1 أكتوبر، 2024

بغداد/المسلة:  قبل يومين، خرج قاسم القاضي يبتاع خبزا لعائلته المؤلفة من 17 شخصا، زوجة وأبناء وأحفاد، لكنه عاد ولم يجدهم… فقد قضوا جميعا في لحظة واحدة جراء غارة اسرائيلية استهدفت منزلهم الواقع في شرق لبنان.

لم يبق من العائلة سوى قاسم (57 عاما) وابنه الجندي حسين الذي نجا من الموت بدوره بعدما توجه إلى خدمته العسكرية قبل غارة الأحد التي استهدفت وفق الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية بلدة زبود وأودت بعائلة باكملها.

وفيما كان هائما بسيارته مع ابنه الوحيد الذي تبقى له، قال: “كانت الساعة 11 صباحا، كنا جميعا جالسين أمام المنزل، ثم ذهبت لأشتري لهم الخبر”.

يقول قاسم إنه سمع دوي انفجار قوي حينما كان يشتري الخبز. ويضيف بحرقة “بدأت أتصل بهم، ثم جئت إلى البيت، لم أجد أحدا، لم أجد سوى أشلاء”.

ويضيف متألما “17 شخصا، بينهم خطيبة ابني وأمها وزوجتي، أولادي الشباب الثلاثة وابنتي، وسبعة أطفال.. 17 شهيدا في بيتي”.

ويتحدث قاسم بإسهاب عن أولاده: ابنه الأكبر محمّد (38 عاما) كان يعمل كهربائيا، والآخران علي ومهدي لطالما عملا معه في زراعة الأرض ورعاية المواشي.

أما الأحفاد فيتلعثم عند تعداد أسمائهم، يقول إنهم كانوا سبعة، أكبرهم تسع سنوات وأصغرهم عامان ونصف العام. يتحدث عنهم كما لو أنهم ما زالوا على قيد الحياة مع ابنتيه المدللتين، الطالبتين الجامعيتين زينب (22 عاما) وفاطمة (18 عاما).

فوق خسارته التي لا تعوض، يجد الرجل المكلوم نفسه مشردا مع ابنه. ويقول “لا مكان ننام فيه سوى الحقول والبساتين … لم يبق لنا بيت، أنا مشرد على الطريق، إلى أين نذهب؟”.

أما حسين، فلا يعرف عمن يتحدث. ويقول إنه عاجز عن استيعاب الصدمة. وعدا عن خسارته عائلته، فقد ايضا خطيبته بينما كانا يستعدان منذ سنوات لزواج طال انتظاره.

ويروي الشاب (25 عاما) بتأثر: “كنا سنتزوج في 12 تشرين الأول/أكتوبر، لكنها رحلت قبلي… رحلت في مجزرة، لا أعرف ماذا أقول”.

صبيحة الأحد، توجه حسين إلى خدمته العسكرية، لكنه سرعان ما عاد أدراجه.

ويقول “بعد ساعة من وصولي، تلقيت الخبر ورجعت. إنها صدمة لا تصدق. قبل ساعتين كنت معهم، وفجأة، لم يعد هناك أحد”.

ويضيف ساهما “كنا نشعر بأمان في المنطقة” الواقعة على بعد أكثر من 125 كلم من الحدود مع إسرائيل. ولم تكن الغارة الإسرائيلية على القرية الصغيرة متوقعة.

– “أمر لا يصدق” –

بعد أن كثّفت اسرائيل غاراتها على لبنان منذ أكثر من أسبوع، توالت أخبار مماثلة عن عائلات قضى معظم أفرادها في جنوب وشرق لبنان. وأفادت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام عن أربع حالات مماثلة على الأقلّ في الأسبوع الأخير.

وكانت منظمة هيومن رايتش ووتش حذّرت الأربعاء من أن الغارات الاسرائيلية على لبنان تعرض المدنيين “لخطر الأذى الجسيم”.

وشدّدت مديرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة لما فقيه على أن “وجود قيادي في حزب الله أو منصة لإطلاق الصواريخ أو منشأة عسكرية أخرى للحزب لا يُبرر مهاجمة المنطقة بدون مراعاة السكان المدنيين”.

في مؤتمر صحافي في 24 أيلول/سبتمبر، قال وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض أن “الغالبية العظمى” لقتلى الغارات التي وقعت قبل يوم في جنوب وشرق البلاد، “هم من العزل الآمنين الذين كانوا في منازلهن”.

