سودانايل:
2025-05-28@01:28:27 GMT

لغة وثقافة ما بعد الحرب

تاريخ النشر: 23rd, October 2024 GMT

فراج الشيخ الفزاري
=========
اذا ما توقفت الحرب اللعينة..وهدأت النفوس ..ودبت الحياة والحركة في عروق وشرايين الوطن..
نحتاج الي لغة جديدة..وثقافة جديدة..وفهم أوسع في حب الوطن والموطن..ولا يعني ذلك ترك الموروث وهجر القيم ولكن يعني ضرورة الفرز بين الثابت والمتحول..بين الانسان بالفعل والانسان بالقوة كما يقول الفلاسفة.


يلزمنا مشروع ثقافي متناهى الأبعاد يخرجنا من عباءة القبيلة الي خيمة الوطن ..
اهمية المشروع الوطني الثقافي..أنه يبدأ بتعديل ( مزاج) اللغة... في المعني والتعبير..ويتجاوز حساسية التنفير من لغة وثقافة الآخر..المشروع الثقافي السوداني الوطني يستطيع أن يشكل دوائر سلوكية متداخلة تجعل من التنوع قوة جاذبة ومشاعر مترابطة ونظرة متوهجة نحو المستقبل.
بعد توقف الحرب..وقد حان توقفها..يجب أن نعيد كتابة دفاتر أطفالنا.. وتهذيب مسامعنا ..وتطهير ألسنتنا .. وترتيب ادب المخاطبة..وحسن الظن فيما يقوله الآخر.
كنا قبل الحرب..ومنذ زمن بعيد..وصرنا في زمن الحرب..ننتج اقوالا وافعالا تنفر وتعكر وتهيج دواخل السامعين..أشياء ضد مقاصد لغة التواصل وبناء المجتمع السليم..
وللأسف فقد سادت سنينا وسنين..حتي اضحت جزءا من يوميات المكاتب والشوارع وسائقي البصات والحافلات وقراء الصحف وحتي في تعابير المحبين..فأصبح التفريق صعبا بين المحبة وعداوة العاشقين..
بعد الحرب..طقوس كثيرة وعديدة تحتاج إلي سلال لرمي المخلفات..وإلي جدل وحوار طويل من الإقناع.. لأننا لازلنا نتمسك ونحن ونهفو الي الماضي وسواد الذكريات.
وجاءت الحرب اللعينة وأدخلت في قاموس يومياتنا ما كنا نخجل منه في أيام ماقبل الحرب..كلمات وتعابير
واشارات وحركات..
نحتاج إلي إعادة هيكلة مجتمعية شاملة في سلوكياتنا.. في قناعاتنا..في لغتنا..في دروسنا الوطنية ..في تعديل اتجاهاتنا واولوياتنا في الحياة..في اجتهاداتنا
ومتزامنة مع حركة البناء والتعمير وبناء انسان السودان الجديد..
ولن يتأتي لنا ذلك إلا بوجود مشروع وطني ثقافي سوداني شامل...الذي يجب أن يكون في مقدمة أولويات ما بعد الحرب.
د.فراج الشيخ الفزاري
f.4u4f@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

