هل يعلم المحايد أن الفيسبوك أغلق حسابات الدعم السريع لأنه يخالف معايير فيسبوك ل”المنظمات الخطرة”؟ وذلك حسب تصريح فيسبوك “لميدل ايست آي”. بمعنى أنه إجراء متعلق بصميم كيان الدعم السريع نفسه، بممارساته على الأرض، وليس بنشاطه على منصة فيسبوك.

كل العالم عرف أن الدعم السريع مليشيا إجرامية ويتعامل معه على هذا الأساس.

رأينا إدانات من الولايات المتحدة بريطانيا والنرويج والاتحاد الأوروبي ومن منظمات حقوقية. ورأينا تحرك المحكمة الجنائية الدولية للتحقيق في جرائم حرب ارتكبتها قوات الدعم السريع ومليشيات مساندة لها في دارفور.

نرى في السودان يومياً حوادث القتل التي ترتكبها قوات الدعم السريع بلا توقف وهي تقع أحيانا لأتفه الأسباب وأحياناً بدون سبب. هذا غير حوادث النهب والسرقة والتدمير. ومع كل ذلك فهناك من يريد إقناع العالم أن مجرد التصدي لجرائم هذه المليشيا هو دعوة للحرب وهو الجريمة الأساسية وليس ما تقوم به المليشيا.

صحيح أن أشخاص مثلي كانوا ضد المليشيا منذ البداية وقبل الحرب ومع إخضاعها طوعاً أو كرهاً لسلطة الدولة. ولكن معظم السودانيين الذين يعادون المليشيا الآن لا يعادونها انلاقاً من موقف سياسي مسبق، وإنما بسبب جرائمها بعد اندلاع الحرب.

هم لا يدعمون الحرب ضد قوات كانت موازية للجيش فتمردت وحاولت الاستيلاء على السلطة؛ فهذا توصيف سياسي؛ هم يعادون قوات حاربتهم دمرت بلدهم وممتلكاتهم وبيوتهم وشردتهم واغتصبت وقتلت. باختصار خربت حياتهم. هذا موقف عفوي تلقائي كنتيجة مباشرة لمعايشة جرائم المليشيا. المحايد يعتبر هؤلاء دعاة حرب!

هؤلاء ضحايا يطلبون من الجيش أن يحميهم وأن يعيد لهم حياتهم ومن الطبيعي أن ذلك يحدث من خلال التصدي العسكري للمليشيا بما أنها لا تخرب حياتهم بالورود ولكن بالرصاص.

والله أنا أفهم أن ينحاز شخص لموقف الدعم السريع بشكل صريح لأسباب قبلية أو جهوية، وأفهم كذلك أن تتحالف قوى سياسية مع الدعم السريع وتدعي الحياد ولكنها في الحقيقة منحازة للدعم السريع لأسباب يعلمها الجميع؛ موقف مفهوم.

ولكن الذي لا أفهمه هو أن تكون محايد بشكل حقيقي، يعني لا دعامي ولا قحاتي ولكنك لا تستطيع أن تنحاز إلى طرف في هذه الحرب. هذا الموقف غير مفهوم، إن وُجد.

حليم عباس

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

واشنطن تعاقب شبكة تجند مقاتلين كولومبيين للقتال مع الدعم السريع في السودان

فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة على شبكة دولية تقول واشنطن إنها لعبت دورا محوريا في تجنيد وتدريب مقاتلين كولومبيين – بينهم أطفال – لصالح قوات الدعم السريع في السودان، في خطوة اعتبرتها وزارة الخزانة الأمريكية استهدافا لمصدر خارجي رئيسي ساهم في إطالة أمد الحرب التي تعصف بالبلاد منذ عام 2023.

وقالت الوزارة إن العقوبات، التي طالت أربعة أفراد وأربعة كيانات، تأتي ضمن جهود "أوفاك" لوقف الإسناد العسكري الخارجي لقوات الدعم السريع المتهمة بارتكاب فظائع واسعة في مناطق عدة، خصوصا دارفور.

مقاتلون محترفون في خدمة الدعم السريع
وبحسب بيان وزارة الخزانة، فإن الشبكة المستهدفة تتكون أساسا من مواطنين وشركات كولومبية بدأت منذ أيلول/ سبتمبر 2024 استقطاب عسكريين كولومبيين سابقين يتمتعون بخبرات في المدفعية والطائرات المسيرة والعمل الميداني، لنقلهم إلى السودان حيث يعملون كمقاتلين وسائقين ومشغلي مسيرات ومدربين، بمن فيهم أطفال جرى تجنيدهم في مناطق النزاع.

وتقول واشنطن إن هؤلاء شاركوا في معارك رئيسية داخل السودان، منها العملية التي انتهت بسيطرة قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر – عاصمة شمال دارفور – في 26 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي٬ بعد حصار استمر 18 شهرا، والتي تخللتها انتهاكات واسعة بحسب تقارير دولية.

