استقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأربعاء، الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط في العاصمة أنقرة، وذلك في أول زيارة يجريها الأخير إلى تركيا منذ تولي مهام منصبه عام 2016.

والتقى أردوغان بالأمين العام للجامعة العربية في المجمع الرئاسي بالعاصمة التركية أنقرة، حيث جرى اللقاء الذي انضم إليه وزير الخارجية هاكان فيدان، بشكل مغلق.



وتأتي الزيارة في ظل تصاعد التوترات في المنطقة بشكل متسارع على وقع العدوان الإسرائيلي المتواصل على لبنان وقطاع غزة، بالإضافة إلى التهديدات الإسرائيلية بشن ضربة كبيرة على إيران ردا على الهجوم الصاروخي الأخير الذي نفذته طهران ضد "تل أبيب"، قبل نحو أسبوعين.


ووفقا لبيان صادر عن المتحدث الرسمي باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية، جمال رشدي، فإنه من المقرر أن يشهد اللقاء "تباحثا مع الجانب التركي حول الأوضاع المستعرة في المنطقة عموما وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية بشكل خاص في ضوء الاهتمام الكبير الذي تحظى به من الطرفين".

وقال رشدي، إنه "من المتوقع أن يبحث الجانبان أيضا عددا من الموضوعات السياسية منها تعزيز العلاقات والتعاون بين الجامعة العربية وتركيا، أخذا في الاعتبار دور ونشاط تركيا على الساحة الدولية وأيضا بالنظر للعلاقات المتميزة حاليا بين الجانبين في العديد من المجالات ومواقف تركيا الإيجابية إزاء القضية الفلسطينية".

ولفت إلى أن الأمين العام لجامعة الدول العربية، سيشارك في افتتاح الدورة الـ15 لمنتدى التعاون الاقتصاد العربي - التركي، الذي سيعقد في مدينة إسطنبول غدا الخميس.

يشار إلى أن العلاقات بين تركيا وجامعة الدول العربية تقدمت بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة على وقع تقدم علاقات أنقرة مع العديد من الدول العربية خلال السنوات الأخيرة، فضلا عن استمرار مساعيها للتطبيع مع النظام السوري.


وفي أيلول /سبتمبر الماضي، ألقى وزير الخارجية هاكان فيدان كلمة خلال مشاركته في الجلسة الافتتاحية لاجتماع وزراء الخارجية العرب بدورته العادية رقم 162، وذلك لأول مرة منذ 13 عاما.

وتطرقت الكلمة للقضايا الإقليمية على رأسها العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، بالإضافة إلى العلاقات بين تركيا والجامعة العربية.

وكانت آخر مشاركة لتركيا في اجتماعات الجامعة العربية في عام 2011، حيث ألقى أردوغان، عندما كان رئيسا للوزراء آنذاك، كلمة أمام وزراء الدول الأعضاء.

وتجدر الإشارة إلى أن تركيا وقعت "مذكرة تفاهم بين وزارة خارجية الجمهورية التركية والأمانة العامة للجامعة العربية" عام 2004.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي اقتصاد تركي منوعات تركية أردوغان تركيا الجامعة العربية تركيا أردوغان الجامعة العربية ابو الغيط سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الدول العربیة

إقرأ أيضاً:

مأزق الوحدة العربية الكبرى

في هذا العالم الواسع الذي يعيش فيه قوميات، وأعراق، وطوائف، وديانات، وإثنيات عديدة ومختلفة، تسعى في معظمها إلى التعايش، والتوحد في وجه الأخطار المتعاقبة، وأن تكون جماعات قوية، وفاعلة، يطل العرب في هذا الزمن الغريب، وبكل أسف، وكأنهم خارج الزمن، وخارج المنظومة الاجتماعية المتعارف عليها، يظهرون في صور مختلفة، ومتخلفة، بدءا من التناحر، والاقتتال، والاحتشاد الطائفي والمذهبي، وانتهاء بالمؤامرات الصغيرة، والمشكلات الخفيّة، وكأنهم في غابة لا نظام لها، ولا قانون، فبينما تتجه الدول إلى الاتحادات، وتنسيق المواقف، وتنظيم الصفوف، في مواجهات كبيرة، وخطِرة تكاد تلتهم وجودها، يظل العرب في دوامة الصراعات الضيقة، دون رؤية واضحة، ودون بوصلة محددة، يتجهون إلى مصايرهم دون وعي في أحيان كثيرة.

