صحفية أميركية: نجاح ممداني أربك بعض الديمقراطيين وتدخل أوباما قلب الموازين
تاريخ النشر: 14th, August 2025 GMT
في مشهد سياسي أميركي تتنازعه الاستقطابات الحادة والأزمات الاقتصادية المتفاقمة، يطل اسم زهران ممداني كوجه تقدمي صاعد يثير الجدل داخل الحزب الديمقراطي.
وبينما انتاب "الذعر" بعض أروقة المؤسسة الحزبية التقليدية، وبدا واضحا فوز ممداني بترشيح الحزب الديمقراطي لمنصب عمدة مدينة نيويورك في الانتخابات التمهيدية التي جرت في يونيو/حزيران، جاء تدخل الرئيس الأسبق باراك أوباما ودائرته المقربة ليقلب موازين التقييم، بحسب مقال في صحيفة نيويورك تايمز.
وكتبت ماري غاي، كاتبة العمود بالصحيفة، أن أوباما -الذي تصفه بأنه آخر قيادي ديمقراطي يأسر القاعدة الشعبية للحزب الديمقراطي- رفع سماعة الهاتف وأجرى مكالمة مطولة هنأ فيها ممداني، وقدّم له نصائح في الحكم، وناقش معه أهمية منح الناس الأمل في زمن قاتم، وذلك بحسب أشخاص على اطلاع على فحوى المحادثة.
وتعتقد أن من المرجح إذا حصل ممداني في نهاية المطاف على دعم علني من الرئيس الأسبق، فقد يساعده ذلك، خاصة عند الناخبين الأكبر سنا والناخبين السود. وقد يسهّل أيضا الطريق أمام ديمقراطيين آخرين لتقبّل دوره المتنامي داخل الحزب، حتى إن لم يحتفلوا به.
وألمحت غاي إلى أن هذه الروح الإيجابية سرت أيضا وسط آخرين من الدائرة المقربة لأوباما الذين أبدوا اهتماما واضحا بممداني وحملته. وخصت كاتبة المقال بالذكر كلاً من جون فافرو، كاتب خطب أوباما، ودان بفايفر، المستشار الأسبق البارز، وموريس كاتس، أحد أقرب المساعدين الإستراتيجيين لممداني.
أما ديفيد أكسلرود، الذي شغل منصب كبير إستراتيجيي حملة أوباما الانتخابية وكبير مستشاريه، فقد كان بدوره "فضوليا" حسب وصف غاي، التي نقلت عنه تصريحا أدلى به الشهر الماضي، عقب توقفه عند مقر حملة ممداني الانتخابية في حي فلاتيرون بمنهاتن للقاء المرشح وطاقمه ورؤية الأمور بنفسه.
إعلانوفي تلك المناسبة، قال أكسلرود للكاتبة: "ما وجدته حين ذهبت إلى ذلك المكتب كانت روحا مألوفة لم أرها منذ زمن، روح المثالية الوثابة والمتفائلة. قد لا أتفق مع كل إجابة يقدمها، أو مع كل فكرة لديه، ولكن المؤكد أن ممداني يطرح الأسئلة الصحيحة، وهي: كيف نجعل البلاد تعمل لصالح الطبقة العاملة؟"
وأضاف أن قدرة ممداني على إلهام الشباب الأميركي، الذين يشعرون بضبابية المشهد الاقتصادي، أمر بالغ الأهمية، وهو ما يتعين على الحزب برمته التعامل معه بجدية.
وترى الكاتبة أن هذا الاهتمام من الدائرة المغلقة المحيطة بأوباما أوضح إشارة حتى الآن على أن ممداني مرشح يحظى باحتضان التيار الرئيسي في الحزب الديمقراطي، سواء أحب قادة الحزب ومتبرعوه أم لا.
ويأتي هذا -في تقديرها- في وقت تتصارع فيه رؤى الناخبين والساسة والمتبرعين الديمقراطيين عن مستقبل الحزب.
وعلى الجانب الآخر، هناك بعض الشخصيات البارزة داخل مؤسسة الحزب الديمقراطي تعاملت مع أول مرشح مسلم لمنصب عمدة نيويورك بنوع من الريبة أو حتى القلق، وفق المقال.
وأبرز مثال على ذلك، زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب حكيم جيفريز، الذي لم يعلن بعد تأييده المرشح الديمقراطي، رغم أن المنطقة التي يمثلها، وهي بروكلين -التي تعد أكثر أحياء مدينة نيويورك اكتظاظا بالسكان- صوتت لصالح ممداني على حساب الحاكم الأسبق أندرو كومو بفارق يقارب 20 نقطة مئوية.
