سودانايل:
2025-05-18@13:58:55 GMT

جيش الحكم الثنائي المغتصب.!!

تاريخ النشر: 26th, September 2024 GMT

من غرائب السودان وعجائبه أن مؤسسة الجيش هي الأسبق وجوداً من الدولة بثلاثين عاماً، 1925-1955، ومن هنالك جاء الجنين الشائه للدولة، ولأن الجيش هو نتاج الحكم الثنائي الإنجليزي – المصري، كان لابد وأن تكون أولى أولوياته حماية مصالح ملكة بريطانيا العظمى والملك فاروق (ملك مصر ام الدنيا والسودان)، ولما لم نسمع أو نقرأ عن تعديل قانون الجيش المؤسس أجنبياً عبر برلمانات الحكومات الديمقراطية الثلاث التي تلت (الاستقلال)، يظل منهج الجيش (قوة دفاع السودان) هو القتال تحت التاجين البريطاني والمصري، والدليل على ذلك المشاركة الفاعلة لكتائب الجيش السوداني في الحروب التي شنتها مصر على إسرائيل، وخوض كتائب الجيش من أبناء النوبة للمعارك الضارية في صف المستعمر البريطاني بليبيا، من أجل محو الوجود الإيطالي وكبح جماح النفوذ الفرنسي، تلك الكتيبة التي بفضلها منح السودان استقلالاً صورياً بعد ثلاثة عقود من تأسيس الجيش، بعدها ظلت المؤسسة تعمل على قدم وساق لوأد الأجنة الناشئة للحكومات المدنية خدمةّ لأجندة المؤسسين، والناظر لمنهج التدريب العسكري للجيش سواء كان الخاص بالجنود المستجدين أو الضبّاط المستوعبين بالكلية الحربية، يلحظ تدريبات تعديل السلوك المستهدف به المجند في خمسة وأربعين يوماً، المدة التي يطلق عليها المعلمون اسم (العسكرة) – الانتقال من المدنية إلى العسكرية، ومن أهم ركائز هذه المدرسة الإذلال والحط من قيمة الانسان وازدراءه، ليتحول إلى روبوت يطيع أوامر من هو أعلى رتبة، فالقهر يصنع المقهور، والمقهور بالضرورة أن يمارس كل ما من شأنه شفاء غله ممن أوجد فيه هذه الحالة الشعورية المؤلمة، لذلك رأينا المشاهد البشعة للجنود وضباطهم وهم يغتصبون النساء والفتيات بالجنوب وجبال النوبة ودارفور – قرية تابت وحي (رجال ما في).


