كامالا هاريس في خطاب الهزيمة: النتيجة لم تأت كما أردناها لكننا سنواصل الكفاح
تاريخ النشر: 7th, November 2024 GMT
بعد هزيمتها في الانتخابات الرئاسية أمام دونالد ترامب، أدلت نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس بأول تصريحات علنية، موجهة رسالة مؤثرة للشعب الأمريكي.
ووسط تصفيق الجماهير وخروجها على أنغام أغنية "الحرية" لبيونسيه التي استخدمتها في حملتها، ابتسمت هاريس ولوّحت للجمهور في الهواء الطلق قائلةً: "قلبي ممتلئ اليوم، ممتلئ بالامتنان للثقة التي منحتموني إياها".
وأعربت هاريس عن أسفها قائلة: "لم تكن هذه النتيجة التي طمحنا للحصول عليها وليست ما ناضلنا من أجله، ولا ما صوتنا له، ولكن تأكدوا أن نور الوعد الأمريكي سيبقى ساطعاً ما دمنا نتمسك بالأمل ونواصل الكفاح".
ورغم أن أربع ولايات لم تصدر نتائجها بعد، إلا أن التوقعات تشير إلى أن ترامب سيحصل على أكثر من 290 صوتًا في المجمع الانتخابي، متجاوزًا بفارق كبير الأصوات المطلوبة للفوز بالرئاسة.
أوباما يهنئ ترامب بالفوز، ويؤكد: سنواصل المسيرة كديمقراطيين، بعزيمة وإيمان بأن قيمنا ستظل نبراسًا يقودنا نحو مستقبل أفضل. التحديات أمامنا كبيرة، لكن طريقنا واضح… ودائمًا سنبقى في خدمة شعبنا بكل ما نملك من عزم وإصراروكانت حملة هاريس قد نظمت حفلاً للاحتفال ليلة الانتخابات في جامعة هوارد، حيث تخرجت في واشنطن، العاصمة. ومع تراجع النتائج لصالح ترامب وفوزه في الولايات المتأرجحة واحدة تلو الأخرى، بدأ الحشد في الانصراف، وتم إلغاء الحفل بقرار من رئيس الحملة.
وفي كلمتها التي ألقتها في حرم جامعة هوارد، أكدت هاريس فخرها بالسباق الذي خاضته وأشادت بالروح المعنوية العالية التي أظهرها أنصارها الذين كانوا يأملون في تحقيق التغيير.
وأضافت: "أعلم أن مشاعر مختلطة تسود الآن بين الناس، وأتفهم ذلك، ولكن يجب علينا تقبل النتيجة والاستمرار في السعي نحو مستقبل أفضل".
ورغم صيحات الاستهجان التي صدرت من بعض الحضور عند حديثها عن اتصالها بترامب لإبلاغه بمساعدتها في عملية الانتقال السلمي للسلطة، أكدت هاريس أهمية هذا الانتقال لضمان استمرارية الديمقراطية في أمريكا.
هاريس تهنئ ترامب بفوزه بالانتحابات الرئاسية الأميركية 2024واختتمت خطابها بالقول: "بينما أتنازل عن هذه الانتخابات، لن أتنازل أبداً عن المبادئ التي قامت عليها حملتي، النضال من أجل الحرية والعدالة وكرامة كل فرد."
ولم تقتصر نتائج الانتخابات على خسارة هاريس في كل الولايات المتأرجحة، بل شهدت أيضًا تراجع الدعم الديمقراطي بين فئات كان يُعتقد أنها تميل نحوهم، مثل الأمريكيين السود واللاتينيين.
