"أكلوا قائدهم".. اكتشاف صادم حول رحلة فرانكلين المنكوبة
تاريخ النشر: 1st, October 2024 GMT
كشفت أبحاث جديدة أجراها باحثون من جامعة واترلو بكندا، تفاصيل صادمة بشأن رحلة فرانكلين المنكوبة، التي قادها السير جون فرانكلين، وغادرت إنجلترا عام 1845 لاستكشاف القطب الشمالي.
وتبيّن أن بعض البحارة الذين لقوا حتفهم أثناء محاولتهم الهروب من القطب الشمالي بعد أن تجمّدت سفينتيهم تيرور وإريبس وحاصرهم الجليد، لجأوا لأكل قائدهم جيمس فيتزجيمس، الذي مات قبلهم بفترة، في محاولة منهم لإنقاذ أنفسهم.
وبحسب موقع "ساينس أليرت"، فإنه في عام 1848، وبينما تخلّى البحارة الـ 105 المتبقون عن سفينتيهم لأنياب الجليد القاسية، فإنهم لم يتمكنوا من العودة إلى ديارهم، وربما لم يغادروا الجزيرة قط. ومنذ ذلك الحين، تم العثور على عظام العديد من البحارة في تلك البقعة النائية من الأرض.
وتم التعرف على هوية جيمس فيتزجيمس قائد السفينة، من خلال تعقب الأحفاد والأقارب المعروفين لأعضاء الطاقم، ومقارنة الحمض النووي الخاص بهم بالحمض النووي، الذي تم الحصول عليه من العظام الموجودة في جزيرة الملك ويليام.
وكانت عينة من أحد أحفاد فيتزجيمس مطابقة للحمض النووي من سِن من بين أكثر من 400 عظمة تم استردادها حتى الآن.
وهذا هو ثاني تحديد على الإطلاق لبقايا رحلة فرانكلين في جزيرة الملك ويليام.
إن عظم الفك المطابق لتلك السن هو ما كشف على الأقل عن مصير فيتزجيمس، فالنقوش الموجودة على العظم تتوافق مع عملية ذبح، وهو ما يشير إلى أن أفراد طاقم القبطان، الذين ربما كانوا يعانون من الجوع والمرض، استخدموا جثته قدر استطاعتهم، وأكلوه بالفعل.
وقال عالم الآثار دوغلاس ستينتون من جامعة واترلو في كندا: "يُظهر هذا أنه توفي قبل بعض البحارة الآخرين الذين لقوا حتفهم على الأقل، وأن الرتبة أو الوضع لم يكن المبدأ الحاكم في الأيام الأخيرة اليائسة للرحلة بينما كانوا يكافحون لإنقاذ أنفسهم".
وهذا يتفق مع التقارير الصادرة في ذلك الوقت، فقد تلقت البعثات البريطانية التي أُرسلت للبحث عن المستكشفين المفقودين في خمسينيات القرن التاسع عشر، تقارير من سكان الإنويت في جزيرة الملك ويليام تفيد بأن بقايا الناجين أظهرت علامات على أكل لحوم البشر.
وكشفت الأبحاث اللاحقة التي أجريت في تسعينيات القرن العشرين عن صحة التقارير، إذ أظهرت عظام أربعة على الأقل من الأفراد المستخرجين من الموقع الأثري أدلة على تعرضهم للذبح، ما يعني أن هؤلاء الرجال بلغوا أقصى حدود قدرتهم على التحمل.
وقال عالم الأنثروبولوجيا روبرت بارك من جامعة واترلو: "إن هذا يوضح مدى اليأس الذي شعر به بحارة فرانكلين ودفعهم إلى القيام بشيء قد يعتبرونه بغيضاً".
يذكر أنه منذ اختفت البعثة في القطب الشمالي قبل 179 عاماً، كان هناك اهتمام واسع النطاق بمصيرها النهائي، مما أدى إلى ظهور العديد من الكتب والمقالات التي تخمّن مصيرها. ومؤخراً، مسلسل تلفزيوني قصير حوّلها إلى قصة رعب تتناول أكل لحوم البشر كأحد موضوعاتها.