أهلنا الذين خدموا كجنود بازنقر تحت قيادة ضباط الكلية الحربية – مصنع (المغتصبين) بكسر الصاد أو فتحها، حكوا لنا عن الفظائع التي كانوا هم أنفسهم جزء منها، لقد استباحوا جنوب السودان أرضاً وشعباً، منذ العهد الأول للحرب (تمرد توريت 1955)، حتى العهد الظلامي الأخير، وما يجري الآن من حرب بين الجيش وقوات الدعم السريع بمثابة سداد للدين القديم، الذي استدانته القوات المسلحة من شرف وكرامة سكان الجنوب وجبال النوبة ودارفور، وهذا يتطابق مع الكارما، بأن الطير الذي يأكل النمل سيأكله النمل بعد أن يموت، أو كما تدين تدان، فحينما كانت وكالات الأنباء العالمية تتحدث عن تجاوزات الحرب في دارفور من جميع الأطراف، كان الحكّام في الخرطوم يقللون من شأن تلك الجرائم، متجاهلين دورة التاريخ وتربص دوائر الكون، بكل بن أنثى وان طالت سلامته يمشي بقدمين على سطح البسيطة، بأن يتجرع ذات السم ومن نفس الكأس، ليُحمل بعد ذلك على الآلة الحدباء، فما توعّد به الجنرالان توفيق أبو كدوك وحسن بشير نصر من مسح لجنوب السودان بشراً وشجراً، عاد وبالاً على شمال السودان الكبير الذي كان يغط في نوم عميق، إبان متحركات كتائب صيف العبور والفتح المبين والمغيرات صبحا، المبيدة للشعب الجنوبي الجميل، فالاغتصاب كان وما يزال يمثل سلوكاً غير مستهجناً من جنود وضباط الجيش، بل كانت الدولة المتوارثة من المستعمر تمجد المرتكبين لهذه الجريمة غير الأخلاقية بحق المكونّات الجنوبية والغربية، فاغتصاب الغربية والجنوبية في العقل الجمعي لجنرالات جيش الحكم الثنائي، لا يعتبر جريمة من الأساس، طالما أن الضحايا يختلفون عرقياً عن الجناة، لذلك لم يتورع الدكتاتور حينما قال بأن المغتصبة من هذه المكونات الجهوية والاجتماعية يجب أن يكسو وجهها الفخار، أن حظيت بوطء جندي من جنوده، ومحصلة كل هذا الفساد العظيم هو طوفان منتصف أبريل قبل عام وأشهر.
لقد قتل المئات من ضباط الكلية الحربية وتم أسر آلاف الجنود وضباط الصف في هذه الحرب، وسقطت الحاميات والمقرات العسكرية تحت قبضة قوات الدعم السريع، واستسلمت أهم الفرق العسكرية، وسقط صنم الجيش الذي ما فتئ يقتل ويغتصب شعبه منذ أن أسسه المستعمران البريطاني والمصري، وبدأت ملامح تكوين الجيش الوطني تلوح في الأفق المكدس بدخان متفجرات الطيران العميل، وقد نعى الناعي أسطورة الترسانة العسكرية القديمة الخادمة والراعية لمصالح جارة السوء الخديوية، باستلام كتائب الإرهاب الإقليمي والدولي لقيادة معارك الجيش الخاسر أمام جحافل الأشاوس، لقد انهار الجيش الليبي بعد أن دخل الإرهابيون ليبيا، فنتج عن ذلك جيشاً وطنياً غير كتائب القذافي، خاض حرب استرداد الدولة المختطفة من قبل المتطرفين، فأينما حل الإرهابيون حلت الفوضى وشاع الدمار واشتعلت النيران، ومن محاسن الصدف أن الذين وضعوا بذرة فناء جيش الحكم الثنائي هم المتطرفون، حينما انقلبوا على الشرعية قبل ثلاثة عقود ونصف العقد، لقد فعلوها بأيديهم فارتدت عليهم سهامهم، وهم الآن يحصدون ما زرعوا، ويعيبون زمان تأسيس منظومة قوات الدعم السريع والعيب في زمانهم، الذي تمكنوا فيه سلطوياً ثم أجهزوا على جيش الخديوية المصرية، عندما رفدوه بمليشيات الدفاع الشعبي وكتائبهم الإرهابية، وهكذا حدثت نظرية الانهيار الداخلي، فالحضارات تزدهر ثم تحتضر بأسباب داخلية، فيا سودانيين اقرأوا الفاتحة على روح جيش الحكم الثنائي، واشرعوا في تأسيس جيشكم الوطني المؤتمر بأمركم لا بأصبع الملك فاروق.

إسماعيل عبدالله
ismeel1@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

مساعد قائد الجيش السوداني إبراهيم جابر يبلغ غوتيريش أمر مهم عن “مسيرات الإمارات” ويشارك في قمة بغداد بدلًا عن البرهان

بغداد – متابعات تاق برس – إلتقى عضو مجلس السيادة الانتقالي الفريق مهندس إبراهيم جابر، مساعد قائد الجيش السوداني الفرسيق اول ركن عبد الفتاح البرهان، امين عام الامم المتحدة أنطونيو غوتيريش بالعاصمة العراقية بغداد التي يزورها للمشاركة في أعمال القمة العربية بدلاًا عن البرهان.

