ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول (ما حكم طاعة الزوج في عدم الالتزام بالحجاب؟ فقد وُلدت في بيت دِين، وكان أبي أحد رجال الدين البارزين، وكان جدي أكبر رجل ديني في مصر، وتوفيا قبل أن أبلغ مبلغ النساء.

أمين الفتوى: الحجاب واجب على الفتيات في هذا السن ياسمين عز ترتدي الحجاب أمام أحمد كريمة وتخلعه مع مبروك عطية| فيديو

وقالت دار الإفتاء في إجابتها عن السؤال، إنه يحرم على الزوجة إبداء زينتها أمام غير المحارم -كأخوَي زوجها أو غيرهما- ويجب عليها عدم طاعة زوجها إن أمرها بذلك؛ لأن طاعة الزوجة لزوجها وإن كانت واجبة شرعًا إلا أنَّها مشروطة بألَّا تكون في معصية، فطاعة الزوجة لزوجها إنما تكون فيما له من حقوق عليها، وليس من الحقوق إبداء زينتها لمن لا يحل له النظر إليها؛ لأنها مأمورةٌ شرعًا بالحجاب، والنبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «لَا طَاعَةَ لِمَخْلُوقٍ فِي مَعْصِيَةِ الخَالِقِ» رواه ابن أبي شيبة.

وأضافت دار الإفتاء أن طاعة الزوجة لزوجها وإن كانت واجبة بل هي أوجب من طاعتها لأبويها كما دلَّت على ذلك النصوص الشرعية التي منها قوله عليه الصلاة والسلام: «لو كنت آمرًا أحدًا أن يسجد لغير الله لأمرتُ المرأة أن تسجد لزوجها، والذي نفس محمد بيده لا تؤدي المرأةُ حقَّ ربها حتى تؤدي حق زوجها، ولو سألها نفسها وهي على قتب لم تمنعه» رواه ابن ماجه في "سننه"، فهي -أي طاعة الزوجة لزوجها- فيما له من حقوق عليها، وليس من الحقوق إبداء زينتها لمن لا يحل له النظر إليها.

وتابعت: وعليكِ أن تتقي الله وتتحملي أذى زوجك وتصبري على ذلك في سبيل رضاء الله عنك، وليكن نصب عينيك قوله تعالى: ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا • وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ﴾ [الطلاق 2-3]، وقوله تعالى: ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا﴾ [الطلاق: 4]، وقوله تعالى: ﴿إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ [الزمر: 10].

واحذري أن تطيعي زوجك فيما يأمرك به مما نهى الله عنه وحرَّمه إرضاء له، فإنه لا يغني عنك من الله شيئًا، ففي حديث عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها الذي بعثت به إلى معاوية: "مَن أرضى اللهَ بسخط الناس كفاه الله، ومن أسخط اللهَ برضا الناس وَكَلَهُ اللهُ إلى الناس" رواه ابن حبَّان في "صحيحه".

وانتهزي فرصة صفو زوجك وانصحي له أن يكون معك في طاعة الله واجتناب معاصيه، وليكن ذلك منك بالحكمة وحسن التصرف ولين القول، واذكري له أنه بأمره لك بما جاء في كتابك إنما يأمرك بالمنكر، وليس هذا من شأن المؤمنين، بل هذا شأن المنافقين، كما قال الله تعالى: ﴿الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ • وَعَدَ اللهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ﴾ [التوبة: 67-68].

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: دار الإفتاء طاعة الزوج الحجاب النساء دار الإفتاء ال م ن اف ق

إقرأ أيضاً:

فتاة تخلع زوجها بسبب لايك على فيسبوك

خاص 

‎تقدمت امرأة بطلب خلع من زوجها بعد زواج دام سنتين، بسبب قيامه بعمل علامة إعجاب “لايك” على صورة امرأة أخرى عبر موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”.

‎وبدأت الحادثة بلقطة بسيطة عبر الإنترنت، تطورت إلى مشادة أدت إلى انفصال الزوجين.

‎و تقدمت الزوجة بطلب الخلع بعدما لاحظت تكرار زوجها لعمل “إعجابات” متعددة لصور نساء أخريات على حساباته الاجتماعية، وكان آخرها إعجابه بصورة فتاة، بوضع علامة “قلب” عليها.

‎هذا التصرف فجّر غضب الزوجة، وبدت عليه علامات الاستياء خاصة حينما لم يُبدِ الزوج أي ندم أو اهتمام، بل علّق بقوله “ماذا أفعل؟ فالنساء جميلات”، رد الفعل هذا دفع الزوجة إلى ترك المنزل ورفع دعوى الخلع.

 

مقالات مشابهة

  • «خلي بالك من العيال».. رسالة من ربة منزل لزوجها قبل تناول حبة الغلة السامة
  • كيف أعرف أن الله قد عفا عني وسامحني؟.. الإفتاء تجيب
  • حكم الجمع بين طواف الإفاضة والوداع.. دار الإفتاء تجيب
  • حكم قراءة القرآن أثناء الجلوس على السرير .. الإفتاء تجيب
  • هل يجوز الدعاء بشيء وأنا أعلم أنه شر لي؟.. الإفتاء تجيب
  • إذا تلقى الزوج صفعة من زوجته.. بيسكوف يعلق على صفعة ماكرون
  • إذا اجتمعت الأضحية والعقيقة فأيهما أولى بالتقديم؟.. الإفتاء تجيب
  • في محكمة الأسرة.. حالات يجوز فيها رفع دعوى طلاق للضرر
  • فتاة تخلع زوجها بسبب لايك على فيسبوك
  • خطيب المسجد الحرام: يبقى الدين في الناس ما بقيت فيهم شعائره