دراسة تكتشف كيف استغل النمل الكويكب “قاتل الديناصورات” قبل 66 مليون سنة
تاريخ النشر: 11th, October 2024 GMT
#سواليف
توصلت دراسة جديدة إلى أن #النمل بدأ في #الزراعة منذ 66 مليون سنة في أعقاب #الكويكب الذي قضى على #الديناصورات.
وعلى الرغم من التسبب في انقراض جماعي عالمي، خلق الكويكب “القاتل للديناصورات” الظروف المثالية لازدهار الفطريات، التي شهدت “عصرها الذهبي”.
فقد ساعدت البيئة منخفضة الإضاءة الناجمة عن اصطدام الكويكب قبل نحو 66 مليون عام على انتشار الفطريات التي تتغذى على المواد العضوية، والتي كانت وفيرة في ذلك الوقت حيث كانت #النباتات والحيوانات تموت بأعداد كبيرة.
وأشار العلماء إلى أن العديد من الحيوانات كانت تزرع طعامها منذ فترة طويلة قبل وجود البشر.
وقال تيد شولتز، من المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي التابع لمؤسسة سميثسونيان بالولايات المتحدة الأمريكية، والمؤلف الرئيسي للدراسة: “كان النمل يمارس الفلاحة وزراعة الفطريات منذ فترة أطول بكثير من وجود البشر. وربما يمكننا أن نتعلم شيئا من النجاح الزراعي لهذا النمل على مدى الـ 66 مليون سنة الماضية”.
وأضاف: “يمكن أن تكون أحداث الانقراض كوارث ضخمة لمعظم الكائنات الحية، لكنها يمكن أن تكون إيجابية في الواقع للآخرين”.
وقد أدى اصطدام الكويكب بالأرض إلى ملء الغلاف الجوي بالغبار والحطام، ما حجب الشمس ومنع عملية التمثيل الضوئي لسنوات، وهو ما نتج عنه القضاء على ما يقارب نصف جميع أنواع النباتات على الكوكب.
ومع ذلك، كان هذا الوقت مثاليا للفطريات، حيث ازدهر بعضها لأنها استهلكت المواد النباتية الميتة الوفيرة المتناثرة على الأرض.
ووفقا للعلماء، فإن العديد من الفطريات التي نمت خلال هذا الوقت ربما كانت تتغذى على نفايات الأوراق المتحللة، ما جعلها على اتصال وثيق بالنمل.
واستغلت هذه الحشرات الفطريات الوفيرة كغذاء واستمرت في الاعتماد عليها مع تعافي الحياة من حدث الانقراض.
ووجدت الدراسة أن الأمر استغرق نحو 40 مليون عام أخرى حتى يطور النمل الزراعة.
وعندما أخرج النمل الفطريات من الغابات الرطبة إلى المناطق الأكثر جفافا، أصبحت الفطريات المعزولة تعتمد بشكل كامل على النمل للبقاء على قيد الحياة في الظروف القاحلة، حيث استأنس النمل هذه الفطريات بنفس الطريقة التي استأنس بها البشر المحاصيل.
ويعد النمل المعروف باسم “النمل قاطع الأوراق” (leafcutter ants) من بين أفضل أنواع النمل التي تمارس الاستراتيجية الأكثر تقدما للزراعة.
ويحصد هذا النوع من النمل أجزاء من النباتات الطازجة لتوفير الغذاء للفطريات، والتي بدورها تنتج الغذاء للنمل.
وأمضى الدكتور شولتز 35 عاما في دراسة العلاقة التطورية بين النمل والفطريات، وعلى مر السنين جمع فريقه آلاف العينات الجينية للنمل والفطريات من جميع أنحاء المناطق الاستوائية.
وفي الدراسة، استخدم العلماء عينات لجمع البيانات الجينية لـ 475 نوعا مختلفا من الفطريات، 288 منها يزرعها النمل، و 276 نوعا مختلفا من النمل، 208 منه يزرع الفطريات.
وباستخدام هذه البيانات، تمكن العلماء من تحديد متى بدأ النمل في استخدام فطريات معينة. ووجدت الدراسة أن النمل والفطريات متشابكان منذ 66 مليون عام، منذ الوقت الذي ضرب فيه كويكب الأرض في نهاية العصر الطباشيري.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف النمل الزراعة الكويكب الديناصورات النباتات
إقرأ أيضاً:
وكالة الريفي التي تبيض ذهباً ولا يراقبها أحد.. التنمية الفلاحية تحت مجهر البرلمان
زنقة 20 ا الرباط
تشرع اللجنة الموضوعاتية المكلفة بتقييم مخطط “المغرب الأخضر” بمجلس النواب، ابتداء من يوم غد الثلاثاء، في عقد أولى جلسات الاستماع مع عدد من الفاعلين المؤسساتيين المعنيين بتنفيذ هذا البرنامج الطموح، وعلى رأسهم وكالة التنمية الفلاحية، التي يديرها المهدي الريفي منذ سنة 2017.
وينتظر أن تكون جلسة الاستماع مع مدير الوكالة الذي عمر في منصبه لثماني سنوات بمثابة امتحان دقيق وحاسم، حيث ستُطرح أسئلة جوهرية حول الجدوى الحقيقية لأدوار الوكالة في تنفيذ الاستراتيجية الفلاحية للمملكة، خاصة في ما يتعلق بتشجيع الاستثمار، وتطوير الفلاحة التضامنية، ومواكبة الفلاحين الصغار، وهي وعود لم تجد طريقها إلى أرض الواقع في نظر العديد من المتابعين.
ففي الوقت الذي يفترض أن تضطلع الوكالة بدور محوري في تحفيز الاستثمار الفلاحي وتحسين مناخ الأعمال، وتوفير الدعم للمشاريع القابلة للاستمرار، لا تزال العديد من سلاسل الإنتاج الفلاحي، خاصة التمور والمنتجات المجالية، تئن تحت وطأة الإهمال وضعف التأطير، رغم ما يُضخّ من أموال طائلة تحت يافطة “دعم الفلاحة التضامنية”.
وتُوجه انتقادات متزايدة للوكالة بسبب الهوة الكبيرة بين الخطاب والواقع، إذ في الوقت الذي تُخصص فيه الملايين للمشاركة في المعارض الفلاحية الدولية، ومليارات لتنظيم المعرض الدولي للفلاحة بمكناس، يواجه آلاف الفلاحين الصغار صعوبات هيكلية حادة في التسويق، وفي الولوج إلى التمويل والتكوين.
وبات الرأي العام، ومعه عدد من المهنيين، يتساءلون عن الانعكاس الفعلي لهذه التكاليف الباهظة على القطاع الفلاحي الوطني، في ظل غياب تقييمات واضحة لمردودية المشاريع التي رعتها الوكالة، وعجزها عن ترك بصمة ملموسة في الميدان.
جلسات الاستماع المرتقبة قد تكون لحظة مفصلية لوضع الأمور في نصابها، وفتح نقاش حقيقي حول مدى نجاعة المؤسسات الوسيطة، والبحث في إعادة توجيه الموارد نحو الفلاح الحقيقي بدل الصرف على واجهات تسويقية بلا أثر يذكر.