شاركت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي في إطلاق استراتيجية وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية الخاصة بالعمران الأخضر، وذلك خلال مُشاركتها بالمنتدى الحضري العالمي في دورته الثانية عشر بالقاهرة، والمنعقد تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي،  رئيس الجمهورية، خلال الفترة من 4-8 نوفمبر الجاري، وشارك في الفعالية المهندس شريف الشربيني، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، ومي عبد الحميد، الرئيس التنفيذى لصندوق الإسكان الاجتماعى ودعم التمويل العقارى، وممثلة البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية.

وفي كلمتها، قالت الدكتورة رانيا المشاط: إن الاستراتيجية التي يتم إطلاقها اليوم تمثل جزءا مهما من الجهود الشاملة في الدولة لتعزيز استدامة المدن والتحول نحو الاقتصاد الأخضر، مشيرة إلى أن وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي تعمل على زيادة نسبة المشروعات الخضراء بخطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وهو ما يعكس التزام الحكومة بدعم المشروعات التي تُسهم في تعزيز الاستدامة وتحقيق التنمية الشاملة، حيث يتم العمل مع الشركاء الدوليين في مشروعات تتميز بطابعها الشمولي، وتشمل جميع فئات المجتمع وتراعي الجوانب البيئية من خلال التركيز على المشروعات الخضراء والمتجددة، وتهدف كل تلك الجهود إلى معالجة التحديات المعقدة التي نواجهها على المستويين الوطني والدولي، وخلق حلول مستدامة تسهم في تحسين البيئة وتحقيق الرخاء للجميع.

وأوضحت «المشاط»، أن كل فرد منا يلعب دورا مهما في هذه الرحلة، سواءً كنا نعمل على مشروعات وطنية أو نشارك في جهود دولية بالتعاون مع شركاء التنمية مثل البنك الدولي والاتحاد الأوروبي، موضحة أنه على الرغم من أن بعض تلك المشروعات قد تكون في مراحلها الأولى أو المتقدمة، إلا أن تضافر الجهود كشركاء يعد أمرا حيويا، لتعزيز النمو الاقتصادي وتقديم مفهوم جديد للتنمية يتماشى مع متطلبات العصر، فالتعاون مع شركاء التنمية يتيح لنا الفرصة لتبادل الخبرات، وتنسيق الجهود لتحقيق نتائج ملموسة تعود بالنفع على الجميع.

كما أكدت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، أن التمويل يمثل عنصرًا أساسيًا في تحقيق أهدافنا، فلا يمكن لأي مشروع أن يتحقق على أرض الواقع دون وجود التمويل اللازم الذي يضمن استدامته وتنفيذه بشكل فعّال، مشيرة إلى أهمية التمويل في تحسين حياة المواطنين اليومية من خلال تقديم الدعم اللازم للمدن والمنظمات، ويشمل هذا تمويل مشروعات تسهم في تحسين المعيشة، وتطوير البنية التحتية، وتعزيز الخدمات المقدمة للمواطنين.

وفي ذات السياق؛ أشارت الدكتورة رانيا المشاط إلى أهمية المؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية، المقرر عقده في يونيو القادم بمدينة إشبيلية، الذي سيناقش كيفية استخدام التمويل لتحقيق التنمية المستدامة، وخاصة في المدن التي تواجه تحديات كبيرة، مؤكدة أن الدولة تؤمن بأن التنمية لا يمكن تحقيقها دون العمل على جعل مدننا أكثر استدامة وتوافقا مع التزاماتنا الجديدة كدولة في إطار جهودنا لمكافحة التغير المناخي والحفاظ على البيئة، موضحة أنه تم تحديث مساهماتنا الوطنية المحددة، خاصة في مجال الطاقة المتجددة، وهو ما يعد خطوة مهمة نحو تحقيق الأهداف البيئية، وهي جزء من رؤية شاملة تهدف إلى تحسين جودة الحياة للأجيال الحالية والمستقبلية.

أضافت المشاط؛ أن الدولة تعمل على عدد من المشروعات تضم العديد من المبادرات التي تركز على الاستدامة، مثل مشروعات معالجة المياه وتوزيعها بطرق حديثة، ومشروعات الطاقة المتجددة التي تشمل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، حيث تهدف تلك المشروعات إلى تحسين حياة المواطنين بشكل مباشر، لمساهمتها في توفير موارد المياه النظيفة والطاقة بأسعار معقولة، مما يساهم في تطوير المدن وجعلها أكثر قابلية للعيش.

