الجزيرة:
2025-06-10@20:29:23 GMT

هل ستتلقى إسرائيل المزيد من الضربات من إيران؟

تاريخ النشر: 2nd, October 2024 GMT

هل ستتلقى إسرائيل المزيد من الضربات من إيران؟

وُضعت إيران في موقف حرج للغاية، دولة وثورة ومكانة ودورًا، وفي حالة لا تحسد عليها. فالرد على الصفعات التي تلقتها وتتلقاها هي وحلفاؤها من الدولة العبرية قد يكون له من التبعات والعواقب ما لا تقوى على تحمله وحمله، أما السكوت وعدم الرد فسيهوي بمصداقيتها إلى الحضيض بين حلفائها وأتباعها وسيهز صورتها، ويؤثر وبشكل كبير على دورها ومكانتها إقليميًا ودوليًا.

الأمر الذي كان أكثر ضررًا على إيران، هي الروايات والسرديات التي قدمها محللون ومراقبون، ذهبت أكثر من الحديث عن التردد الإيراني أو حتى العجز عن الرد على تجاوزات وانتهاكات الإسرائيليين، لتتحدث عن صفقة إيرانية إسرائيلية أميركية، قدمت بها طهران حزب الله لقمة سائغة لإسرائيل، وتخلت عنه في ساعة العسرة – سوى من تصريحات لا تسمن ولا تغني من جوع – في مقابل تقاسم النفوذ في الشرق الأوسط، على أن تكون دولة الاحتلال السيد الأول في المنطقة، فيما تكتفي إيران بدور الوصيف.

استدل أصحاب النظرية التآمرية على ذلك بالمعلومات المذهلة التي وصلت للدولة العبرية، والتي مكنتها من توجيه ضربات قاسية ودقيقة لقيادته العسكرية والسياسية وصولًا لحسن نصر الله ولمواقع الحزب الإستراتيجية من مرابض الصواريخ وحتى مستودعات أسلحته وذخائره. بل إن البعض يذهب أبعد من ذلك ليشكك بأن حرص حزب الله الأمني الشديد ما كان له أن يخترق كما جرى في موضوع البياجر وغيره، ما لم تكن هناك طمأنات إيرانية وعلى مستوى عالٍ.

يستدل المشككون في الموقف الإيراني والطاعنون فيه والذين انضم إليهم أسماء إعلامية برزت في العقد الأخير على شاشات القنوات والفضائيات تدافع عن محور المقاومة بشراسة، لتخرج الآن في مقابلات إعلامية تتحدث بطريقة صادمة وصريحة تشكيكًا في الدور الإيراني ونيلًا منه. بل إن تصريحات الرئيس الإيراني خصوصًا في نيويورك – وعلى الأخص غزله في الأميركيين – قبيل اغتيال حسن نصر الله زودت المشككين بذخيرة لا يستهان بها.

فهل يمكن للمتابع والمراقب ولأجيال نشأت وهي تستمع لهتافات إيرانية تنال من أميركا والشعار الأشهر: "الموت لأميركا" أطلقت لعشرات السنين حتى وصلت لشعائر الحج وطقوسه، أن تتقبل عبارات على المستوى الرئاسي الإيراني تشيد بأميركا، فيما الطائرات والذخائر المصنعة أميركيًا تتطحن أطفال غزة ولبنان، والغطاء السياسي الأميركي يدعم الصهاينة في مجازرهم وانتهاكاتهم وتجاوزاتهم؟

بعيدًا عن التشكيك في الموقف الإيراني والذي اضطرت إيران للرد عنه ونفيه في موضوع إسماعيل هنية واغتياله في طهران وهو في ضيافتها وحمايتها وكنفها، فإن عدم الرد الإيراني على الاغتيال بعد التصريحات النارية والتهديد والوعيد الإيراني، اعتبره البعض ردًا إيرانيًا يرتضي ويعترف لإسرائيل بالدور الرئيسي في المنطقة، فيما تتراجع طهران من خلفها خوفًا وطمعًا: خوفًا من البطش الإسرائيلي والأميركي وطمعًا في إبقاء نفوذها على عواصم عربية وعلى أجزاء من المنطقة.

وإذا كانت مسألة عدم الرد على اغتيال هنية، مع كل التصريحات النارية التي أعقبته من شخصيات إيرانية رفيعة المستوى، وعلى رأسهم خامنئي، تهز من مصداقية إيران وتفتح الباب على مصراعيه للتشكيك في مواقفها، فإن ترك حزب الله في الميدان وحده في مواجهة إسرائيل – ودمويتها ومجازرها في لبنان بحق حاضنة حزب الله الشعبية – والدعم الأميركي الكاسح لها ومن بعد اغتيال حسن نصر الله والذي لم يكن يتوقف عن الإعلان عن ولائه المطلق لإيران ولنظام ولاية الفقيه فيها، أمور سيكون لها على إيران دولة وثورة تبعات كثيرة وتداعيات خطيرة.

