تحذيرات عالمية من عودة أمراض العصر الفيكتوري.. الجرب والسل والكساح
تاريخ النشر: 3rd, November 2024 GMT
في حين يعتقد الكثيرون أن أمراض العصر الفيكتوري أصبحت مجرد جزء من كتب التاريخ، إلا أن تغير أنماط الحياة والعوامل البيئية، وانخفاض معدلات التطعيم وسوء التغذية، يفسح المجال لعودة هذه الأمراض، فيما حذر الخبراء من أن هذا الأمر يستدعي إعادة تقييم استراتيجياتنا الصحية، خاصة وأن هذه الأمراض تسببت في ما يقرب من 50 ألف حالة دخول إلى المستشفى بين عامي 2018 و2023.
وتلقي صحيفة «The Sun» البريطانية، الضوء على الأمراض التي ظهرت في العصر الفيكتوري، وتلك التي يعود تاريخها إلى أبعد من ذلك، وتكشف عن كل العلامات التي يجب الحذر منها، وتتمثل هذه الأمراض في الآتي
الإسقربوطوحذر الأطباء من عودة مرض الإسقربوط الذي ظهر لأول مرة في العصور اليونانية والمصرية القديمة، وهي إحدى الأمراض المرتبطة بنقص فيتامين سي الموجود في الفواكه والخضروات الطازجة، وارتبطت هذه الحالة قديمًا بالبحارة الذين يقومون برحلات طويلة خلال العصور الوسطى، إلا أنّه بدأ يظهر من جديد ويمكن أن تظهر أعراضه في وقت مبكر يصل إلى شهر بعد تناول أقل من 10 ملج من فيتامين سي يوميًا، وتتمثل في الآتي:
- الشعور بالتعب الشديد والضعف طوال الوقت.
- الشعور بالانزعاج والحزن طوال الوقت.
- آلام المفاصل أو العضلات أو الساق.
- تورم اللثة ونزيفها (قد تتساقط الأسنان في بعض الأحيان).
- ظهور بقع حمراء أو زرقاء على الجلد، عادة على الساقين والقدمين، وقد يكون ذلك أقل وضوحا على الجلد البني أو الأسود.
الكساحجرى تشخيص مرض الكساح الذي كان مرادفًا للفقر والأنظمة الغذائية السيئة، لدى 28379 بريطانيًا من عام 2019 إلى عام 2023، وفقًا لطلب حرية المعلومات الذي قدمه الديمقراطيون الليبراليون إلى 78 مؤسسة استشفائية، فيما أعلنت مؤسسة مستشفيات شرق كينت التابعة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية عن 580 حالة في عام 2023، وهي زيادة بنسبة 380% مقارنة بـ122 حالة في عام 2019.
ويؤثر الكساح على نمو العظام عند الأطفال، ويسبب الألم وتأخر النمو ولين العظام وضعفها مما قد يؤدي إلى تشوهات، يحدث هذا في الغالب بسبب نقص فيتامين (د)، الذي ينتجه الجسم استجابة لأشعة الشمس ولكنه موجود أيضًا في الأطعمة مثل الأسماك (السلمون والماكريل) واللحوم الحمراء وصفار البيض، ويمكن أن تشمل علامات وأعراض الكساح ما يلي:
- تأخر النمو والمهارات الحركية.
- ألم في العمود الفقري والحوض والساقين.
- ضعف العضلات.
نظرًا لأن الكساح يؤدي إلى تليين مناطق الأنسجة النامية في نهايات عظام الطفل (صفائح النمو)، فإنه يمكن أن يسبب تشوهات هيكلية مثل:
- الساقين المنحنية أو الركبتين المتقاطعتين.
- سُمْك المعصمين والكاحلين.
- بروز عظم الصدر.
وحذرت الكلية الملكية للأطباء العامّين، من تجاهل الطفح الجلدي المثير للحكة، والذي قد يكون ناجمًا عن مرض الجرب الجلدي المعدي، وأشارت إلى أنّ هناك 3 حالات لكل 100 ألف شخص يعيشون في إنجلترا، وهو ضعف المتوسط الموسمي على مدى خمس سنوات، وتحدث هذه الحالة بسبب سوس يحفر في الجلد لوضع البيض، ومن الصعب بشكل خاص التخلص من الجرب خاصة وأنّه ينتشر بسهولة بين الأشخاص الذين يعيشون معًا
وتتمثل أعراض الجرب في حكة شديدة، خاصة في الليل، وطفح جلدي أو بقع مرتفعة على الجلد.
