التشغيل .. أولوية وطنية راسخة
تاريخ النشر: 30th, October 2024 GMT
يحمل لقاء المقام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ مع أصحاب وصاحبات الأعمال وعدد من أصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والشركات الناشئة، دلالات عميقة تؤكد أهمية تعزيز الشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص، وبلورة الرؤى بما تقتضيه متطلبات المرحلة الحاضرة والمستقبلية لتعميق التعاون من أجل تحقيق الغايات الوطنية المتمثلة فـي تشغيل الباحثين عن عمل والنهوض بالاقتصاد العماني ليواكب اقتصاديات العالم والمتغيرات الاقتصادية.
وعندما يؤكد جلالته ـ حفظه الله ـ أن ملف تشغيل الباحثين عن عمل يحتل ــــ المرتبة الأولى ضمن سُلَّم الأولويات لدى الحكومة، فإن ذلك يعكس أهمية هذه الملف، وضرورة التعاون من قبل القطاع الخاص فـي تحمل مسؤولياته فـي هذا الجانب، والعمل مع الحكومة لاستيعاب القوى العاملة الوطنية، والوثوق بها، وتدريبها وتشغيلها لتحقيق التطلعات الحكومية الرامية إلى استغلال طاقات الشباب العماني، ليسهموا فـي بناء الوطن وتأسيس مستقبلهم بعرق جبينهم من خيرات وطنهم. إن ملف الباحثين عن عمل كان دائما ضمن الأولويات الحكومية، ففـي اجتماع مجلس الوزراء الذي عقد فـي سبتمبر الماضي، أقرَّ المجلس تخصيص مبلغ إضافـي قدره (٥٠) مليون ريال عماني لدعم برامج ومسارات تشغيل الباحثين عن عمل فـي القطاع الخاص، بالإضافة إلى المبالغ المحصلة بنسبة (1.2%) من قيمة فواتير مشتريات كل من قطاع النفط والغاز والوحدات الحكومية والشركات التابعة لجهاز الاستثمار العُماني، بحيث تقوم الجهات المختصة بوضع إجراءات واشتراطات واضحة لضمان استدامة الفرص التي سوف يتم توفـيرها، كما سبق ذلك العديد من الإجراءات والمبادرات التي قدمت لمؤسسات القطاع الخاص من أجل ديمومة بقائها واستمرارها ضمن منظومة الاقتصاد الوطني. وتشير الإحصائيات إلى أن عدد المؤسسات الصغيرة والمتوسطة المقيدة فـي سجل هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بلغ 141ألفا و126مؤسسة حتى نهاية يونيو من العام الجاري، وحظي هذا القطاع على مدى سنوات بحزمة من الحوافز الاقتصادية والبرامج والمبادرات التي أطلقتها الحكومة لدعم القطاع الخاص، فـي سبيل النهوض بهذا القطاع الذي يشكل أهمية كبيرة فـي التنوع الاقتصادي واستيعاب القوى العاملة الوطنية. لقد عملت الحكومة منذ سنوات على تعدد مسارات الدعم لمؤسسات القطاع الخاص، والتركيز على نموها، وتهيئة الأسس المناسبة لوجود المؤسسات الصغيرة والمتوسطة باعتبارها المحرك الرئيسي للاقتصاد، وبيئة خصبة لخلق فرص عمل للشباب، الذي تسعى الحكومة إلى تعزيزه بما يخدم عجلة التنمية. وشجعت الحكومة على تبني مشروعات اقتصادية فـي المحافظات، وتبني أفكار الشباب، وعقد مختبرات وحلقات عمل للعصف الذهني من أجل الاستماع لأفكار الشباب ورؤيتهم لإنشاء المشروعات، وخلق شراكة بين المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والمؤسسات الكبيرة، والجهات الحكومية لدعم هذه المشروعات. كما أن تحسن التصنيف الائتماني لسلطنة عمان المستمر لدى المنظمات والوكالات والمؤسسات الدولية، يعطي مزيدا من الدعم للاقتصاد العماني، ويرفع سقف الثقة لدى المستثمر المحلي والأجنبي، وبالتالي فإن المستقبل مبشر بانتعاش الاقتصاد العماني، وبالتالي تتعزز الفرص الاستثمارية ويتوسع رجال الأعمال، وأصحاب المؤسسات الصغيرة و المتوسطة فـي مشروعات. إن اللقاء بما حمله من مضامين، يفتح آفاقًا من التعاون والشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص، ويمهد لمزيد من العمل للارتقاء بالاقتصاد العماني، وانعكاساته الإيجابية على المجتمع والشباب والدفع بعجلة التشغيل وتوافر فرص العمل بمختلف المجالات والقطاعات. |
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: المؤسسات الصغیرة والمتوسطة الباحثین عن عمل القطاع الخاص
إقرأ أيضاً:
رئيس الوزراء: تجاوزنا مستهدفات زيادة مساهمة القطاع الخاص بفضل دعم الحكومة
التقى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم، "جيلسومينا فيجليوتي"، نائب رئيس بنك الاستثمار الأوروبي لمنطقة المشرق، والوفد المرافق لها، بحضور الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدوليّ، وذلك على هامش مؤتمر "التمويل التنموي لتمكين القطاع الخاص.. النمو الاقتصادي والتشغيل"، الذي يعقد بالعاصمة الإدارية الجديدة.