كما أشارت إلى برنامج المدن الخضراء الجاري تنفيذه مع البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، الذي يهدف إلى دعم التحول الأخضر في المدن المصرية، ويجري تنفيذه في محافظتي القاهرة والإسكندرية ومدينة 6 أكتوبر، ويمثل أحد البرامج الرئيسة في شراكتنا مع البنك.

وفي ختام كلمتها، أكدت "المشاط" أهمية الشراكة بين الجهات الوطنية والدولية لتحقيق الأهداف التنموية، مشددة على إن نجاح الدولة في تحقيق أهدافها الوطنية يجب أن يصاحبه التزام بمساهمة فعّالة في تحقيق التقدم العالمي، ومسئوليتنا كمواطنين وكأفراد في المجتمع تفرض علينا العمل سويا، لجعل العالم أكثر شمولاً، وإنصافا، واستدامة.
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: المشاط الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التخطيط التنمية الاقتصادية التعاون الدولي وزارة الإسكان التنمیة الاقتصادیة

إقرأ أيضاً:

«التنمية الأسرية» تنظم ملتقى بمناسبة «الدولي للشباب»

أبوظبي (الاتحاد)

نظمت مؤسسة التنمية الأسرية ملتقى الشباب بمناسبة «اليوم الدولي للشباب» تحت شعار «من الحكمة إلى الطموح»، مؤكدة دورها في تعزيز الحوار بين الأجيال، ونقل الخبرات والقيم من كبار المواطنين إلى الشباب، بما يرسّخ الترابط المجتمعي، ويحفّز الطاقات الإبداعية لدى الشباب، لتمكينهم من الإسهام بفاعلية في مسيرة التنمية المستدامة للدولة.
ويأتي ملتقى الشباب في إطار التزام مؤسسة التنمية الأسرية برؤيتها الهادفة إلى تمكين الأسرة وتعزيز دورها في المجتمع، من خلال إطلاق مبادرات وبرامج تجمع بين خبرة الكبار وحيوية الشباب، وتوفر منصات للتعلم والابتكار وتبادل الخبرات، بما يضمن استمرار مسيرة العطاء، وبناء مجتمع متماسك قادر على مواجهة تحديات الحاضر وصناعة المستقبل.
حضر الملتقى مريم محمد الرميثي، مدير عام مؤسسة التنمية الأسرية، ومريم مسلم المزروعي، مدير دائرة خدمة المجتمع، وموظفو مؤسسة التنمية الأسرية، وعدد من كبار المواطنين، ومن الشباب من مجلس أبوظبي للشباب.
وقالت مريم محمد الرميثي، مدير عام مؤسسة التنمية الأسرية: «إن اليوم الدولي للشباب يجسّد إصرارنا على تمكين شبابنا وتزويدهم بالمعرفة والمهارات التي تؤهلهم لقيادة مسيرة التنمية والابتكار، والمضي بدولتنا نحو آفاق أرحب من الريادة والتفوق، وكلنا ثقة بقدراتهم ودورهم المحوري في صناعة المستقبل، وتثمين جهودهم في تنمية المجتمع وابتكار الحلول والمساهمة الفاعلة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة».
وأكدت أهمية مواصلة الجهود التي تعزّز التواصل بين الأجيال، وتدعم تبادل الخبرات والقيم، بما يضمن استمرارية العطاء وبناء جسور متينة من الحوار والتواصل تربط الماضي بالحاضر وتفتح آفاقاً واسعة للمستقبل، في وقتٍ تواصل فيه الإمارات تنفيذ مخرجات الأجندة الوطنية للشباب حتى عام 2031.
وشددت الرميثي على أن الشباب هم ركيزة نهضة الإمارات ووقود مسيرتها التنموية، بما يمتلكونه من طاقات خلاقة وإمكانات واعدة، مشيرة إلى أن الدولة أولت، منذ قيام الاتحاد، وفي ظل القيادة الرشيدة وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، تمكين الشباب أولوية قصوى عبر توفير بيئة محفزة تعزّز مشاركتهم في مختلف مجالات الحياة.
وأشارت إلى ما قدمته سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة «أم الإمارات»، من دعمٍ راسخٍ ومتواصلٍ لجهود الشباب، إدراكاً منها لأهمية دورهم في صناعة المستقبل، مؤكدة أن سموها أطلقت ورعت المبادرات الوطنية والبرامج النوعية التي تعزز قدراتهم، وتفتح أمامهم آفاق التعلم والتدريب والابتكار، وتمكنهم من الإسهام في شتى القطاعات وإبراز إبداعاتهم، بما يرسّخ مكانة الإمارات نموذجاً رائداً في الاستثمار في طاقات الشباب وتوجيهها نحو البناء والتطوير.

