رئيس الرقابة الصحية يبحث مع رئيسة معهد الجودة التركي سبل التعاون في مجال السياحة العلاجية
تاريخ النشر: 28th, September 2024 GMT
شارك الدكتور أحمد طه، رئيس الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية "GAHAR"، بفعاليات المؤتمر الدولي للجمعية الدولية لجودة الرعاية الصحية "ISQua" في دورته الأربعين، والذي عقد في العاصمة التركية اسطنبول تحت شعار "الصحة من أجل الناس والكوكب: بناء الجسور نحو مستقبل مستدام".
قام بتنظيم المؤتمر، الذي أقيم من 24 إلى 27 سبتمبر، وزارة الصحة التركية بالتعاون مع معهد جودة واعتماد الرعاية الصحية في تركيا "TUSKA" وذلك بمقر مركز إسطنبول لطفي قيردار الدولي للمؤتمرات والمعارض وبمشاركة نخبة من الخبراء في مجال جودة الرعاية الصحية على مستوى العالم.
وعلى هامش مشاركته بأعمال المؤتمر، التقى الدكتور أحمد طه، رئيس الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية بالدكتور كارستن إنجل، الرئيس التنفيذي للجمعية الدولية لجودة الرعاية الصحية "ISQua" ، حيث ناقشا سبل تعزيز التعاون الاستراتيجي بين الهيئة والجمعية خلال الفترة المقبلة.
وخلال اللقاء، أكد رئيس الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية على أهمية التعاون بين الدول و تبادل الخبرات بين الجهات الحكومية والمنظمات الصحية الدولية في تعزيز صحة المجتمعات وتطوير جودة نظم الرعاية الصحية، مشيراً إلى أن مشاركة "جهار" في أعمال المؤتمر الدولي للإسكوا في دورته الاربعين بتركيا، تأتي ضمن رؤية مصر ٢٠٣٠ والتي تؤكد على أهمية تحقيق الشراكات للوصول إلى أفضل المعايير العالمية بمنظومة الرعاية الصحية، والوصول إلى التغطية الصحية الشاملة، وتحسين جودة الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين.
وقال د.أحمد طه، أن الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية هي الجهة المسئولة عن ضمان جودة الخدمات الصحية المختلفة والتي يحصل عليها المنتفعين بمنظومة التأمين الصحي الشامل، وذلك وفقا لقانون التأمين الصحي الشامل بمصر، وتماشيا مع سياسة الدولة الخاصة برفع كفاءة وتطوير مختلف الخدمات الصحية المقدمة للمواطن المصري، وحرص القيادة السياسية على توكيد جودة مخرجات النظام الصحي في مصر على المستويين المحلي والدولي.
ومن جانبه، أعرب د. كارستن إنجل، عن امتنانه وسعادته بالتعاون مع مصر، مشيدا بما حققته الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية من انجازات ونجاحات في الحصول على الاعتماد الدولي من الاسكوا لعدد ٧ كتب من المعايير إلى جانب الاعتماد الدولي لبرنامج تدريب المراجعين، بما يؤكد ثقة المجتمع الدولي في جميع أدلة المعايير الصادرة عن الهيئة، وعمليات وسياسات العمل بها، إلى جانب طريقة تقييم المنشآت الصحية في مصر.
كما التقى د.أحمد طه مع د.فيجن سيزميجي سينيل، رئيسة معهد الجودة والاعتماد الصحي التركي، حيث بحثا آليات تحقيق تعاون مشترك بين الهيئة والمعهد التركي، وتركزت المناقشات على تنفيذ برامج تدريبية مشتركة تهدف إلى تحسين جودة الرعاية الصحية والسياحة العلاجية، بما يساهم في رفع كفاءة النظام الصحي في كلا البلدين.
وحرص رئيس الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية على عقد سلسلة لقاءات مع عدد من رؤساء المؤسسات والمنظمات الدولية المناظرة وذلك لبحث إمكانية توقيع بروتكولات تعاون لتبادل الخبرات بما يسهم في رفع كفاءة المنظومة الصحية في مصر، ومنهم: د.جوناثان بيرلين، الرئيس والمدير التنفيذي للجنة الاعتماد الدولية المشتركة( JCI)، د.سلمى الجاعوني، الرئيس التنفيذي لمجلس اعتماد المؤسسات الصحية الأردنية (HCAC)، حيث أكد طه على التقارب بين رؤى الدولتين بشأن تطوير الأنظمة الصحية وتقديم حلول مبتكرة لتعزيز جودة الرعاية الصحية، وتناول اللقاء مناقشة سبل التعاون المشترك بين البلدين، بما يسهم في تحسين مستوى الخدمات الصحية المقدمة.
