عربي21:
2025-08-13@19:12:20 GMT

الشراكة الأمريكية الإسرائيلية

تاريخ النشر: 6th, October 2024 GMT

تحول جوهري طرأ على شكل المواجهة الإيرانية الإسرائيلية، حيث تجنبا الصدام المباشر بينهما لسنوات طويلة، رغم أنهما:
1- يتعارضان في كيفية التعامل مع العنوان الفلسطيني، والوقوف مع وضد الفلسطينيين، 2- كل منهما يعمل على تعزيز نفوذه في المشرق العربي، 3- كل منهما محسوب على معسكر دولي: 1- إيران مع روسيا والصين، 2- والمستعمرة مع الولايات المتحدة وأوروبا.



سلسلة الاغتيالات التي نفذتها المستعمرة ضد شخصيات إيرانية مسؤولة، وكثيراً ما تطاولت على السيادة الإيرانية، وواجهتها إيران بدعم الفصائل العربية ضد المستعمرة، وضد النفوذ والهيمنة الأميركية: حماس، الجهاد الإسلامي، حزب الله، أنصار الله، فصائل الحشد الشعبي العراقية، وسوريا.

وتطورت المواجهات الإيرانية الإسرائيلية، التي سعى لها نتنياهو، قاصداً بذلك تقليص النفوذ الإيراني، وضرب تحالفاتها، والدفع باتجاه مشاركة الأمريكيين له في هذه المواجهات، أي أنه يسعى لأن تكون معركته إسرائيلية إيرانية بدعم أميركي، ونجح في ذلك، عبر توسيع صداماته ومواقع تطاوله، وعمليات الاغتيال التي طالت قيادات فلسطينية ولبنانية وإيرانية، وبذلك غدت المواجهات مباشرة، رغم البعد الجغرافي، وعدم تلاصق الحدود بينهما.

حاولت الولايات المتحدة ما أمكنها، تجنب توسيع المواجهة، بعد 7 أكتوبر 2023، كي تبقى محدودة الجغرافيا، وبقاء المواجهات الإسرائيلية الإيرانية غير مباشرة، وقد عملت جهدها على ضبط إيقاع الصدام بين تل أبيب وطهران في شهر نيسان 2024، حينما وقع القصف المحدود المتبادل بينهما، ولكن تطورات الأحداث فرضت على واشنطن خيار العمل المباشر لصالح المستعمرة وضد إيران لسببين: أولهما العمل على حماية المستعمرة والحفاظ على تفوقها، وتقديم كل الدعم والإسناد لها، وثانيهما ضرب تحالفات إيران وامتداداتها، وتقليص نفوذها الإقليمي.

وقد قال الرئيس الأميركي بايدن في بيانه يوم 28/9/2024، على أثر اغتيال الأمين العام لحزب الله يوم الجمعة 27/9/2024، بقوله: «الولايات المتحدة تدعم بشكل كامل حق إسرائيل –المستعمرة- في الدفاع عن نفسها ضد حزب الله وحماس والحوثيين وأي جماعات إرهابية أخرى مدعومة من إيران» ووصف اغتيال المستعمرة لنصر الله بقوله «إنه إجراء يحقق العدالة لضحاياه الكثيرين».

واعتماداً على التداخل والمصالح المشتركة الأميركية الإسرائيلية، سبق وأن استضاف مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سويلفان في واشنطن ومعه وزير الخارجية أنتوني بلينكن يوم الاثنين 15/7/2024، مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي ومعه وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، ووفد رفيع المستوى وما يماثله من وزارات الخارجية والدفاع والمخابرات من الطرفين في إطار ما يُسمى «المجموعة الاستشارية الاستراتيجية الأميركية الإسرائيلية».

وتركزت المباحثات بين الطرفين وفق البيان الصادر عن مكتب سوليفان، على «مواجهة التهديدات الإيرانية نحو إسرائيل –المستعمرة- والمنطقة ككل، كما ناقشا التطورات المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني، وتناولا التنسيق المتبادل بشأن سلسلة من الإجراءات لضمان عدم تمكن إيران من الحصول على السلاح النووي» .