وبفضل هذا البحث، أصبح فيتزجيمس أول ضحية معروفة لأكل لحوم البشر من بين ضحايا رحلة فرانكلين. وقد تم وضع عظامه التي تم استردادها في كومة من الحجارة، جنباً إلى جنب مع عظام أخرى، وتم وضع لوحة تذكارية في موقع وفاتهم.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: إسرائيل وحزب الله تفجيرات البيجر في لبنان رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية إنجلترا بريطانيا
إقرأ أيضاً:
هل تقود سياسات ستارمر الجديدة للهجرة إلى تقليل الأعداد... أم إلى خلق "جزيرة من الغرباء"؟
أعلن كير ستارمر عن سياسات هجرة جديدة تشمل تشديد متطلبات اللغة الإنكليزية، والحد من توظيف الأجانب في قطاع الرعاية، ضمن خطة تهدف إلى تقليص أعداد المهاجرين بشكل كبير. اعلان
قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إن المملكة المتحدة تواجه خطر التحول إلى "جزيرة من الغرباء" ما لم تُعتمد قواعد أكثر صرامة للهجرة، وذلك تزامنًا مع إعلان حكومته عن حزمة سياسات شاملة تهدف إلى تقليص عدد الوافدين إلى البلاد.
ويأتي هذا التصعيد الحكومي في أعقاب التقدم اللافت الذي أحرزه حزب الإصلاح اليميني المتشدد في الانتخابات المحلية الأخيرة، حيث تمكن من السيطرة على 10 من أصل 23 مجلسًا مطروحًا للتنافس، محققًا 677 مقعدًا من أصل 1600 مقعد متاح.
وفي هذا السياق، عقد ستارمر مؤتمرًا صحفيًا في داونينغ ستريت قبيل نشر ورقة السياسات الحكومية، تعهد فيه بـ"استعادة السيطرة على حدودنا"، مستعينًا بعبارة كثيرًا ما استخدمها أنصار حملة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
أما على صعيد الأرقام، فقد أظهرت بيانات مكتب الإحصاءات الوطنية (ONS) أن صافي الهجرة انخفض خلال السنة المنتهية في يونيو/ حزيران 2024، مقارنةً بالذروة المسجّلة في العام السابق والتي بلغت 906 ألف شخص.
وفي تصريح يحمل نبرة حاسمة، تعهّد ستارمر بتقليص معدلات الهجرة "بشكل كبير" قبل نهاية عمر البرلمان الحالي، رغم امتناعه عن تحديد رقم دقيق لهذا الخفض.
وفي معرض توضيحه لأهمية القواعد المجتمعية، قال ستارمر: "تعتمد الأمم على قواعد، قواعد عادلة. أحيانًا تكون مكتوبة، وغالبًا ما تكون غير مكتوبة، لكنها في جميع الأحوال تمنح قيمنا إطارًا واضحًا، وتوجّهنا ليس فقط نحو حقوقنا، بل أيضًا نحو مسؤولياتنا والالتزامات التي نتحملها تجاه بعضنا البعض".
وأكد ستارمر أن التنوع في المجتمع البريطاني يزيد من أهمية هذه القواعد، مضيفًا: "في أمة متنوعة مثل أمتنا، وأنا أحتفل بذلك، تصبح هذه القواعد أكثر أهمية. فبدونها، نخاطر بأن نصبح جزيرة من الغرباء، بدلًا من أن نكون أمة تسير إلى الأمام معًا".
وفي انتقاد صريح لإرث الحكومة المحافظة السابقة، أشار ستارمر إلى أن صافي الهجرة "تضاعف أربع مرات في أربع سنوات قصيرة ليصل إلى ما يقرب من مليون شخص"، واصفًا ذلك بأنه أمر "يصعب تصديقه". وأضاف أن السياسة الجديدة تهدف إلى إعادة السيطرة على الهجرة من خلال نظام "انتقائي".
وبالرجوع إلى الأرقام الرسمية، يُقدَّر صافي الهجرة إلى المملكة المتحدة بنحو 224 ألف شخص في العام حتى يونيو/ حزيران 2019، قبل أن يتراجع إلى نحو 111 ألف شخص في العام حتى يونيو/ حزيران 2020 بسبب جائحة كوفيد-19، وذلك بحسب بيانات مكتب الإحصاءات الوطنية (ONS).
