جريدة الرؤية العمانية:
2025-07-12@04:12:57 GMT

الإحباط وصراعات الحياة

تاريخ النشر: 1st, October 2024 GMT

الإحباط وصراعات الحياة

 

 

مدرين المكتومية

تستيقظ كل يوم وأنت تصارع الحياة لكي تكون على ما يرام، وأن تكون مُقبلًا على كل ما يُحيط بك من وجع وأنك تبحث عن السعادة، وذلك لمعرفتك الصادقة بأن الآخر لا دخل له فيما تمر به أو ما تعيشه وتقاسيه من آلام، ومن هُنا تُدرك لاحقًا أن العطاء الزائد مع الآخر ربما يدفعه لاعتياد هذا العطاء دون الاعتراف بالعرفان والفضل! بل في المقابل يشعر الآخر أنه قادر على محاسبتك عن كل أفعالك، ويُعطي لنفسه الحق- كما يظن- في تحديد مسارات حياتك، وربما يدفعك هذا إلى مزيد من الإحباط.

هناك أناس في محيطنا لا يدركون أننا نبذل كل ما في وسعنا لنكون "أبطالًا"، وأننا نسعى بكل ما نملك لأن نُقدِّم كل ما لدينا من طاقة تجاههم، وتجاه كل ما يخصهم، فتمر علينا أيام ونحن نقاوم التعب والمرض والوجع والإرهاق لأجل أن نحقق لهم طلباتهم وربما أحلامهم! هم يحلمون ونحن بمثابة العصا السحرية القادرة على تنفيذ "كل شيء".

عندما أتحدث عن كل هذا فإنني أود أن أجيب على مفهوم "الإحباط"، وهو الشعور المزعج الذي قد يؤرق حياتك، وقد يدمر نفسيتك ويصنع منك شخصًا غير متفائل ومتذمرا تجاه كل ما حولك.

وهناك أشخاص لا يدركون أن تصرفات قد يرونها بسيطة قد تتسبب في دمار داخلي وكلي لشخص طوال حياته يحاول أن يكابر على ألمه وحزنه، وتعبه من أجلهم وأجل من حوله، فعندما تتعامل الأسرة مع شخص على أنه يتقبل ويتحمل فيجدون أن كل ما يقدمه ويجب أن يقدمه هو بالأساس مسؤول عنه وهو بالفعل ليس كذلك، لأنه قدم كل ذلك بدافع الحب والاحترام والتقدير، بدافع أنه شخص رائع.

كذلك الحال في محيط العمل، ثمة شخص يجتهد دون تذمُّر ويقدم كل ما في وسعه ليتأكد من سير كل شيء على نحو رائع، وفي المقابل في لحظة ما يشعر أنَّ كل ما قدمه قد يذهب هباءً نتيجة لعدم التقدير.

ولذلك وضع الخبراء تعريفًا للإحباط في بيئة العمل، والذي يحدث نتيجة لمؤثرات عدة، وعادة ما تظهر ردات فعل على الموظفين المُحبطين، مثل انخفاض الإنتاجية، حيث يبدأ الموظف في تقديم أداء أقل من المعتاد أو يتراجع إنتاجه بشكل ملحوظ. كما يمكن أن يكون الغياب المتكرر أو التأخر عن موعد الدوام، دليلًا آخر على الإحباط في بيئة العمل وحالة عدم الرضا التي تنتاب الموظف، فضلًا عن فقدان الحافز والدافع في بيئة العمل، وكذلك الشكوى المستمرة؛ سواء من ظروف العمل أو الزملاء أو المهام المكلف بها الموظف.

إنَّنا في هذه الحياة نعيش في دوامة من الصراعات الداخلية التي تحتاج دائمًا لدعم من المحيطين بنا، صحيح أن الصراعات الداخلية لا دخل للآخر فيها، لكنه جزء لا يتجزأ منها، وبالتالي علينا أن نتحلى بالعطف والحنان مع بعضنا البعض.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الاتحادية للموارد البشرية تحصد لقب بطل في القمة العالمية لمجتمع المعلومات