وعلى أثر ذلك، قام قائد القيادة المركزية للجيش الأميركي سنتكوم، الجنرال مايكل كوريلا بزيارة رسمية إلى تل أبيب يوم الأحد 4/8/2024، بدعوة من قبل رئيس أركان جيش المستعمرة هرتسي هاليفي، ووفق بيان الجيش الإسرائيلي «عقد قائد القيادة المركزية الأميركي ورئيس الأركان الإسرائيلي اجتماعات، وزيارات لعدة وحدات عسكرية، حيث التقيا مع قادة كبار آخرين.

وأجريا تقييماً مشتركاً للوضع، ناقشا فيه قضايا الأمن الاستراتيجي، والتعاون المشترك، وتوسيع الأدوات العملياتية، في إطار الاستجابة للتحديات في الشرق الأوسط»، وأعلن الجيش الإسرائيلي في نص بيانه عن مواصلة تعميق العلاقة مع نظيره الأميركي « من منطق الالتزام بالحفاظ على الأمن الإقليمي والمصالح المشتركة لكلا الجيشين».

وفي يوم 4/8/2024، وصل الجنرال كوريلا إلى تل أبيب من أجل التنسيق والعمل على:
« تجنيد نفس التحالف الذي دافع عن إسرائيل –المستعمرة، من الهجوم الإيراني يوم 13 نيسان 2024، وعاد كوريلا مرة أخرى خلال أسبوع إلى تل أبيب في زيارة عمل ثانية يوم 8/8/2024، على أثر تصاعد التوترات عقب الاغتيالات الإسرائيلية لإسماعيل هنية وفؤاد شكر.

وفي يوم الثلاثاء 1/10/2024، أجرى وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن مكالمة هاتفية مع يؤاف جالنت وزير دفاع المستعمرة، بعد اغتيال أمين عام حزب الله حسن نصر الله يوم 27/9/2024، واتفقا خلال مكالمتهما على: «ضرورة تفكيك البنية التحتية الهجومية على طول الحدود –الفلسطينية اللبنانية-» وتمت المكالمة على خلفية الهجوم الإسرائيلي الذي بدأ بشن غارات برية محدودة وموضعية ومحددة الهدف في جنوب لبنان.

وهكذا نجد أن العلاقات الأميركية الإسرائيلية تتواصل عبر المؤسسات الثلاثة: 1- الحكومة، 2- المخابرات، 3- الجيش، وكل منهم له مهامه الوظيفية في إطار المصالح والتحالف الذي يجمع الولايات المتحدة مع المستعمرة الإسرائيلية.

الدستور الأردنية

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الإيرانية الولايات المتحدة اللبنانية إيران لبنان الولايات المتحدة الاحتلال مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة تل أبیب

إقرأ أيضاً:

واشنطن ترفض الاتفاقية بين بغداد وطهران.. ستحول العراق لدولة تابعة إلى إيران

في أول حراك دبلوماسي خارجية له، اختار علي لاريجاني بغداد لتكون محطته باتجاه دول تعتبرها إيران حليفة لها , رغم خسارتها لنفوذها في سوريا وتراجعه نسبيا في لبنان.

لاريجاني الذي عينه الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أميناً عاماً للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني يوم الـ5 من آب / أغسطس 2025 ، جاء وفق مرسوم رئاسي خلفا لعلي أكبر أحمديان , في إطار تغييرات تشهدها أعلى هيئة أمنية في البلاد بعد أن قضى نحو 50 قيادياً رفيعاً في القوات المسلحة خلال حرب الـ12 يوماً مع إسرائيل ، والذي وكان من بينهم أبرز أعضاء "الأمن القومي" قائد الحرس الثوري حسين سلامي، ورئيس الأركان محمد باقري، وقائد غرفة العمليات المشتركة غلام علي رشيد، وخليفته الجنرال علي شادماني.

إيران وفي محاولة منها على ما يبدوا لإعادة تنظيم أذرعها بحسب مراقبين , قالوا إنها تسعى لإبراز أوراق ضغطها التي قد تحتاجها حال استئناف الغرب للمفاوضات معها بشأن برنامجيها النووي والصاروخي , أوفدت طهران لاريجاني إلى كل من العراق ولبنان ضمن جولة تحمل كثيراً من الرسائل الإقليمية.