مبادرات نوعية
أكدت مريم الرميثي أن مؤسسة التنمية الأسرية تفخر بريادة الإمارات في تمكين شبابها عبر مبادرات نوعية، منها تأسيس مجلس الإمارات للشباب، وتعيين وزير دولة لشؤون الشباب، ورفع تمثيلهم إلى 37.5% في المجلس الوطني، ودعم ريادة الأعمال والعمل المناخي، ما جعلها الوجهة المفضلة للشباب العربي للعام الثاني عشر على التوالي، كما أطلقت الدولة مبادرات إقليمية بارزة، منها مركز الشباب العربي عام 2017، والمنصة الرقمية «فرص الشباب العربي» عام 2018، وبرنامج «نوابغ الفضاء العرب» عام 2020 لاحتضان الكفاءات العربية في علوم الفضاء، وغيرها من المبادرات الملهمة للشباب عالمياً. وهنّأت مريم الرميثي الشباب على مستوى العالم بهذه المناسبة، ووجهت كلمة للشباب الإماراتي قائلة: «أنتم الحاضر النابض بالمستقبل، والأمل الذي تعلق عليه أوطانكم طموحاتها.. اجعلوا من كل تحدٍّ فرصةً، ومن كل تجربةٍ درساً، ولا تتوقفوا عن التعلم والابتكار والعطاء.. امتلكوا الشجاعة لصناعة التغيير، وتمسكوا بقيمكم وهويتكم، فأنتم القادرون على قيادة مسيرة التنمية ورفع اسم الإمارات عالياً بين الأمم».

حوار الأجيال
قالت بهية المرزوقي رئيسة قسم تنمية مهارات وقدرات الشباب في مؤسسة التنمية الأسرية: استعرض ملتقى الشباب أربعة محاور رئيسية، تمثل المحور الأول في «الهوية والانتماء عبر الأجيال» من خلال موضوع هويتنا الوطنية بين الماضي والحاضر، وتناول المحور الثاني أثر التكنولوجيا في تغير أنماط العلاقات الاجتماعية، فيما ناقش المحور الثالث الاحتياجات النفسية والاجتماعية لكل جيل، أما المحور الرابع فركّز على التوازن بين التطلعات والمسؤوليات، بما أسهم في إثراء الحوار البنَّاء بين الأجيال وتعزيز مشاركة الشباب في مسيرة التنمية. وقد تبادل الشباب وكبار المواطنين الأفكار والتطلعات والتجارب، التي أثرت الملتقى بشكل إيجابي، وقامت مؤسسة التنمية الأسرية برصد الاحتياجات والخروج بالتوصيات لتقوم بدراستها وعكسها في الخدمات المقدمة للفئات المستهدفة.
وتحرص مؤسسة التنمية الأسرية على مواصلة جهودها في دعم تماسك المجتمع وتعزيز الترابط بين أفراده، من خلال المبادرات والبرامج التي تلبي احتياجات الأسرة، وتوفّر بيئة محفزة على التفاعل الإيجابي وتبادل الخبرات والقيم، بما يُسهم في بناء مجتمع متماسك قادر على مواكبة التطورات وصناعة مستقبل مزدهر ومستدام.

أخبار ذات صلة «تريندز» يشارك في «صناع التغيير.. قيم تلهم الغد» «الشارقة للعمل التطوعي» تؤكد دور الشباب في تحقيق الأثر المجتمعي المستدام

مقالات مشابهة

  • وفد من دائرة البلديات والنقل يزور كوريا الجنوبية لتبادل المعرفة في مجال التنقل الذكي والتنمية الحضرية المستدامة
  • أبوظبي وسيؤول تعززان التعاون في مجالات التنمية الذكية والمستدامة
  • «التنمية الأسرية» تنظم ملتقى بمناسبة «الدولي للشباب»
  • جمال عاشور يكتب: من المكتب إلى الميدان.. كيف يحقق محافظ المنيا معادلة التنمية والإنسان؟
  • «التربية» تشارك في أسبوع الفن الدولي بالصين
  • شراكة استراتيجية بين معهد الوادي والتخطيط العمراني لتعزيز الابتكار في التنمية المستدامة
  • «مزرعة إنجليزية» تشارك في مزاد الصقور الدولي
  • نواب: الشراكة المصرية الأردنية نموذج للتكامل العربي .. والربط الكهربائي خطوة استراتيجية لدعم التنمية وجذب الاستثمارات
  •  بعد إطلاق مشروع توثيق ورقمنة الأشجار.. الخبر أول مدينة خضراء ذكية
  • إطلاق جائزة «مُدن للبودكاست» .. وتكريم الفائزين في أكتوبر العمران