كما التقي رئيس هيئة الاعتماد والرقابة الصحية د.فابيو غاستال، رئيس منظمة الاعتماد الوطنية بالبرازيل(ONA)، ود.كلوديا ميكا، المؤسس والرئيس التنفيذي لمنظمة تيموس (TEMOS) الدولية، د.جيفري برايثوايت، مدير المعهد الأسترالي للابتكار الصحي بجامعة ماكواري وتباحث الجانبان أوجه التعاون وتبادل الخبرات خلال الفترة القادمة.
وفي ذات السياق، وخلال فعاليات اليوم الأول من المؤتمر، أدار الدكتور أحمد طه، رئيس هيئة الاعتماد والرقابة الصحية، جلسة نقاشية حول "سلامة المرضى وتحسين جودة الرعاية الصحية "، بمشاركة خبراء من خمس دول مختلفة، تناولت الجلسة عدد من المحاور الهامة لتحسين جودة الرعاية الصحية، حيث ناقش المشاركون تجارب دولهم في تعزيز نظم الصحة وضمان الجودة في الرعاية الصحية.
شارك بالجلسة كلا من: د.جانغ تشين، أستاذ ورئيس وحدة أبحاث خدمات صحة السرطان في جامعة ملبورن- والأستاذ المساعد بمركز الاقتصاد الصحي بجامعة موناش، د.نورشايم تيلينباييفا، مسؤولة فنية بالنظم الصحية بمكتب منظمة الصحة العالمية في أثينا- وأخصائية جودة الرعاية وسلامة المرضى، د.أنجومان بيجوم، أخصائية الصحة العامة وإدارة العلوم الصحية ببنجلاديش، د.ميثوديوس أوكوزي، د.كارول هورويتز
وخلال الجلسة، تناولت د. أنجومان بيجوم محور تحسين جودة خدمات الرعاية الصحية بمرحلتي ما قبل وبعد الولادة من خلال تعزيز الإشراف الداعم لمقدمي الخدمات في المنشآت الصحية الخاصة بالمناطق الفقيرة والحضرية في بنغلاديش، كما استعرض د.ميثوديوس أوكوزي، آليات تعزيز نظام ضمان الجودة لمجهر الملاريا لتحسين جودة التشخيص الطفيلي في نيجيريا.
ومن جانبه، تناول د.جانغ تشين عرض النقاط الأكثر أهمية في تحسين جودة الرعاية الصحية في الأقسام الداخلية بالمستشفيات ، بينما قام د. كارول هورويتز، بشرح أليات تعزيز التوثيق الواقعي والمعلوماتي في السجلات الصحية الإلكترونية للحد من التحيز وتحسين رعاية المرضى، كما استعرض د.نورشايم تيلينباييفا، عوائق ثقافة جودة الرعاية الصحية لتحسين صحة الأمهات والأطفال في جمهورية قيرغيزستان.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: العاصمة التركية إسطنبول رئیس الهیئة العامة للاعتماد والرقابة الصحیة تحسین جودة الرعایة الصحیة الخدمات الصحیة الصحیة فی أحمد طه
إقرأ أيضاً:
العيون والإفلاج الكبريتية قيمة استثمارية مضافة في السياحة العلاجية
تشكل السياحة العلاجية والاستشفائية أحد الأنواع المهمة لتعزيز التدفق السياحي حيث يعتمد هذا النوع من السياحة على استثمار الموارد الطبيعية في الدول لتقديم خيارات جديدة في تعزيز السياحة الصحية والاستشفائية، وأصبح هذا النوع من السياحة العلاجية أحد أهم المسارات التي توليها الدول اهتماما بالغا وترفد ميزانياتها بالكثير من الأموال، وتمتلك سلطنة عمان على امتداد محافظاتها عشرات العيون والأفلاج الساخنة والكبريتية ذات القيمة العلاجية والاستشفائية وتعد مصدرا لعلاج الكثير من الأمراض الجلدية، وأكدت الإحصائيات العالمية أن السياحة بكافة أشكالها أصبحت من المصادر المهمة لرفد اقتصادياتها ونموها، واستنادا لإحصائيات نهاية عام 2023 فقد سجلت رحلات السفر 1.3 مليار سائح، وأكدت تقارير منظمة الأمم المتحدة للسياحة أن الناتج المحلي الإجمالي المباشر للسياحة بلغ 3.4 تريليون دولار، أي ما يعادل 3% من الناتج العالمي، وهذا يؤكد الاهتمام الكبير الذي توليه دول العالم بالسياحة، وتزخر سلطنة عمان بالكثير من الكنوز الطبيعية وتعد العيون والأفلاج واحدة من الثروات التي ينبغي استثمارها للمساهمة في تعزيز السياحة وزيادة مساهمتها في الناتج المحلي وهذا الأمر يحتاج للكثير من العمل والجهود المخلصة والتكاتف الحكومي والأهلي، لتحقيق نمو ملحوظ لمساهمة السياحة في الناتج المحلي، وفي هذه الزاوية تطرقت جريدة «عمان» إلى موضوع استثمار العيون والإفلاج الساخنة والكبريتية في تعزيز السياحة الاستشفائية والعلاجية في سلطنة عمان، وأهم التحديات التي تواجه عمليات تطوير مواقع العيون، والحلول الفاعلة للبدء في عمليات التطوير لتحقيق مستهدفات «رؤية عمان 2040» في القطاع السياحي التي تتمثل في جلب الاستثمار والاستدامة المالية وإسهام القطاع في سوق العمل.