العراق وإيران نحو مزيد من الاتفاقيات الأمنية
حيث أعلن لاريجاني توقيع مذكرة تفاهم في بغداد أشرف عليها رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، وتركزت على التنسيق الأمني للحدود المشتركة بين البلدين , ومنع أي خرق أمني يستهدف التجاوز أو الاعتداء على أي من دول الجوار، ورفض استخدام أراضي العراق أو أجوائه أو مياهه للإضرار بأمن واستقرار المنطقة بحسب ما أكده مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي الذي مثل الطرف العراقي.

بحثنا، خلال استقبالنا أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، السيد @alilarijani_ir، سبل تنفيذ الاتفاق الأمني الموقع بين البلدين، وتبادلنا وجهات النظر بشأن تطورات الأوضاع في المنطقة، وما يتعرض له الشعب الفلسطيني في قطاع غزة المحاصر من جرائم تجويع وانتهاكات جسيمة.
وجددنا التأكيد… pic.twitter.com/EQysRyAcs0 — قاسم الاعرجي (@qassimalaraji) August 11, 2025

أمريكا ترفض الاتفاقية.. "تشريع يتعارض مع أهدافنا"
وفي أول موقف أمريكي من مذكرة التفاهم الأمنية التي وقعها العراق مع إيران , أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية عن رفضها لأي تشريع يتقاطع مع أهداف الولايات المتحدة، ويتناقض مع جهود تعزيز المؤسسات الأمنية القائمة في العراق.


وذكرت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، تامي بروس، خلال مؤتمر صحفي : "نحن ندعم السيادة العراقية الحقيقية، لا التشريعات التي من شأنها تحويل العراق إلى دولة تابعة لإيران".
وتابعت أن "الولايات المتحدة كانت واضحة في هذه الحالة تحديداً، وفي غيرها، بأن مستقبل الدول يجب أن يكون بيد شعوبها، ومؤكدين التزامنا هنا كما أوضحنا، بأن هذا المسار بالتحديد يتعارض مع ما نصبو إليه".

العراق لا يرغب باستفزاز أمريكا
السفارة العراقية في واشنطن سارعت لإصدار بيان الأربعاء 13 آب /أغسطس , ردا على تصريحات الخارجية الأمريكية , قائلة:" إن العراق دولة ذات سيادة كاملة، وله الحق في إبرام الاتفاقيات ومذكرات التفاهم وفقاً لأحكام دستوره وقوانينه الوطنية ، وبما ينسجم مع مصالحه العليا".

وأكد مسؤول في وزارة الخارجية العراقية , أنّ العراق لا يسعى لاستفزاز واشنطن من خلال مذكرته الأمنية مع طهران، مضيفاً أن "إيران تضغط باتجاه تعزيز التعاون الأمني , ولا ترغب بغداد أن تخسر أياً من الطرفين".

السفارة الإيرانية في بغداد هي الأخرى عدت الموقف الأمريكي بأنه "تدخّلًا غير مقبول في العلاقات بين دولتين مستقلتين جارتين".

بيان توضيحي

تعقيباً على ما ورد في تصريحات المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية خلال مؤتمرها الصحافي الأخير، تؤكد @IraqinUSA أن #العراق دولة ذات سيادة كاملة، وله الحق في إبرام الاتفاقيات ومذكرات التفاهم وفقاً لأحكام دستوره وقوانينه الوطنية، وبما ينسجم مع مصالحه العليا. pic.twitter.com/hKSFUCl6ou — سفارة العراق – واشنطن| Iraqi Embassy in Washington (@IraqinUSA) August 12, 2025
أما صاحب قانون "تحرير العراق من النفوذ الإيراني" السيناتور الجمهوري وعضو مجلس النواب الأمريكي، جو ويلسون فقد وصف الاتفاقية بأنها "خدعة" لا يجب للرئيس ترامب والكونجرس الأمريكي الموافقة على استمرارها , متهما الحكومة في العراق بالتنسيق مع إيران بشأن قانون الحشد الشعبي الذي سيسمح للميليشيات الإيرانية بالسيطرة الكاملة على البلاد رسميًا مقابل مليارات الدولارات التي تمنح للعراق من دافعي الضرائب الأمريكيين.

