وول ستريت جورنال: إسرائيل تزيد اتساع الحرب بالشرق الأوسط بالهجوم على إيران
تاريخ النشر: 26th, October 2024 GMT
رأت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن الهجوم الإسرائيلي على إيران زاد من اتساع الحرب في منطقة الشرق الأوسط خاصة بعد حربي لبنان وقطاع غزة.
وأوضحت الصحيفة في تقرير إخباري اليوم /السبت/ إن إسرائيل ردت في وقت مبكر من اليوم السبت على الهجوم الإيراني هذا الشهر الذي استخدمت فيه 180 صاروخاً، لتوسع نطاق الأعمال العدائية التي تصاعدت بسبب الحرب في غزة والتي أشعلت فتيلها في أكتوبر من العام الماضي.
وتابعت أن الهجمات الإسرائيلية جرت على عدة موجات على مدار عدة ساعات قبل أن تنتهي قبل شروق الشمس حيث أعلنت إسرائيل أنها ضربت أهدافاً عسكرية في عدد من المناطق، بما في ذلك منشآت تصنيع الصواريخ ومواقع الدفاع الجوي، في هجوم بدا وكأنه محسوب لتجنب إثارة انتقام عنيف.
وأضافت أن إيران، التي ألغت الرحلات الجوية حتى الساعة التاسعة صباحاً بالتوقيت المحلي اليوم، كانت قد هددت بالرد بالقوة إذا تعرضت بنيتها التحتية النووية أو النفطية للهجوم..وحثت الولايات المتحدة إسرائيل على عدم ضرب هذه الأهداف، وحذرت الحكومات في جميع أنحاء العالم من المزيد من التصعيد وسط مخاوف من أن العنف قد يخرج عن نطاق السيطرة.
ونقلت الصحيفة عن سلطات الدفاع الجوي الإيرانية القول إن الهجمات استهدفت مراكز عسكرية في محافظة طهران، التي تضم العاصمة، وكذلك محافظتي خوزستان وإيلام في الغرب، على طول حدود إيران مع العراق.. وما زالوا يحققون في التأثير الكامل لكنهم قالوا إن الأضرار التي لحقت محدودة.
كما نقلت عن داليا داسا كاي، أستاذة الشئون السياسية في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس والمديرة السابقة لمركز السياسة العامة للشرق الأوسط في مؤسسة راند البحثية قولها: "ما نعرفه الآن، هذا هو أفضل سيناريو من حيث احتواء هذه الجولة، نظرًا لأن إسرائيل يبدو أنها حدت من ضرباتها على الأهداف العسكرية بدلاً من البنية التحتية النووية أو النفطية"، مضيفة "هذا يمنح إيران مخرجًا إذا كانت تبحث عنه.. لكننا ما زلنا في مكان مختلف، لأن إسرائيل وإيران الآن في صراع مباشر ومفتوح".
وقال مسؤولون أمريكيون إن الولايات المتحدة أُبلغت من قبل إسرائيل قبل ساعات من الهجوم ولم تشارك فيما .. قال مسؤول أمريكي آخر إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ناقش خطط إسرائيل للضربة مع الرئيس الأمريكي جو بايدن في مكالمة هاتفية في وقت سابق من هذا الشهر كما تحدث وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن هاتفيا لفترة وجيزة مع نظيره الإسرائيلي يوآف جالانت بعد بدء الهجوم.
ونقلت عن مسئول كبير في الإدارة الأمريكية قوله: "إذا اختارت إيران الرد مرة أخرى، فسنكون مستعدين، وستكون هناك عواقب لإيران مرة أخرى. ومع ذلك، لا نريد أن نرى ذلك يحدث.. يجب أن يكون هذا نهاية هذا التبادل المباشر لإطلاق النار بين إسرائيل وإيران".
وفي الأول من أكتوبر الجاري، شنت إيران هجوماً على إسرائيل للانتقام لمقتل زعيم حماس السياسي إسماعيل هنية في طهران، وزعيم حزب الله حسن نصر الله في بيروت، وأطلقت نحو 180 صاروخاً باليستياً.
وفي محادثات جرت مؤخراً مع حكومات عربية، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن بلاده لا تريد حرباً أوسع نطاقاً، وأشار إلى أن طهران قد تستوعب ضربة انتقامية إسرائيلية دون تصعيد إذا استهدفت مواقع عسكرية بدلاً من منشآت نفطية أو نووية حساسة، حسبما قال مسؤولون عرب.
ولفتت الصحيفة إلى أن الضربات والتهديدات تمثل أحدث توسع للقتال الذي بدأ قبل عام في غزة. وبعد خوض حرب طويلة من خلال وكلاء، تبادلت إسرائيل وإيران إطلاق النار بشكل مباشر مرتين هذا العام.
كما شنت إسرائيل حملة كبرى في لبنان، في أعقاب عام من تبادل إطلاق النار ذهاباً وإياباً بإرسال قوات إلى البلاد وتنفيذ أكثر من 3000 غارة جوية في الشهر الماضي. وقد أسفر ذلك عن مقتل أكثر من 2500 شخص منذ بداية الصراع، وفقًا للسلطات الصحية اللبنانية.