تطوير ملح
في البداية قال سعادة عبدالله بن حمد الحارثي عضو مجلس الشورى رئيس لجنة الإعلام والسياحة والثقافة بمجلس الشورى: تنبع أهمية مياه العيون الحارة من تعدد استخداماتها في مجالات الاستشفاء والتطبيب والعلاج للكثير من الأمراض التي تصيب الإنسان في جسده وفي حياته، فضلا عن كونها أحد المصادر الترفيهية المهمة التي يقصدها الناس كسياحة واستجمام، مما يجعل العمل على تحسينها وتطويرها وإضافة المرافق لها للزائر والمقيم ضرورة ملحة في كل بلد من بلدان العالم، لتحقيق الفائدة المرجوة منها الترفيهية والصحية والاقتصادية والاجتماعية، وهناك الكثير من الأمراض التي تعالجها هذه المياه المعدنية والحارة، مثل تنشيط الدورة الدموية وعلاج المفاصل وآلام الظهر، والحالات النفسية والاكتئاب، فضلا عن أنها تعد وقاية لتفادي كثير من الأمراض، فتجد هناك طرقا مختلفة في استخدامها مثل الاستحمام والبقاء لفترة طويلة في المياه الساخنة والحارة أو الشرب منها مباشرة لكونها ساخنة أو استخدام الطين كعلاج لكثير من الأمراض، وتصنيع بعض الصابون أو الأدوات الأخرى العلاجية من هذه المواد.
تطوير مستدام
وأكد على أهمية استثمار الإفلاح والعيون الكبريتية والساخنة كمصدر من مصادر السياحة الاستشفائية والعلاجية المستدامة وقال: ينبغي استثمار هذه الإفلاج والعيون الكبريتية والساخنة من خلال استغلال البيئة المجاورة لها بإيجاد بيئة جاذبة ونظيفة ومستدامة يستطيع من خلالها مرتادو المكان الاستفادة منها كمعلم صحي وسياحي وكذلك اجتماعي من خلال تجمع الناس وقضاء أوقات مميزة وجميلة، ويتطلب الأمر صيانة هذه الأماكن وتطويرها بحيث تتواكب مع الحداثة والسياحة الحديثة من خلال وضع حمامات حضارية جميلة تجعل من المكان أكثر جذبا.
قيمة تاريخية
وأضاف: للولاة ومكاتب المحافظات وأعضاء المجالس البلدية دور مهم في إعطاء هذه المواقع عناية خاصة من خلال تطويرها لتصبح أكثر جاذبية للسياحة، لما لها من قيمة تاريخية لدى الناس القاطنين في هذه الولايات ولسمعتها بين الناس وذلك من خلال طرح هذه الأماكن للاستثمار من خلال مناقصات سياحية للاستفادة من أماكن وجود العيون والأفلاج الكبريتية والساخنة من المكان كمصحات طبية وتطوير مكانها بإنشاء المقاهي والمطاعم حولها وزراعة الأماكن القريبة منها كبيئة جاذبة ومكملة للمشروع مع إقامة المماشي والألعاب الرياضية والترفيهية.
تحديات التطوير
وحول التحديات التي يمكن أن تواجه استثمار مثل هذه المواقع فقال: نعم توجد تحديات تواجه الاستثمار في هذه الأماكن ربما لقربها من أملاك المواطنين لكونها سابقا جزءا لا يتجزأ من الحياة العامة فتجدها قريبة من المنازل أو في إحرامات المساجد أو المزارع وهذا في حد ذاته تحدي في شراء الأماكن الملاصقة للعيون والأفلاج الساخنة والكبريتية وتصطدم أحيانا بعدم موافقة المواطنين بيع أو التنازل عن أملاكهم، وهنا أتساءل هل قانون نزع الملكية يشمل مثل هذه الأماكن حتى يتسنى للحكومة والجهات المعنية الاستفادة منها بتطويرها وتعويض الناس ما ينبغي تعويضه كبدل عن أموالهم، وبطبيعة الحال ربما نجد البديل في تأسيس شركات أهلية ويكون ملاك هذه الأموال أعضاء في هذه الشركة ويكون لها مساهمين وتدخل الحكومة بنسبة، ومن خلالها تستطيع إدارة هذه المرافق.