Iraq’s National Security Adviser meets his boss the Iranian National Security Adviser as the Iraqi government works to pass a law officially giving Iranian militias total control of the country. The same militias which the @StateDept noted just yesterday have attacked Americans.… pic.twitter.com/yXxWknhFAa — Joe Wilson (@RepJoeWilson) August 11, 2025

العراق أطفأ راداراته خلال حرب الـ12 يومًا
وتأتي الاتفاقية الأمنية الجديدة بين بغداد وطهران بعد كانت أجواء العراق ممرًا مفتوحا للطائرات الإسرائيلية والمسيرات والصواريخ الإيرانية طوال حرب الـ12 يوما , حيث اكتفت حكومة محمد السوداني آنذاك بإصدار بيانات إدانة واستنكار بشأن انتهاك سيادة العراق وسماءه , ملمحة إلى أنها لن تكون طرفا في النزاع الحاصل , وهو موقف لم يرق لإيران كثيرًا خاصة وأن جماعة الحوثي في اليمن "أنصار الله" فتحو جبهة خلال الفترة نفسها وقصفوا إسرائيل بالصواريخ البالستية.

وفي معلومة خاصة وردت لموقع "عربي21" , فأن أوامر عليا كانت تصدر لقيادة الدفاع الجوي في العراق تدعو لإطفاء منظومات الرادارات خلال الغارات التي تشنها الطائرات الإسرائيلية على إيران , وهو ما يكشف عن ضغوط مارستها الولايات المتحدة ضد حكومة محمد شياع السوداني وإلزامه باتخاذ موقف الحياد.

ولعل هذا ما يُفسر الهجوم بطائرة مسيرة الذي استهدف رادارات متطورة ثلاثية الأبعاد بعيدة المدى (470 كيلومتر) تابع للجيش العراقي في قاعدتي التاجي شمالي بغداد , والإمام علي الجوية في الناصرية , يوم الـ24 من حزيران / يونيو الماضي , وهو هجوم نُفذ خلال الساعات الأخيرة قبيل إعلان وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل.


وأظهر تحقيق للجنة شكلتها الحكومة في تموز / يوليو , بأن الطائرات المسيّرة المستخدمة في الهجمات تحمل رؤوسا حربية بأوزان مختلفة ومُصنّعة خارج العراق , إلا أنها انطلقت من مواقع محددة داخل الأراضي العراقية دون أن تسمها أو الجهات المسؤولة عنها.

فيديو متداول للحظة استهداف رادار دفاع جوي في قاعد التاجي العسكرية في #العراق pic.twitter.com/MWWOaWFqnE — Dr.Omar Hamed Shukur (@omarhamedshukur) June 23, 2025
الهجوم على قطعات الجيش العراقي خلق أجواء من التوتر بين أطراف داخل الحكومة تسعى لإعطاء انطباع للعالم بأن العراق دولة مؤسسات لا تعاني من فوضى القرار وانتشار السلاح , فيما تتهم جهات أخرى الحكومة بالتواطؤ والخضوع لأمريكا , وهو ما ظهر جليا عبر تغريدة على منصة "أكس" للمحلل السياسي المقرب من الحشد الشعبي، عباس العرداوي عقب إحراق الرادار قبل أن يحذفها بسبب دعوة أقيمت ضده ، قال فيها:" لم يحدث شيء يُذكر , الرادار الفرنسي في قاعدة التاجي كان يخدم الهجمات الإسرائيلية، وقد تم تحويله إلى خردة".

