إسرائيل تواصل هجومها على القوات الأممية في لبنان رغم التنديد الدولي
تاريخ النشر: 11th, October 2024 GMT
بيروت "أ.ف.ب": أثار إطلاق النار الإسرائيلي المتكرّر على قوات الأمم المتحدة العاملة في جنوب لبنان ردود فعل قوية مندّدة، ما دفع إسرائيل الى الإعلان أنها تجري "مراجعة شاملة" للمسألة، في وقت طالب رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي الأمم المتحدة بالعمل على "وقف فوري لإطلاق النار" في بلده.
ويأتي ذلك بعد ثلاثة أسابيع من دخول إسرائيل وحزب الله في حرب مفتوحة، وغداة غارتين عنيفتين طالتا وسط بيروت واستهدفتا رئيس الجهاز الأمني في الحزب وفيق صفا.
وأكدت قوة الأمم المتحدة الموقتة في جنوب لبنان (يونيفيل) اليوم إصابة اثنين من عناصرها من الكتيبة السيرلانكية في انفجارين قرب نقطة مراقبة حدودية، في حادث هو الثاني من نوع خلال يومين، محذّرة من أن قواتها تواجه "خطرا شديدا".
وكانت اليونيفيل أعلنت الخميس إصابة جنديين إندونيسيين من القبعات الزرق بجروح بإطلاق نار إسرائيلي على مقر اليونيفيل في جنوب لبنان، مشيرة الى إطلاق نار قبل ذلك على موقع آخر لهذه القوات وعلى كاميرات مراقبة تابعة لها.
وأكّد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اليوم أنّ على إسرائيل عدم تكرار إطلاق النار على قوة اليونيفيل في جنوب لبنان، مشدّدا أن ذلك "غير مقبول".
واستدعت فرنسا اليوم سفير إسرائيل في باريس، وقالت وزارة خارجيتها إن "هذه الهجمات تشكل انتهاكات خطيرة للقانون الدولي وينبغي أن تتوقف فورا"، مضيفة "على السلطات الإسرائيلية ان تقدم تفسيرا".
ورأى وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو الخميس أنّ "الأعمال العدائية المتكررة التي ترتكبها القوات الإسرائيلية ضد مقر اليونيفيل يمكن أن ترقى إلى جرائم حرب وتمثّل بالتأكيد انتهاكات خطرة للغاية لقواعد القانون الإنساني الدولي".
ورأت وزارة الخارجية الإسبانية أن إطلاق النار "انتهاك خطر للقانون الدولي"، مطالبة الدولة العبرية "بضمان" أمن القبعات الزرق.
وتعتزم باريس وروما عقد اجتماع للدول الأوروبية الأربع المساهمة في اليونيفيل، وهي فرنسا وإيطاليا وإسبانيا وإيرلندا، وفق ما أفادت وزارة الجيوش الفرنسية الخميس.
وندّد ميقاتي بإطلاق النار الإسرائيلي على اليونيفيل، ووصفها بأنها "جريمة". كما أعلن الجيش اللبناني بعد ظهر اليوم مقتل جنديين منه في استهداف إسرائيلي لأحد مواقعه في جنوب لبنان.
وقف للنار
وقال ميقاتي بعد اجتماع حكومته اليوم إن مجلس الوزراء قرّر "الطلب من وزارة الخارجية تقديم طلب الى مجلس الأمن الدولي ندعوه فيه لاتخاذ قرار لوقف تام وفوري لإطلاق النار".
وشدّد على "التزام الحكومة اللبنانية تنفيذ القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن... لا سيما بشقّه المتعلق بنشر الجيش في جنوب لبنان وتعزيز حضوره على الحدود اللبنانية"، مشيرا الى "موافقة" حزب الله على ذلك.
وأرسى القرار 1701 وقفا للأعمال الحربية بين إسرائيل وحزب الله بعد حرب مدمّرة خاضاها صيف 2006. وينصّ القرار كذلك على انسحاب إسرائيل الكامل من لبنان، وتعزيز انتشار قوة اليونيفيل في جنوب لبنان وحصر الوجود العسكري في المنطقة الحدودية بالجيش اللبناني والقوات الدولية.
وأفاد مصدر حكومي لبناني وكالة فرانس برس الأربعاء أن حزب الله أبلغ السلطات اللبنانية موافقته على وقف لإطلاق النار مع إسرائيل في اليوم الذي قتل فيه زعيمه حسن نصرالله بغارات إسرائيلية في 27 سبتمبر.
وأفاد مصدر مقرّب من حزب الله وكالة فرانس برس اليوم بأنّ الغارتين اللتين نفّذتهما إسرائيل على بيروت مساء الخميس، استهدفتا رئيس الجهاز الأمني في الحزب وفيق صفا.
وقال المصدر الذي فضل عدم الكشف عن هويته إنّ "استهداف وفيق صفا يعني الدخول في مرحلة جديدة من استهداف سياسيين" في الحزب.
وتسبّبت الغارتان الجويتان الإسرائيليتان أمس على البسطة والنويري، وهما حيّان سكنيان مكتظّان في بيروت، باستشهاد 22 شخصا وإصابة 117 آخرين بجروح، بحسب وزارة الصحة.
