عربي21:
2025-10-15@21:52:08 GMT

هل فعل نتنياهو صالحا باغتيال حسن نصر الله؟!

تاريخ النشر: 14th, October 2024 GMT

كدت أطالب بضرورة توقيع الكشف الطبي للتأكد من سلامة القوى العقلية لرئيس وزراء الكيان نتنياهو، لولا أنه أثبت بالممارسة أنه عاقل، وإن افتقد لصفة الرشد!

الليلة الماضية كانت ليلة ولا ألف ليلة، حيث نجحت المقاومة اللبنانية في القيام بالعمل الأكثر إيلاما للكيان منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، بإطلاق مسيّرات من الجنوب اللبناني، عجزت الدفاعات الإسرائيلية عن تتبعها، فاستهدفت معسكرا تابع للواء غولاني، وانفجرت في مطعم المعسكر حيث كان الجنود الإسرائيليون يتناولون طعامهم، ليسقط منهم أكثر من مئة ضابط وجندي مضرجين في دمائهم، ما بين قتيل وجريح، في ليلة عاش فيها الإسرائيليون؛ حكومة وشعبا، وجيشا وحكما، في ذهول، فلا الدفاعات قادرة على الصد على طول الخط، ولا جيش الاحتلال في مأمن، ولا هو وحده صاحب زمام المبادرة، ولا نتنياهو بادعائه الجنون قادرا بإطالة أمد الحرب على احتكار زمام المبادرة!

ما بعد حسن نصر الله:

ضربة موجعة من المقاومة اللبنانية، التي بدت مطلقة السراح بعد اغتيال زعيمها السيد حسن نصر الله، وإذ انخرطت في المقاومة في اليوم التالي لطوفان الأقصى، فقد كانت كما قررت لنفسها "جبهة مساندة"، ضرباتها محسوبة بالورقة والقلم، لكن جنون نتنياهو دفعه لاستباحة الجنوب، وتجاوز الخطوط الحمراء، فاستهدف القيادات، وقام بجرائم حرب، كتلك التي يمارسها في قطاع غزة!

ضربة موجعة من المقاومة اللبنانية، التي بدت مطلقة السراح بعد اغتيال زعيمها السيد حسن نصر الله، وإذ انخرطت في المقاومة في اليوم التالي لطوفان الأقصى، فقد كانت كما قررت لنفسها "جبهة مساندة"، ضرباتها محسوبة بالورقة والقلم، لكن جنون نتنياهو دفعه لاستباحة الجنوب، وتجاوز الخطوط الحمراء
كان يظن لاختراقه لحزب الله أنه لم يعد هو الحزب العصامي في سنة 2006، القادر على أن يجعل من الجبهة اللبنانية بديلا، لعله يحقق من خلالها النصر، ومع كل إجرامه في غزة لم يحقق نصرا يمكن أن ينسب إليه، وليس انتصارا أن يستهدف القائد الكبير المستشفيات، ويقتل الأطفال، ويقوم بهدم المنازل، واستهداف المدنيين، حتى وإن بدا فوق القانون الدولي!

لقد حدد أهداف حربه، والحروب بأهدافها، لكنه لم يحقق هذه الأهداف، وبعد عام كامل من الإبادة الجماعية قرر أن ينتقل كلية الى لبنان ليجعل منها مسرحا لإجرامه، ولا أحد على ظهر الكوكب بإمكانه أن يردعه!

ومع قتله لقيادات من حماس ومن حزب الله، فقد ذهب به جنونه إلى حد أنه يستطيع أن يذهب بعيدا، فاغتال الأمين العام لحزب الله، وذهب إلى أهله يتمطى وهو يقول إنه سيعيد تشكيل المنطقة وفق إراداته.

فقد كان يعيش في أعظم انتصاراته، ولم يكن يعلم أنه ارتكب حماقة لها ما بعدها!

ليس ما بعد اغتيال زعيم حزب الله كما هو قبله، ونصر الله وإن قال إنه تجاوز جبهة الإسناد، إلا أنه كان في داخلها بضربات محسوبة، وقد رسم لنفسه حدودا لا يتجاوزها إلى الحرب المفتوحة، وليس هناك خصم ذكي يمكنه أن يذهب بالحرب بعيدا، وأن يُبعد سياسيين من طريقه، ليكون في مواجهة مقاومين لا يضيعون وقتا في حسابات السياسة، لا سيما وأن الكيان لم يجعل أمامهم من سبيل إلا المواجهة على قاعدة: إما النصر وإما الشهادة!

الحرب المفتوحة:

لقد بدت المقاومة اللبنانية باغتيال حسن الله كما لو كانت فقدت عقبة في طريق المواجهة، وربما لم يعد أمامها ما تقيم له وزنا، فقد أرادها نتنياهو حربا مفتوحة، إذن فلتكن كما أراد!

ردت إيران على اغتيال إسماعيل هنية في عقر دارها، وعلى اغتيال حليفها السيد حسن نصر الله، ردا قويا، ولسنا وحدنا الذين كنا نستبعد الرد، أو أن يكون ردا هيّنا ليّنا كرد سابق لها، ولكن الحكومة الإسرائيلية كانت تتفق معنا في هذا الرأي!

