عربي21:
2025-08-02@20:41:35 GMT

استشهاد السنوار: نحو رؤية أكثر اتزانا

تاريخ النشر: 20th, October 2024 GMT

أصاب أغلب أنصار القضية حزن بالغ بعد استشهاد يحيى السنوار رحمه الله. والملاحظ هنا هو حالة التذبذب الانفعالي عند كثيرين؛ ساد الفرح عند الضربة الإيرانية في نيسان/ أبريل الماضي، ثم حزن كثيرون بعد استشهاد إسماعيل هنية، وفرحوا بعدما بدأ حزب الله بضرب العمق الاستيطاني للكيان، ثم أصيبوا بحزن شديد بعد استشهاد الشيخ حسن نصر الله رحمه الله، ثم سعدوا مع تطور القتال على الجبهة اللبنانية وضربة إيران القوية للكيان في تشرين، ثم حزنوا لاستشهاد السنوار.

هذا التذبذب إنما يشير لنقطة هامة، وهي أننا في العموم لا ندرك طبيعة المعركة الدائرة حولنا.

حرب التحرير، أي حرب تحرير، تجري بين قوة ضعيفة عسكرية تتمتع بحاضنة شعبية، وبين جيش محتل أقوى عسكريا بكثير. الجيش المحتل معه العدد، والإمكانيات، وتسليح بكميات كبيرة، وخزائن مال شديدة الضخامة بالنسبة لقدرات المقاومة. والأهم أنه قد يكون مدعوما دوليا أو ملك قدرا من القوة بحيث يمكنه رشوة أو تحييد من بإمكانهم مساعدة المقاومة. كل حركات المقاومة التي رأيناها مرت بهذا المسار، حيث مرت به فيتنام والجزائر وأفغانستان والعراق وحاليا تمر به فلسطين.

وحيث أن هذا هو الوضع، فليس من الحكمة أن نكون بهذا القدر من الانفعالية. الخسائر في طرف المقاومة طبيعي أن تكون أكبر بكثير من الخسائر في الطرف المستعمر. الوضع لخصه هنري كيسنجر في مقولته الشهيرة "تنتصر المقاومة إذا لم يُقض عليها، ويُهزم الجيش إذا لم يسحق المقاومة". والناظر لسجل المقاومة الفلسطينية يرى بوضوح أن الكيان ارتكب عددا ضخما من عمليات الاغتيال ضد أعدائه ومن يقاومه، فهل انتصر؟ هل قضى على المقاومة؟ هل تمكن من فرض سيطرته بقوة السلاح؟ لا، الكيان كما نرى جميعا في حالة لم يمر بمثلها في تاريخه، نظرة احتقار سائدة من المجتمع الدولي حتى داخل الدول الغربية، مظاهرات مستمرة تعارض جرائمه وتندد بها، حتى على المستوى العسكري، خسائر ضخمة على الجبهتين الفلسطينية واللبنانية بدون تغيير حقيقي للأوضاع على الأرض.

لنحاول فقط إحصاء خسائر الكيان منذ السابع من تشرين العام الماضي:

1- فقدان الردع.

2- القتال على أكثر من جبهة، بدون تحقيق نصر حاسم على أي منها بعد مرور أكثر من سنة

3- فقدان عدد كبير من القوات والقيادات، منهم من ذوي الرتب العليا بالجيش.

4- خسارة سمعة استخبارات الكيان (وستحتاج فترة زمنية طويلة لاستعادتها إن فعلت).

5- نهاية فكرة أن الكيان دولة متحضرة بين مجموعة من العرب الهمج، وأنه مكان آمن لليهود.

6- فقدان الدعم الشعبي الغربي للكيان بصورة واضحة وحاسمة.

7- خسائر اقتصادية لا حصر لها، منها خسارة النشاط الزراعي بالشمال، وأغلب النشاط الزراعي بالجنوب حول غزة، وانخفاض التصنيف الائتماني للكيان.

كل هذه الخسائر وغيرها كثير تعرض لها الكيان منذ تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، ولم يستطع حتى الآن التعامل معها أو تغيير حقيقة ما يحدث. حتى الدول الكبرى التي كانت تؤيد الكيان بصورة واضحة لم يعد بوسعها أن تستمر في تقديم "شيك على بياض" للكيان. وبالطبع، فإن الغضب الشعبي العارم من جرائم الكيان يجعل تأييدها تأييدا مفتوحا مسألة غير يسيرة.