وفي مستهل اللقاء، رحب الدكتور مصطفى مدبولي، بـ"جيلسومينا فيجليوتي"، مشيدا بالشراكة المتميزة مع بنك الاستثمار الأوروبي والتزامه بتمويل المشروعات ذات الأولوية في مصر ودعم نمو القطاع الخاص.
وخلال اللقاء، أشاد رئيس مجلس الوزراء بالشراكة الاستراتيجية بين الحكومة المصرية وبنك الاستثمار الأوروبي، معربا عن تطلعه لإحداث مزيد من أطر التعاون مع البنك خلال الفترة المقبلة، ولاسيما في ظل ما تشهده المنطقة والعالم حاليا من تحديات جيوسياسية خطيرة.
وأكد رئيس الوزراء مجددا التزام الحكومة بدعم وتشجيع القطاع الخاص، باعتباره شريكا استراتيجيا في التنمية الاقتصادية، مشيرا في ضوء ذلك إلى زيادة نسبة استثمارات القطاع الخاص من إجمالي الاستثمارات الكلية بصورة ملحوظة خلال الفترة الماضية، وذلك بفضل الدعم الذي تقدمه الحكومة للقطاع الخاص على مدار الأعوام الماضية، لافتا إلى أن الدولة وضعت مستهدفات محددة لزيادة مساهمة القطاع الخاص، لكننا تجاوزنا هذه المستهدفات حاليا.
إحداها بـ 600 مليون دولار..رئيس الوزراء يشهد توقيع اتفاقيات لدعم وتعزيز القطاع الخاص
رئيس الوزراء: الدولة اتخذت خطوات جادة لضبط الإنفاق العام على المشروعات القومية
كما تطرق الدكتور مصطفى مدبولي إلى الشراكة مع عدد من شركاء التنمية الدولية، ومن بينها مؤسسة التمويل الدولية، مشيرًا إلى التعاون مع المؤسسة في ملف الطروحات، ولاسيما في قطاعات تشغيل وإدارة المطارات، وكذا الاتصالات، والطاقة المتجددة، مؤكدا أن مساهمات بنك الاستثمار الأوروبي دعمت القطاع الخاص بصورة كبيرة.
التعاون مع الحكومة المصرية ممتد منذ زمن طويلفيما أعربت نائب رئيس بنك الاستثمار الأوروبي عن شكرها للدكتور مصطفى مدبولي، والدكتورة رانيا المشاط، مشيرة إلى أن التعاون مع الحكومة المصرية ممتد منذ زمن طويل، لاسيما في قطاع الطاقة بشكل عام، والطاقة المتجددة بشكل خاص، إذ تعد السوق المصرية سوقا واعدة في هذا المجال.
وخلال حديثها، تطرقت "جيلسومينا فيجليوتي" إلى عدد من المجالات الأخرى التي تتعاون فيها مع الحكومة، من بينها مجال الشبكات ونقل الكهرباء، معربة كذلك عن اهتمام البنك بالتعاون مع مصر في مشروعات المياه.
وخلال اللقاء، أشارت الدكتورة رانيا المشاط، إلى الدعم الكبير الذي يقدمه بنك الاستثمار الأوروبي، ومجالات التعاون العديدة مع الحكومة منذ عام 1979، لافتةً إلى أن البنك نفذ 127 مشروعاً بتمويل تصل قيمته إلى نحو 14 مليار يورو في القطاعين العام والخاص.
وأضافت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية أن قيمة محفظة التعاون تبلغ نحو 2.9 مليار يورو، لتنفيذ 16 مشروعاً تنموياً في قطاعات: النقل، والبيئة، والصرف الصحي، والمشروعات الصغيرة والمتوسطة، والطيران المدني.
كما أعربت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية عن تطلعها لاستمرار التعاون في مجال المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وريادة الأعمال.