حتى التصريحات الإيرانية حول ما جرى في لبنان وما تعرض له حليفها حزب الله والتي بطبيعة الحال لا تكفي، شابها التناقض والغموض، فتارة تسمع أن حزب الله قادر على صد العدوان، وأخرى تقول إنه لا يمكنه الوقوف بمفرده ضد دولة يدعمها الغرب ويزودها بالسلاح.

المنطقة في إعادة تشكيل وترتيب تواجه منعطفات فارقة ومفترقات حادة بشكل عام، وإيران على وجه الخصوص. وجدت طهران أن السكوت والاكتفاء بالتصريحات والتهديدات اللفظية سيشجع إسرائيل على التمادي في ضرباتها وتجاوزاتها وتصفيتها قادة المليشيات الذين يدورون في فلكها، ويهوي بمصداقيتها للحضيض مع حلفائها في الدول التي لها فيها مليشيات ونفوذ، وربما يتمردون عليها، فرأت أن الفرصة سانحة – مع الانهماك الإسرائيلي على عدة جبهات – لرد مدروس يعيد لها شيئًا من هيبتها ويحفظ لها مكانتها بين حلفائها وأتباعها.

بدأ الاعتذار الإيراني غير المباشر من الأتباع والحلفاء بتصريح الرئيس الإيراني بأن الدول الغربية كذبت على إيران وخدعتها بعد اغتيال هنية بوعدها بوقف إطلاق النار على غزة، مقابل عدم الثأر والرد على استهداف القائد الفلسطيني على أراضيها وفي ضيافتها.

ضربت طهرانُ إسرائيل وبشكل مباغت، وصرحت بشكل واضح بأنها استهدفت المنشآت العسكرية وليست المدنية في دولة الاحتلال، وأنها ستصعد وتضرب البنية التحتية إذا ما ردّت إسرائيل على ضربات الثلاثاء.

ما يفهم من ذلك أن إيران اعتبرت ضربتها كافية ووافية، وأنها لن تقوم بالتصعيد وما تريده قد لا يتجاوز حفظ ماء وجهها.

الكرة الآن في الملعب الإسرائيلي، فإن ردت إسرائيل المنتشية وقيادتها السياسية والعسكرية (خصوصًا من المتطرفين) واغتنمت الفرصة لاستهداف المواقع النووية، فنحن أمام كرة نار تتدحرج بطريقة من الصعب التنبؤ بها، أما إذا مارست واشنطن وحلفاؤها ضغوطًا على الاحتلال للاكتفاء بالرد الشديد على "محور المقاومة" من ناحية الأطراف لا على القلب مقابل رِشا عسكرية وسياسية، فقد نشهد احتواء للتصعيد، وستحاول الدولة العبرية تعويض هزة الثلاثاء الفاتح من أكتوبر/تشرين الأول النفسية والمعنوية، بمزيد من الضربات الموجعة لحزب الله وحلفاء إيران في المنطقة، ما استطاعت إلى ذلك سبيلًا.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الرد على حزب الله

إقرأ أيضاً:

إيران تهدد بتقليص التعاون مع الوكالة الذرية إذا صدر قرار ضدها

لوّحت إيران مجددًا بتقليص مستوى تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في حال أقرت الوكالة قرارًا مناهضًا لها خلال الاجتماع المرتقب لمجلس المحافظين الأسبوع المقبل، وذلك في ظل توتر متصاعد مع الدول الغربية بشأن البرنامج النووي الإيراني.

وقال المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، بهروز كمالوندي، في تصريحات نقلتها وكالة "إرنا" الرسمية، إن طهران أبلغت الوكالة أنها أعدّت قائمة من الأسئلة، بعضها فني والآخر يتعلق بصيغة التعاون، محذرًا من أن "الوكالة الدولية للطاقة الذرية لا ينبغي لها أن تتوقع استمرار هذا النوع من التعاون الواسع والصريح مع إيران كما كان حتى الآن".

اجتماع حاسم وتلويح باتهام غير مسبوق منذ عقدين

وكانت وكالة "رويترز" قد ذكرت في وقت سابق أن الدول الغربية تتأهب لطرح مشروع قرار يدين إيران بانتهاك التزاماتها في إطار معاهدة حظر الانتشار النووي، وهو الاتهام الأول من نوعه منذ نحو عشرين عامًا. ومن المتوقع مناقشة القرار خلال اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأسبوع المقبل.

وفي مذكرة رسمية أرسلتها طهران بعد صدور تقرير المدير العام للوكالة، حذرت إيران من أنها "ستتخذ القرارات المناسبة إذا استمرت الدول الغربية في مسارها الخاطئ باستغلال صبر إيران"، محمّلة هذه الدول مسؤولية "النتائج والعواقب".

