أفاد تقرير تحليلي لأوضاع أساتذة الجامعات في اليمن أن هناك تزايدا في طلبات العلماء والباحثين الجامعيين للهجرة لأسباب متعددة تأتي على رأسها الظروف المعيشية الصعبة التي يعيشونها بسبب استمرار قطع مرتباتهم من قبل مليشيا الحوثي وانتهاكات المليشيا للحرية الأكاديمية.

وأشار التقرير الذي حمل عنوان "اليمن: أزمة التعليم العالي المنسية عالمياً" وترجمه "نيوزيمن"، إلى أن أساتذة الجامعات الذين لا يزالون في اليمن يلجؤون للتواصل مع مؤسسات دولية للتعليم العالي تعنى بالدفاع عن العلماء الأكاديميين ودعمهم حول العالم.

 

وذكر كاتب التقرير (فيجو ستايسي) أن معهد التعليم الدولي -وهو مؤسسة سبق أن قدمت دعماً مالياً لمواطنين يمنيين يدرسون في الولايات المتحدة الأمريكية عام 2016- لاحظ ارتفاع عدد الطلبات المقدمة من باحثين وأكاديميين يمنيين لصندوق إنقاذ العلماء، مشيراً إلى أن هذا التقرير هدف إلى استكشاف الطرق التي يمكن لقطاع التعليم الدولي من خلالها مساعدة وتغيير حياة أولئك الذين ما زالوا موجودين في البلاد إلى الأفضل.

الدعم والمساعدة الفوريان

وذكر التقرير أنه تم دعم إجمالي 158 زمالة لـ91 باحثًا يمنيًا خلال فترة الحرب الدائرة منذ العام 2014، من خلال شراكات مع 43 مؤسسة مضيفة في 13 دولة، وأن ربع العلماء الذين تم دعمهم في هذه البرنامج عام 2022 كانوا من اليمن.

وبحسب هذا البرنامج تم تحديد الملاذات الأكاديمية الآمنة في أوروبا وأمريكا الشمالية وماليزيا، كما وضع معهد التعليم الدولي أيضًا علماء يمنيين في مؤسسات التعليم العالي في مصر والأردن وإقليم كردستان العراق.

وقال جيمس كينج، مدير معهد التعليم الدولي (IIE)، إن أهمية توفير الفرص في المنطقة الأصلية للعلماء، حيث يمكنهم الاستمرار بلغتهم الأم والحفاظ على العلاقات مع الطلاب والزملاء في اليمن، أمر أساسي في نهج متعدد الجوانب.

وأضاف: "وصفت الأمم المتحدة اليمن باستمرار بأنه أسوأ أزمة إنسانية في العالم، لكنه أيضًا يعتبر حالة طوارئ للتعليم العالي".

وتابع: إن هناك سوء فهم حول اليمن، حيث غالبًا ما يتم نسيان "التقاليد العلمية والفنية والأدبية المتطورة"، مشيراً إلى أن أكثر من 10٪ من اليمنيين في سن الجامعة كانوا ملتحقين بالتعليم العالي قبل الحرب في عام 2011، وهو رقم، كما هو الحال في جميع أنحاء العالم العربي، "كان ينمو كل عام".

ويدعم معهد التعليم الدولي العلماء الذين يعيشون في ظل "ظروف لا يمكن تصورها، وعنف، ومرض، ونقص في المياه، ونقص في الغذاء، وانتهاكات للحرية الأكاديمية، وتهديدات مباشرة".

وحتى رغم الأزمات الضخمة في أفغانستان وأوكرانيا ومناطق أخرى، كان اليمن باستمرار مصدرًا لمعظم الطلبات التي تلقاها صندوق إنقاذ العلماء في السنوات الخمس الماضية. ومن خلال المبادرة، يتم دعم أكثر من ثلثي العلماء اليمنيين داخل المنطقة العربية وفي الدول المجاورة، بمنحة قدرها 25000 دولار لتسهيل وظائف مؤقتة.

