بعد التصعيد الإسرائيلي.. هل يتحول الهجوم على لبنان إلى حرب إقليمية موسعة؟
تاريخ النشر: 25th, September 2024 GMT
شنت إسرائيل فجر الاثنين من الأسبوع الحالي سلسلة غارات جوية مكثفة استهدفت مناطق مختلفة في جنوب وشرق لبنان، طالت وديانًا ومناطق عدة في محافظة النبطية الجنوبية، كما شملت عدة مواقع في منطقة صور.
وفي تطور لافت، تلقى مواطنون في العاصمة بيروت وعدة مناطق لبنانية مكالمات تحذيرية عبر الشبكة الثابتة، مصدرها إسرائيل، تحثهم على إخلاء أماكنهم سريعًا، وفقًا لوكالة الأنباء اللبنانية.
تزامنت هذه الغارات مع ضربات مكثفة استهدفت منطقة البقاع الحدودية مع سوريا.
في المقابل، أعلن حزب الله في بيان أنه استهدف منشآت تابعة لشركة رافائيل لأنظمة الدفاع المتقدمة شمال حيفا في إسرائيل بصواريخ جديدة.
ودعت وزارة الصحة اللبنانية، مستشفيات الجنوب والشرق إلى وقف العمليات غير الطارئة، نظرًا للأوضاع المتدهورة.
كما أعلن وزير التربية والتعليم العالي، عباس الحلبي، عن إغلاق المدارس في عدة مناطق، بما في ذلك جنوب لبنان، النبطية، البقاع، بعلبك الهرمل، والضاحية الجنوبية لبيروت، بسبب تصاعد الأوضاع الأمنية والعسكرية في تلك المناطق.
ونفذت إسرائيل غارات جوية جديدة على مناطق مختلفة في لبنان، بعد يوم من القصف المكثف الذي أسفر عن مقتل أكثر من 550 شخصًا، وفقًا لوزارة الصحة اللبنانية.
وصرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يوم الاثنين، بأن الجيش الإسرائيلي يعمل على "تغيير ميزان القوة في الشمال" من خلال استهداف وإزالة صواريخ حزب الله.
وقال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إنه يستبعد نشوب حرب إقليمية في الفترة الحالية.
وأضاف "الرقب"، في تصريحات خاصة إلى الفجر، أن إيران لن تتورط في حرب موسعة وكل ما يحدث هو حرب مع فصيل حزب الله كما حدث مع حركة حماس.
وتابع أستاذ العلوم السياسية، أن الاحتلال يريد أن يشعل الجبهة في لبنان ردا على حزب الله.
وواصل: أمريكا أعطت الضوء الأخضر لإسرائيل للقيام بهذه العمليات، حيث سبقها اتصال هاتفي بين غالانت ووزير الدفاع الأمريكي.
واستطرد تصريحات الرئيس الأمريكي بايدن، أنه ملتزم بإعادة سكان الشمال الإسرائيلي إلى أماكنهم يعطي دلالة على أنه شريك في هذا الأمر لذلك الحرب على لبنان فرصة لرئيس الوزراء الإسرائيلي لاستعادة شعبيته وإعادة قوة الردع لجيش الاحتلال والتي تأثرت بشكل كبير جدا.
وأشار الدكتور أيمن الرقب، إلى أن صورة حزب الله تضخمت في الإعلام الإسرائيلي وكذلك في الإعلام الغربي، ولذلك كان لا بد من القيام بهذا الهجوم لأنه في حالة انتصار نتنياهو سيقول إنهم تمكنوا من كسر أكبر ذراع وقوة لإيران في المنطقة.
من جانبه قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن العملية العسكرية لم تحقق أهدافها حتى الآن.
وأضاف "فهمي"، في تصريحات خاصى إلى الفجر، أن تنوع مصادر المواجهة في عدة اتجاهات، يطرح احتمالية اندلاع حرب إقليمية لكنها ليست ذات ملامح واضحة.
وتابع: يمكن أن نذهب إلى حرب إقليمية في عدة حالات منها دخول جبهات الإسناد في نفس التوقيت، وعندما يتم استهداف كل الأطراف في نفس التوقيت بصورة أو بأخرى، كما أن التصعيد الإسرائيلي أيضا عامل مهم جدا، وفي تقديري أن العملية العسكرية في لبنان في مراحلها الأولى.
وأشار أستاذ العلوم السياسية، إلى أن هناك 4 سيناريوهات وهي: القيام بعملية محدودة تصل إلى الحزام الأمني، القيام بحرب برية شاملة، التدحرج إلى عمليات جزئية دون الوصول إلى مواجهة كاملة، أو الدخول في حرب إقليمية كاملة وهو أمر وارد، ففي ظل التصعيد المستمر فإن الخيارات العسكرية تسبق الخيارات السياسية.
