سامي الجميل: إيران تعطّل أي إمكانية للخروج من المأزق
تاريخ النشر: 8th, October 2024 GMT
لفت رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل الى ان "المشكلة اليوم ان القرار ليس بيد الدولة وعلى الأخيرة أن تستعيده كي تتمكن من التفاوض"، واعتبر ان من "الضروري أن يدرك حزب الله أن الوقت حان كي يسلّم إلى الدولة، من هنا على رئيس المجلس ان يقنع الحزب بأن تلعب الدولة دورها".
وقال في حديث تلفزيوني: "يكفي عذاب ودمار وذلّ، وقد حان الوقت للعودة الى المصلحة اللبنانية والمؤسسات لأنها وحدها قادرة على حماية اللبنانيين".
وشدد على أن "لا خيار إلّا بالتواصل مع رئيس المجلس نبيه بري لإقناع حزب الله، ونتابع مواقف رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي أخذ موقفًا واضحًا بفصل مساري لبنان وغزة ووقف إطلاق النار واستعداده لتطبيق القرار 1701" .
تابع: "حان الوقت لأن يترجم موقف بري وميقاتي على أرض الواقع، وهذه ليست إلّا البداية والأهم الآن إيقاف الدخول البري ووقف النار وعودة النازحين"، ورأى ان "على حزب الله أن يقبل بقرار الدولة وتنفذ ما التزمت به أمام اللبنانيين والدول".
اضاف: "حان الوقت لكي لا يكون لبنان حقل تجارب ويموت اللبنانيون من أجل الآخرين، كما أن الوقت حان ليُدافع لبنان عن نفسه ويتحمّل مسؤولية نفسه، وعندها سيكون العالم إلى جانبنا. ولكن إذا استمرينا بدعم غزة كما قال الوزير الايراني يعني ترك لبنان في منطق الدمار".
واعتبر انه "اذا استمر حزب الله بمعركة الإسناد فسيكون لدينا صعوبة ونؤسّس لدمار ما تبقّى من لبنان ، ومزيد من القتلى وهذا يتحمّل مسؤوليته حزب الله"، واوضح انه "منذ 18 سنة لغاية 2024 لم تحصل ضربة كف في الجنوب، وأبرمت اتفاقات ترسيم الحدود وحصلت اتفاقات بين الحزب وإسرائيل من دون طلب رأي اللبنانيين وكانت الحدود هادئة، ولكن هناك من أخذ قرارًا بفتح صفحة الإسناد فحزب الله وإيران ضحّوا بلبنان من أجل حرب الإسناد".
وقال: "لم أسمع يومًا بما يُسمّى حرب إسناد أو إلهاء، وهناك من قرّر أن يُلهي جيشًا آخر أقوى منه ويأتي وزير خارجية إيران ويقول بكل وضوح إنه يجب البقاء بحرب الإسناد كي تتمكّن إيران من تحسين شروطها في المفاوضات، ما يعني أنه يتم اللّعب فينا. لقد حان الوقت لنُدرك أن لا خلاص لنا إلّا بالدولة وببعضنا البعض، لأن حزب الله وإيران لا يسألان عن اللبنانيين".
ولفت الى ان "الدولة والجيش كانا يحميان لبنان من 1949 الى 1969، ولكن عندما تحوّل الجنوب الى فتح لاند ثم حزب الله لاند، ووقتها لم تتمكن اسرائيل من دمار لبنان، ولكن عندما سمحنا للميليشيات لحساب الإقليم باستلام الجنوب رأينا دمار لبنان وحزب الله لم يحمِ لبنان ولا أقام توازن رعب"، مؤكدا ان "الدولة والجيش وحدهما حماية لبنان والديبلوماسية تحمي لبنان".
وردا على سؤال قال: "نحن معارضة ولسنا السلطة، والمسؤولية تقع على مَنْ هو في موقع المسؤولية أي رئيسي الحكومة والمجلس اللذين لديهما القدرة على التواصل مع الدول. وعلى بري أن يُقنع الحزب بوقف إطلاق النار وإذا لم تنجح الدولة بفرض سلطتها وتسير بالجيش إلى الجنوب، فنحن ذاهبون إلى مزيد من الدمار ولن نتمكّن من إيقاف آلة الدمار والقتل ولست في موقع أن آخذ قرارًا".
ورأى أن "إمكانية إيقاف الحرب وانتخاب الرئيس موجودة ولكن المشكلة أن الأمرين بيد حزب الله"، معربًا عن تخوّفه من أن كل الأفرقاء كانوا ذاهبين باتجاه وقف إطلاق النار، إلى أن أتى الوزير الإيراني وغيّر القرار ونسف أي وقف لإطلاق النار، وأكد حرب الإسناد وعدم فصل المسار بين لبنان وغزة، ويريد أن يضحّي بكل أحد منّا ويدفن جميع اللبنانيين من أجل مصلحة إيران".
وذكّر بأننا "سمعنا أن كل جبهة الممانعة ستتدخل فيما لو استهدفت بيروت، ولكن أين السوري والإيراني والعراقي؟".