وعندما حدث الرد تقزم نتنياهو الذي كان قبل قليل يظن أن لن يقدر عليه أحد، ولم يعد متمددا في الفراغ، فقد صار ظهوره الإعلامي قليلا!

وتأتي العملية الكبيرة للمقاومة اللبنانية لتربك المشهد الإسرائيلي تماما، من خلال الهجوم الذي وصفه رئيس أركان جيش الاحتلال بأنه "صعب ونتائجه مؤلمة"!

نعم إنهم يألمون كما نألم، وها هي قاعة الطعام الممتلئة بصناديد الجيش الإسرائيلي، تصبح بركة دماء!

وفي هذه الليلة لم يطل علينا نتنياهو "كشبيح في المنطقة"، واختفى معه في ذات الوقت، الذين أعلنوا من قبل أن الرد الإيراني مسرحية متفق عليها، وأن ما يقوم به حزب الله مسرحية أيضا، وأن التخلص من حسن نصر الله كان باتفاق بين إيران وإسرائيل كفصل من هذه المسرحية، وأن إيران هي من أرشدت عن موقع إسماعيل هنية كفصل آخر منها!

إنهم الذين اندفعوا يعلون من قدر المذهبية البغيضة، وباستدعاء كل ماورد في كتب الشيعة وما لم يرد ليتحمله الذين فتحوا جبهات مساندة مع المقاومة.. فمن هؤلاء؟!

إنهم الامتداد لمن وقفوا ضد التقارب المصري الإيراني في حكم الرئيس محمد مرسي، وهو التقارب الذي كان يمكن أن يمثل جبهة مساندة مهمة. وكانت النتيجة أن تنفرد عواصم خليجية بالعلاقة، ليسهل عليها الانقلاب عليه، وها هو ما يكررونه الآن، وإن أبيدت المقاومة الفلسطينية، فهل الشيعة اختراع لم يُكتشف إلا مع حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة؟!

ثبت لنتنياهو أن استمراره في ادعاء الجنون عواقبه وخيمة، ومن هنا تجاوز هذه المرحلة، وصار ينسب عدم رده استجابة لطلبات بايدن، ولولا هذا الادعاء ما قام باغتيال حسن نصر الله، لتنتقل المقاومة من الحسابات الدقيقة في أدائها إلى الحرب المفتوحة، فتصيب وتؤلم
إن سلفية تستدعي الآن ما يفرق ويشوه، في الوقت الذي لم يفتح الله عليها بشيء تجاه عواصم سنية توالي الصهاينة، هي سلفية عميلة، لا تصون عرضا، ولا تحرر أرضا، وهي زاد لنتنياهو ومن معه، كما كانت خادمة للمشروع الأمريكي في تدمير سنة العراق، وفي تمكينه من تفتيت الاتحاد السوفييتي وتفكيكه، يستوي في هذا أن تكون قد فعلت هذا بسوء نية أو بسلامتها، فالطريق إلى جهنم مفروش بالنوايا الحسنة!

ما علينا، لقد حاول الكيان أن يستر في البداية الهجوم، لكنه لم يفلح وفي النهاية اعترف به، واعترف بفشل دفاعاته في تتبعه، كما أن صفارات الإنذار لم تشعر بالمسيرّات اللبنانية، وكأنها عفريت تسلل إلى هدفه سرا، لكنهم في النهاية اعترفوا وإن كنا لا نسلم بما تم إعلانه من أعداد القتلى والمصابين، فهم لا يقولون الحقيقة دائما.

ليس مجنونا:

وإزاء المقاومة المفتوحة لحزب الله، بعد اغتيال حسن نصر الله، تبين أن نتنياهو ليس مجنونا، لكنه يدعي الجنون، معتقدا أن ذلك يمكّنه من أن ينتقل زعيما إسرائيليا يحلف القوم بحياته!

إنه يسرب بأن الذي منعه من الرد واستهداف بيروت بعد هذا الهجوم، هو أنه استجاب لطلب الرئيس الأمريكي، تماما كما أدعى أن الرئيس الأمريكي هو من طلب منه عدم استهداف المنشآت النووية الإيرانية، ومنذ متى يستمع لنصائح بايدن وطلباته، وهو يستخف به، كما لو كان مجرد مسن يسكن في إحدى دور المسنين وليس حاكم البيت الأبيض حتى ساعته وتاريخه!

لقد ثبت لنتنياهو أن استمراره في ادعاء الجنون عواقبه وخيمة، ومن هنا تجاوز هذه المرحلة، وصار ينسب عدم رده استجابة لطلبات بايدن، ولولا هذا الادعاء ما قام باغتيال حسن نصر الله، لتنتقل المقاومة من الحسابات الدقيقة في أدائها إلى الحرب المفتوحة، فتصيب وتؤلم.