السلالسل هو مرض بكتيري أدى إلى مقتل واحد على الأقل من كل سبعة أشخاص في إنجلترا في بداية القرن التاسع عشر، ولكن تقريرًا صدر مؤخرًا عن منظمة الصحة العالمية حذر من أن ملايين الأشخاص لا يزالون يموتون بسبب هذا المرض، وتم تشخيص إصابة حوالي 8.2 مليون شخص في جميع أنحاء العالم بمرض السل في عام 2023 ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإن هذا هو أعلى رقم يتم تسجيله منذ أن بدأت المنظمة رصد مرض السل عالميًا في عام 1995، وهو مرض خطير يجعل المصابين به يشعرون بالإرهاق والتعب وفقدان الشهية مما يؤدي إلى فقدان الوزن، وتشمل أعراضه الآتي:
- سعال مزمن.
- حمى.
- قشعريرة.
- فقدان الشهية.
- فقدان الوزن.
- تعب.
- نفث الدم (سعال الدم من الرئتين والشعب الهوائية).
الحصبةوأصدرت هيئة الخدمات الصحية في المملكة المتحدة نداءً عاجلاً إلى الآباء لضمان حصول أطفالهم على التطعيمات التي فاتتهم بعد ارتفاع حالات الحصبة في أكتوبر 2023، بعدما جرى تسجيل 2601 حالة إصابة بالحصبة في إنجلترا حتى الآن في عام 2024، بزيادة قدرها 38 حالة عن نفس الفترة من العام الماضي، وتشمل العلامات الأولى لمرض الحصبة ما يلي:
- ارتفاع درجة الحرارة.
- سيلان الأنف أو انسداد الأنف.
- العطاس.
- سعال.
- عيون حمراء مؤلمة ودامعة.
كان مرض الحمى القرمزية من الأمراض المنتشرة في العصر الفيكتوري، ولا يزال يتعين على الآباء توخي الحذر اليوم، خاصة وأنّه عادة ما يصيب الأطفال دون سن العاشرة، وتشمل العلامات عادةً ما يلي:
- ارتفاع درجة الحرارة.
- التهاب الحلق.
- تورم الغدد في الرقبة.
- طفح جلدي بعد 12-48 ساعة من ظهور الأعراض الأولية، ويبدأ عادةً في البطن ثم ينتشر.
- طبقة بيضاء على اللسان.
- احمرار الخدين.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الكساح السل الحمى القرمزية الحصبة العصر الفيكتوري مرض فی عام
إقرأ أيضاً:
تحذيرات إسرائيلية من مخاطر دعم مجموعة أبو شباب المسلحة في غزة
حذرت أوساط إسرائيلية، من الانعكاسات الخطيرة لدعم مجموعة ياسر أبو شباب المسلحة في قطاع غزة، وما قد تسببه من حرب أهلية بين الفلسطينيين، قد تنفجر في وجه تل أبيب.
وأوضح المحلل بصحيفة "هآرتس" العبرية تسفي برئيل، أن "نتنياهو يخلط بين العشائر والعصابات الإجرامية، واستخدم مصطلى العشائر لإضفاء نكهة من الاحترام على التعاون بين مجموعات ياسر أبو شباب وإسرائيل ضد حركة حماس".
وتابع برئيل: "لا يفصلنا سوى خطوة قصيرة نحو تقديم "العشائر" كجزء من خطة ما بعد الحرب للقطاع، حيث ستحل حكومة فلسطينية محلية محل حماس والسلطة الفلسطينية، التي عرّفتها إسرائيل في بداية الحرب بأنها كيان داعم للإرهاب، إن لم تكن منظمة إرهابية بكل معنى الكلمة".
واستدرك بقوله: "لكن مجموعة أبو شباب ليست عشيرة ولا تمثل الشعب الفلسطيني في غزة"، مبينا أنه "في مارس 2024، أعلن ما يُسمى بـ "ائتلاف عائلات وعشائر المحافظات الجنوبية لقطاع غزة"، في بيان صريح وحازم، عن "استعداده للقاء مؤسسات دولية غير تابعة للحكومات التابعة للفصائل الفلسطينية، بل فقط تلك التي تعمل تحت مظلة السلطة الفلسطينية، أي منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الوحيد للشعب الفلسطيني".