حصدت الهيئة الاتحادية للموارد البشرية الحكومية لقب "بطل منتدى القمة العالمية لمجتمع المعلومات (WSIS) لعام 2025 "، عن مشروعها الرائد "تجربة الموظف الرقمية"، ضمن فئة التوظيف الإلكتروني.وجاء الإعلان عن فوز الهيئة الاتحادية للموارد البشرية الحكومية بالجائزة التي تعد من أبرز الجوائز العالمية التي تكرم المبادرات المتميزة لتعزيز التحول الرقمي، ضمن فعاليات الدورة العاشرة لمنتدى القمة العالمية لمجتمع المعلومات التي عقدت مؤخراً في مدينة جنيف السويسرية بدعم من منظمة الأمم المتحدة وبحضور عالمي كبير لعدد من وفود الدول المشاركة وخبراء تكنولوجيا المعلومات والاتصالات من مختلف دول العالم.  و
يهدف مشروع "تجربة الموظف الرقمية" الذي أطلق ضمن جهود حكومة دولة الإمارات لتصفير البيروقراطية، إلى توفير تجربة رقمية ميسرة ومبتكرة لموظفي الحكومة الإتحادية، مدعومة بالذكاء الاصطناعي تواكب أحدث الاتجاهات العالمية في التصميم، من خلال واجهات تفاعلية سهلة، ومخصصة حسب احتياجات كل موظف. ومنذ إطلاقه، أحدث المشروع نقلة نوعية وأثراً إيجابياً ملموساً، حيث أتاح رحلة رقمية سهلة وسلسة لأكثر من 80 ألف موظف في 35 جهة اتحادية، عند إتمام خدمات وإجراءات الموارد البشرية الخاصة بهم، تمثلت في تقليص عدد خطوات إنجاز الخدمات بنسبة 58% مقارنة بالنظام السابق، وخفض زمن تنفيذ الخدمة بنسبة 56%، بالإضافة إلى التكامل المعلوماتي بين واجهة الموظف الرقمية والأنظمة الرقمية الأخرى في الجهات الحكومية المختلفة، كما ساهم المساعد الذكي في تسريع الاستجابة للاستفسارات، ما عزز من كفاءة وسرعة تقديم الخدمات المدعومة بالذكاء الاصطناعي.
عهود الرومي: ترسيخ التحول الرقمي في مختلف مجالات العمل
وأكدت معالي عهود بنت خلفان الرومي وزيرة دولة للتطوير الحكومي والمستقبل، رئيسة الهيئة الاتحادية للموارد البشرية الحكومية، أن تعزيز المرونة والجاهزية الحكومية وتمكين المواهب وبناء قدرات الكوادر الحكومية، وتعزيز تجارب الموظفين ودعمها بالحلول الرقمية المبتكرة المدعومة بالذكاء الاصطناعي، يمثل توجهاً رئيسياً لحكومة دولة الإمارات ونهجاً متبعاً في ترسيخ التحول الرقمي في مختلف مجالات العمل.وقالت عهود الرومي إن فوز مشروع تجربة الموظف الرقمية الذي طورته الهيئة الاتحادية للموارد البشرية الحكومية بجائزة "بطل القمة العالمية لمجتمع المعلومات 2025"، إحدى أهم جوائز التحول الرقمي على مستوى العالم، يمثل شهادة دولية جديدة لريادة حكومة دولة الإمارات، وتجربتها المتقدمة في تحديث أطر العمل، وقيادة جهود التحول الرقمي الهادف لدعم استدامة التطور الحكومي، بما يعزز جاهزية الحكومة لتحديات المستقبل.
فيصل المهيري: المشروع ضمن جهود حكومة دولة الإمارات لتصفير البيروقراطية
من جانبه أكد فيصل سعيد بن بطي المهيري، مدير عام الهيئة الاتحادية للموارد البشرية الحكومية، أن مشروع "تجربة الموظف الرقمية" يأتي ضمن جهود حكومة دولة الإمارات لتصفير البيروقراطية، والارتقاء بمنظومة الموارد البشرية الحكومية عبر حلول رقمية ذكية ومتكاملة ومدعومة بالذكاء الاصطناعي.وقال فيصل المهيري إن الهيئة طوّرت تجربة الموظف الرقمية، من خلال واجهات رقمية سهلة وميسرة، مدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، ومرتبطة رقمياً مع مختلف الأنظمة الرقمية في مختلف الجهات الحكومية، ما يعزز من تجربة الموظف الحكومي، ويرفع من كفاءة الأداء، بما ينسجم مع توجهات الحكومة نحو استدامة التطوير والتحديث، وتعزيز تنافسية العمل، واستباقيته، وفعاليته، مؤكداً مواصلة التطوير الشامل لتمكين موظفي حكومة دولة الإمارات بالحلول الرقمية، وتهيئة البيئة الحاضنة للمواهب الوطنية، والمحفزة للنمو والتطور والمشاركة الفاعلة في صناعة مستقبل العمل الحكومي. مشروع مبتكر لتمكين الموظفين.ويقدم المشروع الفائز نموذجاً مبتكراً في تمكين الموظفين من الوصول الذكي والفعال إلى خدمات الموارد البشرية، من خلال منصة رقمية متكاملة مدعومة بالذكاء الاصطناعي، صممت وطورت داخلياً، ترتكز على احتياجات المستخدم وتبسط الإجراءات بهدف تحسين وتطوير جودة تجربة الموظف، ما ينسجم مع توجهات حكومة دولة الإمارات بتصفير البيروقراطية.الاستدامة الرقمية.ويعزز المشروع توجهات الاستدامة الرقمية من خلال تقليص الاعتماد على الإجراءات الورقية والموارد التقليدية، عبر الأتمتة الكاملة للعمليات وتكاملها مع الجهات الاتحادية والمحلية المعنية، ويسهم في خفض البصمة الكربونية وتحسين جودة حياة الموظف من خلال إجراءات سهلة وسلسة.
ذكاء اصطناعي متقدم
ويُعد الذكاء الاصطناعي أحد أبرز أعمدة المشروع، حيث يوفر مساعداً رقمياً، يقدم إجابات دقيقة ومباشرة على استفسارات الموظفين المتعلقة بالقوانين والسياسات والإجراءات، مما يعزز من فعالية اتخاذ القرار ويثري التجربة التفاعلية.أثر اقتصادي واجتماعي وبيئي.وأسهم المشروع في دعم الاستدامة البيئية وإحداث تأثير اقتصادي ملموس من خلال التحول الرقمي تمثل في خفض التكاليف التشغيلية وزيادة الإنتاجية، فضلاً عن الأثر الاجتماعي المتمثل في تعزيز الرضا الوظيفي ورفع جودة تجربة الموظف.
منتدى القمة العالمية لمجتمع المعلومات
الجدير بالذكر أن منتدى القمة العالمية لمجتمع المعلومات يعنى بتقييم وتكريم الأفراد والحكومات وهيئات المجتمع المدني والوكالات المحلية والإقليمية والدولية ومؤسسات البحوث وشركات القطاع الخاص التي نجحت في الاستفادة من إمكانيات الاتصالات وتقنية المعلومات في تنفيذ استراتيجيات التنمية المستدامة، ويهدف المنتدى إلى تنسيق الجهود بين مختلف دول العالم في كل ما يتعلق بمواضيع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والمحتوى الرقمي.

