارير أخرى إلى أن دفعات منها نُقلت عبر الحدود الجزائرية، بمساعدة خبراء أوكرانيين في التشغيل والصيانة يُشتبه في دخولهم طرابلس في إطار تعاون تقني غير معلن.
ووفق المجلة، فإن المسيرات استُخدمت في تنفيذ عمليات استطلاع وهجمات دقيقة داخل العاصمة ومحيطها، لتعزيز قدرات حكومة الدبيبة.
صمت حكومي رسمي
ورغم أن هذه الاتهامات رسمية وجاءت لأول مرة على لسان الخارجية في روسيا إلا أن حكومة الدبيبة وأجهزتها الأمنية المقصودة في الاتهام التزمت الصمت حتى كتابة التقرير، ولم تصدر أي بيانات توضيحية رغم ردود الفعل المحلية على الاتهامات.
وجاءت هذه الاتهامات قبيل أيام من إحاطة المبعوثة الأممية لدى ليبيا، هانا تيتيه أمام مجلس الأمن الدولي والمتوقع أن تستعرض فيها العراقيل التي تقابل خارطة الطريق الأممية والتي تقضي بتغيير الحكومتين في ليبيا والذهاب نحو الانتخابات.
فهل تحشد روسيا موقفا دوليا داخل مجلس الأمن لإسقاط حكومة الدبيبة والتسريع بتغييرها بسبب دعمها لأوكرانيا؟
لن تحدث أي تداعيات
من جهته، قال وزير الدفاع الليبي الأسبق، محمد البرغثي إن "اتهامات الخارجية الروسية للحكومة في طرابلس بدعم أوكرانيا أعتقد أنها مجرد تصريحات إعلامية عبر المتحدثة باسم الوزارة الروسية وأنها ستذهب مع الريح فإن الدول الكبرى تهمها مصالحها وفقط".
وأوضح في تصريحات لـ"عربي21" أن "روسيا بالذات لها مصالح كبيرة في ليبيا وأن تحقيق مصالحها هذه يتطلب تواصلها مع الحكومتين في طرابلس وبنغازي، كما أن تاريخ العلاقة مع أوكرانيا ليس وليد اليوم وخاصة في مجال التعاون العسكري، حيث كانت ليبيا تستورد قطع غيار ومعدات الطائرات الروسية عندما تضامنت روسيا مع الغرب في حصار حادثة "لوكيربي"، وفق معلوماته العسكرية.
صدام وصراع روسي - أمريكي
في حين أكد أستاذ علم الاجتماع السياسي في الجامعات الليبية، رمضان بن طاهر إن "ما يجري في جوهره ليس خلافا بين حكومة الدبيبة وروسيا، بل جزءا من صراع أوسع بين الولايات المتحدة وروسيا على الجغرافيا الليبية، ويعكس هذا الاتهام غضب روسيا من محاولات واشنطن احتكار الملف الليبي وتوسيع نفوذها عبر توظيف أطراف متعددة".
وأكد في تصريحه لـ"عربي21" أنه "حتى الآن، لا توجد أدلة مادية تؤكد صحة الاتهامات الروسية، ما يجعلها أقرب إلى أداة ضغط سياسي منها إلى كشف حقائق استخباراتية، فموسكو تستخدم هذا الخطاب لردع طرابلس عن أي تعاون محتمل مع أوكرانيا، ولتوجيه رسالة مباشرة إلى واشنطن بأنها لن تسمح بإقصائها من المشهد الليبي أو من عمقها الإفريقي"، حسب تقديراته.
وأضاف: "وبالتالي، المشهد الليبي اليوم يعكس اشتباكا استراتيجيا بين قوتين دوليتين، يفوق قدرة أي فاعل محلي على التحكم بمسار الأحداث"، كما صرح.
اظهار ألبوم ليست
تحركات ليست في صالح موسكو
الأكاديمي والكاتب الليبي، فرج دردور قال من جانبه إن "الأخبار عن تعاون حكومة الدبيبة مع أوكرانيا تفتقد إلى الدقة، فلا أعتقد أن العلاقة قد تجاوزت شراء بعض المعدات العسكرية من كييف، خاصة أن الأخيرة غارقة في حرب وجودية مع روسيا وليست في باب أنها تخوض حروبا أخرى خارج أراضيها بالاشتراك مع أيا كان".
وأوضح أن "تصريحات وزير خارجية روسيا الأخيرة لم تشر أن موسكو اتخذت موقفا معاديا ضد حكومة الدبيبة، بل أكد أن بلاده لازالت تحتفظ بحالة من التوازن بين البرلمان في الشرق وحكومة الدبيبة في الغرب، ولم يشر لوجود توتر في العلاقة بين بلاده وحكومة الدبيبة، حسب كلامه.
وتابع دردور لـ"عربي21": "لابد أن روسيا تتفهم أن حاجة حكومة الدبيبة لشراء السلاح لا يمنعها من التعامل حتى مع الطرف المعادي لروسيا، مادام في مصلحة ليبيا ولا يضر بشكل مباشر بموسكو ومصالحها، وليس في صالح روسيا أن تفقد التوزان في علاقاتها الدبلوماسية التي تدعيه، لأن هذا يفقدها عامل المنافسة في ليبيا مع أميركا وأوروبا"، وفق قوله.