السلام والديمقراطيه والحرب

إلي متي يهرب الجميع إلي الامام فالحبال التي قيّدت ثورة ديسمبر المجيده هي ذاتها الحبال التي ماذالت تُكبل الجميع
فإذا تجاوزنا نظرية التآمر حول موارد السودان المهدره بعلم ودرايه الحكام والساسه المتعاقبين علي لي عنق ثورات هذا الشعب التواق إلي الرياده الموصدة الابواب امام طموحه لتلك الرياده ليقع في شباك وبراثن احلام الحُكام ومغامراتِ عُشاق السلطةِ و المحرومين منها في المهجر
فبإلتقاء العشق والحرمان ولأحلام يبدأُ فصلاً جديداً من المأسي ليصبح السواد الاعظم من ابناء الوطن هُياماً علي القِفار عطشي يُسقَون من بركة الاوهام الاثنه ليُكتبُ لهم بمداد الدماء والدموع تاريخٌ لايمُحي من الوجدان بمسكنات الحلول المؤقته التي تُكحلُ بها العيونَ بالرهاب
يا سعادة الدكتور حمدوك لقد أرجعت الامانة لأهلها فقبِلوها بمرارةِ العلقم بعد ان أعطاك إليها علي طبقٍ من ذهب فركلتها بقدمك وركلتَ معها أمال الملايين التي آمنت بك فسلمتك تلك الامانه فمن الصعب ان تُعطي لها مرةً أخري ولاينبغي عليك أن تلهث ورائها مرةُ أُخري بعد ان أودعتها لأصحابها
يا سعادة الفريق البرهان إذا أردت ان تلوذَ إلي الامام والعيون مُغمضه والنار مشتعله لا يؤدي ذلك إلا علي تأجيج النيران وإضطرامها في إحشاء كل بيت
إن العُظماء الذين خلّدهم التاريخ هم هؤلاء الذين صعدتهم الخطوب والمحن و الشدائد إلي تسنم ابراج السماء ليكونوا أجراماً ونجوم تُزيّنها وبوصله للتائهين ورجماً لشياطين الاوطان هؤلاء هم رجال الدوله الحقيقيون يُخلّدوا في مكامن الوجدان (الشدائد تصنع الرجال)
إن هذا الشباب المستتفر اليوم إنه هو هو ذاك الشباب الذي قُتِل بالأمس وهو ينادي سلميه سلميه ضد الحراميه و لم ينسِط إليه احد حتي اجبرتموهم علي حمل السلاح ليخضبوا الأرض بدمائهم الطاهره بدلاً ان يُخضب بنانهم بالحناء ليزفوا إلي كنداكاتهم ليُعمروا الوطن
يا قائد الدعم السريع وشقيقه
لقد تُهتُم في داخل الوطن لقد اصبحتم وجبةً فاسده لايستزيقها إلامن فقد طعم الحياة ولقمةً سائغه يسهل بلعها من العُربِ والعُجمان لقد نفذت كل مسوغات بقائكم أخلاقياً لقد تم تدويركم منذ ان خرجتم من ثمرة سِفاح الانقاذ حتي أينعتُم في اليمن والخليج ليتم قِطافكم بدم شباب الاستنفار ثوار الغد الجارف يحملون اعلام (السلام والديمقراطيه الحرب )
. في هذا الزمان ما أسهل إعادة تدوير النفايات وتحويلها لما يمكن الاستفادة منه فالعلمُ يرفع بيتاً لاعماد له ليس المال والجهل يهدم بيت العزةٍ والشرف
ثورة ديسمبر العظيمه ستُعيد تدوير ( ورسكلة ) مخلفات الانقاذ وتطهير البلاد من الدنس
غداً ستعود يا قُرة العينين
يا واحة الابداع و منارة التايهين


alsadigasam1@gmail.com

 

مقالات مشابهة

  • إجتماع هام لمتابعة مشروع إنشاء شركة وطنية للنقل الجوي الداخلي
  • وفد من مديرية الحج السورية يعاين المقار المؤقتة للحجاج السوريين في مشاعر عرفة قبيل بدء استلامها
  • المنظمة الدّولية للهجرة: قرارات أمريكا والاتحاد الأوروبي برفع العقوبات عن سوريا تفتح آفاقاً جديدة للتعافي وبناء السلام الإقليمي
  • وزير السياحة يبحث مع السفير السعودي تعزيز التعاون وبناء جسور التواصل بين البلدين
  • "ملتقى الأمن الغذائي" يبحث تقديم حلول مبتكرة لتعزيز الإنتاجية والكفاءة
  • نصف شعب
  • يوم الاستقلال عز وفخر
  • ملتقى الأمن الغذائي يبحث دعم الابتكار وبناء القدرات الوطنية
  • الفكرة لا تموت: تأملات في تشظي الدولة واستدعاء الوطن
  • السلام والديمقراطيه والحرب