في حين أن تحديات التنقل المتعلقة بالتأشيرات وتكلفة المعيشة والاختلافات اللغوية الأكاديمية والثقافية تحد من الفرص في أمريكا الشمالية أو أوروبا، فإن الفرص المتاحة في مصر والأردن وشمال العراق، على سبيل المثال، تسمح "للعلماء بالبقاء بالقرب من منازلهم، وهو ما يفضلونه في كثير من الأحيان"، قال كينج.

كانت ماليزيا من الدول التي ترحب بشدة بالزملاء اليمنيين، وذلك بفضل العلاقات الطويلة الأمد مع شرق اليمن (في إشارة إلى حضرموت). وأشار كينج إلى أن قلة قليلة من اليمنيين أكملوا درجة الدكتوراه في الدولة الواقعة في شرق آسيا، كما استضافت مشاركين من العراق وتركيا.

في المقابل، تتطلب الأوضاع في الجامعات الشريكة في أمريكا الشمالية وأوروبا من المؤسسات أن تتناسب مع منحة الـ25000 دولار لدعم العلماء.

وقال كينج إنه بما أن العلماء معرضون للخطر، فإن المنظمين المدافعين عن مبادئ الحرية الأكاديمية على مستوى العالم، يرصدون التهديدات للطلاب والأكاديميين في اليمن، وكذلك بقية العالم. وحذر من أن الأزمة في اليمن، إلى جانب إثيوبيا وميانمار، "لم يتم الإبلاغ عنها بشكل جيد" حتى الآن.

وتطرق التقرير إلى التقارير الإعلامية والأكاديمية التي أفادت خلال الأشهر الماضية أن المسؤولين المعينين من قبل الحوثيين أمروا قواتهم بالسيطرة على المباني الجامعية في ذمار وقمعوا مظاهرات طلابية داخل الحرم الجامعي في جامعة صنعاء، وضربوا الطلاب المتظاهرين واعتقلوا عددا غير محدد.

وأورد التقرير تصريحاً للدكتور مصطفى بهران، رئيس مبادرة العلماء المعرضين للخطر في جامعة كارلتون، حيث قال إن "الكارثة في اليمن يتم نسيانها"، مناشداً مؤسسات التعليم العالي الدولية "ألا تضع اليمن في الهامش". وأشار بهران إلى أن الحوثيين بدأوا يفصلون بين الفتيان والفتيات في التعليم، مشبهاً إياهم بحركة طالبان التي تعتبر أن مكان المرأة في المجتمع هو المنزل.

وفي بريطانيا قال التقرير إنه على الرغم من وجود صفحات مخصصة للطلاب اليمنيين في الجامعات، وخاصة بين المؤسسات البريطانية، إلا أن الأرقام تشير إلى عدد محدود للغاية من الطلاب المسجلين من اليمن.

كما أشارت إحصائيات في كندا إلى أن مؤسسات الدولة استضافت ما مجموعه 155 طالباً في عام 2022 (55 حتى الآن هذا العام)، وفي الولايات المتحدة تم رصد 305 تسجيلات من اليمن في 2021/22 وفي المملكة المتحدة تشير الإحصائيات إلى 75 طالباً على مستوى البلاد، مع استعداد ست مؤسسات لاستضافة خمسة طلاب يمنيين لكل منها. 

واعتبارًا من عام 2020، تم تسجيل حوالي 1200 طالب يمني في الجامعات الألمانية، وفقًا للتقارير.

ويركز المجلس الثقافي البريطاني في اليمن، على التعليم والتدريب والتوظيف وتمكين الشباب لتولي مسؤولية تحقيق مصيرهم ومنحهم صوتًا في المجتمع اليمني. ويسعى المجلس إلى "تحفيز الحوار الإيجابي والسلمي والتغيير" في مجتمعات الشباب اليمني من الرجال والنساء من خلال عمله في الفنون والثقافة والتعليم واللغة الإنجليزية، بحسب ما قالته مديرة المجلس في اليمن، رويدا الخليدي. 

