مصانع الصلب والحماية المفقودة من غول إغراق البليت
تاريخ النشر: 6th, October 2024 GMT
هناك فرق شاسع بين المصانع المتكاملة وشبه المتكاملة المنتجة للصلب وبين مصانع الدرفلة؛ فالأولى كيانات ضخمة جدًا تنتج كل مراحل الصناعة بدءًا من مربعات وبلاطات الصلب وانتهاءً بالمنتج النهائي وهو حديد التسليح. بالإضافة إلى ذلك، استثماراتها هائلة، وأعداد العمالة وتكاليف التشغيل والإنتاج بها كبيرة للغاية. أما مصانع الدرفلة فهي أشبه بعصارات القصب - إن جاز التشبيه - لأنها تستورد كميات من البليت بأسعار رخيصة جدًا ثم تقوم بدرفلتها دون أدنى تحمل لأعباء أو خسائر.
غياب الحماية للصناعة.. أكبر الأخطار
إن غياب الحماية للمصانع المتكاملة وشبه المتكاملة المنتجة للصلب يتسبب بشكل مباشر في خلق العراقيل أمامها، مما يحد من قدراتها الإنتاجية والتصديرية. وعلى الحكومة تطبيق مبدأ المعاملة بالمثل مع الدول التي تفرض قيودًا على الصادرات المصرية، مما يؤدي إلى منافسة غير عادلة تحد من قدرات الصناعة المصرية التنافسية في الأسواق الخارجية وتسبب خسائر فادحة لصناعة الصلب المحلية.
أذا نظرنا الى الولايات المتحدة الأمريكية فسنجدها تطبق تعريفة حماية تبلغ 25% على وارداتها من البليت، وتركيا 17%، وتفرض المملكة العربية السعودية 12% ، والجزائر 11%، وفيتنام 10% وجنوب أفريقيا 10%، أما في مصر فلا يتم تطبيق أي تعريفة حمائية أو جمركية على واردات البليت وهو الأمر الذى قام باستغلاله بعض شركات الدرفلة المحلية وقامت باستيراد كميات ضخمه وصلت خلال الأسبوع الماضى الى 100 ألف طن ، رغم أن البليت يعد منتج نصف مُصنّع ويمثل مرحله متأخرة عند صناعة حديد التسليح، عكس المصانع المتكاملة التي تتحمل تكاليف كل مراحل إنتاج الخامات بداية من الحديد الإسفنجي "DRI" ، وعلى الحكومه ، ووزارة التجاره ،و الماليه، والصناعه أن تنتبه إلى أن هناك فرق وبون شاسع بين مصانع متكامله تعمل فى كل مراحل الصناعه وتقوم بالإنتاج والتصدير وتدر عائدا دولاريا للخزانه العامه للدوله ، وبين مصانع درفله تستورد بليت بأسعار مخفضه مستغلة حالة الإنكماش العالمى ، وحالة الركود فى الصين - أكبر منتج ومستهلك للصلب فى العالم - ، وعدم وجود رسوم جمركية ، وتستنزف دولارات البلد فى الاستيراد ، وهناك فارق كبير أيضا بين مصانع تتحمل تكاليف باهظه وحجم عماله رهيب واقصد بها المصانع المتكاملة وشبه المتكامله وتنتج وتصدر للأسواق الخارجيه كما قلنا ، وبين مصانع درفله تستورد بليت ولا تجرى عليه ، أو تُدخٍل عليه أى قيمه مضافه ، أو تقوم بتصدير كميات مقابله له من حديد التسليح ، وهو ما يتطلب إعادة النظر فى الرخص الممنوحه لمصانع الدرفله ، وإلزامها عند الإستيراد للبليت ، بتصدير كميات مقاله من حديد التسليح حتى تضمن الدوله دخول عائد دولارى لها .. الأمر الآخر أصبح من الضروري جدا فرض رسوم على الواردات من البليت اسوة بما يحدث فى .الدول التى سبق ذكرها فى السطور الماضيه .
حقيقة الأسعار المتداولة في المصانع المتكاملة ومصانع الدرفلة
مع بداية الأسبوع الماضى اجرت بعض مصانع الدرفله الصغيره وهى التى سبق وأن شبهتها بعصارات القصب تخفيضات على أسعار حديد التسليح بعد أن اخذت دولارات من البنوك واستوردت بليت من الخارج ، ووصل الإنخفاض فى بعض المصانع لأكثر من 1000 جنيها ، و 1500 جنيها وكان هذا الأسبوع الماضى ووقتها لم تجر المصانع المتكامله أية زيادات على أسعارها حيث قامت بتثبيتها حتى اليوم الأحد السادس من أكتوبر 2024 والذى وقعت فيه مفاجأه مدوية وهى إرتفاع اسعار كل الخامات بالبورصات العالمية بدء من الخرده وإنتهاءً بمربعات الصلب .