في قرية الداوودية في جنوب لبنان، خسرت نجاح دياب عشرة أفراد من عائلتها بعدما “أغارت طائرات حربية معادية على منزل ودمرته”، وفق الوكالة الوطنية.

وتقول بينما لا تزال تحت الصدمة، “أهلي مدنيون، لا ناقة لهم ولا جمل. والدتي مسنة كانت تبلغ 75 عاما ولا تخرج من المنزل، أما أخي الكبير (54 عاما) فهو عاطل عن العمل ومريض”.

وفقدت نجاح جراء الغارة والدتها وشقيقتها مع ابنتها وأشقاءها الأربعة مع عائلة أحدهم وابن عمها.

وتوضح “لم يبق لي إلا ابن شقيقي الأكبر وهو طالب جامعي”.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

«الإمارات الوطنية للفنون القتالية» تُطلق النسخة الخامسة في العين

العين (الاتحاد)

أخبار ذات صلة منطقة ركنة بمدينة العين تسجل أقل درجة حرارة في الإمارات الوحدة يحتفظ بلقب كأس رئيس الدولة للجوجيتسو

أعلن اتحاد الإمارات للجوجيتسو والفنون القتالية المختلطة عن إطلاق النسخة الخامسة من بطولة الإمارات الوطنية للفنون القتالية المختلطة يومي السبت والأحد في جامعة الإمارات بالعين، وذلك بمشاركة أكثر من 300 لاعب ولاعبة من مختلف الفئات العمرية.
ويأتي اختيار منطقة العين ضمن استراتيجية الاتحاد لنشر الفنون القتالية المختلطة على أوسع نطاق، ومنح اللاعبين في مختلف مناطق الدولة فرصة للتطور التدريجي والمشاركة في بطولات تمهّد لهم طريق الاحتراف.
وتشمل البطولة منافسات مخصصة للفئات العمرية المختلفة، ابتداءً من الفئة D المخصصة للأشبال من 10 إلى 11 عاماً، ثم فئتي الناشئين C من "12 إلى 13 عاماً" والناشئين B من "14 إلى 15 عاماً"، تليها فئة الشباب A للمواليد من "16 إلى 17 عاماً"، وفئة الكبار لعمر 18 عاماً فما فوق.
وأكد محمد بن دلموج الظاهري، عضو مجلس إدارة اتحاد الإمارات للجوجيتسو والفنون القتالية المختلطة، أن النسخة الخامسة تمثل خطوة جديدة في مسيرة نشر وتطوير الفنون القتالية المختلطة في الدولة، خصوصاً مع الإقبال المتزايد من مختلف الأعمار.
وقال:"نحرص من خلال هذه البطولة على توفير منصة تنافسية تساعد اللاعبين على تحقيق التطور المطلوب، وتمنح الكوادر الفنية فرصة لاكتشاف المواهب وصقل مهاراتها. كما أن استضافة العين لهذا الحدث يعكس حرص الاتحاد على الوصول إلى جميع مناطق الدولة وتوفير بطولات منتظمة تواكب آمال وتطلعات اللاعبين".
وأضاف: "تمثل النسخة الخامسة من البطولة ختاماً مثالياً لموسم حافل بالعمل والإنجاز، حيث نجحت الجولات الأربع الماضية في استقطاب مئات اللاعبين من مختلف الأعمار والمستويات، وترسيخ مكانة البطولة كمنصة رئيسية لاكتشاف المواهب وصقلها".
وتواصل بطولة الإمارات الوطنية للفنون القتالية المختلطة دورها الأساسي في دعم الأجيال الصاعدة، وترسيخ حضور هذه الرياضة بين مختلف الفئات، وإعداد المنتخبات الوطنية للمشاركات الخارجية المقبلة.

مقالات مشابهة

  • القضاء العراقي يصدر لائحة اتهام في قضية اغتيال الشهيد قاسم سليماني
  • كركوك.. إنقاذ 7 عائلات حاصرتها السيول في ناحية ليلان
  • «الإمارات الوطنية للفنون القتالية» تُطلق النسخة الخامسة في العين
  • غارات على جنوب لبنان والجيش الاسرائيلي يعلن استهداف مواقع لحزب الله
  • غارات إسرائيلية جديدة على جنوب لبنان
  • الإحتلال يشن غارات عنيفة على جنوب لبنان
  • غارات إسرائيلية على مناطق في جنوب لبنان
  • فيديو: غارات إسرائيلية تستهدف مواقع في جنوبي لبنان
  • بالفيديو.. غارات عنيفة على الجنوب
  • بضائع صينية لا اسرائيلية