الحرب علي دولة 56 أو كيف فقدت تقدم كل الشعب السوداني
تاريخ النشر: 18th, October 2024 GMT
الحرب علي دولة 56
أو كيف فقدت تقدم كل الشعب السوداني
في مسلسل صقر قريش يشتاط الوليد بن يزيد ( الوليد الفاسق كما تسميه بعض كتب التاريخ ) وقد إستجابت قبائل العرب لدعوة أعمامه وأبناء عمه هشام بن عبد الملك للإنقلاب عليه ، يقف وهو يلعن القبائل ( اللعنة علي كلب وكندة والسكاسك و لخم وعبس وقيس وتغلب ) ..
يذكره وزيره ومستشاره ( لقد سميت العرب جميعهم يا مولاي ) …
وما لجأ إليه ( أمير المؤمنين) من سب ولعن وإعلان الحرب علي الجميع في لحظة من فقدان البصيرة وغياب التدبير ، أو فلنقل بمفهوم عرفاني ( في لحظة من لحظات تجليات معني الآية وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعف عن كثير ) هو ذاته الموقف الذي وقعت فيه قحت / تقدم من عدة أوجه .
لم تسعف قحت ثقافتها السياسية ولا حسها التاريخي ، ولم ينفعها وجود مثقفين كبار في صفوفها أن تستبين أن دولة 56 التي تقاتلها مليشيا الدعم السريع ( حليفتها في السر والعلن ) إنما هي جماع ما تراكم من أمر السودانيين منذ ممالكهم الوثنية الثلاثة القديمة ، مرورا بدويلاتهم المسيحية الثلاث ، ثم وقوفا طويلا عند السلطنة الزرقاء والدولة المهدية وكل عهود الحكم الوطني ..
فإن تزين لبعض من أنصاف مثقفي المليشيا ، وبعض من حاملي ما تبقي من فيروس ثقافة ( اليسار العنصرية) في صفوفها ، أن خطاب الهامش قد يكسب مؤيدين في هذه الحرب ، فما كان يفوت علي كل ذي عقل أن هذه الحرب إنما سامت العذاب أولا لأولئك الذين تدعي المليشيا وأعوانها من جماعة قحت الإنتصار لهم ، وبمثلما سالت دماء الأبرياء والعزل في الخرطوم ، الجزيرة ، سنار وغيرها كانت الدماء أكثر سيلانا في الجنينة ، والجرم أكثر فداحة في الفاشر ، وفي غيرها من وديان دارفور الحبيبة ..
وبكل التجرد والإنصاف يمكن القول أن دولة 56 المزعومة ، والمستهدفة بالحرب هي هذا السودان بكل تاريخه ، جهاته ، قبائله ، دياناته ، إنتصاراته ، هزائمه ، حروبه ، سلمه ، عدله ، ظلمه ، أغانيه ، مدائحه ، أحزابه ، طرقه الصوفية ، مثقفيه ، شعرائه ، مغنيه ، وبين قوسين قوناته ، عامته ، شرفائه ، عملائه ، وستات الشاي فيه ..
وهو السودان الذي يقول فيه صلاح ؛
شين ودشن
حر وسوافي
وكلمة مافي
هظارو خشن بسموم وسوافي
تسأل شن الحبة فيهو
الحب في ذاتو مبرر كافي ..
أي إمتياز ( فايت الحد ) لدولة 56 المزعومة تري جماعة قحت ومن أمامها المليشيا ( لازم يساووهو ) بإفقار الجميع ، وتهديدهم ( بسكن الكدايس ) في منازلهم ، وإذا صح وجود ذلك الإمتياز هل يكون التصحيح بالبناء والإعمار تحت شروط المساواة والعدل ، أم بهدم ما هو قائم ( علي قلته) فوق رؤوس أصحابه بعد نهب ما خف وزنه وغلا ثمنه ..
ألم يأن للمثقفين من تلك الجماعة أن تقف بعناية وتتساءل لماذا وقف مثقف كبير مثل محمد جلال هاشم ، وهو الذي لا يزايد عليه ، مثل هذا الموقف ، وكثيرون غيره كذلك ، لماذا وقفوا هذا الموقف ، الإجابة ببساطة وبكل العفوية هي أن هذه الحرب حرب عدوان على موروث الشعب ووجوده قبل أن تكون شفشفة للمتاع الزائل ، فكيف لتحالف يدعي أنه ديمقراطي ومدني وفيه شعراء ومرهفوا الحس لا يري دموع الثكالي ، وأنات الموجوعين ، وذل السودانيين في المهاجر وفي خيام النزوح ، أتساءل هل تعمي البصيرة للحد الذي لا يميز فيه الإنسان بين الظلام والنور ، إذن صدق المتنبئ إذ يقول :
وما انتفاع أخي الدنيا بناظره
إذا استوت عنده الأنوار والظلم ..
