التفجيرات بجنوب لبنان.. هل تهدد بتحفيز النشاط الزلزالي؟
تاريخ النشر: 28th, October 2024 GMT
نفت مديرة المركز الوطني للجيوفيزياء في لبنان، مارلين البراكس، وجود أي علاقة بين التفجيرات الأخيرة في جنوب لبنان واحتمالات وقوع هزات أرضية زلزالية.
ويأتي هذا النفي بعد تحذيرات من تأثير الضربات الجوية في مناطق بجنوب لبنان على النشاط الزلزالي العام بالبلاد.
وسجلت، السبت، سلسلة من الإنذارات الزلزالية في شمال إسرائيل، والتي أكدت دائرة الأرصاد الجوية الإسرائيلية أنها ناجمة عن تفجيرات عسكرية في المنطقة الشمالية.
وقد شملت هذه العمليات تفجير مبانٍ في بلدتي دير سريان والعديسة بالقطاع الشرقي للجنوب اللبناني، حيث شعر السكان على جانبي الحدود بارتجاجات أرضية، حسبما أفادت مراسلة الحرة في بيروت.
وأوضحت البراكس في تصريح لموقع "الحرة" أن هذه التفجيرات، رغم قوتها، لا تحدث في أعماق كبيرة ولا تتكرر في الموقع نفسه، كما أن عددها محدود نسبياً، مما يجعل تأثيرها على النشاط الزلزالي منعدما.
وأشارت مديرة المركز الحكومي التابع للمجلس الوطني للبحث العلمي، إلى أن تفجير السبت، رغم قوته التي رُصدت في تركيا والأردن، لم تتجاوز شدته 3.5 درجة على مقياس ريختر، وهي قوة غير مؤثرة ولا تستدعي القلق.
وأضافت الخبيرة اللبنانية أن المركز، بأجهزته شديدة الحساسية، لم يرصد أي تغيرات في النشاط الزلزالي بعد هذه التفجيرات، سواء في موقع التفجير أو في المناطق المحيطة به في لبنان.
نشاط زلزاليونقل موقع "I24News" الإسرائيلي عن مسؤولين بالجيش، السبت، عن تفجير موقع تابع لقوة الرضوان يمتد على طول كيلومتر تحت الأرض، باستخدام 400 طن من المواد المتفجرة.
وأظهرت مشاهد التفجير سحابة ضخمة من النيران والغبار، مما أدى إلى خروج سكان بشمال إسرائيل من منازلهم إلى المناطق المفتوحة بعد تفعيل إنذارات زلزالية في المنطقة.
وأوضح المعهد الجيولوجي الإسرائيلي، أن أنظمة الرصد سجلت الانفجار باعتباره نشاطا زلزاليا، مما أدى إلى إطلاق التحذيرات تلقائيا.
وسارعت السلطات المحلية وقيادة الجبهة الداخلية إلى طمأنة السكان، مؤكدة أن الأمر يتعلق بتفجير مُسيطر عليه في لبنان، ولا يوجد ما يدعو للقلق، بحسب الموقع الإسرائيلي.
في هذا الجانب، أوضحت الخبيرة اللبنانية، أن التفجيرات لا يمكن أن تؤثر على النشاط الزلزالي إلا إذا كانت عميقة (عدة كيلومترات داخل الأرض)، ومتكررة في نفس المنطقة، وبقوة تفجيرية جد كبيرة، وهي شروط غير متوفرة في الحالة الراهنة.
وأكدت البراكس على أن لبنان، وإن كان يقع في منطقة معرضة للزلازل بحكم وجود فالق نشط، إلا أن ربط أي نشاط زلزالي محتمل بالتفجيرات الحالية أمر غير دقيق علميا، معربة عن أسفها لانتشار مثل هذه التحليلات غير العلمية في وقت تمر فيه البلاد بظروف عصيبة.
ولقي منشور على منصة "إكس" للخبير الجيولوجي اللبناني، طوني نمر، تفاعلا كبيرا، بعد أن حذر من خطورة الغارات الإسرائليية وإمكانية تحفيزها لأنشطة زلزالية، خاصة في منطقة العديسة التي تقع بين فوالق نشطة زلزاليا.
1/2
بعيداً عن السياسة وضجيج الحرب القائمة على لبنان، ما حصل اليوم في العديسة من تفجيرات متتالية ومهولة فعّلت أجهزة رصد الهزات الأرضية في "الشمال الاسرائيلي" هو بمثابة العبث مع مقدرات الطبيعة الى الشمال من منخفض الحولا حيث ينفصل فالق البحر الميت الى فالقي اليمونة وروم
وفي توضيحات لموقع "الحرة"، قال نمر، إن القصف القريب من الفوالق الزلزالية يمكن أن يؤدي إلى تغيير في الضغوطات، مما قد يحفز الحركة عليها (الفوالق)، مشددا على ضرورة تجنب الأنشطة التفجيرية قرب المناطق الحساسة جيولوجيا.
ويوضح أن تفعيل أجهزة استشعار النشاط الزلزالي ليس "إنذارا خاطئا" بل هو دليل على رصدها حصول اهتزازات قوية، تشبه الاهتزازات الأرضية.
ويوضح نمر، أن القصف البعيد عن الفوالق الزلزالية كما كان يحصل في غزة وفي لبنان إلى حدود تفجير السبت، لا يسبب مشكلة زلزالية، لأن تأثيرها يتلاشى قبل الوصول إلى الفوارق الزلزالية وتحفيز الحركة عليها، غير أن قربه "أمر خطير"، قد يؤدي لاستحثاث الحركة الزلزالية.