من هم الأشخاص والكيانات الذين طالتهم العقوبات؟
تضم قائمة العقوبات شخصيات أساسية تصفها الولايات المتحدة بأنها "العصب المالي والتنظيمي" للشبكة، أبرزهم:

ألفارو أندريس كويخانو بيسيرا: ضابط سابق يحمل الجنسيتين الكولومبية والإيطالية، مقيم في الإمارات، وتتهمه واشنطن بإدارة عمليات التجنيد والتنسيق اللوجستي لنقل المقاتلين إلى السودان لصالح الدعم السريع.

وكالة التوظيف الوطنية في بوغوتا: شارك كويخانو في تأسيسها، وتقول الولايات المتحدة إنها كانت مركزا لحملات استقطاب القناصة ومشغلي المسيرات والمترجمين.

كلوديا فيفيانا أوليفيروس فوريرو: زوجة كويخانو ومديرة الوكالة، وتتهم بإدارة العقود والتفاصيل التشغيلية المرتبطة بإرسال المجندين.

ماتيو أندريس دوكي بوتيرو: يحمل الجنسيتين الكولومبية والإسبانية، ويدير شركة "ماين غلوبال كورب" في بوغوتا، واتهمته الخزانة بإدارة الأموال المخصّصة لرواتب المقاتلين.

شركة "غلوبال ستافينغ" (تالنت بريدج) في بنما: تقول السلطات الأمريكية إنها استخدمت لإخفاء الدور الفعلي لوكالة التوظيف الوطنية.

مونيكا مونيوث أوكروس وشركة "كوميرسياليزادورا سان بينديتو": متهمتان بإدارة تحويلات مالية تتعلق برواتب المقاتلين والتغطية اللوجستية.

وتشمل العقوبات تجميد أي أصول داخل الولايات المتحدة، ومنع الأمريكيين من التعامل مع الجهات المستهدفة، إضافة إلى حظر دخولهم الأراضي الأمريكية.


أكبر أزمة إنسانية في العالم
اندلعت الحرب في السودان في نيسان/ أبريل 2023 بين الجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، وسط خلافات حول دمج القوات شبه العسكرية ومسار الانتقال السياسي.

وسرعان ما تحول النزاع إلى معارك مفتوحة امتدت من الخرطوم إلى دارفور وكردفان ومناطق أخرى. وتشير تقديرات أممية إلى مقتل عشرات الآلاف ونزوح 12 إلى 14 مليون شخص، ما يجعلها واحدة من أخطر أزمات النزوح عالميا.

وتقول الأمم المتحدة إن ما يحدث في السودان يمثل أسوأ أزمة إنسانية في العالم حاليا، مع انهيار البنية التحتية وتعطل أكثر من 70–80% من المرافق الصحية، وانتشار الجوع وسوء التغذية الحاد خصوصا بين الأطفال.

سقوط الفاشر.. نقطة تحول عسكرية 
كان سقوط مدينة الفاشر في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي٬ الحدث الأبرز في مسار الحرب، إذ تمكنت قوات الدعم السريع من السيطرة على آخر معقل رئيسي للجيش في دارفور، بعد حصار استمر 18 شهرا.

وتقول تقارير حقوقية دولية إن المدينة تحولت إلى "مسرح جريمة واسع" عقب دخول قوات الدعم السريع، حيث سجلت عمليات قتل وتهجير وانتهاكات واسعة، وسط مخاوف من ترسيخ واقع تقسيم فعلي بين مناطق الجيش والدعم السريع.

ومنذ ذلك الحين، واصلت قوات الدعم السريع تقدمها نحو ولايات كردفان، بينما يحاول الجيش التمسك بما تبقى من مناطق نفوذه في الوسط والشرق.

وفي سياق متصل، حذر مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك من احتمال تكرار "الفظائع التي ارتكبت في الفاشر" داخل إقليم كردفان، مع تصاعد القتال بين الجيش والدعم السريع.

وقال تورك للصحفيين إن المفوضية الأممية تعاني من نقص حاد في التمويل في وقت تتزايد فيه الانتهاكات والاحتياجات الإنسانية.

مقالات مشابهة

  • عقوبات بريطانية على قادة بالدعم السريع بينهم «دقلو»
  • بريطانيا تفرض عقوبات على قيادات قوات «الدعم السريع» في السودان
  • المملكة المتحدة تعلن فرض عقوبات على كبار قيادات قوات الدعم السريع
  • بسبب القتل في الفاشر.. بريطانيا تفرض عقوبات على قادة في الدعم السريع
  • بريطانيا تفرض عقوبات على قادة الدعم السريع بسبب عمليات قتل جماعي في السودان
  • المملكة المتحدة تفرض عقوبات على قيادات من "الدعم السريع" بالسودان
  • هل قتلت قوات الدعم السريع الصحفي السوداني معمر إبراهيم؟
  • انتهاكات بلا سقف.. حصار وقتل واغتصاب.. «الدعم السريع» يوسع دائرة الدم في كردفان
  • واشنطن تعاقب شبكة تجند مقاتلين كولومبيين للقتال مع الدعم السريع في السودان
  • صور أقمار صناعية تفند رواية عودة الحياة إلى الفاشر