ويعني الوضع الأمني "غير المتوقع" في اليمن أن المجلس الثقافي البريطاني يقضي الكثير من الوقت في تخطيط السيناريو لضمان التنفيذ السلس والآمن لمشاريعه. وقالت الخليدي: "إن العمل الذي نقوم به في اليمن يدعم صمود رأس المال الاجتماعي للبلاد وشبابه الذين يشكلون معظم السكان".

وأضافت: "ومع ذلك، يجب القيام بالمزيد من العمل لا سيما في مجال التعليم لتقديمه على نطاق واسع لتلبية احتياجات جميع الشباب اليمنيين، ويتطلب ذلك التنسيق وإيجاد أوجه التآزر مع القطاع الدولي الأوسع الذي سيمكن من ذلك". 

ويشير جيمس كينج، مدير المعهد الدولي للتعليم إلى أنه "من الصعب للغاية العمل داخل البلاد" حاليًا بسبب العوائق السياسية أو نقص الوصول إلى الإنترنت، لافتاً إلى أن "أحد الأشياء التي نسمعها مرارًا وتكرارًا هو أن الطلاب والعلماء داخل اليمن معزولون بشكل لا يصدق عن المجتمع الدولي."

كما كانت العزلة عن العالم الخارجي من القضايا التي أثارتها الخليدي في المجلس الثقافي البريطاني، وقالت: "من خلال عملنا في الفنون، نساعد في تمكين وتضخيم الأصوات اليمنية لمعالجة هذه العزلة وإعادة ربطها بالعالم الخارجي"، مشيرة إلى الحاجة "الحاسمة" للتطوير المستمر للمعلمين لضمان حصول المعلمين على المهارات اللازمة لدعم الطلاب.

إعادة بناء

يواصل العلماء اليمنيون -ومعظمهم حاصل على درجة الدكتوراه- التدريس والبحث والمشاركة في الأنشطة داخل الحرم الجامعي من مواقعهم داخل البلاد. وبالإضافة إلى اكتساب المهارات والصلات التي ستساعد اليمن على المدى الطويل، يواصل الكثيرون الإشراف على الطلاب وتدريس الدورات تقريبًا في الوطن، كما أفاد كينج.

وقال مدير المعهد الدولي للتعليم: لدينا علماء يمنيون هم من كبار المتخصصين في الزراعة اليمنية، على سبيل المثال، أو في علم الآثار في اليمن. إنهم خبراء مشهورون في تلك المجالات. "نحن نتشارك مع كافة الجامعات بفكرة أنها ستكون قادرة في النهاية على إعادة تلك [المهارات والصلات] إلى اليمن. أو إذا لم يتمكنوا من العودة، فسيواصلون المساهمة في اليمن من بعيد".

وخلص التقرير إلى أنه عندما تنتهي الحرب، سيحتاج قطاع التعليم العالي في البلاد إلى "ضخ هائل للموارد والشراكات لإعادة البناء"، بما في ذلك فرص التعلم الافتراضية.

وبحسب كينج: "سيكون من المهم أن يكرس المجتمع الدولي الموارد لذلك"، مضيفًا إن "الشبكة المذهلة" للعلماء والخبراء اليمنيين في الشتات يمكن أن تكون بمثابة "قاعدة تكنوقراطية" عند إعادة بناء البلاد.

وقال إن العديد من المشاركين في جمعية الأكاديميين والمهنيين اليمنيين أثبتوا أنهم باحثون موهوبون ومرنون ومذهلون تمكنوا أيضًا من اكتساب المهارات خلال منحهم الدراسية. وأضاف: "بعض اليمنيين في الخارج سيعودون على الفور والبعض الآخر لن يعود."