لارجاني يسعى لتهدئة التوتر بين الحشد والحكومة
السفير الإيراني السابق في النرويج والمجر عبد الرضا فرجي راد ، قال إن زيارة علي لاريجاني إلى بغداد , خطوة ذات أهمية استراتيجية حيث سيسعى إلى تهدئة التوتر بين الحشد الشعبي والحكومة العراقية لتفادي أي صدام داخلي محتمل في ظل موقف الحكومة القاضي بضرورة حصر السلاح بيد الدولة.
ولتتضح الصورة أكثر بشأن طبيعة عمل الوفد الإيراني في بغداد , فقد أطلق مستشار المرشد الإيراني علي أكبر ولايتي تصريحات بساعات قبيل وصول لاريجاني إلى العراق بالقول:" إن الحشد الشعبي في العراق يؤدي نفس دور "حزب الله" في لبنان" ، مضيفا أن :"إيران والعراق سيرفضان نزع سلاح حزب الله والحشد الشعبي " , وهي تصريحات رفضتها بيروت وعدتها تدخلًا سافرًا.

مخاوف من صراع "شيعي – شيعي"
ائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي حذر من اندلاع صراع "شيعي شيعي" كما سماه , معاتبًا الحكومة لتسرعها وإعلانها رسميًا وأمام الملأ عن تورط "كتائب حزب الله" بالهجوم على دائرة الزراعة جنوبي بغداد الشهر الماضي والاشتباك مع قوات الشرطة والذي اسفر عن قتلى وجرحى.

جريحان جراء تبادل اطلاق نار بين عناصر بالحشد الشعبي اثر خلاف على منصب مدير دائرة زراعة بغداد.

فصائل مقاومة و تتصارع على المصالح والمناصب!
مقاومة عصرية pic.twitter.com/12ZQwVhi3u — شاهو القرةداغي (@shahokurdy) July 27, 2025
هجوم عده معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى بأنه مثال على تحوّل التنافس بين الميليشيات في العراق إلى مواجهة عنيفة ، حيث نشطت "كتائب حزب الله" بشكل كبير في استغلال المسؤولين الحكوميين لضمان الوصول إلى الأراضي الزراعية الخصبة والاستيلاء عليها جنوب بغداد مقابل توفير الحماية لمسؤولين رفيعي المستوى في الدولة.


وفي 27 تموز / يوليو الماضي ، قُتل شخصان بينهم شرطي في اشتباكات بين قوات الأمن وكتائب حزب الله , التي حاولت اقتحام دائرة الزراعة بمنطقة الدورة ، رفضا لقرار إقالة إياد كاظم علي ، من منصبه كمدير للزراعة في منطقة الكرخ ببغداد , والذي اتضح بحسب بيان للناطق الرسمي باسم القائد العام للقوات المسلحة , تورّطه في التنسيق المسبق لاستقدام هذه القوّة فضلا عن ارتكابه تزوير في عدد من الوثائق الرسمية والشهادات، والاشتراك في تزوير العقود، ما أدى إلى سلب أراضٍ زراعية من أصحابها الشرعيين , وهو ما يؤكد وجود عمليات تغيير ديمغرافي بدوافع طائفية أقر حزب الله بتنفيذها ضمنيًا تحت عنوان "تطير منابع الإرهاب" وفق مشروع "طوق بغداد".

تنفيذاً لأوامر القائد العام للقوات المسلحة، رئيس مجلس الوزراء السيد محمد شياع السوداني، أكملت اللجنة المختصة بالإجراءات التحقيقية في حادثة الاعتداء الآثم على دائرة زراعة الكرخ في 27- تموز -2025، وما أسفر عنها من ضحايا أبرياء، نتيجة تواجد قوّة مسلحة خلافاً للقانون في دائرة حكومية… pic.twitter.com/kEu5moCLg4 — المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء ???????? (@IraqiPMO) August 9, 2025
كتائب حزب الله وصفت بيان اللجنة التحقيقية الحكومية بأنه تنفذ لـ"مخططات الأعداء" , وما ورد من اتهامات كان استجابة لـ "الضغوط الغربية" , فيما يصر نواب ممثلون لحزب الله على ضرورة "الحجر" على قرارات رئيس الوزراء محمد شياع السوداني لحين انتهاء ولايته في 11 تشرين الثاني / نوفمبر القادم , لأنها "فقدت الاتزان وعارضت المواقف الأساسية" وفق بيان على صفحتها 