عين الكسفة أنموذج
وقال ناصر بن راشد العبري: السياحة الاستشفائية هي إحدى أنواع السياحات التي يقصدها الناس من أجل الاستشفاء والعلاج، لا سيما المياه المعدنية التي تحتوي على الكبريت الذي يساعد على علاج بعض الأمراض مثل الروماتيزم والدوالي والحكة، وتزخر بلادنا عمان بالعديد من هذه العيون الكبريتية، ومن أهمها عين الكسفة بولاية الرستاق، حيث تعد هذه العين مقصد للسياح وللراغبين في العلاج من هذه الأمراض سواء من سلطنة عمان أو من دول الخليج والوطن العربي وأيضا العالمي، وفي الحقيقة لم تستغل هذه العين الاستغلال الأمثل في السياحة العلاجية سنوات طويلة، ولكن بحمد الله قام مكتب المحافظة وبلدية جنوب الباطنة مؤخرا بتطوير منطقة هذه العين بعمل منصة ومطاعم ومقاهي وزيادة مواقف السيارات والحافلات وتنظيم المكان هناك، وحاليا يتم بناء أحواض سباحة ودورات مياه للزائرين ومريدي الاستشفاء.
وأضاف لقد واجه تطوير عين الكسفة العديد من التحديات التي سبقت عمليات التطوير وأخرى صاحبت الأعمال التطويرية للعين ولكن بحمد الله وبفضل جهود المخلصين تم حلها بالنقاش والحوار مع المواطنين المجاورين لمنطقة العين، ونتيجة لهذا التفهم كان التطوير كما هو عليه الآن، واستكمالا لعمليات التكوير في ولاية الرستاق تقوم وزارة التراث والسياحة حاليا بترميم البرج المجاور لعين الكسفة، الذي نأمل تحويله لمتحف للرستاق أو متحف طبي كون هذه العين كانت تسكن بقربها أسرة طبية امتدت إلى حوالي قرنين من الزمان، وهم أسرة بني هاشم القريون.
استثمار
وأضاف: لا شك أن استغلال هذه العيون والأفلاج كرافد اقتصادي للمواطنين وللدولة مهم جدا، كون هذه المعالم مقصدا للسياح وتتميز بها سلطنة عمان، ويتأتى ذلك من خلال تجميل مواقع هذه العيون والأفلاج، وعمل أحواض سباحة ومظلات وتوفير مرشدين سياحيين، وعمل مماشي تجاور هذه العيون والأفلاج وعمل أكشاك للبيع وبعض الألعاب وفرض رسوم بسيطة جدا لمن يرغب في السباحة الاستشفائية وربما تحويلها إلى مناطق استثمار للقطاع الخاص ليطورها.
فوائد اقتصادية وسياحية
وقال خالد بن سيف الوردي: أصبحت السياحة الاستشفائية اليوم من أبرز مجالات الاستثمار السياحي الرافد للاقتصاد، لما لها من فوائد اقتصادية وصحية، وتمتلك سلطنة عمان مقومات طبيعية مميزة في هذا المجال، وعلى رأسها العيون الحارة والكبريتية والأفلاج المنتشرة في مختلف الولايات على امتداد هذه الأرض الطيبة، التي يمكن استثمارها لتكون وجهات جذب سياحي، من خلال العمل على تطوير هذه المواقع من خلال إنشاء منتجعات متكاملة وتوفير البنية الأساسية المناسبة من مرافق وخدمات، كما أن التسويق من خلال الحملات الترويجية لهذه المواقع محليًا ودوليًا سيعزز من مكانة السلطنة كوجهة للعلاج الطبيعي.
دور المحافظين في التطوير
وأضاف: أما على مستوى المحافظات، فيمكن أن تلعب دورًا محوريًا في تحويل هذه العيون إلى مشاريع استثمارية ذات قيمة مضافة وذلك بتشجيع المستثمرين ورواد الأعمال على إقامة مشاريع سياحية صغيرة قرب العيون بالإضافة إلى إدراج هذه المواقع ضمن المسارات السياحية للمحافظات، لذلك فإن تطوير العيون والأفلاج الحارة والكبريتية في سلطنة عمان لا يحقق فقط عوائد اقتصادية، بل يسهم في الحفاظ على البيئة، وتنشيط المجتمعات المحلية، وتعزيز صورة سلطنة عمان كوجهة للسياحة المستدامة.