ولم تعلّق إسرائيل وحزب الله على مصير صفا الذي يتمتع بنفوذ كبير في لبنان ويرأس "وحدة الاتصال والتنسيق" في الحزب.
في الصباح، كان سكان البسطة يتفقّدون الأضرار في منطقتهم، فيما الدموع تغطّي بعض الوجوه.
وقال بلال عثمان الذي كان واقفا وسط الركام، "عائلات كثيرة تعيش هنا". وتساءل "لماذا استهدفوا" المنطقة؟، مضيفا "هل يريدون أن يقولوا لنا إنّه لم يعد هناك مكان آمن في البلاد؟".
ومنذ 23 سبتمبر، كثّفت إسرائيل ضرباتها على معاقل حزب الله وبنيته العسكرية والقيادية، وقتلت الأمين العام للحزب حسن نصرالله في ضربة جوية ضخمة في الضاحية الجنوبية في 27 سبتمبر.
نزوح
ميدانيا، أعلن حزب الله الخميس أنه استهدف بالمسيرات قاعدة عسكرية في حيفا في شمال إسرائيل.
وأفادت خدمة الطوارئ الإسرائيلية عن مقتل عامل مزرعة تايلاندي بصاروخ مضاد للدروع في شمال إسرائيل، بينما أعلن الجيش إصابة مدنيَين بجروح.
وأعلن المتحدث باسم الجيش أفيخاي أدرعي "مهاجمة وتصفية قائد في وحدة الصواريخ المضادة للدروع التابعة لقوة الرضوان" في حزب الله في منطقة ميس الجبل في جنوب البلاد.
ومنذ بدء التصعيد الحدودي في أكتوبر 2023، قُتل أكثر من ألفي شخص في لبنان، من بينهم نحو 1200 منذ تكثيف القصف الإسرائيلي في 23 سبتمبر، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية.
وسجلت الأمم المتحدة حوالى من 700 ألف نازح داخل لبنان، مع فرار حوالى 400 ألف شخص، معظمهم سوريون، إلى سوريا.
وحذّرت المنظمة الدولية للهجرة اليوم بأنّ "لبنان بحاجة إلى المزيد من الدعم" في مواجهة هذا النزوح "الكارثي".
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الأمم المتحدة فی جنوب لبنان إطلاق النار فی الحزب حزب الله
إقرأ أيضاً:
فرح بحث مع اليونيفيل سبل دعم الدفاع المدني
استقبل المدير العام للدفاع المدني بالتكليف العميد نبيل فرح، في مقر المديرية، وفدا من مكتب الشؤون المدنية في قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان – "اليونيفيل"، ضم رئيس المكتب ألباغير آدم، إلى جانب وائل الشامي، موسى بركات، رولا بزيع، ورئيس مركز الدفاع المدني الإقليمي في النبطية حسين فقيه.وأفادت دائرة الإعلام والعلاقات العامة في المديرية بأن "هذا اللقاء يأتي، في إطار دعم اليونيفيل لعناصر الدفاع المدني تقديرا للمهام التي يقومون بها، وتثمينا لعطاءاتهم وجهودهم، لا سيما خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان، حيث كانوا في الصفوف الأمامية، يهرعون لإغاثة المواطنين وإنقاذ المحاصرين تحت الأنقاض".
وأشارت إلى أن "اللقاء خصص للبحث في إمكانات التعاون المستقبلية، وسبل تطوير القدرات اللوجستية والتقنية للدفاع المدني، لا سيما في مواجهة الكوارث الطبيعية وحرائق الغابات، وتعزيز جهوزية الفرق الميدانية من خلال توفير المستلزمات الضرورية، بما يعزز الاستجابة الفاعلة في الظروف الطارئة".
ولفتت إلى أن "الوفد عرض، كمرحلة أولى، تقديم المساعدة في صيانة كل آليات الإطفاء التابعة للدفاع المدني في ١٠ مراكز موزعة ضمن القطاعين الأوسط والشرقي في الجنوب، لا سيما في محافظة النبطية، منطقة عمل اليونيفيل جنوب الليطاني، على أن يستكمل التنسيق لاحقا لتنفيذ مشاريع دعم مستقبلية تسهم في تعزيز القدرات التشغيلية واللوجستية للمراكز".
وشكر فرح لـ"الوفد كل العطاءات التي يقدمها إلى الدفاع المدني"، مثنيا على "هذا الدعم القيم، لا سيما في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد"، مؤكدا "أهمية المضي في هذا التعاون البناء بما يخدم المصلحة العامة".
وفي ختام الزيارة، قدم الوفد إلى فرح كتابا توثيقيا مصورا يجسد أبرز نشاطات قوة الأمم المتحدة الموقتة - اليونفيل في الجنوب، منذ تكليفها بالمهام المنوطة بها في عام ١٩٧٨، فيما قدم فرح درع الدفاع المدني إلى ألباغير، عربون تقدير للتعاون القائم بين الجانبين. مواضيع ذات صلة فرح بحث في سبل تعزيز التعاون بين الدفاع المدني وEMBRACE لتعزيز الاستجابة الفورية Lebanon 24 فرح بحث في سبل تعزيز التعاون بين الدفاع المدني وEMBRACE لتعزيز الاستجابة الفورية