المصدر: نيوزيمن

كلمات دلالية: التعلیم العالی الیمنیین فی یمنیین فی فی الیمن من الیمن من خلال إلى أن

إقرأ أيضاً:

وزير التعليم العالي يفتتح منتدى اتحاد رؤساء الجامعات الروسي بجامعة العاصمة

افتتح الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، والدكتور عمرو عزت سلامة الأمين العام لاتحاد الجامعات العربية، والدكتور السيد قنديل رئيس جامعة العاصمة (حلوان سابقًا)، والدكتور إبراهيم صابر محافظ القاهرة، فعاليات المنتدى الخامس لاتحاد رؤساء الجامعات الروسية والعربية، الذي تستضيفه جامعة العاصمة (حلوان سابقًا) على مدار يومي 7–8 ديسمبر 2025 تحت عنوان: "جسور حضارات المعرفة: التعليم، الابتكار، والمستقبل المستدام".

ضرورة تشارك الخبرات بين المؤسسات الأكاديمية مشددًا أن مستقبل المعرفة لا يصنع منفردا

ويأتي انعقاد المنتدى بالتعاون بين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي واتحاد الجامعات العربية واتحاد الجامعات الروسية وجامعة العاصمة (حلوان سابقًا)، بحضور الدكتور كونستانتين موغيليفيسكي نائب وزير العلوم والتعليم العالي الروسي، الدكتور سادوفنيتشي، رئيس جامعة لومونوسوف الحكومية الروسية عبر الفيديو كونفرانس، والسفير غيورغي بوريسينكو سفير روسيا في مصر، والسيد بافل شفيتكوف، نائب مدير "روسوترودنيتشستفو" بوزارة الخارجية في الاتحاد الروسي، فضلًا عن نخبة من رؤساء الجامعات العربية والروسية، وقيادات التعليم العالي في الدول العربية وروسيا الاتحادية، والدكتور حسام عثمان نائب الوزير لشؤون الابتكار والذكاء الاصطناعي والبحث العلمي، والدكتور أيمن فريد مساعد الوزير، ورئيس قطاع الشؤون الثقافية والبعثات، والأستاذ محمد غانم رئيس الإدارة المركزية لشؤون مكتب الوزير، وأعضاء الوفود المشاركة.

وفي كلمته خلال الجلسة الافتتاحية، أكد الدكتور أيمن عاشور أن المنتدى يشكل فرصة مهمة لتعزيز التعاون بين مصر والدول العربية وروسيا في مجالات التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، معربًا عن ترحيبه الشديد بهذه المشاركة المتميزة التي تضم صفوة قيادات التعليم العالي في الجانبين، لافتًا إلى أن عنوان المنتدى يحمل دلالات عميقة للاهتمام المشترك بمد جسور حضارات المعرفة، والابتكار، والمستقبل المستدام.

وزير التعليم العالي يهنئ جامعة الإسكندرية لحصولها على لقب الجامعة الأكثر استدامة في أفريقيا لعام 2025وزير التعليم العالي يهنئ المجلس الأعلى للجامعات لحصوله على شهادات المطابقة الدولية (الأيزو)وزير التعليم العالى يستقبل مفوض التعليم والعلوم والابتكار بالاتحاد الإفريقي لبحث مجالات التعاون المشتركوزير التعليم العالي يترأس اجتماع مجلس إدارة صندوق رعاية المبتكرين والنوابغوزير التعليم العالي: برنامج المنح الجديد استراتيجية لتوطيد التعاون مع دول العالم

وأوضح الوزير أن التغيرات السريعة التي يشهدها العالم تفرض ضرورة تشارك الخبرات وتكامل الجهود بين المؤسسات الأكاديمية من الجانبين، مشددًا على أن مستقبل المعرفة لا يمكن بناؤه بالعمل الفردي، بل عبر الشراكات وبناء الجسور التي تربط بين الابتكار والتكنولوجيا والبحث العلمي.

وأشار الوزير إلى أن العلاقات العربية–الروسية، وخاصة المصرية–الروسية، علاقات عميقة تمتد لعقود، وأن هذا المنتدى يعزز تلك المسيرة عبر التركيز على المجالات الاستراتيجية مثل علوم الفضاء والطيران، وإنشاء كونسورتيوم عربي–روسي، والتعاون في الذكاء الاصطناعي، ودمجه في التعليم العالي والبحث والإدارة الجامعية، وبناء منظومات بحثية مشتركة تسهم في توطين التكنولوجيا، وتعزيز الدبلوماسية العلمية بين الجامعات باعتبارها قوة ناعمة قادرة على صنع السلام.