ويشير المتحدث ذاته إلى أن لبنان يضم 4 فوالق زلزالية نشطة، بالتالي لا ينبغي "العبث بالضغوطات عليها"، مما قد يؤدي إلى هزات بسيطة قد تتمدد لتكوّن هزات عنيفة، عبارة عن زلازل.
يذكر أن مناطق واسعة في جنوب شرق تركيا وشمال سوريا المجاورة قد استفاقت فجر السادس من فبراير 2023 على وقع زلزال مدمّر أودى بحياة نحو ستين ألف شخص في البلدين.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: النشاط الزلزالی فی لبنان
إقرأ أيضاً:
تعريفات ترامب تهوي بثقة الصناعة الآسيوية إلى أدنى مستوياتها منذ جائحة كوفيد-19
تحولت ثقة المصنعين في جنوب شرق آسيا بشأن نمو الأعمال المستقبلية إلى أدنى مستوياتها منذ ذروة جائحة كوفيد-19، وذلك في ظل استمرار فرض التعريفات الجمركية الواسعة من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، رغم تسجيل تحسن طفيف في النشاط الصناعي خلال يوليو.
وذكرت وكالة بلومبرج، نقلا عن بيانات مؤشر مديري المشتريات (PMI) الصادرة عن مؤسسة ستاندرد آند بورز جلوبال في الأول من أغسطس، بأن ثقة المصنعين في توقعات الإنتاج المستقبلي بمنطقة جنوب شرق آسيا هوت إلى أدنى مستوياتها منذ يوليو 2020.
ويأتي هذا التشاؤم رغم تحسن الناتج الإجمالي في يوليو، حيث ارتفع المؤشر الرئيسي للنشاط الصناعي لأول مرة منذ مارس ليصل إلى 50.1 نقطة، متجاوزا بالكاد الحد الفاصل بين النمو والانكماش البالغ 50 نقطة، وذلك بعد أن شهد المؤشر في يونيو أكبر انكماش له خلال ما يقرب من أربع سنوات.
ويواجه المصنعون في جنوب شرق آسيا الذين يعتمد عليهم العالم في إمداد السلع تقلبات حادة منذ بداية عام 2025 بسبب سياسة التجارة الأمريكية، فبعد إعلان ترامب في أبريل عن بعض من أعلى الرسوم الجمركية في آسيا، وصلت التعريفات الأمريكية المفروضة على المنطقة منذ ذلك الحين إلى نسب تتراوح بين 10% و40%.
وفي المقابل، شهدت أيضا مراكز التصدير الكبرى مثل الصين واليابان وكوريا الجنوبية انكماشا في النشاط الصناعي.
وانخفض مؤشر مديري المشتريات لقطاع التصنيع العام في الصين إلى 49.5 نقطة في يوليو، بعد أن كان 50.4 نقطة في يونيو، مخالفا توقعات المحللين التي أشارت إلى ثباته عند 50.4 نقطة، لينزلق دون عتبة 50 التي تفصل بين النمو والانكماش.
ويأتي هذا الانخفاض بعد يوم واحد فقط من صدور بيانات رسمية أظهرت تراجع النشاط الصناعي في الصين للشهر الرابع على التوالي خلال يوليو، في دلالة على أن الزيادة المؤقتة في الصادرات تحسبا للتعريفات الأمريكية قد بدأت في التلاشي، بينما ظل الطلب المحلي ضعيفا.
ومن المقرر أن تنتهي الهدنة الجمركية بين الصين والولايات المتحدة في 12 أغسطس.
وفي اليابان، تراجع مؤشر PMI الصناعي إلى 48.9 نقطة في يوليو، بعد أن سجل 50.1 نقطة في يونيو، في إشارة إلى تأثير سلبي واضح للتعريفات الأمريكية على رابع أكبر اقتصاد في العالم.
يذكر أن غالبية بيانات المسح في اليابان جمعت قبل الإعلان عن اتفاق تجاري بين طوكيو وواشنطن في يوليو، حيث خفض الرسوم الجمركية المفروضة على اليابان إلى 15% بدلا من نسبة 25% التي كانت مهددة بالتطبيق سابقًا.
وحول تأثير الاتفاق التجاري الجديد، قالت أنابيل فيدز، مديرة قسم الاقتصاد في ستاندرد آند بورز جلوبال الجهة المسؤولة عن إعداد المسح إنه من المهم متابعة ما إذا كان هذا الاتفاق سيترجم إلى ثقة أكبر من العملاء وزيادة في المبيعات خلال الأشهر المقبلة".
أما في كوريا الجنوبية، فقد واصل النشاط الصناعي انكماشه للشهر السادس على التوالي، حيث تراجع مؤشر PMI إلى 48.0 نقطة في يوليو، من 48.7 نقطة في يونيو.
وقد جرى إجراء المسح بين 10 و23 يوليو، أي قبل أن تتوصل كوريا الجنوبية إلى اتفاق تجاري مع الولايات المتحدة في 30 يوليو، خفضت بموجبه الرسوم الجمركية من 25% إلى 15%.
وفي المقابل، شهد النشاط الصناعي في يوليو توسعا في كل من الفلبين وفيتنام، في حين سجل انكماشا في تايوان وإندونيسيا وماليزيا، وفقا لبيانات مؤشرات PMI.
اقرأ أيضاًترامب: نعمل على خطة لتوفير الطعام ومساعدة الناس في قطاع غزة
ترامب يقيل مفوضة «إحصاءات العمل» بعد تقرير صادم عن توقف نمو الوظائف
غواصات النووي الأمريكي تتحرك.. تراشق بالتصريحات بين ميدفيديف وترامب يتحول لتهديد نووي