صحيفة التغيير السودانية:
2025-07-05@02:36:08 GMT

هل هي حرب تقسيم السودان؟

تاريخ النشر: 27th, October 2024 GMT

هل هي حرب تقسيم السودان؟

حرب 15 أبريل القذرة، والتي لم يختبر كل السودانيين مثلها من قبل، هي حرب تختلف عن سابقاتها التي ظلت مشتعلة في السودان، منذ الحرب الأولى في العام ١٩٥٥، عشية خروج المستعمر والتي عرفت بتمرد توريت بجنوب السودان، إلا من بعض المدن التي يتم التوصل إليها بوساطات إقليمية ودولية وبرغبة الأطراف المتقاتلة، بسبب وصولها إلى مرحلة توازن الضعف، نتيجة لطول أمد القتال إلى سنوات وتداعياته الاقتصادية والسياسية، كلها كانت حروبات بين قوى سياسية تحمل السلاح لقتال الحكومات المركزية، رافعين مطالب تتعلق بالعدالة الوطنية والمواطنة المتساوية، لكن كل الهدن التي تم التوصل إليها لم تحقق سلاما دائما وشاملا ومستقرا في السودان، فظللنا في حالة حرب مستمرة، لأنه لم يتم الوصول إلى مناقشة جذور أزماتنا وإيجاد حلول واقعية لها، تمكن الشعب السوداني من الإمساك بزمام أمره الوطني وإصلاح الأخطاء الكبيرة المسكوت عنها، أو تلك التي تواطأت عليها النخب السودانية، القابضة على صناعة القرار الوطني.

.

اختلاف حرب أبريل الجوهري عن حروبات السودان السابقة، يكمن في أنها حرب من داخل نظام الدولة، النظام الذي بنته الحركة الاسلامية بانقلابها المشؤوم في العام ١٩٨٩، وظلت تعمل علي تمكينه لأكثر من ثلاثين عاما، فكان أن بنت نظاما قائما على القهر والفساد وسفك الدماء وسياسة فرق تسد، بدون أي وازع أخلاقي أو ضمير وطني، مارست فيه قبضة عسكرية بوليسية محكمة السطوة المطلقة، ثم عمدت إلى إنشاء العديد من القوات العسكرية الموازية لمؤسسة الجيش القديمة والموروثة من المستعمر، بدلا عن العمل على تطويرها، الذي يتناقض مع مشروع نظام دولة الحركة الاسلامية، فكان أن صارت هنالك جيوش قتالية أخرى، تتمتع بقوى عسكرية ضاربة، مثل مليشيات باولينو ماتيب، الدفاع الشعبي، كتائب الحركة الاسلامية، أبو طيرة، العمل الخاص، البابون، ثم الدعم السريع، الجيش القتالي الأكثر قوة وامتيازا من بين هذه المليشيات، والذي تم إنشاؤه بواسطة الحركة الاسلامية وقيادة الجيش الذي أصبح في الثلاثين عاما الماضية، أحد مؤسسات النظام الذي شكلته الحركة الاسلامية لاستمرار سيطرتها على السودان وموارده وقهر شعبه..

إذن، حرب 15 أبريل، هي حرب من داخل ال System الذي أصبح مسيطرا ومحركا لكل شيء في السودان وهنا يكمن اختلافها عن الحروبات السابقة في السودان، يرجع ذلك إلى أنها حرب انفجرت من داخل مركز قيادة المؤسسة العسكرية، والجيش والدعم السريع، هما اللذان يحتكران القرار الوطني السياسي والسلطة والثروة والسلاح، ويشكلان المؤسسة العسكرية للدولة السودانية حتى انقسامهما العنيف هذا، بسبب الصراع على السلطة والثروة، بعد أن تلاحقت الكتوف بينهما، لأنه لا يوجد نظام مؤسسة عسكرية يقوده رأسان مسلحان، ويمتلكان القوة المتكافئة، تقف من خلفهما الحركة الاسلامية في هذا الصراع، فهي عراب هذه الحرب من أجل استعادة السلطة التي طردهم منها الشعب السوداني في أبريل ٢٠١٨ بثورة ديسمبر السلمية المجيدة، ولكنها لم تقتلعهم، فكان أن عادوا إلى المشهد بانقلاب ٢٥ أكتوبر ٢٠٢١، ثم انفجر الصراع بينهما بالحرب التي تأكل السودان وشعبه حاليا، الحركة الاسلامية لا تقبل، إلا برأس واحد فقط ولديها تجربة عظيمة في ذلك، عندما أصبح الجنرال البشير رأسا وحسن الترابي أب وعراب الحركة الاسلامية، حيث كان هو الرأس المؤسس والقائد، تم التخلص من الترابي الفكرة، لصالح الجنرال البشير البندقية، ويرجع ذلك إلى أن الحركة الاسلامية، هي نظام عنف، وليست نظام فكرة.

