في خضم العدوان المستمر على قطاع غزة، تبرز قصة الطفلة زمزم العجرمي، التي لم تتجاوز الخامسة عشرة من عمرها، كنموذجٍ حيّ للمأساة الإنسانية التي يعيشها الفلسطينيون، وخصوصًا الأطفال الذين يتحملون ويلات الحروب دون ذنب.

خلال الأيام القليلة الماضية، حوصرت زمزم وعائلتها في جمعية تأهيل المعاقين في جباليا، تلك الجمعية التي تحولت إلى ملاذ للنازحين في ظل تصاعد القصف الإسرائيلي، حيث تنامى الخوف في قلوبهم مع اقتراب قوات الاحتلال من منازلهم، وبعد استهداف مركز الإيواء، وجدت زمزم نفسها مع شقيقاتها محاصرات تحت الركام، محاصرات بين صرخات الألم ورائحة الموت التي تملأ الأرجاء.

لقد أُدخلت والدة زمزم المستشفى بعد إصابتها، ولكنها للأسف توفيت أمام أعين بناتها، حيث تجمعت الأخوات حول جسد والدتهن المغطى بالتراب، كاشفين عن صورة قاسية لم يعتدوا على مشاهدتها في طفولتهم، وفي تلك اللحظات القاسية، سجلت زمزم مقطعًا مؤثرًا تضرع فيه للعالم، تسألهم النجدة قبل أن تلاقي مصير والدتها.

وتقول زمزم، باكيةً: "لقد استشهدت أمي أمامي، لم أستطع فعل شيء، لم أستطع حتى أن أنقذها"، كانت هذه الكلمات تحمل عبءًا من الألم يفوق قدرة أي إنسان على تحمله، وبهذه القصة المأساوية، انتشرت مناشدتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، محققةً تفاعلًا كبيرًا من الناس، حيث تصدر وسم "أنقذوا زمزم" منصات التواصل، ليكون صرخة إنسانية من قلب الأزمة.

القصة المأساوية لزمزم أعادت للأذهان قصة الطفلة هند

القصة المأساوية لزمزم أعادت للأذهان قصة الطفلة هند رجب، التي لم تُكمل عامها السادس، والتي استشهدت تحت وابل رصاص الاحتلال، محاصرةً بجثث عائلتها في سيارة، وهو مشهد يُعبر عن فظاعة الأحداث التي تجري في غزة، بينما فارقت هند الحياة، استطاعت زمزم الهروب من الموت، إلا أن الألم والخسارة لازماها.

الخبيرة في علم النفس الاجتماعي، زهيرة جاسر، تناولت هذه القضية بعمق، حيث أكدت أن تجريد الأطفال الفلسطينيين من إنسانيتهم هو أمر فريد من نوعه، مشيرةً إلى أن لو كانت القصة لأطفال غربيين، لكانت قد تصدرت الأخبار العالمية.

وتحدث المتفاعل عزان الحديدي، مستنكرًا: "هذا المجرم الجبان يستقوي على النساء والأطفال فقط"، مما يُبرز الظلم والمعاناة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في كل لحظة.

الأمل في وسط المأساة

على الرغم من كل المعاناة والألم، نجحت زمزم وأخواتها في الفرار بعد ثلاثة أيام من الحصار، ليصلوا إلى مستشفى كمال عدوان، وهذا الهروب يُظهر أن الأمل لا يزال موجودًا، حتى في أحلك الظروف، فبينما كانت هند قد عانت من مصير مروع، حظيت زمزم بفرصة جديدة للحياة، رغم أن جراحها لن تُنسى أبدًا.

تستمر قصة زمزم في تذكير العالم بالمعاناة المستمرة في غزة، حيث تعاني الأجيال الجديدة من تبعات الحروب والأزمات، وتبقى أصواتهم صرخات محاصرة بين الآلام والأمل، تطالب بإنهاء هذه الحروب واستعادة حقوقهم الأساسية في الحياة والأمان.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: زمزم عدوان غزة إنسانية مأساة نجاة اطفال غزة حصار عائلات قصف اسرائيلي مناشدة حقوق الإنسان الألم الأمل قصص ملهمة المجتمع الدولي الاغاثة

إقرأ أيضاً:

بالفيديو.. نجاة سوادنيين من موت محقق إثر اندلاع حريق في بص سفري

متابعات تاق برس- نجت أعداد كبيرة من السودانيين العائدين من مصر من موت محقق، إثر اندلاع حريق في البص الذي كان يقلهم بالقرب من منطقة كركر شمالي السودان.

وكانت النيران قد اشتعلت في المحرك دون سبب واضح حتى الآن.

ولم تفلح مجهودات الركاب في إطفاء النيران التي التهمت المركبة بكاملها.

 

https://www.tagpress.net/wp-content/uploads/2025/08/storage_emulated_0_Android_data_com.fawazapp.blackhole_files_DCIM_blackhole_CE0VQ2EYL0WKW2XZF9HR.mp4

 

وأشارت المصادر إلى عدم حدوث خسائر في الأرواح.

وتأتي عودة السودانيين في إطار العودة الطوعية للسودانيين القادمين من مصر، بعد دحر قوات الدعم السريع من معظم ولايات السودان.

اندلاع حريقبث سفرينجاة سوادنيين من موت محقق

مقالات مشابهة

  • العافية لاتعوض ولاتقدر بثمن
  • نجاة عنصرين أمنيين من محاولة اغتيال في حلب بسوريا
  • مصطفى زمزم: القافلة الـ11 لغزة تنطلق بدعم التحالف الوطني و250 ألف متطوع
  • بالفيديو.. نجاة سوادنيين من موت محقق إثر اندلاع حريق في بص سفري
  • انطلاق حملة “بث الأمل وترحيل الألم” في قرى وبلدات ريف معرة النعمان الشرقي
  • الإيجابية السامة وفن التخلي
  • الاحتلال ينسف عددًا من المباني في حي الأمل شمالي خان يونس
  • كيف تصنع الشاشات اكتئابا جماعيا؟
  • علاج فوري للتخلص من ألم تسوس الأسنان
  • من أسرار حرب السودان