وأضاف: في تقديري الشخصي، هناك حربا شاملة على لبنان وربما تصل إلى اجتياح بري وهو ما تشير إليه الاستعدادات داخل إسرائيل، والنقطة الأهم ترتبط بتنوع العمل العسكري واستمراره لفترة طويلة بما يشكل خطرا على لبنان.
واختتم الدكتور طارق فهمي، قائلا: حزب الله قدراته العسكرية أقوى بكثير جدا من حركة حماس، لكن إسرائيل تحاول تحويلها إلى قوة عقيمة وغير قادرة على المواجهة.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: اسرائيل قصف لبنان حزب الله الغارات الجوية على لبنان حركة حماس أستاذ العلوم السیاسیة حرب إقلیمیة على لبنان حزب الله
إقرأ أيضاً:
الرئيس اللبناني يستبعد التطبيع مع إسرائيل
بيروت- استبعد الرئيس اللبناني جوزاف عون الجمعة 11 يوليو 2025، أي تطبيع للعلاقات مع إسرائيل، مؤكدا تأييده "حالة اللاحرب" مع الدولة التي ما زالت تحتل جزءا من الأراضي اللبنانية.
وأكد أن "مسألة التطبيع غير واردة في السياسة اللبنانية الخارجية الراهنة "، في أول رد فعل لبناني رسمي على تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر الذي قال في 30 حزيران/يونيو إن إسرائيل "مهتمة" بتطبيع العلاقات مع سوريا ولبنان.
وميّز عون بحسب بيان لرئاسة الجمهورية اللبنانية بين السلام والتطبيع، بقوله خلال استقباله وفد مجلس العلاقات العربية والدولية "السلام هو حالة اللاحرب وهذا ما يهمنا في لبنان في الوقت الراهن. اما مسألة التطبيع فهي غير واردة في السياسة اللبنانية الخارجية الراهنة".
ما زالت سوريا ولبنان رسميا في حالة حرب مع إسرائيل مذ عام 1948.
ووصفت دمشق في وقت سابق محادثات التطبيق بأنها "سابقة لأوانها".
ودعا عون إسرائيل إلى الانسحاب من خمسة مواقع ما زالت تحتلها في جنوب لبنان.
ويسري في لبنان منذ تشرين الثاني/نوفمبر، اتفاق لوقف إطلاق النار بعد نزاع امتد أكثر من عام بين إسرائيل وحزب الله، تحوّل الى مواجهة مفتوحة اعتبارا من أيلول/سبتمبر. ورغم ذلك، تشنّ الدولة العبرية باستمرار غارات في مناطق لبنانية عدة خصوصا في الجنوب، تقول غالبا إنها تستهدف عناصر في الحزب أو مواقع له.
ونصّ وقف إطلاق النار على انسحاب حزب الله من المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني (على مسافة حوالى 30 كيلومترا من الحدود مع إسرائيل من الجهة الجنوبية) وتفكيك بناه العسكرية فيها، مقابل تعزيز انتشار الجيش وقوة الأمم المتحدة لحفظ السلام (يونيفيل).
كذلك، نصّ على انسحاب القوات الإسرائيلية من مناطق تقدمت إليها خلال الحرب، لكن اسرائيل أبقت على وجودها في خمسة مرتفعات استراتيجية، يطالبها لبنان بالانسحاب منها.
وقال عون متحدثا عن إسرائيل "(إنهم) يعرقلون حتى الساعة استكمال انتشار الجيش حتى الحدود المعترف بها دوليا".
طالبت واشنطن بنزع سلاح حزب الله بشكل كامل، وردّ لبنان على مقترح واشنطن هذا الأسبوع بدون الإفصاح عن مضمون الرد، لكن عون قال إن بيروت عازمة على "حصر السلاح" بيد الدولة، مشدّدا على ضرورة معالجة الملف "برويّة ومسؤولية لأن هذا الموضوع حسّاس ودقيق وأساسي للحفاظ على السلم الأهلي"، في إشارة إلى أنه لا يودّ نزع سلاح حزب الله بالقوة.
ويعتبر حزب الله القوة السياسية النافذة في لبنان، والجهة الوحيدة التي احتفظت بسلاحها رسميا بعد انتهاء الحرب الاهلية اللبنانية عام 1990، حين كانت أجزاء من جنوب لبنان تحت الاحتلال الإسرائيلي.