وسأل: "هل نقارن 200 صاروخ باليستي والصاروخ الذي وصل إلى مزرعة الدجاج بما يجري في لبنان والجنوب؟" واستطرد قائلا: "الملفت أن إيران لم تتحرّك إلّا عندما مسّت بها إسرائيل عبر قتل اسماعيل هنية، أما فيما يتعلق بنا فأين جبهة الإسناد؟"
واكد انه "يجب العودة إلى لبنان"، مشيرًا إلى أنه "عندما كانت الدولة قوية لم يقترب منّا أحد، ولكن عندما بدأ حزب الله بتطبيق أجندة الآخرين وصلنا إلى ما حلّ بنا"، واشار الى ان "المشكلة اليوم أن لا قيادات في حزب الله للحديث معها، ويجب أن يأخذوا قرارًا بوقف الحرب وتسليم زمام الأمور للجيش".
وردا على سؤال قال: "ليس دورنا ولا موقعنا أن نقوم بالحوار مع حزب الله فهذا واجب بري وميقاتي"، ولفت الى انه بعد "زيارة وزير الخارجية الإيراني حصل الهروب إلى الوراء من قبل حزب الله، وأضع مواقف فرنجية اليوم في هذا الإطار".
اضاف: "المهم بالنسبة لنا تأكيد بري وميقاتي على فصل المسارات، والتأكيد على مطلب الدولة بوقف إطلاق النار ، وهذا يؤكد أن منطق الدولة يناقض ما يقوم به حزب الله، لذلك الإمضاء على بيان اللقاء الثلاثي كان مهمًا".
واكد ان "كل مبادرة توصل إلى نتيجة نرحّب بها ، ولكن يجب أن نفهم أن إيران تعطّل أي إمكانية للخروج من المأزق وعبر حزب الله تمنع انتخاب رئيس، والضغط يجب أن يكون باتجاه إيران وحزب الله"، وأوضح انه "عندما نتكلّم عن عدم كسر أي فريق، فلا نعني الأحزاب إنّما الشعب والطائفة، ونرفض أن يشعر الآخرون بما شعرنا به في السابق عندما تم عزلنا".
وشدد على ان "التسليم للجيش ليس استسلامًا، إنما عودة إلى الدولة، ولا يجوز بناء لبنان بالانتقاص من حقوق الآخرين، انما نريد بناء البلد على أسس الشراكة ولسنا بوارد أن نقبل بأن يبنى البلد بوجود سلاح ومن دون احترام ومساواة وسيادة كاملة للدولة".
وختم: "الأولوية لوقف إطلاق النار وفرض سلطة الدولة والجيش، وبعدها تنطلق ورشة إعادة بناء لبنان على أسس جديدة، ولن نعود إلى ما كنا نعيشه قبل التجربة المرة".
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: إطلاق النار حان الوقت حزب الله الى ان
إقرأ أيضاً:
رئيس حزب السلام والازدهار: البديل الرابع في تقرير البعثة الأممية هو الطريق الأكثر واقعية للخروج من الأزمة الليبية
أكد رئيس حزب السلام والازدهار، بتاريخ السبت الموافق 24 مايو 2025، محمد خالد الغويل، خلال المحاضرة الأسبوعية في الصالون السياسي والثقافي الأسبوعي التابع للحزب، أن نشر تقرير اللجنة الاستشارية المكلفة من قبل البعثة الأممية في هذا التوقيت قد يشكل فرصة نادرة للخروج من حالة الجمود السياسي التي تمر بها ليبيا، داعيًا إلى تبني “البديل الرابع” المطروح في التقرير، باعتباره الخيار الأكثر واقعية وفعالية.
وأشار الغويل إلى أن البدائل الثلاثة الأخرى الواردة في التقرير– والتي تتراوح بين إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية، أو الاستفتاء على الدستور أولاً– لا تمثل سوى استمرارٍ لإعادة تدوير الانسداد السياسي وللأزمة المستمرة منذ 11 سنة، محذرًا من أن بقاء نفس الأجسام السياسية التي عطلت المشهد على مدى أكثر من 11 سنة لن يفضي إلى أي تغيير وتقدم حقيقي.
وشدد الغويل على أن “البديل الرابع”، الذي يشكل مقاربة جديدة أساسها حل الصراع بمعالجة أسبابه والتوقف عن مقاربة إدارة الصراع واحتواء تداعياته، هو مسار جدير بالاهتمام، فهو مسار يستفيد من أخطاء السنوات الماضية ويفتح الفرصة لبداية جديدة تؤسس للدولة الحديثة المنشودة، وتفتح الطريق إلى إعادة هيكلة شاملة للمؤسسات، هو المسار الوحيد القادر على إنهاء الأزمة، خاصة في ظل تقاطع هذا الطرح مع حراك شعبي واسع يرفض استمرار الوضع الراهن.
وتطرق رئيس الحزب إلى أن البديل الرابع قدم آلية واضحة وتصورًا عمليًا لإنهاء كافة الأجسام السياسية القائمة بترتيبات واضحة، بدون الانزلاق في فراغ سياسي، الذي يتخوف منه كثيرون.
كما حذر الغويل من المساس بالسلطة القضائية أو الزج بها في الصراع السياسي، معتبرًا أن المساس باستقلال القضاء والفصل بين السلطات سيكون بمثابة ضرب لما تبقى من ثقة الشعب في مؤسسات الدولة، داعيًا إلى الحفاظ على هذه المؤسسة بشكل مستقل كصمام أمان للعدالة والاستقرار.
وفي ختام حديثه، شدد الغويل على أهمية عدم تفويت هذه الفرصة التاريخية لتصحيح المسار، وللخروج من الأزمات السياسية المستمرة لأكثر من عقد، داعيًا القوى السياسية والمجتمعية إلى تغليب الحكمة وتبني خيارات مسؤولة تصب في مصلحة البلاد ومستقبلها وأجيالها.