الجنرالان، البرهان وحميدتي، هما قائدان لجيش واحد أسسته الحركة الاسلامية في فترة حكمها الطويلة المشؤومة، بالتالي هما لا ينحدران من مؤسسة الجيش القديمة التي أنشأها المستعمر قبل انقلاب الإسلاميين في العام ١٩٨٩، إنه جيش الحركة الاسلامية برأسية، وتم إعداده من داخل ال System المختل الذي بنته الحركة الاسلامية، لأغراض الاستمرار في الحكم وقهر الشعب السوداني وسرقة الموارد والعمالة للخارج مقابل البقاء في السلطة والسيطرة على الثروة، فحربهما هذه هي حرب من خلقتهم الحركة الاسلامية في إطار سعيها للتخلص من تعدد الرؤوس، مثلما فعلت مع أبيها المؤسس حسن الترابي، إلا أن قراءتهم لما صنعوه، كانت خاطئة هذه المرة، فحميدتي ليس الترابي، إنما هو قوة مقاتلة سلحوها جيدا وممولة جيدا، فكان قرارهم هو التخلص من حميدتي لصالح الرأس الآخر البرهان، هنا وقعت الكارثة الكبرى، لأنهم نسوا أنهم بنوا الدعم السريع بنظام، جعله يفوق الجيش الذي أضعفوه لصالح الدعم السريع، وبنوا محاولتهم المدمرة هذه، على ظن أنهم يعرفون جيدا من صنعوه، ويعرفون كيف يتخلصون منه بقوة السلاح، إلا أن الأمور لم تكن هذه هي حقيقتها مطلقا بعد أن فجروا الحرب. اكتشف قادة الحركة الاسلامية إنهم أخطؤوا تقدير ما صنعوا تماما، وأنهم وقفوا إلى الجانب الخطأ من الجريمة باختيارهم دعم الجيش، إلا أنه لم يعد لديهم مفر من الاستمرار في الخطأ وصناعة عدو آخر غير الدعم السريع، الذي يقاتلونه، فعسى ولعل يصلون معه إلى اتفاق شراكة جديد، لصناعة عدو متوهم لتضليل الشعب السوداني، وجهوا الحرب نحو القوى السياسية المدنية، ممثلة في تحالف الحرية والتغيير، الذي شكل القيادة السياسية لثورة ديسمبر التي أسقطت سلطتهم الغاشمة، محاولين بذلك فعل ما يعرف عند مجتمع كرة القدم السوداني ب “تشتيت الكرة” أي إرباك الشعب السوداني، وترك الباب مواربا أمامهم إلى الجنرال حميدتي، الذي ربما يعودون إليه ممتطيا ظهر البرهان، حال حدوث تحولات على الأرض وتغيير في القراءات الإقليمية والدولية لحربهم القذرة هذه..

كل ذلك يطرح سيناريوهات متعددة لمسار هذه الحرب، من بينها السيناريو الأكثر شؤما من بين الشؤم السائد الآن، وهو سيناريو تقسيم السودان إلى دولتين أو أكثر وعلى أسوأ الفروض، تقسيمه إلى مناطق نفوذ شبه دويلات، يسيطر عليها لوردات الحرب. هذا السيناريو بدأ يطل برأسه بتلميحات بعض منسوبي الحركة الاسلامية، كما تكشف عنه طريقة إدارتهم للحرب وتوجيهها، إضافة إلى بعض القوى الخارجية التي لديها مصلحة في عدم استقرار السودان، موازيين القوى العسكرية التي تميل كفتها حتى الآن لصالح الدعم السريع هي أحد دوافع بروز هذا التصور، فالإسلاميون وبسبب خوفهم من استمرار ميزان القوى الميدانية لصالح حميدتي، الشيء الذي يهددهم بالزوال وعدم تحقيق مآربهم في العودة إلى السلطة، حال فشلهم في إعادة التحالف السابق معه مرة أخرى بذات الطريقة القديمة، يرون وهذا صحيح أن مؤسسة الدعم السريع هي مؤسستهم، ويجب أن تكون تحت يدهم، أو يتم تفكيكها، أو يخرا الخروج بأقل الخسائر حسب منظورهم، وهو سيناريو تقسيم السودان..

لكن مشروع التقسيم، على الرغم من ضعف طرحه حتى الآن، إلا أنه يصطدم برفض حميدتي له، حسب ما ظل يعلن باستمرار من جانبه وإصراره على وحدة السودان، ما لم تحدث متغيرات طبعا، فنحن نقول بذلك حسب موقفه المعلن في هذا الإطار، كما أن بعض دول الجوار ونسبة لطبيعة تداخلاتها مع السودان وهشاشتها الداخلية وصراعاتها الإقليمية، لا ترغب في أن ترى السودان مقسما، لأن ذلك سيهدد استقرارها، ويشكل تهديدا لمصالحها من جانب دول أخرى في الإقليم، مثال على ذلك تشاد، إثيوبيا وجنوب السودان، هي دول ستتضرر من تقسيم السودان بشدة..

عموما تظل مخاوف التقسيم موجودة، خصوصا أن هذه الحرب القذرة تشهد أنماطا من العنف والتعبئة السلبية تجاه السودانيين بعضهم البعض، مشحونيين بخطاب كراهية متبادل بين الأطراف، وتقف خلفه كيانات وأفراد محسوبون على الحركة الاسلامية التي تستخدم كل الوسائل والسبل للوصول إلى أهدافها هي، وليس للأمر علاقة بالوطن وشعبه، لا من قريب ولا من بعيد، كل أطراف الحرب المتعددة، واقعة في فخ ممارسة خطاب الكراهية والتحشيد الجهوي والفوضوي للقتال، دون أي مؤسسات داخلها مسيطرة سيطرة تامة على مجريات الحرب وحماية المدنيين.

الوسومعبدالله ديدان

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الحرکة الاسلامیة الشعب السودانی تقسیم السودان الدعم السریع فی السودان من داخل إلا أن هی حرب حرب من

إقرأ أيضاً:

تداعيات إعلان تشكيل الهيئة القيادية لتحالف السودان التأسيسي برئاسة “حميدتي” على مسار الحرب

أعلن “تحالف السودان التأسيسي”، في مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور، عن “تشكيل هيئة قيادية مكونة من 31 عضواً، برئاسة قائد قوات “الدعم السريع”، محمد حمدان دقلو “حميدتي”، ونيابة عبدالعزيز الحلو رئيس الحركة الشعبية”.
وقال المتحدث الرسمي، علاء الدين عوض نقد، في أول مؤتمر صحفي يعقد من مدينة نيالا، وهي من المناطق التي تسيطر عليها “الدعم السريع”، إن “الاختيار جاء عقب مشاورات موسعة، اتسمت بالشفافية والجدية، وإنه تم التوافق على تشكيل هيئة قيادية من 31 عضواً”.

وأضاف نقد، أن “تحالف تأسيس” منصة وطنية تهدف إلى الاستمرار في مواجهة وتفكيك السودان القديم، ووضع حد نهائي ومستدام للحروب بمعالجة أسبابها الجذرية”.
وجدد “التزام التحالف بالانفتاح الكامل على كافة التنظيمات السياسية والمدنية والعسكرية الرافضة للحرب، والداعمة للسلام العادل والشامل”، داعيا جميع المظلومين والمضطهدين وطلاب التغيير الجذري، إلى الالتفاف حول مبادئ وأهداف التحالف والانضمام إليه”.
ما هي الأهداف التي يسعى الدعم السريع لتحقيقها من وراء إعلان تحالف السودان التأسيسي في المناطق التي يسيطر عليها؟
بداية يقول الكاتب والمحلل السياسي السوداني، عثمان ميرغني، إن “التحالف الجديد الذي تم الإعلان عنه تحت مسمى (تحالف تأسيس) برئاسة دقلو والنائب له عبد العزيز الحلو، هو محاولة من الدعم السريع لتأسيس منصة سياسية جديدة، بعد أن فقد الجميع اللافتات السياسية التي رفعت منذ بداية الأمر وكان يتحدث فيها عن الديمقراطية وعن دولة 1956 وعن إزالة التهميش وما إلى ذلك في خطاب عام من مركز الخرطوم لأنه كان يستولي على ولايات الوسط بصورة كاملة”.
الخروقات والانتهاكات
وأضاف في حديثه لـ”سبوتنيك”: “لكن الخروقات والانتهاكات الكبيرة التي ارتكبت بواسطة قوات الدعم السريع أسقطت المشروع السياسي بصورة كاملة، لذلك جرت تلك المعالجة الأخيرة بأن يستقطب الدعم السريع أحزاب سياسية معروفة تحت مسمى التحالف الجديد”.
وتابع: “لكن حتى حزب الأمة الذي يشارك برئيسه ويحاول أن يعيد إنتاج لافتة سياسية يمكن أن تكون ذات مدلولين، المدلول الأول لأنها قد تكون ورقة تفاوضية في أي مفاوضات تنشأ بين الدعم وأي أطراف داخلية في السودان سواء الحكومة أو أي مفاوضات دولية تشرف عليها أطراف دولية وإقليمية وتكون ورقة ضغط في اتجاه المساومة للحصول على مقعد سياسي في السودان بعد الحرب”.
واستطرد ميرغني: “أما المدلول أو الهدف الثاني لهذا التحالف، إذا استمرت الحرب لوقت أطول مما هى عليه الآن وتصاعدت الأوضاع بصورة أكبر، يصبح تحالفهم بعد ذلك منصة قابلة للتطوير في اتجاه دولة جديدة مستقلة”.

حكومة موازية
وأشار المحلل السياسي، إلى أن “الإعلان عن التحالف بالأمس أرى أنه تمهيد لإعلان حكومة موازية في السودان رغم الخلافات التي نشبت بين المكونات المتحالفة مع الدعم السريع حول كيفية توزيع الحقائب الوزارية، بكل حال هو خطوة باطنة تمهيدا لإعلان انفصال دارفور في خطوة لاحقة إذا ما تصاعدت الأوضاع أكثر كجناح سياسي جديد يتزامن أو يتوازى مع الجناح العسكري لدى الدعم السريع”.
ولفت ميرغني إلى أن “هذا التحالف الجديد يحاول الدعم السريع من خلاله تغيير النمط أو الصورة التي سادت عنه والخروقات التي ارتكبت والعقوبات الدولية التي فُرضت وشكلت حاجز معنوي أمام التواصل الخارجي للدعم السريع سياسية. طبعا الدعم السريع بالخروقات التي ارتكبت والعقوبات الدولية يعني شكلت حاجز معنوي في أنه يكون عنده تواصل خارجي”.
واختتم بالقول: “الدعم السريع يستغل بعض الأحزاب التي انضوت تحت لوائه في هذا التحالف ويحاول بها أن يوجد نوع من اللافتة المقبولة للجميع”.

خطوة جريئة
في المقابل، تقول لنا مهدي، عضو الهيئة القيادية للقوى المدنية المتحدة “قمم”، والقيادية في تحالف السودان التأسيسي “تأسيس”، إن “تحالف السودان التأسيسي ليس مجرد احتمالات أو شكوك، بل هو أمل السودان الوحيد لبداية جديدة تحمل معها فرصة السلام والاستقرار في وطن طالما عانى من جراح الحرب وعثرات الانقسام، هذا التحالف خطوة جريئة تفتح نافذة لتوحيد القوى حول هدف واحد هو إنهاء النزاع وبناء مستقبل يليق بأحلام السودانيين، وكلنا أمل أن يكون البداية الحقيقية لتوحيد الصف وتحقيق السلام الدائم”.
وأضافت في حديثها لـ”سبوتنيك”: “التحالف هو الجسر الذي يعبر بنا من نيران الحرب إلى بر الأمان السياسي، لا مزيد من التردد ولا انتظار بلا أفق فهو الخيار الوحيد المتاح لبداية جديدة تحمل آمال شعب يرفض أن يستمر في دوامة الصراع والانقسام”.
وتابعت مهدي: “هذا التحالف يحمل في طياته فرصة حقيقية لإعادة ترتيب البيت السوداني وتوحيد الرؤى حول سلام مستدام بعيدا عن لغة البندقية وصراع المصالح وهو يدعو الجميع للوقوف معاً خلف قادة يؤمنون بأن الحل السياسي هو الطريق الوحيد لإنقاذ السودان”.
عهد جديد
وأشارت إلى أن “هذا التحالف يأتي في زمن تعصف فيه الرياح بالوطن وتحاول الفوضى أن تلتهم أحلام أبنائه، هنا يصبح هذا التحالف الضوء الذي ينير طريق السلام ويعطي الأمل بأن السودان قادم بقوة نحو مستقبل أفضل تستحقه أجياله القادمة”.
واستطردت: “هو بداية عهد جديد يعيد بناء السودان على أسس صلبة من التوافق الوطني والتعايش السلمي، ويضع حداً لسنوات الفوضى التي قضمت مستقبل الوطن وأضاعته في نزاعات لا تنتهي، مع هذا التحالف نضع حجر الأساس لمستقبل السودان الذي نحلم به مستقبل يسوده الاستقرار والعدالة، حيث تنمو فيه الأمال وتتفتح فيه الفرص لكل السودانيين دون تمييز أو إقصاء، وكلنا على يقين أن هذه البداية ستكون شعلة تضيء دروب السلام والازدهار”.
وأكدت مهدي أن “هذا التحالف يمثل رسالة واضحة إلى كل الأطراف بأن السودان لن يكون ملعباً للصراعات الداخلية، ولن تتحقق أحلام البعض على حساب معاناة الشعب، إنه إعلان صريح بأن الوطن أولاً وأن كل الجهود يجب أن تتوحد لإنقاذه من براثن الانقسام والتفكك”.
واختتمت مهدي: “التحالف أيضاً دعوة مفتوحة لكل السودانيين بأن يشاركوا في بناء هذا الوطن من جديد، بكل طاقات وأفكار متجددة تحمل الخير وتزرع الأمل في قلوب كل من يهوى السلام ويرى في الوحدة طريقا نحو مستقبل أفضل ومشرق للجميع”.
وأعلنت حركة تحرير السودان – المجلس الانتقالي، بقيادة الهادي إدريس، تحويل مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور السودانية إلى “منطقة عمليات عسكرية”، داعيةً إلى نزوح غالبية السكان المدنيين إلى مناطق أكثر أمانًا.
ونقل موقع “أخبار السودان” بيانا صادرا عن الحركة حذرت فيه المواطنين المتبقين داخل المدينة ومعسكرات النازحين، مطالبةً إياهم بمغادرتها فورًا والتوجه إلى المناطق الخاضعة لسيطرتها، خاصة في “كورما وعين سيرو والمحليات الآمنة الأخرى بالولاية”.
كما طالبت الحركة النازحين بالتنسيق مع قوات تحالف السودان التأسيسي (تأسيس) لتسهيل انتقالهم وضمان سلامتهم.
يشار إلى أن الحركة عضو فاعل في تحالف السودان التأسيسي، الذي أسس في فبراير/شباط الماضي، في نيروبي بمشاركة قيادات من قوات الدعم السريع والحركة الشعبية لتحرير السودان – قطاع الحلو وأطراف أخرى، بهدف تشكيل حكومة موازية.
في سياق متصل، ناشدت الحركة الأمين العام للأمم المتحدة توجيه المساعدات الإنسانية والإغاثية للمتضررين في مناطق “كورما وطويلة وكتم وعين سيرو وكبكابية وجبل مرة”، وسط أزمة إنسانية متصاعدة يعاني فيها آلاف النازحين من انقطاع الإمدادات الغذائية والطبية، وذلك مع استمرار الاشتباكات العسكرية وتصاعد الضغط على مدينة الفاشر.
يأتي هذا الإعلان في ظل تصاعد التحركات العسكرية وتدهور الأوضاع الأمنية في المنطقة، مما يهدد بزيادة المعاناة الإنسانية للنازحين والمدنيين العالقين في مناطق الصراع.
واندلعت الحرب في السودان، في 15 أبريل/نيسان 2023، بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، في مناطق متفرقة من السودان، تتركز معظمها في العاصمة الخرطوم، مخلفةً المئات من القتلى والجرحى بين المدنيين.
وتوسطت أطراف عربية وأفريقية ودولية لوقف إطلاق النار، إلا أن هذه الوساطات لم تنجح في التوصل لوقف دائم للقتال.

وكالة سبوتنيك

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • السودان.. نزاع مسلح يودي بحياة المئات والهجمات على المستشفيات تتصاعد
  • لكنها الحرب !!
  • الصحة السودانية تقدم معالجة سريرية الناجيات من العنف الجنسي في 25 مركزاً صحياً
  • تداعيات إعلان تشكيل الهيئة القيادية لتحالف السودان التأسيسي برئاسة “حميدتي” على مسار الحرب
  • هل دفع التحرك الدولي للسلام بالسودان لتشكيل قيادة لتحالف تأسيس؟
  • تعداد السكان في السودان ما بعد الحرب: الأهمية الاستراتيجية، التحديات، وآفاق المعالجة
  • المصالح الأجنبية تعمّق الحرب في السودان ولا سبيل لإيقافها سوى الدبلوماسية الإقليمية
  • ٣٠/ يونيو، ليلة القبض علی جَمْرَة!!
  • “2 مليار دولار” كلفة الحرب الدائرة في السودان.. سنويا
  • البيت الأبيض: واشنطن تعلق بعض الشحنات العسكرية إلى أوكرانيا