وقد ارتفع صافي الهجرة إلى 254 ألف في العام المنتهي في يونيو/ حزيران 2021، ثم شهد ارتفاعًا حادًا إلى 634 ألف في العام التالي، قبل أن يصل ذروته عند 906 ألف في العام المنتهي في يونيو/ حزيران 2023.
ومع ذلك، تشير البيانات الأحدث إلى بداية انعكاس هذا الاتجاه، إذ يُقدّر أن صافي الهجرة انخفض إلى 728,000 في العام المنتهي في يونيو/ حزيران 2024.
ويُعزى هذا الارتفاع في صافي الهجرة خلال السنوات الأخيرة إلى عدة عوامل، من بينها الحرب في أوكرانيا، وتدفق المواطنين البريطانيين العائدين من هونغ كونغ، بالإضافة إلى الزيادة الكبيرة في أعداد الطلاب الدوليين الذين اختاروا المملكة المتحدة وجهةً للدراسة، بعد أن حالت الجائحة سابقًا دون ذلك.
علاوة على ذلك، ساهمت التعديلات التي أُدخلت على نظام الهجرة في أعقاب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في تغيير المشهد، حيث تم استحداث أنواع جديدة من التأشيرات للوظائف المتخصصة، مما أدى إلى تدفّق المزيد من الوافدين من دول خارج الاتحاد الأوروبي.
أما بشأن الإجراءات الجديدة، فتتضمن ورقة السياسات الحكومية مقترحات لتشديد متطلبات اللغة الإنجليزية للمهاجرين، من خلال إدخال اختبارات تُقيّم التحسينات التي يحققها الأفراد مع مرور الوقت.
وبالإضافة إلى ذلك، سيتم رفع الحد الأدنى من المؤهلات المطلوبة للحصول على تأشيرة العمل الماهرة إلى مستوى الخريجين.
وفي خطوة أخرى تهدف إلى تقليل أعداد المهاجرين، ستنهي الحكومة حق الأجانب في التقدم بطلب التجنيس بعد خمس سنوات، حيث سيتوجب عليهم الآن الانتظار لمدة عشر سنوات قبل أن يصبحوا مؤهلين لذلك.
ومن جهة أخرى، ستطال التغييرات الجديدة قطاع الرعاية الاجتماعية، إذ ستُمنع دور الرعاية من توظيف العمالة الأجنبية، رغم اعتمادها الكبير على هذه الفئة من الموظفين.
ومع ذلك، أشارت الحكومة إلى وجود "فترة انتقالية" حتى عام 2028، سيتم خلالها تمديد التأشيرات الحالية، وسيسمح للمقيمين الأجانب بالتقدم لشواغر في قطاع الرعاية.
Relatedستارمر وشولتس يبحثان تعزيز العلاقات البريطانية-الأوروبية في تشيكرزعلى هامش جنازة البابا فرنسيس: لقاء غير تقليدي بين زيلينسكي وترامب وماكرون وستارمرستارمر: لندن وباريس تعملان على خطة لوقف الحرب في أوكرانيا سيتم طرحها على ترامبورغم هذا التدرج، تثير هذه الخطوة مخاوف من تفاقم النقص الحاد في عدد العاملين في القطاع، إذ تشير الإحصائيات الرسمية إلى وجود 131 ألف وظيفة شاغرة في مجال الرعاية الاجتماعية في إنجلترا وحدها خلال العام الماضي.
وفي هذا السياق، وصف البروفيسور مارتن جرين، الرئيس التنفيذي لمؤسسة "كير إنكلترا"، الإجراءات بأنها "ضربة ساحقة لقطاع هش بالفعل"، مشيرًا إلى أن "التوظيف الدولي لم يكن حلاً سحريًا، لكنه كان طوق نجاة".
أما في ما يتعلق بالطلاب الدوليين، فقد تعهدت الحكومة بتشديد المعايير التي يجب أن تفي بها المؤسسات التعليمية حتى تتمكن من استقطاب الطلبة الأجانب.
وبموجب هذه التعديلات، لن يُسمح للخريجين بالبقاء في المملكة المتحدة سوى 18 شهرًا بعد التخرج، بدلًا من عامين كما كان معمولًا به سابقًا.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة