في مشهد سياسي أميركي تتنازعه الاستقطابات الحادة والأزمات الاقتصادية المتفاقمة، يطل اسم زهران ممداني كوجه تقدمي صاعد يثير الجدل داخل الحزب الديمقراطي.

وبينما انتاب "الذعر" بعض أروقة المؤسسة الحزبية التقليدية، وبدا واضحا فوز ممداني بترشيح الحزب الديمقراطي لمنصب عمدة مدينة نيويورك في الانتخابات التمهيدية التي جرت في يونيو/حزيران، جاء تدخل الرئيس الأسبق باراك أوباما ودائرته المقربة ليقلب موازين التقييم، بحسب مقال في صحيفة نيويورك تايمز.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2واشنطن بوست: سباق القوى الكبرى النووي نحو القمر يختبر حدود قوانين الفضاءlist 2 of 2كاتب روسي: ازدواجية معايير ترامب بالتعامل مع الدكتاتوريين تهدد مصالح أميركاend of list

وكتبت ماري غاي، كاتبة العمود بالصحيفة، أن أوباما -الذي تصفه بأنه آخر قيادي ديمقراطي يأسر القاعدة الشعبية للحزب الديمقراطي- رفع سماعة الهاتف وأجرى مكالمة مطولة هنأ فيها ممداني، وقدّم له نصائح في الحكم، وناقش معه أهمية منح الناس الأمل في زمن قاتم، وذلك بحسب أشخاص على اطلاع على فحوى المحادثة.

وتعتقد أن من المرجح إذا حصل ممداني في نهاية المطاف على دعم علني من الرئيس الأسبق، فقد يساعده ذلك، خاصة عند الناخبين الأكبر سنا والناخبين السود. وقد يسهّل أيضا الطريق أمام ديمقراطيين آخرين لتقبّل دوره المتنامي داخل الحزب، حتى إن لم يحتفلوا به.

ممداني يحظى بدعم كبير عند الشباب (أسوشيتد برس)تطلع واهتمام

وألمحت غاي إلى أن هذه الروح الإيجابية سرت أيضا وسط آخرين من الدائرة المقربة لأوباما الذين أبدوا اهتماما واضحا بممداني وحملته. وخصت كاتبة المقال بالذكر كلاً من جون فافرو، كاتب خطب أوباما، ودان بفايفر، المستشار الأسبق البارز، وموريس كاتس، أحد أقرب المساعدين الإستراتيجيين لممداني.

أما ديفيد أكسلرود، الذي شغل منصب كبير إستراتيجيي حملة أوباما الانتخابية وكبير مستشاريه، فقد كان بدوره "فضوليا" حسب وصف غاي، التي نقلت عنه تصريحا أدلى به الشهر الماضي، عقب توقفه عند مقر حملة ممداني الانتخابية في حي فلاتيرون بمنهاتن للقاء المرشح وطاقمه ورؤية الأمور بنفسه.

إعلان

وفي تلك المناسبة، قال أكسلرود للكاتبة: "ما وجدته حين ذهبت إلى ذلك المكتب كانت روحا مألوفة لم أرها منذ زمن، روح المثالية الوثابة والمتفائلة. قد لا أتفق مع كل إجابة يقدمها، أو مع كل فكرة لديه، ولكن المؤكد أن ممداني يطرح الأسئلة الصحيحة، وهي: كيف نجعل البلاد تعمل لصالح الطبقة العاملة؟"

وأضاف أن قدرة ممداني على إلهام الشباب الأميركي، الذين يشعرون بضبابية المشهد الاقتصادي، أمر بالغ الأهمية، وهو ما يتعين على الحزب برمته التعامل معه بجدية.

ممداني (يسار) تغلب على أندرو كومو المنتمي إلى عائلة مرموقة والمعروف بدعمه إسرائيل (الفرنسية)شعبية واسعة

وترى الكاتبة أن هذا الاهتمام من الدائرة المغلقة المحيطة بأوباما أوضح إشارة حتى الآن على أن ممداني مرشح يحظى باحتضان التيار الرئيسي في الحزب الديمقراطي، سواء أحب قادة الحزب ومتبرعوه أم لا.

ويأتي هذا -في تقديرها- في وقت تتصارع فيه رؤى الناخبين والساسة والمتبرعين الديمقراطيين عن مستقبل الحزب.