وأشارت الصحيفة إلى أن القتال في غزة تصاعد مع عملية إسرائيلية كبرى في شمال القطاع ، حيث قُتل أكثر من 42000 شخص في غزة منذ 7 أكتوبر من العام الماضي، وفقًا لمسؤولي الصحة الفلسطينيين.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: ايران لبنان غزة إسرائيل حماس إسرائيل وإيران فی غزة
إقرأ أيضاً:
وول ستريت وأسباب تعجُّل ترامب لوقف الحرب
في صيف عام 2019، برز موقف غير متوقع من الرئيس الأميركي (وقتها والآن) دونالد ترامب حين أوقف في اللحظة الأخيرة ضربة عسكرية أميركية ضد إيران، رغم التصعيد الكبير بعد إسقاط طهران طائرة أميركية بدون طيار.
ورغم التبريرات الرسمية التي تحدثت عن "الحرص على الأرواح"، فإن كثيرًا من المحللين ربطوا تردد ترامب بعامل اقتصادي جوهري، تمثل في حرصه الشديد على الحفاظ على زخم أسواق الأسهم الأميركية، التي كانت تحقق مكاسب تاريخية آنذاك.
كان ترامب، ومازال، يرى في ارتفاعات أسعار الأسهم الأميركية أحد أبرز إنجازاته، ما جعله غير مستعد للمخاطرة بتقويض ثقة المستثمرين عبر الدخول في حرب مفتوحة قد تربك الأسواق، وتضرب استقرار الاقتصاد الأميركي الذي كان قبل وقتٍ قريب، يترنح بسبب السياسات الحمائية والتعريفات الجمركية المبالغ فيها، التي أعلن ترامب عزمه على فرضها، وهو ما يبدو أن نتنياهو قد قرر تجاهله.
وترى وول ستريت الحرب بين إيران وإسرائيل من منظور مختلف عن التغطيات الإعلامية والسياسية، فبينما يتركز الحديث في العلن على الصراع العسكري والتوترات الجيوسياسية، تنظر الأسواق المالية إلى الحدث من زاوية التأثير المباشر على النفط، والمخاطر على حركة رؤوس الأموال، ودرجة الاضطراب المحتمل في سلاسل الإمداد العالمية.
ولا يتعامل المستثمرون في وول ستريت مع الحرب باعتبارها مجرد حدث سياسي، بل كعامل محدد لاتجاهات الأسعار، وتحولات السيولة، وفرص أو مخاطر جديدة تظهر في الأسواق العالمية.
ومع اندلاع أي مواجهة بين قوتين بهذا الحجم والتأثير، كان أول ردود الفعل في أسواق الطاقة، وبالأخص سوق النفط، حيث تعد إيران من كبار منتجي النفط، كما أنها تتحكم فعليًا في مضيق هرمز، الذي تمر منه نسبة ضخمة من صادرات الخليج إلى العالم.
ويدفع أي تهديد بإغلاق المضيق -وإن كان مؤقتًا أو غير مباشر- أسعار النفط إلى الارتفاع بشكل حاد، وهو ما تُرجم بالفعل إلى تحركات سريعة في بورصات الطاقة في نيويورك وشيكاغو.
إعلانوفي الوقت ذاته، عطل التصعيد ضد إسرائيل صادرات الغاز من الحقول البحرية إلى أوروبا ووجهات أخرى، ما أضاف مزيدًا من الضغوط على أسواق الطاقة التي تعاني أصلًا من هشاشة منذ بدء الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية قبل أكثر من ثلاثة أعوام.
ولا تمثل أسعار النفط المشكلة الوحيدة لوول ستريت، إذ جرت العادة على أن تسبب الحروب اضطرابًا عامًا في الأسواق الناشئة، وخروجًا متسارعًا لرؤوس الأموال منها باتجاه ما يُعرف بـ"الملاذات الآمنة" مثل: الدولار، والسندات الأميركية، والذهب.
ويرفع هذا السلوك الطلب على الأصول الأميركية، ويؤدي إلى تراجع في عملات وأسواق الدول المجاورة لإيران وإسرائيل، مثل: تركيا ومصر، ودول الخليج، وهو ما تراقبه صناديق الاستثمار والمؤسسات المالية الأميركية من كثب.
وفي كل الأحوال، تدفع المخاطر الجيوسياسية المستثمرين لتوخي المزيد من الحذر، ما يجبرهم على إعادة توزيع المحافظ المالية، للابتعاد بها عن الأسواق المتقلبة.
الأمر الآخر الذي يقلق وول ستريت هو اتساع رقعة الصراع. فإذا بقيت الحرب محصورة في هجمات متبادلة بين إيران وإسرائيل، أو توقفت تمامًا- كما أعلن ترامب يوم الاثنين- فقد تمتص الأسواق الصدمة تدريجيًا.
