السودان: المنسقية العامة للنازحين واللاجئين تحذر من تفاقم الكارثة الإنسانية في دارفور
تاريخ النشر: 1st, October 2024 GMT
وفقاً للمنسقية فإن الظروف الطبيعية مثل السيول والأمطار الغزيرة التي أدت إلى انهيار المنازل زادت من حجم المعاناة الإنسانية، وسط فشل دولي في وقف إطلاق النار ووضع حد للحرب المستمرة.
الخرطوم: التغيير
أعربت المنسقية العامة للنازحين واللاجئين عن قلقها العميق إزاء التدهور الكارثي في دارفور وجميع أنحاء السودان، حيث أضحت الأوضاع الإنسانية مأساوية بشكل غير مسبوق نتيجة استمرار الحرب التي خلفت آلاف القتلى وملايين المشردين.
وذكرت المنسقية أن الضحايا يعانون من اليأس بسبب القصف الجوي والمدفعي العشوائي، إضافة إلى سوء التغذية وانتشار الأمراض في ظل غياب الأدوية والرعاية الصحية. وأكدت أن مستقبل الأطفال بات مظلماً مع انهيار النظام التعليمي بالكامل، مما تسبب في صدمات نفسية عميقة لهم.
وقال آدم رجال، الناطق الرسمي باسم المنسقية، في بيان الثلاثاء، إن معدلات سوء التغذية وصلت إلى مستويات خطيرة نتيجة نقص الغذاء والدواء، مما أدى إلى ارتفاع عدد الضحايا، خاصة بين الأطفال والنساء والمسنين في مخيمات النزوح المنتشرة في دارفور وأجزاء أخرى من السودان.
وتحدث البيان عن تدهور الأوضاع في مخيمات النزوح مثل أبو شوك، زمزم، وأبو جا، إلى جانب تزايد الأزمات في مراكز الإيواء.
وتفاقمت المأساة الإنسانية مع استمرار الاشتباكات والعنف في مناطق أخرى من دارفور، مثل مخيمات شنقل طوباي، فتابرنو، كساب، كلمة، وعطاش، حيث تعاني هذه المخيمات من نقص حاد في الموارد الأساسية، مثل الغذاء والدواء، إضافة إلى تفشي الأمراض وخطر المجاعة.
وأشار البيان أيضاً إلى أن الظروف الطبيعية مثل السيول والأمطار الغزيرة التي أدت إلى انهيار المنازل زادت من حجم المعاناة الإنسانية، وسط فشل دولي في وقف إطلاق النار ووضع حد للحرب المستمرة.
ودعت المنسقية مجدداً جميع الأطراف المتحاربة إلى التحلي بالعقلانية والاستجابة للدعوات المتكررة لوقف إطلاق النار فوراً وإنهاء الحرب التي ألحقت أضراراً جسيمة بالشعب السوداني.
كما طالبت المجتمع الدولي باتخاذ خطوات عملية وفعالة للضغط على طرفي النزاع لوقف القتال، وتفعيل القرارات الدولية لحماية المدنيين، خاصة الأطفال الذين حُرموا من التعليم.
وحذرت المنسقية من أن استمرار العنف يشكل تهديداً خطيراً لوحدة السودان، واعتبرت أن ما يحدث في دارفور جريمة أخلاقية تستدعي وقفة عاجلة.
كذلك ناشدت المجتمع الدولي، وكافة السودانيين، للتحرك فوراً لإنهاء الحرب المدمرة التي مزقت النسيج الاجتماعي ودمرت التراث الثقافي للسودان، محذرة من أن البلاد قد تنزلق نحو حرب شاملة بين كافة الأطراف.
الوسومآثار الحرب في السودان آدم رجال إقليم دارفور الأزمة الإنسانية في السودان المنسقية العامة للنازحين واللاجئينالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: آثار الحرب في السودان آدم رجال إقليم دارفور الأزمة الإنسانية في السودان المنسقية العامة للنازحين واللاجئين فی دارفور
إقرأ أيضاً:
فرار عشرات الآلاف.. الأمم المتحدة تحذر من كارثة إنسانية متصاعدة في دارفور
حذّر نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق، الأربعاء، من تدهور إنساني خطير في ولاية شمال دارفور بالسودان، مع استمرار موجات النزوح الجماعي عقب سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر الأسبوع الماضي، وسط تقارير متزايدة عن انتهاكات جسيمة بحق المدنيين.
وقال حق، في مؤتمر صحفي عقده بمقر الأمم المتحدة في نيويورك، إن وكالات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة تكثّف جهودها الميدانية لتقديم المساعدات للمدنيين الذين يفرّون من أعمال العنف المتصاعدة في المنطقة.
وأضاف: «نشعر بقلق بالغ إزاء التقارير التي تتحدث عن عمليات إعدام ميدانية، وعنف جنسي، وإذلال، وابتزاز، وهجمات انتقامية تستهدف السكان المدنيين».
ووفقاً لتقارير منظمة الهجرة الدولية، فقد نزح نحو 82 ألف شخص من مدينة الفاشر والمناطق المحيطة بها منذ السادس والعشرين من أكتوبر الماضي، متجهين نحو مدينة طويلة المجاورة، التي تستضيف أصلاً مئات الآلاف من النازحين منذ اندلاع القتال في الإقليم خلال الأشهر الماضية.
كما حذّرت وكالة الأمم المتحدة للحقوق الإنجابية من أن النساء والفتيات يتعرضن لعمليات اغتصاب واختطاف وعنف مفرط أثناء محاولتهن الفرار من مناطق القتال، في وقت وصلت فيه إلى مدينة طويلة أعداد كبيرة من المصابين، قُدّر عددهم بنحو 1300 شخص أصيبوا بأعيرة نارية خلال محاولاتهم الهرب من الفاشر.
ودعا حق جميع الأطراف المتحاربة إلى وقف فوري للأعمال العدائية والالتزام الصارم بالقانون الإنساني الدولي، مشدداً على ضرورة تأمين سلامة المدنيين والعاملين في المجال الإنساني وتسهيل وصول المساعدات دون عوائق.
وفي السياق، أكدت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن تشاد تستضيف حالياً ما يزيد على 1.4 مليون لاجئ، معظمهم من إقليم دارفور، محذّرة من احتمال تدفق المزيد من النازحين عبر الحدود مع تصاعد القتال، مما يزيد الضغط على المجتمعات المحلية المضيفة ومواردها المحدودة.
يرى مراقبون أن الأوضاع في دارفور تنذر بعودة الإقليم إلى دوامة العنف الشامل التي شهدها مطلع الألفية، إذ تتداخل الصراعات العرقية والمنافسات على الموارد مع الصراع السياسي بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. ويشير محللون إلى أن السيطرة على الفاشر — آخر كبرى مدن الإقليم التي كانت تحت سيطرة الجيش — تمثل تحوّلاً ميدانياً خطيراً قد يغيّر موازين القوى في الصراع السوداني.
كما حذرت منظمات إنسانية من أن استمرار القتال وعرقلة وصول المساعدات قد يؤدي إلى مجاعة واسعة النطاق خلال الأشهر المقبلة، في ظل انهيار الخدمات الصحية وشحّ الإمدادات الغذائية والطبية. وتدعو الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى تعبئة عاجلة للموارد ودعم خطة الاستجابة الإنسانية للسودان التي لم يُموّل منها حتى الآن سوى جزء ضئيل لا يتجاوز 35%.