وخلصت عضوة هيئة تحرير نيويورك تايمز إلى أن هناك أوجهَ شبه بين أوباما وممداني، موضحة أن كليهما يتمتع بشخصية جذابة، وأنهما وافدان جديدان إلى الساحة السياسية بسير ذاتية غير تقليدية.
وبينما أصبح أوباما أول رئيس أسود للولايات المتحدة، فإن ممداني سيكون -إذا فاز في الانتخابات النهائية في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل- أول مسلم يتولى رئاسة بلدية نيويورك، على حد تعبير غاي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دراسات ترجمات الحزب الدیمقراطی
إقرأ أيضاً:
ترامب يفتح “قاعة عار الإعلام”.. هجوم غير مسبوق على 22 مؤسسة صحفية
أطلق البيت الأبيض موقعا إلكترونيا جديدا يضم قائمة بـ 22 وسيلة إعلامية وصفها بأنها "مخالفون متكررون" لنشرهم "أخبارا كاذبة"، ويعرض الموقع "المخالف الإعلامي لهذا الأسبوع"، ويتيح للجمهور التسجيل في خدمة "تنبيهات المخالفين" لتلقي ما يصفه بـ"الحقيقة" أسبوعيًا عبر البريد الإلكتروني.
يعرض الموقع أسماء المؤسسات الإعلامية المتهمة، ويُرفقها بأسماء الصحفيين المسؤولين عن المواد المنشورة، كما يضع مقارنة بين الادعاءات التي توردها المواد الصحفية وبين الرواية الرسمية التي يقدمها البيت الأبيض.
ومن بين أبرز وسائل الإعلام المدرجة في “قاعة العار”، واشنطن بوست، CNN، CBS، MSNBC، نيويورك تايمز، بوليتيكو، ووول ستريت جورنال، إضافة إلى BBC وABC وحتى فوكس نيوز.
وصنف الموقع هذه المؤسسات ضمن فئات اتهامية متعددة، بينها: التضليل، الكذب، التحيز، الإهمال الجنائي، إغفال السياق، والجنون اليساري.
"سباق نحو القاع".. ترتيب الوسائل الأكثر نشرا للأكاذيب
وفق تصنيف البيت الأبيض، جاءت واشنطن بوست في المرتبة الأولى من حيث "نشر الأكاذيب المتعلقة مباشرة بالرئيس دونالد ترامب"، تلتها MSNBC، ثم CBS، فـCNN، ثم نيويورك تايمز، وبوليتيكو، وأخيرا وول ستريت جورنال.
ترامب يواصل هجومه الشخصي على الصحفيين
خلال الأسابيع الماضية، صعد ترامب من لهجته ضد الصحفيين، فقد وصف مراسلة في نيويورك تايمز بأنها "صحفية من الدرجة الثالثة وقبيحة من الداخل والخارج"، كما نعت مراسلة في ABC بـ"شخص فظيع"، ووجه لصحفية من بلومبرغ الشتيمة العلنية: "اصمتي يا خنزيرة صغيرة".
كما اندلع خلاف بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وBBC بعد بث مقطع وثائقي جرى تعديله وفق ترامب "بصورة مضللة ومشوهة"، ورغم اعتذار الشبكة عن الخطأ التقني، رفضت دفع أي تعويضات، بينما هدد ترامب برفع دعوى تصل قيمتها إلى خمسة مليارات دولار.
معارك قضائية بمليارات الدولارات
لم يقتصر التصعيد على الخطاب، فقد قدم ترامب مؤخرا دعوى تشهير بقيمة 15 مليار دولار ضد نيويورك تايمز وعدد من صحفييها، متهما إياهم بـ"عقود من الاتهامات المسيئة والمتعمدة".
وتأتي الدعوى بعد أخرى رفعها في يوليو الماضي ضد وول ستريت جورنال وقطب الإعلام روبرت مردوخ بقيمة 10 مليارات دولار.
وهدد ترامب كذلك بالسعي لإلغاء تراخيص ABC وNBC بدعوى "التحيز الواضح"، واصفًا هذه الشبكات بأنها "ذراع للحزب الديمقراطي".
تاريخ طويل من المواجهات
منذ حملته الرئاسية الأولى عام 2016، اعتاد ترامب الدخول في صدامات حادة مع الصحفيين. وفي بداية ولايته الأولى عام 2017، كتب:"وسائل إعلام الأخبار الكاذبة.. هي عدو الشعب الأمريكي".
ورغم حذف التغريدة لاحقا، بقيت نبرتها جزءا ثابتا من نهج الرئيس تجاه الإعلام.