وعلى الجانب الآخر، هناك بعض الشخصيات البارزة داخل مؤسسة الحزب الديمقراطي تعاملت مع أول مرشح مسلم لمنصب عمدة نيويورك بنوع من الريبة أو حتى القلق، وفق المقال.

وأبرز مثال على ذلك، زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب حكيم جيفريز، الذي لم يعلن بعد تأييده المرشح الديمقراطي، رغم أن المنطقة التي يمثلها، وهي بروكلين -التي تعد أكثر أحياء مدينة نيويورك اكتظاظا بالسكان- صوتت لصالح ممداني على حساب الحاكم الأسبق أندرو كومو بفارق يقارب 20 نقطة مئوية.

وخلصت عضوة هيئة تحرير نيويورك تايمز إلى أن هناك أوجهَ شبه بين أوباما وممداني، موضحة أن كليهما يتمتع بشخصية جذابة، وأنهما وافدان جديدان إلى الساحة السياسية بسير ذاتية غير تقليدية.

وبينما أصبح أوباما أول رئيس أسود للولايات المتحدة، فإن ممداني سيكون -إذا فاز في الانتخابات النهائية في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل- أول مسلم يتولى رئاسة بلدية نيويورك، على حد تعبير غاي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات دراسات ترجمات الحزب الدیمقراطی

إقرأ أيضاً:

نيويورك.. ناشطون ينددون باستهداف "إسرائيل" للصحفيين في غزة

نيويورك - صفا ندد ناشطون متضامنون مع فلسطين في الولايات المتحدة، بالهجمات الإسرائيلية على غزة، واستهداف الصحفيين العاملين في القطاع المحاصر. وتجمع الناشطون أمام مقر الأمم المتحدة في ولاية نيويورك، مساء الثلاثاء، وقرعوا على أوان فارغة للتعبير عن سخطهم على سياسة التجويع التي تمارسها "إسرائيل" بحق الفلسطينيين في غزة. واستهجنوا استهداف "إسرائيل" للصحفيين الذين يغطون حرب الإبادة الجماعية التي تواصل ارتكابها بحق الفلسطينيين في غزة. ورفع المتظاهرون علم فلسطين ولافتات كتب عليها: "إسرائيل تقتل جميع الصحفيين لإخفاء الحقيقة"، و"أوقفوا التدمير"، و"لا سلام على الأرض السليبة"، و"لا يمكنكم التستر على الإبادة الجماعية". واعتقلت شرطة نيويورك عددًا كبيرًا من المشاركين في المظاهرة. وفق وكالة "الأناضول" والأحد، اغتال جيش الاحتلال 6 صحفيين، بينهم 4 من قناة "الجزيرة" بقصف خيمتهم بمحيط مستشفى الشفاء بمدينة غزة، ضمن إبادة جماعية مستمرة للشهر الـ22. والصحفيون الستة هم: مراسلا قناة الجزيرة أنس الشريف ومحمد قريقع، والمصوران إبراهيم ظاهر ومؤمن عليوة، ومساعدهم محمد نوفل، ومحمد الخالدي. ومع اغتيال الصحفيين الستة، ترتفع حصيلة الإعلاميين الذين قتلتهم "إسرائيل" منذ بداية إبادتها الجماعية بقطاع غزة إلى 238، وفق المكتب الإعلامي الحكومي بغزة

مقالات مشابهة

  • الميثاق الوطني: نرفض تصريحات نتنياهو التي يحاول من خلالها التخفيف من ازماته الداخلية والدولية
  • قبل قمة ألاسكا.. نيويورك تايمز: ترامب يتبنى لهجة مختلفة تجاه بوتين
  • أمن زليتن: هجوم مسلح على مكتب الإدارة الانتخابية ومحاولة لإرباك المسار الديمقراطي
  • مظاهرات أمام مبنى صحيفة نيويورك تايمز للتنديد باغتيال صحفيي الجزيرة
  • محمد رمضان يوثق لحظة استماع شخص أمريكي لأغنيته في نيويورك
  • نيويورك.. ناشطون ينددون باستهداف "إسرائيل" للصحفيين في غزة
  • النائب حازم الجندي: نتائج الشيوخ 2025 خطوة لتعزيز البناء المؤسسي وترسيخ المسار الديمقراطي
  • الصين تُمدد تعليق جزء من الرسوم الجمركية على واردات أميركية لمدة 90 يوماً
  • تعزيزات أميركية وروسية في شمال شرق سوريا وسيناريوهات تصعيد عسكري محتملة