اندلاع نيران هائلة في السوق القديم لمدينة بندر عباس جنوب إيرانواشنطن وباريس تتفقان على التزام مشترك لمنع إيران من امتلاك القنبلة النوويةإيران تعلن تنفيذ أكبر ضربة استخباراتية ضد إسرائيل ونقل وثائق حساسة إلى أراضيهازلزال بقوة 4.3 درجة يضرب جنوب غرب ايرانإيران : مفاوضاتنا مع واشنطن غير مباشرة وسلطنة عُمان تواصل الوساطةترامب يلوح بالخيار العسكري ضد إيران: لن نسمح بالتخصيب حتى لو مؤقتاواشنطن تفرض عقوبات جديدة على إيران تشمل شركات في الإمارات وهونغ كونغالبيت الأبيض: إيران أكبر دولة راعية للإرهاب في العالمبوتين يزور إيران قريبا.. توسيع التحالفات بعيدا عن الغربوول ستريت: إيران تسعى لتعزيز ترسانتها العسكرية بشكل غير مسبوقلا حدود للتخصيب ما دام في الإطار السلمي

وأوضحت المذكرة الإيرانية أن وثائق الوكالة الدولية للطاقة الذرية لا تنص على وجود حدّ لمستوى تخصيب اليورانيوم، طالما لم يتم تحويل المواد إلى أغراض عسكرية، ما يُعدّ ردًا مباشرًا على الاتهامات المتزايدة بشأن رفع طهران لنسب التخصيب.

من جهتها، أصدرت وزارة الخارجية الإيرانية ومنظمة الطاقة الذرية بيانًا مشتركًا أعربتا فيه عن أسفهما لنشر التقرير الأخير للوكالة، واصفتين إياه بـ"المسيس"، وأكدتا أن إيران لم تُخفِ أي مواقع أو أنشطة نووية غير معلنة، حسب تعبير البيان.

اندلاع نيران هائلة في السوق القديم لمدينة بندر عباس جنوب إيرانواشنطن وباريس تتفقان على التزام مشترك لمنع إيران من امتلاك القنبلة النوويةإيران تعلن تنفيذ أكبر ضربة استخباراتية ضد إسرائيل ونقل وثائق حساسة إلى أراضيهازلزال بقوة 4.3 درجة يضرب جنوب غرب ايرانإيران : مفاوضاتنا مع واشنطن غير مباشرة وسلطنة عُمان تواصل الوساطةترامب يلوح بالخيار العسكري ضد إيران: لن نسمح بالتخصيب حتى لو مؤقتاواشنطن تفرض عقوبات جديدة على إيران تشمل شركات في الإمارات وهونغ كونغالبيت الأبيض: إيران أكبر دولة راعية للإرهاب في العالمبوتين يزور إيران قريبا.. توسيع التحالفات بعيدا عن الغربوول ستريت: إيران تسعى لتعزيز ترسانتها العسكرية بشكل غير مسبوقخلفية التوتر النووي

يأتي هذا التصعيد في وقت يشهد فيه الملف النووي الإيراني جمودًا سياسيًا منذ انهيار محادثات إحياء الاتفاق النووي عام 2015، بعد انسحاب الولايات المتحدة منه عام 2018 في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، وعودة طهران تدريجيا إلى رفع مستويات التخصيب خارج سقوف الاتفاق.

وترى دول غربية أن سلوك إيران الحالي يزيد من تعقيد فرص التوصل إلى تسوية دبلوماسية، بينما تردّ طهران باتهام تلك الدول بانتهاج سياسات مزدوجة وتسييس ملف الوكالة الذرية.

طباعة شارك إيران الوكالة الدولية الطاقة الذرية طهران أمريكا ترامب الاتفاق النووي

مقالات مشابهة

  • ترامب: إيران أصبحت أكثر حدة وعدوانية
  • قائد الحرس الثوري الإيراني: عداؤنا مع إسرائيل لن ينتهي
  • إيران تعدم تسعة من عناصر داعش
  • عاجل| الجزيرة تحصل على مسودة مشروع قرار غربي يدين عدم امتثال إيران للاتفاق النووي
  • أمير الشرقية يوجّه ببذل المزيد من الجهود في خدمة ضيوف الرحمن المغادرين عبر منافذ المنطقة
  • دلالات تهديد إيران بنشر معلومات عن البرنامج النووي الإسرائيلي
  • رغم حديث ترامب.. إيران تحدد موعد جولة المحادثات الجديدة
  • إيران تهدد بتقليص التعاون مع الوكالة الذرية إذا صدر قرار ضدها
  • عن وثائق إسرائيل السرية.. وزير المخابرات الإيراني: كنز دفين
  • 4 سيناريوهات محتملة لمفاوضات نووي إيران