حين نضع كل هذه الخسائر التي تعرض لها الكيان، نرى أن منحنى المقاومة في صعود، ومنحنى الكيان في هبوط، ويأتي السؤال: لماذا يصيب كثير منا اليأس والإحباط جراء استشهاد بعض القادة؟
حين نضع كل هذه الخسائر التي تعرض لها الكيان، نرى أن منحنى المقاومة في صعود، ومنحنى الكيان في هبوط، ويأتي السؤال: لماذا يصيب كثير منا اليأس والإحباط جراء استشهاد بعض القادة؟

إن المقاومة الفلسطينية المسلحة إنما تتعامل مع عدو مجرم، فاق في إجرامه إجرام قوى استعمارية أكبر منه وأخطر، ويتحرك بدون أي مانع أو وازع أخلاقي أو سياسي أو حتى دبلوماسي. ورغم كل هذا الميل في ميزان القوى لصالح الكيان، إلا أنه تعرض لضربات وهزائم مذلة باستمرار منذ بدء الحرب. فهل كنا نتوقع غير هذا؟

لقد شكل استشهاد السنوار علامة فارقة في مسيرة المقاومة الفلسطينية، فكما رسمت صور تشي غيفارا على قمصان الشباب في فترة ما، فإن صور السنوار رحمه الله ستظل على ملابس وفي قلوب ملايين حول العالم لسنوات قادمة. إن عمق الخسارة الإعلامية للكيان التي نتجت عن إذاعة خبر استشهاد السنوار ستظل تلاحقه لفترة طويلة، لقد خسر الكيان الكثير من سمعته، وارتفعت شعبية المقاومة الفلسطينية بين القوى اليسارية والتحررية في العالم بعد إذاعة فيديو اللحظات الأخيرة للسنوار وقذفه بالعصا الخشبية على طائرة الدرون.. ما رأيناه عند وفاة الرجل كان أبلغ من أي خطاب.

"ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين".. صدق الله العظيم.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مدونات مدونات السنوار المقاومة غزة غزة المقاومة السنوار مدونات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المقاومة الفلسطینیة استشهاد السنوار

إقرأ أيضاً:

الفصائل الفلسطينية تطالب باعترافٍ دولي غير مشروط بالدولة المستقلة

الثورة نت/..
أكدت الفصائل الفلسطينية، اليوم الخميس، أنّ “المقاومة لن تتوقف إلا بزوال الاحتلال، وتحقيق أهداف الشعب الفلسطيني في التحرير، وعودة اللاجئين، وإقامة دولته المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس، حيث يرتبط سلاح المقاومة جوهرياً بهذا المشروع الوطني العادل”.

وقالت الفصائل في بيان إنها تابعت باهتمام مجريات المؤتمر الدولي رفيع المستوى للأمم المتحدة، الذي اختُتم مؤخراً في نيويورك.

وأضافت إن المؤتمر جاء في مرحلةٍ خطيرةٍ وحساسة من تاريخ شعبنا، حيث يواصل الاحتلال الصهيوني ارتكاب حرب إبادة بحق شعبنا وأهلنا في قطاع غزة، ويمارس واحدة من أبشع عمليات التجويع في تاريخ البشرية، في وقت تطالب فيه المحكمة الجنائية الدولية بمثول قادته لمساءلتهم ومحاكمتهم، وسط صمت دولي مطبق.

ونوه بما حمله من مضامين مهمة تتعلق بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة كاملة السيادة.

وحيّت الفصائل “صمود الشعب الفلسطيني الأسطوري في قطاع غزة، الذي يواجه بصبرٍ وثباتٍ واحدةً من أبشع الحروب التي عرفها العصر الحديث”.

وقالت إن “هذا الصمود العظيم، في وجه آلة القتل والدمار، يشكّل الركيزة الأساسية التي أفشلت أهداف العدوان”، ورسّخت حق شعبنا في الحياة والمقاومة. مشيدة “بالدور البطولي الذي تؤديه المقاومة في الدفاع عن شعبنا، وتثبيت إرادته الوطنية في ظل حربٍ غير متكافئة وظروف إنسانية كارثية”.

وأكدت أن “أيّ جهدٍ يُبذل على المستوى الدولي لإسناد شعبنا الفلسطيني وحقوقه المشروعة هو محلّ تقدير وترحيب، ويُعدّ ثمرةً طبيعية لتضحيات وصمود شعبنا على مدار 77 عاماً منذ النكبة، ونتيجةً مباشرةً لما أحدثته الحرب الصهيونية المدمّرة من اتساعٍ في دائرة التضامن الدولي مع شعبنا، وما شكّله ذلك من ضغطٍ متزايد على المجتمع الدولي”.

وقالت “إنّ شعبنا يطالب باعترافٍ دولي غير مشروط بدولته المستقلة وحقوقه الوطنية الثابتة، باعتبارها استحقاقًا سياسيًا وعدالة تاريخية لا يجوز التفاوض عليها أو تأجيلها”.

وأضافت: “إنّ الطريق إلى الحل تبدأ أولاً بوقف هذا العدوان الفاشي على شعبنا، ووقف جريمة الإبادة الجماعية وسياسة التجويع الممنهجة التي تمارسها قوات الاحتلال”.

وأكدت “أنّ المقاومة الفلسطينية تؤكد استعدادها لحل قضية الأسرى لديها ضمن سياق اتفاق لوقف إطلاق النار، وانسحابٍ كاملٍ لقوات الاحتلال من قطاع غزة، وفتح المعابر، والشروع الفوري في إعادة الإعمار”.

وأضافت: كما تؤكد الفصائل على ضرورة الذهاب إلى مسارٍ سياسي جادّ، برعايةٍ دوليةٍ وعربية، يؤدي إلى إنهاء الاحتلال وتحقيق تطلعات شعبنا في إقامة دولته المستقلة كاملة السيادة، وعاصمتها القدس”.