أما إذا امتد الصراع ليشمل حلفاء إيران في لبنان، أو العراق، أو اليمن، أو ناقلات في البحر الأحمر، وهو ما لا يمكن استبعاده تمامًا حتى الآن، فإن الوضع يزداد خطورة.
وسترفع شركات التأمين أسعارها على شحنات النفط والبضائع، مما يزيد تكاليف التجارة الدولية، ويقلص أرباح الشركات، أو يرفع معدلات التضخم في أغلب اقتصادات العالم.
وستتأثر أسهم شركات الشحن البحري والتأمين فورًا بمثل هذه التحولات، فيتحرك المتداولون في وول ستريت بسرعة بناءً على تقييمهم لحجم المخاطر ومدى استدامتها.
وراقبت وول ستريت أيضًا ردة الفعل الأميركية من كثب، وبعد التدخل المباشر للولايات المتحدة في الحرب، تغير بالتأكيد ميزان القوى، وتبدلت الحسابات المالية للبيت الأبيض، خاصة في ظل العجز الكبير في الموازنة الأميركية.
وقد تؤدي أي مشاركة أميركية عسكرية إضافية إلى زيادة الإنفاق الدفاعي، وهو ما قد يُرحب به قطاع الصناعات العسكرية، لكنه يثير في الوقت نفسه مخاوف من اتساع الدين العام، وارتفاع أسعار الفائدة، الأمر الذي سيكون له تأثيراته السلبية على النمو الاقتصادي، ومن ثم على أسواق الأسهم.
أما قطاع التكنولوجيا، فربما يكون الأقل تأثرًا بالحرب، لكنه لن يبقى بمنأى عنها، إذ ربما تؤدي الهجمات السيبرانية المتوقعة بين إيران وإسرائيل إلى تعطيل بعض الخدمات المالية أو التقنية، وقد تُصبح البنية التحتية الرقمية ساحة للمواجهة.
وتتابع وول ستريت هذه الاحتمالات، خاصة أن الشركات المدرجة في بورصة ناسداك تعتمد بشكل كبير على الاستقرار السيبراني، وأي تهديد واسع في هذا المجال قد يُحدث صدمات في أسهم شركات التكنولوجيا شديدة الحساسية للاضطرابات الجيوسياسية.
وفي موازاة هذه المخاطر، لا تخلو وول ستريت من عقلية المضاربة على الأزمات، إذ سيكون هناك دائمًا من يرى في الحرب فرصة للتربح، سواء من خلال المراهنة على ارتفاع أسعار النفط، أو شراء أسهم شركات الدفاع (غير المقبولة من الناحية الشرعية بكل تأكيد)، أو حتى الاستثمار في الذهب والعملات الرقمية كأصول بديلة.
إعلانولهذا فمن المتوقع ألا تتحرك الأسواق كلها دائمًا في اتجاه واحد، بل تتذبذب بشكل يعكس مزيجًا من الخوف والطمع، كما هو الحال في أي أزمة كبرى.
ويبقى العامل الحاسم في تقييم وول ستريت للحرب هو "الزمن"، فكلما طال أمد الصراع زادت التداعيات الاقتصادية عمقًا واتساعًا، واندفعت صناديق التحوط والبنوك الاستثمارية إلى تعديل إستراتيجياتها على المدى المتوسط، ما كان من شأنه أن يحوّل القلق إلى موجة تصحيح واسعة في الأسواق العالمية.
أما وقد انتهت الحرب بالفعل وتمكنت القوى الدولية من احتواء التصعيد سريعًا، فقد استوعبت الأسواق آثار الضربة، وعادت إلى مسارها السابق، مكتفية ببعض التغيرات المؤقتة التي لن تُحدث اضطرابًا كبيرًا على المدى الأطول.
ورغم كل ما سبق، لا يمكن الجزم بأن العامل الاقتصادي كان وحده وراء سعي ترامب لاحتواء الأزمة والإعلان عن وقف سريع لإطلاق النار، إذ كانت هناك ضغوط كبيرة من القوى الدولية، ومنها الصين وأوروبا، لتجنب حدوث المزيد من الفوضى في الإقليم.
كما لعبت توازنات الردع دورًا هامًا، حيث يدرك الجميع أن الحرب المفتوحة ستكون مكلفة وغير مضمونة النتائج. ومع ذلك، فمن المؤكد أن الاقتصاد كان عاملًا محوريًا في تقليل شهية الحرب، حيث تدرك كل من أميركا وإسرائيل أن الحرب لا يمكن تمويلها بلا اقتصاد مستقر، ولا يمكن كسبها في ظل نظام مالي هشّ.
كتعاملها مع كل الأحداث الكبرى، لم تنظر وول ستريت إلى الحرب بين إيران وإسرائيل من منظور أخلاقي أو سياسي، بل قرأتها بلغة الأرقام والاحتمالات، وسعت لتحديد من يتأذى ومن يستفيد، باستخدام حسابات باردة في عالم يشتعل بالأحداث، تتحرك فيه رؤوس الأموال دائمًا نحو ما يبدو آمنًا أو مربحًا، حتى ولو كان خلف غيوم الحرب.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outline