إرتفعت أسعار الخرده عالميا بنحو 17 دولار دولار فى الطن مقارنة بسعر الأسبوع الأخير من سبتمبر الماضى ، حيث وصل سعر طن الخرده اليوم 6 اكتوبر إلى 385 دولار ، وكان سعرها الأسبوع الماضى نحو 368دولار ، والأسبوع قبله نحو 364 و365 دولار لتصبح الزيادة نحو 17 دولار فى الطن كما قلتا .ووصلت نسبة الزياده فى خام الحديد " الايرن أور " إلى 25 % ، حيث سجل سعر الطن نحو 110 ، و111 دولارات وكان سعره عى مدار شهر سبتمبر لا يتجاوز ، 89 ، و93 دولار على أقصى تقدير بأستراليا أكبر مورد للخام على مستوى العالم ، لتتعدى نسبة الزياده فى سعر الخام 25% .
وزادت مربعات الصلب " البليت " من 455 و 485 دولار فى الأسبوع الأخير من شهر سبتمبر الماضى الى 470 و 495 دولار للطن اليوم 6 اكتوبر 2024 . وارتفعت أسعار حديد التسليح إلى 630 دولار بالسوق التركى وكانت لا تتجاوز 585 دولار خلال الأسبوع الأخير من سبتمبر . وزادت أيضا أسعار لفائف الأسلاك لأكثر من 630 دولار " فوب" وكان السعر فى الإسبوع الاخير من سبتمبر الماضى لا يتجاوز 595 ، و 600 دولار للطن ، كما زادت ايضا اسعار المسطحات المدرفله على الساخن لأكثر من 520 دولار للطن !.
من المتضرر؟
بكل تأكيد المتضرر الأول هى مصانع الصلب المتكامله وشبه المتكاملة لأنها بمثابة العمود الفقري للصناعه المصرية بشكل عام ، ورغم الضرر الكبير الذى وقع على المصانع المتكامله اليوم الاحد السادس من اكتوبر 2024 بسبب ارتفاع أسعار الخامات بالبورصات العالمية ، إلا انها قامت مجبره ومضطره بخفض أسعارها رغم ارتفاع اسعار الخامات ، و ذلك بعد أن قامت مصانع الدرفله بإستيراد أكثر من 100 الف طن بليت من الخارج ..خفضت حديد عز نحو 2500 جنيها فى الطن ، والسويس للصلب 2600 جنيها وتعلن بقية المصانع أسعارها تباعا ، ونؤكد أن هذه الأسعار لن تستمر طويلا فى ظل الانفلات الكبير فى اسعار الخامات بالبورصات العالمية لأن العنصر الحاكم كما ذكرت فى كثير من التحليلات هو عنصر التكلفه ، وأسعار الخامات بالبورصات العالمية.
التعريفة الجمركية على ورادات المسطحات.. هزيلة
إذا كانت الحماية غائبة على واردات البليت في مصر ، فإن الرسوم الجمركية التي يتم تطبيقها على الواردات من مسطحات الصلب المدرفلة على الساخن أيضا لا تتناسب مطلقاً والرسوم التي تقوم العديد من الدول بفرضها، وانخفاض الرسوم الجمركية على واردات الصلب المسطح يجعل السوق المحلى مرتعاً للدول الأخرى التي تسعى بكل ما أوتيت من قوه لحماية أسواقها من تدفق الواردات، والدليل على ذلك أن إدارة الرئيس الأمريكي بايدن فرضت قيودا مشددة على صادرات الصين من الصلب المسطح وغيرها ، وها هى كندا تفرض رسوم إغراق على العديد من دول العالم مثل الصين وفيتنام ، وعلى مصر فى قضية لفائف الأسلاك . جملة القول نوجهها لوزراء الصناعه ، والاستثمار والتجاره ، والمالية ونقول بإختصار إن مصانع الصلب المتكامله وشبه المتكامله التى تنتج وتصدر وتدر عائدا دولاريا على الخزانه العامه للدوله هى الأولى بالرعاية والحماية .
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: من البلیت
إقرأ أيضاً:
توسيالي تصبح أكبر شركة منتجة للصلب في تركيا والثالثة في أوروبا
يونيو 18, 2025آخر تحديث: يونيو 18, 2025
المستقلة/-تواصل شركة توسيالي التركية الرائدة في إنتاج الصلب، والتي تمتلك حضورا عالميا واسعا، نموها وتوسعها على مستوى العالم. وتشغّل حاليًا ما يقارب من 50 منشأة موزعة عبر ثلاث قارات، بطاقة إنتاجية للصلب السائل تصل إلى 15 مليون طن سنويا، ويعمل فيها حوالي 15,000 موظف.
بفضل استثماراتها في إنتاج الصلب عالي الجودة وذي القيمة المضافة، والتزامها بجعل الاستدامة أولوية قصوى، تواصل شركة توسيالي تقدمها السريع في قطاع إنتاج الصلب على المستوى العالمي. ويعود هذا النجاح إلى مجمعاتها الإنتاجية المنتشرة في مختلف أنحاء العالم، ومنتجاتها الصديقة للبيئة المُصنّعة بتكنولوجيا متقدمة، وتركيزها على البحث والتطوير والابتكار، إلى جانب امتلاكها حقوق ملكية قوية، و فريق عمل يتمتع بكفاءة عالية.