ورغم أن قواسم الاتفاق، والتوحد أكثر من الاختلافات بين الدول والشعوب العربية، إلا أن العمل الفردي يغلب على معظم السياسات، ولذلك باءت محاولات الوحدة كلها بالفشل، فلم تنتهِ المشاكل الحدودية، وظلت التناحرات الطائفية والمذهبية في بعض الدول قائمةً، وهذا ما يجعل هذه الدول مفتتة، وممزقة، وغير فاعلة، بل أن لدى شعوبها أزمة هويّة واضحة، ولعل حرب «غزة» الحالية أظهرت ذلك المأزق، وكشفته بشكل واضح، فبينما يتغنّى العرب في إعلامهم، وكتبهم الدراسية، وفي وجدانهم القومي بالعروبة، والتاريخ والمصير المشترك، يبدو الواقع السياسي وكأنه بعيد جدا عن هذه الشعارات، بل وقريب من مواقف عدوٍ «كلاسيكي» ومعروف إلى وقت قريب، إلا أن الضبابية بدت واضحة على الموقف العربي الواحد، مما يجعل تلك الشعارات مجرد لافتات بائسة.

إن الوحدة أصبحت ضرورة حتمية لكي يستعيد العرب مكانتهم، ويستثمروا مواطن قوتهم، ويعملوا من أجل المستقبل، فالدول التي تعيش على أكتاف غيرها، يظل مصيرها معلقا بيدي عدوها، ويظل القرار السيادي منقوصا مهما بدا غير ذلك، فالحسابات العربية غالبا ما تُبنى قبل كل شيء على مصالحها مع الدول الكبرى، حتى ولو كان ذلك على حساب جارة شقيقة، يربطهما مصير مشترك، وجغرافيا، ودين، ومصالح أبدية، ولكن الواقع يقول: إن الضعيف لا يمكن أن يعتمد على ضعيف مثله، فهو يحتاج إلى دولة قوية تحميه، ونسي العرب مقولتهم الشهيرة، وشعارهم الكبير «الاتحاد قوة، والتفرق ضعف»، ولم يلتفتوا إليه في واقعهم، ولم يطبقوه في حياتهم السياسية.

إن الدول الكبرى لديها قناعة راسخة بأن الدول العربية يجب أن تظل ضعيفة، وتعتمد عليها في كل شاردة وواردة، وأن أي تقارب عربي يعني خطرا على وجودها الاستراتيجي في المنطقة، لذلك تعمل ليل نهار على إشعال المشكلات بين الدول العربية، وتوليد الخلافات، وخلق العداوات مع الجيران، وإبقاء الوضع على ما هو عليه، حتى يسهل عليها كسر هذه الدول، وتفتيتها، ليكون لها اليد الطولى في مصيرها، وتضمن وجودها العسكري لأطول مدة ممكنة، ولكن على العرب أن يعرفوا أن كل سرديات التاريخ تثبت أنه ليس للضعيف مكان في عالم القوة، وأن حزمة الحطب لو اجتمعت فلن يسهل كسرها، ولذلك على هذه الدول المتحدة في كل شيء إلا في الواقع، أن ترى المستقبل بعيون أوسع، وبحكمة أكبر، وتعلم أن الوقت حان للملمة الأوراق، والبدء في رحلة العمل الطويل والشاق في سبيل حلم «الوحدة العربية الكبرى».

مقالات مشابهة

  • السودان يرد على الجامعة العربية
  • مأزق الوحدة العربية الكبرى
  • ساكاليان لـ سانا: زيارة فريق اللجنة الذي ضم مختصين من مجالات متعددة لمحافظة السويداء شكلت فرصة لفهم الوضع بشكل أفضل وتوسيع نطاق الاستجابة لتلبية الاحتياجات الأكثر إلحاحاً، وذلك بالتعاون الوثيق مع الهلال الأحمر العربي السوري
  • أبو الغيط: لا سلام إقليمي دون إنهاء الاحتلال الإسرائيلي والاستيطان على حدود 67
  • تركيا تشن حملة أمنية موسعة.. اعتقال 77 مشتبهاً بـ«تنظيم غولن» في 26 ولاية
  • يديعوت أحرونوت: تأثير تركيا العسكري والسياسي المتزايد بات التهديد الأكبر لإسرائيل
  • تركيا تشترط الاستخدام الكامل لخط كركوك-جيهان في اتفاقها مع العراق
  • السلاح الجديد لتركيا يتصدر المشهد في الولايات المتحدة! “أردوغان يعيد تشكيل المعادلة”
  • تركيا.. حزب أردوغان يتصدر استطلاعا للرأي بعد تراجع لأشهر
  • تركيا.. استقالة جماعية لأعضاء “الشعب الجمهوري” في ماردين