وأعلن الوزير أن مصر، عبر هذا المنتدى، تفتح أبواب الاستفادة من موارد بنك المعرفة المصري أمام الجامعات العربية والروسية، بما يضمن الوصول إلى محتوى علمي موثوق، وتطوير منصات تعليم رقمية مشتركة، ودعم الباحثين في مشاريع مشتركة تعزز الابتكار.

وأشاد الوزير بالنجاح الذي حققته الفروع الدولية للجامعات الروسية، وهما فرعا جامعة سان بطرسبورغ وجامعة كازان، كجزء من منظومة الأفرع الأجنبية في مصر، مؤكدًا استعداد مصر لتوسيع هذا النموذج من خلال برامج أكاديمية متقدمة في الهندسة والذكاء الاصطناعي وعلوم الفضاء والتقنيات الرقمية والطب، بالتعاون مع جامعات عربية رائدة، مشيرًا إلى أن جهود التطوير الشاملة لمنظومة التعليم الجامعي، من تحديث المناهج وربطها بمتطلبات سوق العمل، ودعم مراكز الابتكار وريادة الأعمال، وبناء شراكات تعليمية دولية عابرة للحدود، تستهدف تحقيق أهداف الدولة في الاستثمار في بناء جيل قادر على قيادة التنمية في عالم يتغير بسرعة كبيرة.

وثمن الوزير جهود المشاركين بالمنتدى المشاركين من رؤساء الجامعات العرب والروس متمنيًا لهم التوفيق في توسيع أفق التعاون المشترك عبر أعمال المنتدى، وقدم  التحية لجامعة العاصمة (حلوان سابقًا ) لتنظيم هذا المنتدى الهام، وكذلك افتتاح المرحلة الإنشائية الأولى للمجمع الطبي الجديد بالجامعة، الذي يمثل إضافة لمنظومة الرعاية الصحية والتعليم الطبي في مصر.

وأكد الدكتور عمرو سلامة، الأمين العام لاتحاد الجامعات العربية، في كلمته أن المنتدى يُعد منصة بارزة لتعزيز الشراكات وبناء الجسور العلمية بين العالم العربي وروسيا الاتحادية. وتوجه بالشكر للدكتور أيمن عاشور، على رعايته للحدث، ولجامعة العاصمة والدكتور السيد قنديل على الاستضافة المتميزة. وأشار إلى أن هذا الاجتماع يشكل خطوة حقيقية نحو بناء فضاء أكاديمي مشترك يستفيد من خبرات الجانبين. 

واستعرض الدكتور سلامة أبرز إنجازات المنتدى في دوراته السابقة، لافتًا إلى توقيع اتفاقية لإنشاء مرصد فضائي عربي-روسي، وارتفاع عدد الطلاب من الشرق الأوسط الدارسين في الجامعات الروسية إلى أكثر من 32 ألفًا حتى عام 2023، وتخصيص 2800 مقعد للطلاب العرب للعام 2023-2024 ضمن استراتيجية روسيا لتصدير التعليم بهدف الوصول إلى 500 ألف طالب أجنبي بحلول 2030، فضلًا عن إبرام اتفاقيات تعاون بين أكثر من 50 جامعة عربية وروسية في مجالات الدراسات العليا والبحث العلمي.