ووسط الظروف العالمية الصعبة التي شهدها عام 2024، والذي كان عامًا قاسيا على منتجي الصلب حول العالم، حققت شركة توسيالي إنجازًا لافتًا بصعودها السريع في التصنيفات العالمية، مضيفةً بذلك نجاحًا آخر إلى سجلها الحافل. ووفقًا لبيانات رابطة الفولاذ العالمية، بلغ إنتاج شركة توسيالي من الصلب السائل 9.12 ملايين طن في هذا العام، محققة زيادة بنسبة 54.3% مقارنة بالعام السابق، ما جعلها واحدة من أسرع ثلاث شركات نموا في قطاع الصلب عالميا لتقفز بذلك 21 مركزا وتصل إلى المرتبة 46 عالميًا. كما رسخت توسيالي مكانتها كأكبر منتج للصلب في تركيا، و الثالث في أوروبا، مع دخولها رسميا قائمة أكبر 50 منتجا للصلب في العالم.
فؤاد توسيالي: هدفنا أن نصبح واحدًا من أكبر 20 منتجًا للصلب في العالمأكد فؤاد توسيالي، رئيس مجلس ادارة مجمع توسيالي، أن نجاح الشركة العالمي يستند إلى استثمارات استراتيجية مدروسة وإنتاج الصلب عالي الجودة.
و قال: “بصفتنا توسيالي، لقد وضعنا الاستدامة والكفاءة، ووفرات الإنتاج الكبيرة في صميم أولوياتنا الثلاث. وبهذه الاستراتيجية، نواصل النمو بطريقة صحية ومستقرة، مدعومين باستثمارات موجهة نحو الكفاءة البيئية سواء في تركيا وفي مناطق جغرافية مختلفة حول العالم. كما أكملنا مصنع توسيالي للحديد و الصلب اسكندرون-Tosyalı Demir Çelik İskenderun، والذي يُعد أكبر استثمار صناعي لبلادنا خلال السنوات الأخيرة رغم كارثة الزلزال الكبرى، وبدأنا الإنتاج الأول في عام 2023. وقد ساهم هذا المصنع في تقليص واردات تركيا من الصلب المسطح التي بلغت4 ملايين طن، وبدأ يلعب دورا كبيرا في دعم صادراتنا من الصلب ذي القيمة المضافة.
وأضاف نحن نخطو خطوات حازمة لنصبح من أبرز مراكز إنتاج الحديد والصلب المتكاملة والاستراتيجية، ليس فقط في حوض البحر الأبيض المتوسط وإفريقيا، بل على مستوى العالم أيضا. ويأتي ذلك بفضل استثماراتنا المتواصلة لا سيما في المرحلة الرابعة ضمن مجمع توسيالي الجزائر الإنتاجي بمراحله الخمس، والذي يُعد ركيزة أساسية لنجاحنا كشركة صلب عالمية حتى الآن. كما بدأنا استثمارات جديدة في ليبيا، في خطوة استراتيجية تعزز وجودنا في إفريقيا. ومع استثماراتنا في تركيا، الجزائر، إسبانيا وليبيا، نُعزز مكانتنا يومًا بعد يوم كمنتج عالمي رائد في صناعة الصلب.”
في توسيالي، يتجاوز إجمالي مبلغ الاستثمارات في السنوات الخمس الماضية 6 مليارات دولار أمريكي، ومعظم هذه الاستثمارات موجهة نحو الاستدامة. وتتواصل الاستثمارات في البحث والتطوير، والتكنولوجيا المتقدمة، والإنتاج الدائري، ومصادر الطاقة النظيفة مثل الطاقة الشمسية والهيدروجين، دون انقطاع.
وأشار توسيالي الى التركيز على الكفاءة، التي تُعد أيضًا إحدى القضايا الرئيسية للاستدامة، وتسعى لإنتاج المزيد باستهلاك موارد أقل.
وتابع بالقول نواصل تحقيق نمو مستدام بفضل هيكلنا المستقل والديناميكي والفعّال، الذي يتيح لنا تحليل كل مكوّن ضمن النظام البيئي لشركة توسيالي، بدءًا من المادة الخام (المنجم) وصولًا إلى المنتج النهائي. وبهذا النهج المتكامل، نواصل صعودنا المتسارع والمستمر في التصنيفات العالمية. بين عامي 2020 و2024، ضاعفنا إنتاجنا العالمي من الصلب الخام بنسبة بلغت 110%. بفضل هذا التقدم، دخلنا ضمن أكبر50 شركة في العالم لنصبح أكبر شركة منتجة للصلب في تركيا وثالث أكبر شركة منتجة للصلب في أوروبا. ومن بين أفضل 50 شركة، نحن الوحيدين الذين يحققون تقدمًا متواصلًا في التصنيف العالمي عامًا بعد عام.
واكد استمرا النمو المستدام، و”بفضل أرقام إنتاجنا، حققنا نقلة نوعية للارتقاء إلى مستوى أعلى عالميًا. وفي غضون 4-5 سنوات القادمة، ومع بدء استثماراتنا الجارية في الإنتاج، سنتقدم بثقة نحو هدفنا في أن نصبح واحدة من أكبر20 شركة صلب في العالم.”