قررت الأمم المتحدة، تعليق جميع الأنشطة غير المنقذة للحياة وغير الداعمة للحياة بمناطق سيطرة مليشيا الحوثي، من أجل تقليل تعرض موظفيها للخطر في تلك المناطق، فيما جدد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، التأكيد على التزام المنظمة الدولية بدعم المجلس الرئاسي والحكومة الشرعية.

وفي بيان عقب اجتماع لهم عُقد الأربعاء الماضي رحب ممثلو الجمهورية اليمنية، والولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، وألمانيا، والسويد، وفرنسا، وهولندا، في الأمم المتحدة، رحبوا ، بقرار الأمم المتحدة تعليق جميع الأنشطة غير المنقذة للحياة وغير الداعمة للحياة بمناطق سيطرة الحوثيين، من أجل تقليل تعرض موظفيها للخطر في تلك المناطق.

ودعا ممثلو الدول في بيانهم “المجتمع الدولي إلى توجيه تلك المساعدات إلى أماكن أخرى في البلاد”.

وطالب ممثلو الدول مليشيات الحوثي الإرهابية، بإطلاق سراح موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية السابقة وغيرهم من العاملين في اليمن بشكل فوري والسماح لجميع الموظفين بأداء عملهم دون خوف من الاعتقال غير المبرر أو الترهيب.

وشدد البيان، على ضرورة احترام مليشيات الحوثي المعايير الدولية وضمان سلامة وأمن جميع الموظفين الدبلوماسيين والإنسانيين وموظفي المجتمع المدني والأمم المتحدة..مشيرا إلى أنه لا يمكن لمنظمات العمل الإنساني مواصلة العمل كالمعتاد على حساب تعريض الأفراد لخطر الاعتقال غير المبرر أو ما هو أسوأ.

وحث البيان المليشيات الحوثية، على توفير بيئة تشغيل مناسبة يمكن من خلالها تنفيذ المساعدات الإنسانية المبدئية..مؤكدا أن تقديم المساعدة إلى الأكثر احتياجاً في اليمن ضرورة إنسانية دولية ويتطلب بيئة تشغيلية تضمن سلامة وأمن العاملين في مجال الإغاثة.

وأعرب البيان عن قلق الدول البالغ بشأن رفاهية وكرامة الشعب اليمني ورغبتها بمواصلة دعم رفاهيتهم وهو الأمر الذي تعيقه ممارسات وقمع الحوثيين..مجددا التزامهم القوي بوحدة وسيادة واستقلال وسلامة أراضي اليمن وتصميمهم على الوقوف إلى جانب الشعب اليمني.

إلى ذلك أكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الجمعة، التزام المنظمة الدولية بدعم مجلس القيادة الرئاسي والحكومة، وحشد الموارد اللازمة للتخفيف من المعاناة الانسانية، وتسخير كافة الجهود لاستئناف العملية السياسية وتمكين اليمنيين من بناء دولتهم القائمة على الشراكة، والعدالة، واحترام حقوق الإنسان.

المصدر: وكالة خبر للأنباء

كلمات دلالية: الأمم المتحدة

إقرأ أيضاً:

أوكازيون المليشيات.. (الما عنده مليشيا ما عنده عيشة)

حيدر المكاشفي

تلزمني الامانة في البدء ان انسب الشطر الثاني من العنوان أعلاه لصاحبه الذي للأسف لم اتعرف على اسمه، يبدو ان صاحب هذا العنوان المعبّر (الما عنده مليشيا ما عنده عيشة) عندما هاله اكتظاظ سوق ام دفسو المليشي بالمليشيات، قرر ان يرتاد هذا السوق العامر ويلحق به مليشيته الخاصة، فكتب يقول (الواحد عشان يحفظ حقه لازم يسمي المليشيا باسمه، ما كمان يا جماعة ما ممكن  انا اتعب واكوّن لي مليشيا فيها سلاح ومقاتلين وتاتشرات وحرب وموت واطلق عليها اسم وهمي كدا، لازم تكون بإسمي عشان الناس تعرف وتحفظ المقامات والحقوق

والعِرف يكلم الماعِرف.. الليلة قوات عثمان عبدالجبار، بكرة حا يكون متحرك ستنا بت صالح لتحرير المثلث، وقوات الشفيع ود احمد لفك الحصار عن الابيض وتحريرها من دنس التمرد، مافي اي مشكلة الرحم موجود والخصوبة عالية.. والما عنده مليشا ما عنده عيشة)..وقد اعادت حكاية (الما عنده مليشيا ما عنده عيشة) للذاكرة، شعار سابق مشابه لها فحواه (موتر وكلاش.. مال بلاش)، والغريبة ان هذا الشعار كان قد انتشر في وسط حالة من الاضطراب والفلتان والسيولة مثل التي تشهدها البلاد الآن وتسببت في تزايد اعداد المليشيات، حيث وجد بعض المتفلتين ضالتهم في الدراجة البخارية (موترسايكل) والبندقية الآلية (كلاشنكوف)، وإتخذوها سبيلاً ليوصلهم الى الثراء العريض بأسرع فرصة وأسهل وسيلة مستفيدين في ذلك من حالة الاضطراب والسيولة التي افرزتها حرب دارفور، فتأسوا بالمثل السالب الذي يقول (دار أبوك كان خربت شيل ليك منها شلية)، ولهذا صار شعار هذه الجماعة (موتر وكلاش.. مال بلاش).. ليحتل راكب الموتر وحامل الكلاش، مكان الجن الراكب الجواد وشايل جيم ثري، في وراثة عجيبة لتراث العنف والقتل والسطو وإشاعة الذعر وبث الفوضى، وتعاقب اجيال الفواجع والمصائب والمحن التي لا تأتي فرادى بل محنة تعقبها فاجعة تليها مصيبة وهكذا دواليك، فدلاليك الحروب والصراعات لم تكف لحظة عن الرزيم إلا بالمقدار الزمني الذي يسمح بنقلها الى مكان آخر، وستظل هذه الكأس دائرة ما ظلت ثقافة الحرب هى السائدة، وثقافة الحرب لا تسود إلا حين تضمر الدولة وتغيب قيمة المواطنة وتصبح المليشيات هى من يأخذ الحق والقانون بيده..