أخبار ذات صلة الموافقة على أول دواء للملاريا مخصص للرضع محمد بن راشد يطلق منظومة جديدة لقياس الأداء في الحكومة الاتحادية المصدر: وام

مقالات مشابهة

  • والي ولاية الخرطوم يُعزي أسرة الشهيد حامد نبيل حامد الذي راح ضحية غدر بدافع السرقة
  • «اتحادية الموارد».. «بطل» القمة العالمية لمجتمع المعلومات 2025
  • توصيات باستحداث ميثاق أخلاقي لتعزيز حماية حقوق الإنسان في بيئة العمل
  • ملتقى مسقط يؤكد أهمية احترام حقوق الإنسان في بيئة العمل
  • توصيات بإدراج موضوع حقوق الإنسان في بيئة الأعمال ضمن المقررات الدراسية
  • الاتحادية للموارد البشرية تحصد لقب بطل في القمة العالمية لمجتمع المعلومات
  • رسالة دكتوراة توصي بضرورة سن تشريعات خاصة بسلامة بيئة العمل الأمني
  • التحقيق في سقوط موظف من الطابق الرابع بمكتب العمل بالمنوفية
  • حواء السودانية والدة صحيح، لكنها ليست مدربة تنمية بشرية
  • التكفير والسبُّ والتطبير.. ثلاثي الخراب