آخرون ذكروا رئيس الوزراء محمد السوداني بالحصار الذي نفذته كتائب حزب الله حول المنطقة الخضراء التي تضم مقار الحكومة يوم 26 حزيران / يونيو 2020 ردا على اعتقال رئيس الحكومة السابق مصطفى الكاظمي الذي أمر باعتقال عدد من عناصر هذا الفصيل وفق معلومات استخباراتية لحيازتهم صواريخ داخل مقر بالعاصمة , قبل أن يسارع لإطلاق سراحهم خشية التصعيد مع تقديم اعتذار بنفسه لقيادة الحشد الشعبي عن عملية المداهمة بحسب صفحات موالية للحشد , وهو ما يؤكد حجم النفوذ سياسيا وعسكريا الذي تمتلكه كتائب حزب الله والتي تتبع أيديولوجيًا لنظام ولاية الفقيه في إيران وتدعو بالاحتكام إليه..

ما جرى في #بغداد الليلة الماضية من اقتحام المليشيات للمنطقة الخضراء ومحاصرة مقار أمنية ثم انتشار المليشيات مستعرضةً بسلاحها الخفيف والمتوسط ينسف كذبة تبعية "مليشيات الحشد" للدولة وخضوعها لسلطة القائد العام للقوات المسلحة، كذبةٌ سعت حكومات الخضراء لتمريرها داخليا وخارجيا. pic.twitter.com/FHgvXyUDSe — ℍadidℍ حامد حديد (@HamidHadeed) June 26, 2020
انتفاء الحاجة للحشد "يجب حله أو دمجه"
ومع تغير المزاج الدولي بشأن ما يجري في العراق وفق التطورات الجيوسياسية , أكد سفير بريطانيا في العراق عرفان صديق، أن الحاجة إلى الحشد الشعبي انتفت بعد هزيمة الإرهاب , وإن ما ينطبق على التحالف الدولي ينطبق على الحشد أيضًا , وهو رد على دعوات خروج قوات التحالف من العراق.
أما وزير الخارجية الأسبق، والقيادي في الحزب الديمقراطي الكوردستاني، هوشيار زيباري فقد أشار إلى أن هناك قراءات تذهب نحو "انفجار مواجهات" في أيلول المقبل، وهو ما سيؤثر على الانتخابات المزمع إجراءها في 11 أيلول / سبتمبر 2025.


في المحصلة , فأن إيران تسعى للحفاظ على مصالحها وارتباطاتها الوثيقة مع العراق ، الذي يستعد لخوض الانتخابات البرلمانية التي ستجري بعد ثلاثة أشهر فقط ، فيما تتصاعد حدة التنافس ما بين القوى والأحزاب العراقية التقليدية تلك الحليفة لطهران وأخرى لواشنطن فضلا عن ولاءات إقليمية متباينة قد تكون نتيجتها خسارة محمد السوداني فرصة التجديد لولاية ثانية وفق توافقات اعتاد النظام السياسي في العراق العمل عليه منذ عام 2003.

مقالات مشابهة

  • واشنطن ترفض الاتفاقية بين بغداد وطهران.. ستحول العراق لدولة تابعة إلى إيران
  • الطائرات المسيرة تهدد الموانئ الإسرائيلية.. «أنصار الله» تحذّر الشركات
  • لاريجاني يتعهد بدعم إيران للشعب اللبناني بجميع الظروف
  • الحرب الإسرائيلية الإيرانية القادمة.. هذا موعدها ومساراتها
  • ردًا على الخارجية الأمريكية.. بيان حاسم من العراق بشأن إبرام اتفاقيات مع إيران
  • الخارجية الأمريكية عن الاتفاقية الأمنية العراقية الإيرانية: نرفض أي تشريع يتعارض مع أهدافنا
  • بري يستبعد استقالة وزراء أمل وحزب الله
  • مصدر استخباراتي: إعادة انتخاب ترامب مهّد الطريق أمام الهجمات الإسرائيلية على إيران
  • محافظ الغربية يتابع استئناف ترميم عمارات المستعمرة بالمحلة الكبرى
  • الجميل زار سلام: على إيران أن تحترم قرار لبنان وسيادته ومصلحته