بنك مسقط يقدّم ورش عمل لتعزيز الثقافة المالية ضمن مشاركته في "مهرجان عُمان للعلوم"
تاريخ النشر: 2nd, November 2024 GMT
مسقط- الرؤية
تأكيدًا على مُساهماته المحوريّة في الفعاليّات والمناشط التي تهدف إلى تسليط الضوء على المجالات المختلفة بما فيها تعزيز مفهوم الابتكار والإبداع وخدمة المجتمع، يشارك بنك مسقط- المؤسّسة الماليّة الرائدة في سلطنة عُمان- في النسخة الرابعة من مهرجان عُمان للعلوم لعام 2024، والذي سيُقام خلال الفترة من 4 إلى 11 نوفمبر الجاري بمركز عُمان للمؤتمرات والمعارض.
وتأتي النسخة الحاليّة من المهرجان تحت شعار "مواردنا المستدامة" لتسلّط الضوء على مختلف مجالات الابتكار والعلوم والمعرفة التي ستكون بمثابة ملحمة يُصاغ منها مجتمع معرفيّ مستدام.
وحرص بنك مسقط على المشاركة في هذا المهرجان نظراً لأهميّته الكبيرة في استقطاب شريحة كبيرة من المهتمين وانطلاقًا من دوره الريادي في مجال الاستدامة والمسؤوليّة الاجتماعيّة وخدمة المجتمع، حيث ستتضمن مشاركة البنك التركيز على تعزيز مفهوم الثقافة المالية وأهميتها لمختلف شرائح المجتمع، من خلال أنشطة تفاعلية وبرامج تعليمية تثري المعرفة وتعزز المهارات في مجال الإدارة المالية، والتي تساهم في خلق تنمية اقتصادية مستدامة في السلطنة.
ويتميز جناح البنك المشارك في المهرجان بتصميمه كمدينة تعليمية مصغّرة تحت مسمى أكاديمية ماليات، ويتكون من محطات تفاعلية مختلفة تتناسب مع مختلف الأعمار، وتقدم للزوار تجربة تعليمية مميزة لتطوير مهاراتهم المالية بطريقة ممتعة، إذ تتيح هذه المحطات فرصة المشاركة لتجعل تعلم مبادئ الثقافة المالية تجربة شيقة ومسلّية. وخلال أيام المهرجان، ستكون الفرصة متاحة للجميع لزيارة جناح البنك والتعرف عن قرب على مبادىء الثقافة المالية.
وتُعد الثقافة المالية من المجالات المُهمة في حياة أفراد المجتمع فهي تساهم في امتلاك الفرد للمهارات والمعرفة والثقة من أجل اتخاذ القرارات المالية الصحيحة في جميع مجالات الحياة.
كما تُعتبر الثقافة المالية مُهمة جدًا خاصة في ظل التغيرات الاقتصادية في الوقت الحالي، لما يترتّب عليها من انعكاس على الاستقرار المالي للأفراد والأسر، فهي عنصر مهم لبناء أساس قوي للنمو الاقتصادي في المستقبل ليس للمواطنين فقط بل لجميع المقيمين.
ومن الضروري أن يمتلك الفرد الثقافة والمعرفة حول الشؤون الماليّة وذلك ليتسنّى لهم وضع خطط مالية مستقبلية مضمونة، وفهم المصطلحات المالية الأساسية كإعداد الميزانيات، وإدارة المصاريف والادخار والاستثمار، ولمواجهة متغيرات الحياة غير المتوقعة بثقة كالأزمات الاقتصادية أو فقدان وظيفة.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
مهرجان القطيع .. ملتقى سنوي للتراث التهامي والهوية الثقافية في الحديدة
تقرير/ جميل القشم
في تهامة، حيث يلتقي خصب الأرض بعطاء البحر، وتنبع الذاكرة من مواسم الزراعة وأهازيج الصيد، ينبثق مهرجان القطيع كل عام، كحدث ثقافي يُعيد رسم ملامح الهوية التهامية ويمنحها حضورًا حيًا في وجدان الأجيال.
يجّسد مهرجان القطيع ملتقى مفتوحًا، يعكس وجدان الإنسان التهامي، ويعكس التقاليد والمعارف المتوارثة التي ظلّت حاضرة في تفاصيل الحياة اليومية، من الزراعة والصيد إلى الأهازيج والرقص والفنون الشعبية.