Relatedبعد فوز ترامب.. قمة أوروبية لبحث الملفات ذات الصلة بالولايات المتحدة.. كالتجارة والناتو وأوكرانياموسكو: لسنا معنيين بتهنئة ترامب.. وأمريكا لا تزال دولة معاديةبعد وصول ترامب إلى سدة الحكم.. الريال الإيراني يهبط إلى أدنى مستوى لسعر صرفه مقابل الدولار الأمريكي"ترامب أو غيره...كلهم يدعمون إسرائيل".. الفلسطينيون في غزة لا يأبهون بنتيجة الانتخابات الأمريكيةوخسر الديمقراطيون كذلك السيطرة على مجلس الشيوخ بعد إخفاقهم في تحقيق انتصارات كانت محسومة لصالحهم، فيما لم يُحسم بعد مصير مجلس النواب.
وفي خطاب النصر بمنتجع مارالاغو في فلوريدا، أشاد ترامب بنجاح حملته، رغم التوقعات المتقاربة مع هاريس قبل الانتخابات. واحتفل جيه دي فانس، نائب ترامب في الحملة، بما أسماه "تفويضاً غير مسبوق من الناخبين"، معتبرًا فوزهم "أكبر عودة سياسية في التاريخ الأمريكي".
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية "السياسة تجاه الفلسطينيين ستبقى كما هي".. المواطنون في رام الله بالضفة الغربية غير متفائلين بترامب فنان الفسيفساء بوزيغو يكرم ترامب وهاريس من خلال عمل فني بديع في كوسوفو من هي هاريس التي باتت قاب قوسين من أن تصبح أول امرأة تتولى منصب الرئاسة في أقوى دولة في العالم؟ الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 كامالا هاريس هزيمة خسارة دونالد ترامبالمصدر: euronews
كلمات دلالية: الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 دونالد ترامب إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني كامالا هاريس غزة الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 دونالد ترامب إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني كامالا هاريس غزة الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 كامالا هاريس هزيمة خسارة دونالد ترامب الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 دونالد ترامب إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني كامالا هاريس غزة الحزب الديمقراطي حزب الله الحزب الجمهوري بنيامين نتنياهو لبنان حلف شمال الأطلسي الناتو کامالا هاریس یعرض الآن Next
إقرأ أيضاً:
التحرك الأمريكي في ليبيا.. مصالح متجددة في ظل إدارة ترامب الثانية
أولًا: عودة ليبيا إلى واجهة الاهتمام الأمريكي
مع بداية الولاية الثانية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، استعادت ليبيا مكانة متقدمة ضمن أولويات السياسة الخارجية الأمريكية, ويأتي ذلك في سياق إقليمي ودولي يشهد تحولات متسارعة، أبرزها تصاعد الصراع في الشرق الأوسط، واحتدام التنافس بين القوى الكبرى داخل القارة الإفريقية، ما جعل من ليبيا بوابة استراتيجية لا يمكن تجاهلها.
ثانيًا: خلفيات وأبعاد الزيارة الأمريكية
زيارة مستشار الرئيس الأمريكي، مسعد بولس، إلى كل من طرابلس وبنغازي، لم تكن مجرد بروتوكولية، بل يمكن قراءتها باعتبارها خطوة استطلاعية لجمع معلومات مباشرة من الفاعلين الليبيين، وتشكيل تصور دقيق لصانع القرار في واشنطن حول موازين القوى واتجاهات النفوذ.
وقد عبّر بولس خلال لقائه مع رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، عن قلق الولايات المتحدة العميق من الوضع الأمني في العاصمة طرابلس، في ظل استمرار انتشار السلاح بيد التشكيلات المسلحة، وغياب سيطرة حقيقية للدولة على هذه القوى.
ويأتي هذا القلق خصوصًا بعد الاشتباكات التي شهدتها العاصمة قبل نحو أربعة أشهر بين قوات حكومية وتشكيلات تابعة لقوة “دعم الاستقرار”، والتي قلّص الدبيبة نفوذها مؤخرًا، ما فاقم التوتر داخل طرابلس. واليوم، تعيش العاصمة على وقع حالة احتقان أمني متصاعدة، وسط مخاوف من تفجر الوضع في أي لحظة.