وأعلن الدكتور سلامة عن مبادرة تعاون استراتيجية جديدة تتمثل في إطلاق محاور بحثية مشتركة (Thematic Clusters). وتهدف هذه المبادرة إلى تشكيل تحالفات أكاديمية وبحثية متخصصة بالشراكة بين الجامعات العربية والروسية لتطوير مشاريع عملية وتقديم حلول مبتكرة في مجالات حيوية مثل الذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية، علوم الفضاء والاستشعار عن بُعد، الطاقات الجديدة والمستدامة، العلوم الطبية والصحية، الأمن الغذائي والزراعة الذكية، التراث والثقافة والعلوم الإنسانية، والاقتصاد والابتكار وريادة الأعمال. ولتعزيز هذا التوجه، اقترح إطلاق "مركز التميز العربي–الروسي للتعليم والبحث" ليكون بمثابة المنصة المؤسسية التي تحتضن هذه التحالفات، وتوفر مختبرات متقدمة وبرامج دكتوراه مشتركة ومنصة تدريب افتراضي وحاضنة ابتكار لدعم المشاريع الريادية، مؤكدًا التزام اتحاد الجامعات العربية بمواصلة دعم المنتدى وتعزيز برامج التبادل، معربًا عن أمله في أن تسهم الجلسات في صياغة رؤى جديدة وتأسيس مبادرات عملية تترجم إلى مشروعات حقيقية تعزز الشراكة العربية–الروسية.

وأكد الدكتور السيد قنديل، رئيس جامعة العاصمة (حلوان سابقًا)، أن الجامعة لم تكتفِ باستضافة المنتدى، بل وضعت هدفًا واضحًا يتمثل في تقديم نسخة تضاهي المؤتمرات العالمية، حيث سخرت كل إمكاناتها من بنية تحتية وموارد بشرية وقدرات تنظيمية لإخراج المنتدى بهذا الشكل الذي يليق باسم جامعة العاصمة (حلوان سابقًا) ومكانتها، مؤكدًا أن هذه المكانة صنعتها جهود كبيرة لأبناء الجامعة، معبرًا عن شكره لدور كل العاملين بالجامعة من أعضاء هيئة التدريس والمعاونين والعاملين لتنظيم هذا الحدث، ولفت إلى أن تغيير اسم الجامعة للعاصمة بداية لمرحلة جديدة تخدم فيها الجمهورية الجديدة، ويعكس الثقة الأكاديمية في جامعة حلوان، مقدّمًا الشكر للوزير لدعمه للجامعة لبناء حرم جديد من الجيل الخامس بالعاصمة، مستعرضًا كذلك توسعات الجامعة من إنشاء جامعة أهلية وتكنولوجية، 

وقد أعلن الدكتور السيد قنديل إطلاق الاسم الجديد لجامعة حلوان: جامعة العاصمة في خطوة تاريخية  لتقديم نموذج علمي جديد يشكل انطلاقة جديدة بما يواكب التطورات في قيادة المستقبل، كما أبدى سعادته لاختيار جامعة العاصمة (حلوان سابقاً ) لاستضافة هذا الحدث الهام وهو مايعكس استحقاق جامعة العاصمة (حلوان سابقاً) وهو ما يعكس التاريخ الكبير في التعاون بين الجامعات المصرية والروسية، مشيرًا إلى فخر الجامعة بخريجيها، ومنهم الدكتور عمرو عزت سلامة أمين عام اتحاد الجامعات العربية، والدكتور خالد العناني مدير عام منظمة اليونسكو، وأكد أن جامعة العاصمة (حلوان سابقاً) تستحق أن نحصل على حرم جديد يخدم الدولة المصرية بمواصفات جامعة من الجيل الخامس لتصبح قاطرة لقيادة التعليم حيث نمتلك أكثر من ١٠ كليات غير متناظرة، ولفت إلى أنها أكثر جامعة بها أعداد للطلاب بالجامعة الحكومية والأهلية والتكنولوجية وهو مايعكس الثقة الأكاديمية في الجامعة، 

وفي كلمته، أفاد السيد كونستانتين موغيليفيسكي، نائب وزير sciences والتعليم العالي الروسي، أن المنتدى يفتح آفاقًا غير مسبوقة للتعاون العلمي بين روسيا والعالم العربي، مشيرًا إلى إيمان بلاده بأن التعاون في مجالات الفضاء والذكاء الاصطناعي والأمن التقني سيُحدث نقلة نوعية في العلاقات الثنائية.