تقام فعاليات المهرجان في مدينة القطيع بمديرية المراوعة، في أجواء شعبية، تتداخل فيها الروح التهامية مع نبض المجتمع، وتتحول المساحات العامة إلى ساحات تفاعلية تستعرض فيها ملامح الماضي بلغة الحاضر.
يشهد المهرجان السنوي، عروضًا فنية ومسرحية وبهلوانية، تقدّمها فرق شعبية محلية، إلى جانب استعراضات حيّة لطرق الزراعة القديمة، وأدوات الصيد، وتقنيات حفظ المحاصيل والأسماك، في مشاهد بصرية تنقل الزائر إلى أعماق التاريخ المحلي.
يولي المهرجان، أهمية خاصة للرقصات الشعبية، التي تقدّم بزيها التقليدي وإيقاعاتها المميزة، وهو ما يضفي على الفعالية بُعدًا فنيًا متجذرا في الموروث الشفهي والجسدي للمنطقة، ويعزّز حضور من الثقافة الحركية في المشهد العام.
لا تغيب السباقات التراثية عن المشهد، إذ يحتضن المهرجان سباق الهجن، والخيول، والقفز على الجمال، لتكون مثل هذه العروض بمثابة استدعاء حيّ لمظاهر الفروسية والمروءة في البيئة التهامية.
تظهر الرسالة الثقافية للمهرجان جليّة في حرصه على تمكين المجتمع المحلي من تقديم تراثه بلسانه، دون وساطة، بعيدًا عن التنميط، ما يمنح الفعالية أصالة في الطرح وصدقًا في التلقي.
ويسهم المهرجان في ربط الأجيال بالهوية، إذ يجد فيه الكبار فسحة لاستذكار ما عاشوه، بينما يكتشف فيه الصغار تفاصيل جديدة عن بيئتهم وأصولهم، فتتكون بذلك حلقة تواصل حيّة بين الماضي والمستقبل.
يشكل المهرجان رافعة اقتصادية موسمية، تنتعش الأسواق المحلية، وتعرض المنتجات التهامية التقليدية من مأكولات، وأدوات، وحِرف، في مساحة تفاعلية تجمع بين المتعة والدعم الشعبي للصناعات الصغيرة.
ومن الناحية التعليمية، يقدّم المهرجان تجربة تعلم للأبناء والزوار، حيث تنقل مفاهيم الهوية والانتماء عبر التفاعل المباشر مع العروض والأنشطة، بدلاً من التلقين المجرد في الصفوف.
ويمنح في ذات الوقت، مساحة للمثقف الشعبي، الذي يحمل تراثا غير مكتوب، لعرضه من خلال الأداء أو الحكاية أو الحرفة، مما يعيد الاعتبار للمعرفة الشعبية بوصفها مكونًا مهمًا من الموروث الثقافي الوطني.
يقوم تنظيم المهرجان على جهود مجتمعية واسعة، تتشارك فيه اللجان الأهلية، والمبادرات الشبابية، والجهات الثقافية المحلية، ما يعزّز من روح الشراكة ويجعل من الفعالية مناسبة يتملكها الجميع.
يسعى القائمون على المهرجان الذي عادة ما يُقام في ثاني وثالت أيام عيد الأضحى، إلى تطويره سنويًا، سواء من حيث توسيع الفقرات أو إشراك كافة الفئات المجتمعية، لترسيخ حضوره كفعالية وطنية تتجاوز الطابع المحلي، وتعكس غنى الهوية اليمنية.
ويحرص المهرجان على البقاء بعيدًا عن المظاهر الشكلية، مقدّما نفسه كـ”ملتقى تلقائي” تُستعاد فيه الروح التهامية، وتُترجم فيه الثقافة من الناس وللناس، في سياق شعبي حي يعكس صدق الانتماء وعمق الوعي بالهوية.
يعكس مهرجان القطيع، ذاكرة تهامة الحية، وتنبض تفاصيله في وجوه الناس، وخطوات الراقصين، ونبرات العازفين، وضحكات الأطفال، وحكايات الآباء، ليبقى حدثًا سنويًا يزهر بالحياة كلما عاد، ويعمّق حضور التراث كلما نظم.
سبأ