هذا الواقع دفع بولس إلى التركيز خلال محادثاته على أولوية الأمن والاستقرار، مشددًا على أن استمرار حالة التفلت الأمني يعيق أي مسار سياسي أو اقتصادي، ويثير قلقًا أمريكيًا ودوليًا متزايدًا مما قد يحدث، خاصة في ظل اقتراب استحقاقات مفصلية، منها الحديث عن تنظيم الانتخابات واستئناف المسار السياسي.
تأتي هذه الزيارة أيضًا في لحظة حساسة، حيث تواجه المنطقة خطر التصعيد بين إسرائيل وإيران، وهو ما يهدد إمدادات الطاقة العالمية، ويجعل من ليبيا — بثرواتها وموقعها الجيوسياسي — بديلًا استراتيجيًا في الحسابات الأمريكية.
ثالثًا: السيطرة الميدانية ودلالاتها الاستراتيجية
لا يمكن فصل التحرك الأمريكي عن المعادلة الميدانية الليبية. إذ يسيطر الجيش الليبي على نحو 80% من مساحة البلاد، وهي مناطق تحتوي على أهم الحقول النفطية والثروات المعدنية، إضافة إلى مناطق استراتيجية متاخمة لدول الساحل الإفريقي.
هذه السيطرة تعكس واقعًا أمنيًا يختلف عن حالة الانقسام السياسي، وتفتح المجال أمام فرص استثمارية وتنموية، لأن المصالح الاقتصادية — بما فيها الاستثمارات الأمريكية المحتملة — لا يمكن أن تتحقق في غياب الأمن والاستقرار. ولذلك، فإن هذه السيطرة تُمثل نقطة جذب لأي انخراط دولي يسعى لحماية المصالح الاستراتيجية في ليبيا.
رابعًا: واشنطن والمنافسة الدولية في إفريقيا
في الوقت الذي تُرسّخ فيه الصين وجودها الاقتصادي في إفريقيا، وتتابع فيه روسيا تعزيز مصالحها الاستراتيجية في عدد من الدول الإفريقية، تسعى واشنطن لإعادة التمركز في القارة، انطلاقًا من بوابة ليبيا.
فالتحرك الأمريكي يحمل طابعًا مزدوجًا: مواجهة تنامي النفوذ الروسي – الصيني، وتأمين إمدادات الطاقة، خصوصًا في حال تدهور الوضع في الخليج أو شرق المتوسط. وليبيا تُعد خيارًا مطروحًا، خاصة بعد أن أثبتت السنوات الماضية أن غياب الدور الأمريكي فتح المجال لتنافسات إقليمية ودولية معقدة.
خامسًا: آفاق التحرك الأمريكي وحدوده
ورغم هذا الاهتمام المتجدد، لا تزال السياسة الأمريكية في ليبيا تتسم بالغموض النسبي، إذ لم تُعلن الإدارة الأمريكية حتى الآن عن مبادرة واضحة أو رؤية متكاملة للحل، كما أن تعاطيها مع خريطة الطريق الأممية الحالية لا يزال ضبابيًا.
ويُثير هذا تساؤلات حول مدى استعداد واشنطن للانتقال من الدور الرمزي إلى دور فاعل في حلحلة الأزمة الليبية، خاصة في ظل الانقسام الحاد بين المؤسسات، وانتشار السلاح، وفشل المبادرات السابقة.
ليبيا بين الفرصة والتنافسإن عودة ليبيا إلى حسابات الإدارة الأمريكية تعكس تغيرًا في التقديرات الاستراتيجية، لكنها تظل مرهونة بمدى قدرة الأطراف الليبية على استثمار هذه اللحظة، والذهاب نحو توافق حقيقي يتيح بناء دولة مستقرة.
ففرص التنمية والشراكة مع القوى الكبرى قائمة، لكن تحقيقها يتطلب أولًا التأسيس لسلطة وطنية موحدة تُنهي الانقسام، وتفتح الباب أمام استثمار الموقع والثروات في مصلحة الليبيين.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.