الحقيقة الماثلة اليوم ان المليشيات بعد حرب الندامة ما انفكت تتكاثر باضطراد حتى باتت عصية على التعداد مضافاً اليها المليشيات القديمة، وقد ظللنا بين الحين والآخر نسمع عن تكوين مليشيا جديدة أو تنسيقية جديدة، ولا غرابة فهذا التكاثر المليشي يتسق ويتناغم مع السياق السياسي والعسكري الذي افرزته الحرب ومؤداه (من أراد ان يستنفع فليكوّن له مليشيا، ومن ان أراد ان يستوزر عليه ايضاً تكوين مليشيا ليخوض بها حرب الكرامة)، اما المليشيات القائمة اصلاً ووالغة في الحرب فحقها في الاستنفاع محفوظ، وليس بالضرورة ان تكون المليشيا المنتفعة حاملة للسلاح، وانما يمكن ايضا ان تكون كتيبة اعلامية أو فصيلة من المحللين (الاصطراطيجيين) وهؤلاء حقهم في الاستنفاع على قاعدة (انفع واستنفع) محفوظ كذلك، وقد تجلى ذلك بوضوح في مضاغطة كثير من كتاب البلابسة والفلول لرئيس وزراء (حكومة الامل) كامل ادريس، بتحذيره تحذيراً مغلظاً من ان يأتي بوزراء لا سهم لهم ولا نصيب في حرب الكرامة، فماذا تُراه فاعل صاحب حكومة الامل والحوكمة والعلم والحداثة والرقمنة مع هؤلاء البلابسة مع انه هو ايضاً بلبوسي..والمشكلة ليست فقط في عدد المليشيات المتزايد وانما ايضا في عملية التجنيد الواسعة المستمرة لضم اشخاص جدد، ومنحهم رتب عسكرية مختلفة بغرض (تكبير الكوم)، وقد اسفت لقبول الزميل عطاف عبدالوهاب المنضم حديثاً لمليشيا العدل والمساواة قبوله رتبة صول فهذه الرتبة المتدنية لا تليق بمن ينتمي للوسط الصحفي، وتنخرط المليشيات في عمليات تكبير الكوم حتى تضمن نصيب اكبر فى كيكة السلطة والثروة، ووجود اكثر داخل القوات النظامية حين يحين اجل عملية الدمج والتسريح، وتعيد هذه العملية الى المشهد ما سبق ان حدث ابان اتفاقية عام 1972 بين حكومة مايو وقتها وحركة الانانيا الجنوبية، حيث نشطت الانانيا في تجنيد الكثيرين، ليتضح لاحقاً بعد استيعابهم فى الجيش بأنهم غير مؤهلين لينضموا لأي مستوى من المستويات داخل القوات المسلحة، وحتى لا تتكرر تلك التجربة الكارثية، لابد من حسم ظاهرة التجنيد ال(سمبلا) الذي يتم على طريقة اوكازيون السلع والبضائع قبل البدء عمليا فى تطبيق الترتيبات الأمنية، ولكن للأسف ان هذا التجنيد الجزافي يتم بدعم ومساندة قيادات الجيش التي تشرّف احتفالات التخريج..وهذا والله أمر مقلق على البلاد، ان لا يمر وقت إلا وتسمع بكيان جديد يعلن التسلح، أو أناس يدعون للتسلح، أو منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي تصور للناس أن الحل لأزماتهم هو حمل السلاح. فخلال الأشهر القليلة الماضية احصيت شخصياً الاعلان عن خمسة كيانات مسلحة ترفع شعارات وقضايا جهوية، وتدعو الناس للتسلح بدعوى الدفاع عن أنفسهم، وحماية مصالحهم، وبعضها يلوح بالانفصال. والحقيقة الصادمة ليست هناك إحصاءات دقيقة معلنة وموثقة عن عدد الحركات والكيانات المسلحة في السودان، لكن بعض التقارير تحدثت عن أكثر من 80 حركة، بعضها لا وجود حقيقياً لها على الأرض، لكنها تبقى مهددة للأمن والاستقرار، وعائقاً أمام تحقيق السلام المستدام..

 

الوسومحيدر المكاشفي

مقالات مشابهة

  • الأممي المتحدة: استمرار الجفاف يهدد الموسم الزراعي والأمن الغذائي في اليمن
  • أنظار إسرائيل وأميركا على الحوثيين في اليمن
  • العراق يحصل على عضوية في اتفاقية الأمم المتحدة للتغير المناخي
  • قادة الناتو يجددون التزامهم بحماية جميع دول الحلف
  • "نداء للحياة من قصر العيني".. فعالية لنشر ثقافة التبرع بالأعضاء بـ "طب القاهرة"
  • اليمن يدين “العدوان الإيراني” على قطر وتؤكد دعمها الكامل للدوحة
  • كيف تعاملت جماعة الحوثي في اليمن مع قصف إسرائيل وأمريكا لإيران؟ وما الدلالات؟ (تحليل)
  • اليمن يدين "العدوان الإيراني السافر" على دولة قطر
  • كهرباء إيران تحت القصف.. انقطاع بمناطق واستعادة في أخرى
  • أوكازيون المليشيات.. (الما عنده مليشيا ما عنده عيشة)