وذكر أنه "بدلاً من العشائر أو مؤسسات العائلات الفلسطينية البارزة، تُسلّح إسرائيل أبو شباب، الذي تُوّج عصابته جهاز مكافحة الإرهاب"، مضيفا أنه "هكذا يُكلّف شخص نهب قوافل المساعدات الإنسانية بحماية قوافل المساعدات، نيابةً عن إسرائيل".
ولفت إلى أن "إسرائيل ترى أن العصابات مثل مجموعة أبو شباب بمثابة قوة دعم، من شأنها أن تساعد في حماية توزيع المساعدات الإنسانية، وتخفيف هذا العبء عن الجيش الإسرائيلي، وربما حتى إدارة توزيع المساعدات في وقت لاحق، والمساعدة في إنشاء آليات الحكم المدني في القطاع".
واستدرك: "لكن هذا يُمهّد الطريق لتطور خطير يُشبه ما حدث في العراق وسوريا ولبنان ودول أخرى. تفترض إسرائيل أن الميليشيا ستبقى دائمًا تحت سيطرتها، فهي تُسلّحها، وتُوفّر لها مصادر دخل، وربما تُموّلها مُباشرةً، ما يُؤدّي إلى تبعية تضمن طاعتها غير المشروطة".
ولفت إلى أن "التجربة المريرة في غزة تُعلمنا أن هذه المجموعات لها ديناميكية خاصة والطاعة ليست جزءا منها، فعلى سبيل المثال حوّلت اللجان الشعبية التي نشأت في غزة بعد الانتفاضة الثانية ولاءاتها بين السلطة وحماس والجهاد الإسلامي، ومثلها سعت العائلات الكبيرة في غزة دائما إلى الحفاظ على علاقات جيدة مع جميع المنظمات وتعيين ممثلين من صفوفها في كل منها".
وتابع قائلا: "نجحت حماس في كسر مقاومة معظم المنظمات الصغيرة، إما بالقوة أو بدمجها في آلياتها، ونجحت بشكل رئيسي في تحييد أنشطة ممثلي السلطة. وبصفتها القوة العسكرية والاقتصادية والسياسية المهيمنة في القطاع، والتي تحظى أيضًا بدعم إسرائيلي، حظيت بالتعاون حتى من المنظمات المدنية التي عارضت أيديولوجيتها ولكنها كانت تعتمد عليها في معيشتها وأعمالها".
ورأى أنه "يبدو الآن أن هناك فرصة سانحة لتلك الكيانات لأخذ مكان حماس، أو على الأقل التنافس على المساحة التي تُخليها الحركة في المجالين المدني والعسكري. في هذه المنافسة، قد يجد ياسر أبو شباب نفسه في مواجهات عنيفة مع مجموعات أخرى، وأعضاء في اللجان الشعبية، وعائلات كبيرة وصغيرة، وبالطبع مع أعضاء حماس. عادةً ما تكون هذه هي المرحلة التي قد تتطور فيها حرب أهلية دامية، حيث لن يكون الضحايا مجرد أكياس دقيق وزيت طهي، بل مدنيين أبرياء، وستقع مسؤولية ذلك على عاتق إسرائيل".
ولفت إلى أنه "لا يُعرف عدد الأشخاص الذين نجح أبو الشباب في تجنيدهم؛ وتتراوح التقديرات بين 100 و300 ناشط. على أي حال، هذه قوة أصغر بكثير من قوات حماس والجهاد الإسلامي ومنظمات أخرى. قد يدفع هذا النقص العددي أبو الشباب إلى تشكيل تحالفات مع جماعات مسلحة أخرى، وليس هناك ما يضمن أنه لن يحاول تجنيد أعضاء من حماس والجهاد".
وشدد على ضرورة عدم فصل الجهود المبذولة لتجميع السلطة عن السياق السياسي والأيديولوجي، موضحا أن "أبو شباب يحتاج إلى تأسيس شرعيته على فكرة وطنية ما، والتخلص من صورة المتعاون مع إسرائيل، وتغيير الولاءات، وأخيرا تحويل الأسلحة التي تلقاها من إسرائيل ضدها".
وختم قائلا: "تحلم إسرائيل بإنشاء نسخة غزّاوية من جيش جنوب لبنان، وهي ميليشيا مختلطة عرقيًا ذات أغلبية مسيحية، عملت جنبًا إلى جنب مع الجيش الإسرائيلي لما يقرب من 25 عامًا. لكن ربما نسوا أن حزب الله، إلى جانب الفصيل الموالي لإسرائيل، انبثق من رماد الحرب الأهلية".