 

وقدّم عضو مجلس السيادة للأمين العام للأمم المتحدة رؤية السودان فيما يتعلق بتطورات الأوضاع بالسودان خاصة استهداف المؤسسات المدنية بمدينة بورتسودان وغيرها من المدن بواسطة المسيرات .

 

وأك جابر طبقا لبيان من مجلس السيادة تلقاه “تاق برس” ان هذا النوع من المسيرات لا يمكن ان تمتلكه مليشيا وان دولة الإمارات العربية هي من يقف وراء تلك المسيرات.

 

من جانبه وصف الأمين العام للأمم المتحدة استهداف المنشآت المدنية بالمسيرات بالتطور الخطير في ظل الجهود المبذولة لوقف بالحرب مشيرا الى تطلّع الأمم المتحدة لرؤيً إيجابية خاصة خارطة الطريق التي طرحها السودان وإمكانية تطبيقها بالتعاون مع الأمم المتحدة والمنظمات الدولية.
وصل عضو مجلس السيادة السوداني إبراهيم جابر، الجمعة، إلى بغداد للمشاركة في قمة جامعة الدول العربية، وسط توتر يخيم على القمة بسبب الخلافات بين السودان والإمارات.

 

وتنطلق أعمال القمة العربية العادية الـ34 العاصمة العراقية بغداد السبت 17 مايو الجاري 2025.

 

وتغيب رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان عن قمة بغداد وسط أنباء عن أسباب تتعلق بالحرب الدائرة بالبلاد فضلا عن تحفظ السودان على تعثر طلب سابق له بعقد قمة عربية طارئة حول تدخل دعم إقليمية لقوات الدعم السريع التي تقاتل الجيش السوداني منذ أبريل 2023.

 

وطبقا لإعلام مجلس السيادة، فإن عضو مجلس السيادة ومساعد القائد العام للجيش إبراهيم جابر وصل اليوم، إلى العاصمة العراقية بغداد، للمشاركة في أعمال القمة العربية.

ورافق جابر إلى القمة، وكيل وزارة الخارجية السفير حسين الأمين، والمندوب الدائم لجامعة الدول العربية سفير السودان لدى القاهرة عماد عدوي.

وتناقش القمة عددا من القضايا التي تشهدها المنطقة، وتطورات القضية الفلسطينية، والأزمات في الشأن العربي.

 

مقالات مشابهة

  • بوتين: النتيجة التي تنشدها روسيا من العملية العسكرية الخاصة هي القضاء على الأسباب الجذرية للأزمة
  • غسان حسن محمد.. شاعر التهويدة التي لم تُنِم. والوليد الذي لم تمنحه الحياة فرصة البكاء
  • ماهي الأدوار المهمة التي يمكن أن يلعبها الإعلام في السودان في فترة ما بعد الحرب
  • المفاجأة التي لم تخطر على المتمرد عبد العزيز الحلو، حليف ميليشيا آل دقلو الإرهابية، أن الجيش على بُعد 43 كيلومترًا من كاودا
  • ما الذي يجبر مواطن بكل قواه العقلية أن يتخذ موقفا ضد بلده بهذا الشكل المخزي والقبيح؟
  • مساعد قائد الجيش السوداني إبراهيم جابر يبلغ غوتيريش أمر مهم عن “مسيرات الإمارات” ويشارك في قمة بغداد بدلًا عن البرهان
  • هل تغير معارك كسر العظم في غرب السودان الخريطة العسكرية؟
  • أهم حدث في الساحة حاليا هو العدوان الذي يتعرض له السودان من تحالف دولي يدمر في بنيته التحتية
  • هل هي “حمى الذهب والمعادن الثمينة” التي تحرك النزاع في السودان.. أم محاربة التطرف الإسلامي؟
  • الجيش الوطني والفيدرالية الديمقراطية