كما أشاد السفير غيورغي بوريسينكو، سفير روسيا لدى مصر، بما قدمته جامعة حلوان من نموذج مبهر من الاحترافية والاهتمام الدقيق بكل التفاصيل في تنظيم فعاليات المنتدى، وإدارة الجلسات، بما يعكس تطور منظومة التعليم المصرية.

وأكد الدكتور سادوفنيتشي، رئيس جامعة لومونوسوف الحكومية الروسية عبر الفيديو كونفرانس، أن المنتدى يعزز دور الجامعات كقوة ناعمة لها تأثير مباشر في تعزيز العلاقات بين الشعوب، مشيرًا إلى أن الشراكة التعليمية بين موسكو والعواصم العربية تشهد نموًا لافتًا.

وأشاد السيد بافل شفيتكوف، نائب مدير "روسوترودنيتشستفو" بوزارة الخارجية في الاتحاد الروسي، بدور المنتدى في تعزيز العلاقات الثقافية الروسية–العربية، موضحًا أنه يضع أسسًا جديدة للتعاون العلمي طويل المدى، وأن العلم قادر على بناء جسور التعاون أسرع من السياسة.

كما عبر عدد من قادة التعليم العرب والروس عن إشادتهم باستضافة جامعة حلوان المنتدى الخامس لاتحاد رؤساء الجامعات الروسية والعربية بعنوان “جسور حضارات المعرفة: التعليم، الابتكار، والمستقبل المستدام".

ويتضمن المنتدى برنامجًا علميًا مكثفًا وجلسات نقاشية حول مستقبل التعاون العربي–الروسي في علوم الفضاء والطيران، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعليم والمجتمع، ودور الذكاء الاصطناعي في تعزيز الدبلوماسية العلمية، ومحاور تدريس اللغة الروسية والعربية في الجامعات، ودور اللغة في تعزيز الروابط الثقافية والحضارية بين الدول، ومناقشة أحدث التقنيات الرقمية في تعليم اللغات، مثل تقنيات الذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي.

واختتمت الجلسة الافتتاحية لأعمال المنتدى بتوقيع مجموعة من مذكرات التفاهم بين الجامعات العربية والروسية.

كما يفترض أن يتم إعلان التوصيات النهائية التي ستحدد أولويات التعاون الأكاديمي والبحثي خلال المرحلة المقبلة، بما يضمن تعزيز التكامل العلمي ودعم بناء منظومة تعليمية تستجيب لاحتياجات المستقبل في العالم العربي وروسيا الاتحادية.

طباعة شارك وزارة التعليم العالي الأعلى للجامعات وزير التعليم العالي البحث العلمي

مقالات مشابهة

  • وزير التعليم العالي: تطوير منصات تعليم رقمية مشتركة مع الجامعات الروسية
  • وزير التعليم العالي يفتتح منتدى اتحاد رؤساء الجامعات الروسي بجامعة العاصمة
  • موقع بريطاني: الإمارات تتخذ موقفاً حذراً من واشنطن في فرض جودها في بؤر التوتر في اليمن والسودان (ترجمة خاصة)
  • رئيس جامعة العاصمة: الإصلاح لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال التعليم
  • أبو حسنة: يجب ترجمة التأييد الدولي والسياسي للأونروا إلى دعم حقيقي على الأرض
  • مجلة أمريكية: حرب الحوثيين على الأمم المتحدة.. يعضون اليد التي تطعم الشعب اليمني (ترجمة خاصة)
  • شبكة حقوقية: انتهاكات جماعة الحوثي في اليمن تسببت بتوقف المشاريع الإغاثية والإنسانية
  • انعقاد امتحان تأهيلي الدكتوراة بكلية علوم الرياضة بجامعة قناة السويس بحضور نخبة من أساتذة الجامعات المصرية
  • تسابق أجنحة الحوثيين على الشهادات العليا يصل مرحلة الهوس.. التعليم الأكاديمي رهينة شبكات الولاء الحوثية
  • اليمن: تبادل إطلاق نار قرب سفينة بريطانية وسط تصعيد الحوثيين بعد حرب غزة