لقد وقع المذكور في شر أعماله، وعمل عملا صالحا للمقاومة باغتيال حسن الله!

فلتشكره المقاومة على حسن تعاونه معها!

x.com/selimazouz1

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه نتنياهو المقاومة الإسرائيلية حزب الله الهجوم هجوم إسرائيل نتنياهو حزب الله المقاومة مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المقاومة اللبنانیة اغتیال حسن نصر الله الحرب المفتوحة باغتیال حسن بعد اغتیال

إقرأ أيضاً:

المعجزات والإمدَادات الإلهية للطوفان المبارك

يمانيون| بقلم: نجيب الجمل
من أعظم معجزات طوفان الأقصى المبارك تُعتبر قدرة المقاومة -حماس وكل حركات المقاومة في غزة وفلسطين- على إخفاء الأسرى لمدة 740 يومًا في مساحة لا تتجاوز 360 كيلومترًا، واحدة من أبرز ما سجله التاريخ الحديث من ذكاء وبأس للمقاومة، حَيثُ انطلقت كُـلّ استخبارات العالم في البحث عنهم، ليلًا ونهارًا، من الأقمار الصناعية إلى أنظمة المسح الحراري والضوئي، ومن وحدات الرصد الخَاصَّة إلى الجواسيس والذكاء الاصطناعي.

تجمعت جميع أدوات المراقبة البشرية والتقنية، لكن -ورغم كُـلّ ذلك- باءت جهودهم بالفشل، وكان الحصول على الأسرى مرتبطًا بالمفاوضات بعد 740 يومًا من العجز.

فلماذا عجز الاحتلالُ الإسرائيلي وأجهزته عن النجاح؟؛ لأنهم لم يواجهوا تنظيمًا عاديًّا، بل نظام مقاومة عميق الجذور، يمتلك خبرة تمتد لعقود من الصراع والتخفي، ويتميز بتشابك بنيوي مذهل ودقة تنظيمية تُربك أجهزة الأعداء.

إن هذه المنظومة تعرف كيف ومتى تُخفي ومتى تُظهر، وكيف تُربك خصومها حين يظنون أنهم يسيطرون على مقاليد الأمور.

رغم كُـلّ التفوق التكنولوجي الموجود، فشلت كافة أدوات المراقبة أمام عقل مقاومة حماس وفلسطين الذي ينقش طريق الحرية بأظافره.

ولو وُجد لهذه المقاومة دعمٌ واحدٌ بجانب موقف اليمن، لكانت المعركة قد انتهت قبل أن تبدأ، ولكُتِبَ التاريخ بطريقة مختلفة.

تُعتبر الـ 740 يومًا من التحدي معجزة القرن التي ستظل تُدرَّس للأجيال.

أما عن الإمدَادات الإلهية للمقاومة في حماس وفلسطين، فقد عثروا على سفينتين حربيتين غارقتين في قاع بحر غزة منذ أَيَّـام الحرب العالمية الأولى، قبل أكثر من مئة عام.

احتوت تلك السفن على غرف محصّنة بأسلحة ومواد متفجرة، فاختبروها وجربوها واستخدموها بفعالية في معاركهم.

كما اكتشفوا تحت الأرض شبكة من مواسير المياه التي أنشأها اليهود لمستوطنيهم لسرقة مياه غزة، واستطاعت المقاومة سحبها وتحويلها إلى صواريخ متطورة فاقت توقعاتهم.

وبعد كُـلّ معركة، كانوا يجدون صواريخ إسرائيلية محمّلة بمواد متفجرة شديدة التدمير لم تنفجر، فيستخرجونها للاستفادة منها، وهي مواد لم يكن بإمْكَانهم الحصول عليها، لكن الله أرسلها لهم من الجو.

تتوالى الإمدَادات الإلهية من السماء، ومن قاع البحر، ومن أحشاء الأرض، مُعززةً صمودهم واستمرار مقاومتهم.

هو الله وقوة الله (إن تنصروا الله ينصركم) صدق الله العلي العظيم.

#طوفان الـأقصى

مقالات مشابهة

  • الشرطة الإسرائيلية تعتقل رجلا هدد باغتيال نتنياهو
  • المعجزات والإمدَادات الإلهية للطوفان المبارك
  • شرطة الاحتلال تعتقل شخصًا هدد باغتيال نتنياهو وبن غفير
  • ما جديد عملية الاختطاف على الحدود اللبنانية السورية؟
  • هل يمكنا اليوم إعلان هزيمة نتنياهو؟
  • قطعًا انتصرت غزة والمقاومة
  • الرشق: صمود غزة أنهى الحرب وأجبر نتنياهو على القبول بصفقة تبادل الأسرى
  • تحليل: صفقة نهاية حرب غزة أسقطت أهدافها و"نتنياهو" رضخ للمقاومة
  • صفقة نهاية حرب غزة أسقطت أهدافها و"نتنياهو" رضخ للمقاومة صاغرًا
  • تحليل: صفقة نهاية حرب غزة أسقطت أهدافها و"نتنياهو" رضخ للمقاومة صاغرًا