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه…
د. ياسر يوسف
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: دولة 56
إقرأ أيضاً:
بيان ليبي غاضب: 12 دولة تواطأت مع إسرائيل بحربها على غزة و19 اختبأت خلف الحياد
أصدر حزب “صوت الشعب” بيانًا شديد اللهجة، اليوم 13 يونيو 2025، أدان فيه ما وصفه بـ”التواطؤ الدولي الفاضح” مع المجازر الإسرائيلية المستمرة في قطاع غزة، مطالبًا بمقاطعة شاملة للدول التي صوتت ضد القرار الأممي لحماية المدنيين الفلسطينيين أو امتنعت عن دعمه.
وجاء البيان الذي حمل عنوان: “من يصمت عن المذبحة شريكٌ فيها: لا للتطبيع مع القتلة، ولا شراكة مع المتخاذلين”، وتلقت شبكة “عين ليبيا” نسخة منه، ردًا على نتائج التصويت الذي جرى في الجمعية العامة للأمم المتحدة في 12 يونيو الجاري، بشأن القرار المتعلق بـ”حماية المدنيين والامتثال للالتزامات القانونية والإنسانية” في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأوضح الحزب أن هذا التصويت كشف للعالم من يقف إلى جانب المبادئ الإنسانية، ومن انحاز صراحة إلى “القتلة والمحتلين”، مشيرًا إلى أن 149 دولة أيدت القرار، بينما عارضته 12 دولة فقط “بوقاحة سياسية وأخلاقية”، في حين امتنعت 19 دولة أخرى عن التصويت، ما اعتبره الحزب “جبنًا سياسيًا مخزيًا وتواطؤًا بالصمت”.
وفي هذا السياق، أعلن حزب “صوت الشعب” مجموعة من المواقف والمطالب، أبرزها:
أولًا: مطالبة حكومة الوحدة الوطنية الليبية بإعلان موقف واضح وحازم من الدول التي امتنعت عن التصويت، مؤكدًا أن الصمت في هذه اللحظة التاريخية لا يقل خطرًا عن المشاركة المباشرة في الجريمة.
ثانيًا: دعوة الشعب الليبي والشعوب العربية والإسلامية إلى:
إطلاق حملة مقاطعة اقتصادية شاملة للبضائع والخدمات والشركات التابعة أو المرتبطة بأي من الدول التي صوتت ضد القرار أو امتنعت عنه. وقف جميع أشكال التطبيع الثقافي والفني والأكاديمي مع هذه الدول. إحياء حراك شعبي ضاغط وفعّال يتجاوز حدود التصريحات الرسمية، ويحوّل الغضب الشعبي إلى قوة ضغط سياسية واقتصادية مؤثرة.ثالثًا: توجيه نداء إلى البرلمانات والنقابات والمؤسسات الرسمية والشعبية في العالم العربي والإسلامي من أجل:
اتخاذ موقف واضح بوقف التعامل مع كل من دعم العدوان أو تواطأ بالصمت. دعم نضال الشعب الفلسطيني بجميع أشكاله، سياسيًا ومعنويًا وماديًا. إعادة الاعتبار للمقاطعة الشاملة كأداة نضالية ضد كل من يساند الاحتلال أو يشرعن جرائمه بصمته أو مواقفه.وأكد الحزب أن المعركة لم تعد مع إسرائيل وحدها، بل مع منظومة سياسية دولية تسهم في إطالة أمد الاحتلال وتوفر له غطاءً سياسيًا وإعلاميًا واقتصاديًا، داعيًا إلى تجفيف منابع دعمه، وكشف نفاق القوى التي تدّعي الدفاع عن “الحقوق” بينما تغض الطرف عن الإبادة الجماعية في غزة.
وختم البيان برسالة حاسمة: “غزة تنزف… فلا شرف في العلاقات مع من يصوّت للدمار، ولا شراكة مع من يصمت على الإبادة. فلسطين أمانة، والمقاطعة واجب قومي وديني وأخلاقي”.