وأكملت مؤكدة “أن وقف حرب الإبادة والتجويع بحق شعبنا في غزة هو واجب إنساني وأخلاقي لا يقبل التأجيل أو المقايضة، ويجب أن يتم فوراً دون ربطه بأي ملفاتٍ سياسية كحق شعبنا في دولته أو حل قضية الأسرى، إذ لا يجوز أن يُساوَم شعبنا على حقه في الحياة”.

واعتبرت أن “الاحتلال الصهيوني هو المصدر الرئيس للإرهاب وعدم الاستقرار في المنطقة، وما يرتكبه من إبادةٍ جماعية وتجويع ممنهج في قطاع غزة يرسّخ طبيعته الإجرامية”.

وقالت: “وبناءً على ذلك، فإن المقاومة الفلسطينية بكل أشكالها هي ردّ فعل طبيعي ومشروع على هذا الاحتلال، وهي حقٌ أصيل كفلته القوانين الدولية والشرائع السماوية، وأكدته المؤسسات والهيئات الدولية التي اطّلعت على الجرائم المرتكبة بحق شعبنا”.

وأضافت: أنّ هذه المقاومة لن تتوقف إلا بزوال الاحتلال، وتحقيق أهداف شعبنا في التحرير، وعودة اللاجئين، وإقامة دولته المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس، حيث يرتبط سلاح المقاومة جوهرياً بهذا المشروع الوطني العادل.

وتابعت: “أنّ المشهد الفلسطيني هو شأن الداخلي لأبناء شعبنا في الوطن والشتات. وعلى هذا الأساس، ندعو إلى تنفيذ الاتفاقات الوطنية السابقة المُوقّعة في القاهرة والجزائر وموسكو وبكين، والتي أكدت جميعها على ضرورة إعادة ترتيب البيت الفلسطيني.

وأشارت إلى أن ذلك يشمل إصلاح منظمة التحرير الفلسطينية بما يعزز موقعها القانوني والتمثيلي للكلّ الفلسطيني، إلى جانب إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية ومجلس وطني في الداخل والخارج، على أسسٍ وطنية وديمقراطية، ومن دون أي اشتراطات مسبقة”.

وأكدت “أنّ اليوم التالي لانتهاء العدوان الصهيوني هو يومٌ فلسطيني بامتياز، يجب أن تتضافر فيه جهود ومكونات شعبنا كافة – الوطنية والسياسية والشعبية – جنباً إلى جنب مع جهود البناء والإعمار، لاستعادة وحدتنا الوطنية، وترسيخ شراكة حقيقية تليق بتضحيات شعبنا وصموده الأسطوري”.

وقالت: ⁠إنّ الحديث عن دمج الكيان الصهيوني في المنطقة هو مكافأة للعدو على جرائمه، ومحاولةٍ بائسة لإطالة بقائه على أرضنا المسلوبة؛ فلقد أثبتت التطورات الراهنة، خصوصاً خلال الشهور الأخيرة، أن هذا الكيان هو مصدرٌ رئيسي لعدم الاستقرار والشرور والإرهاب، ليس فقط في منطقتنا، بل على مستوى العالم بأسره”.

وأكدت أن “شعبنا الفلسطيني، كغيره من شعوب العالم التي وقعت تحت نير الاحتلال والاستعمار، سينال حريته واستقلاله، مهما طال الزمن وكبرت التحديات، مستنداً إلى عدالة قضيته، وصمود ومقاومة أبنائه، ووقوف كل أحرار العالم إلى جانبه في نضاله المشروع من أجل التحرّر والعودة والاستقلال”.

صدر البيان عن: حركة المقاومة الإسلامية حماس، حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة، طلائع حرب التحرير الشعبية- قوات الصاعقة.

مقالات مشابهة

  • "تحالف القوى الفلسطينية" يرفض محاولة عباس فرض انتخابات إقصائية
  • "حماس": لا يمكن التخلي عن السلاح قبل إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس
  • التنسيق الأمني ورفض المقاومة لم يمنعا واشنطن معاقبة السلطة الفلسطينية
  • صلاة الاستخارة.. كيف تصليها وحكم تكرارها وهل لابد تري رؤية؟
  • مسؤول أممي: استشهاد أكثر من 100 فلسطيني في نقاط توزيع مساعدات بغزة
  • الفصائل الفلسطينية تطالب باعترافٍ دولي غير مشروط بالدولة المستقلة
  • الدكتور محمد عبد اللاه: الهجمات الإعلامية التي تتعرض لها مصر بسبب موقفها من القضية الفلسطينية مؤامرة
  • الفصائل الفلسطينية تطالب بوقف الإبادة والتجويع بغزة
  • “حماس” في الذكرى الأولى لاغتيال هنية: استشهاد القادة يزيدنا تمسكًا بالحقوق والثوابت
  • "حماس" في الذكرى الأولى لاغتيال هنية: استشهاد القادة يزيدنا تمسكًا بالحقوق والثوابت