شددت صحيفة "التايمز" على وجود العديد من الأخطاء التي ارتكبها الديمقراطيين في الولايات المتحدة خلال الحملة الانتخابية، الأمر الذي أدى إلى عودة الرئيس السابق والمرشح الجمهوري دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.

وأشارت الصحيفة في افتتاحية لها ترجمتها "عربي21"، إلى أن المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس لم تستطع فهم الأقليات العرقية ومصالح الطبقة العاملة في ظل التضخم، لافتة إلى أن ترامب اجتذب الناخبين من خلال التركيز على جيوب الطبقة العاملة والنساء والتي أصبحت فارغة بسبب التضخم.



وقال صحيفة "التايمز"، إن "ترامب حصل على فوز تاريخي ومثير للإعجاب، حيث حقق ما لم يحققه أي  زعيم جمهوري منذ جورج دبليو بوش، الذي فاز بأصوات المجمعات الانتخابية والأصوات الشعبية".

وأضافت أن ترامب "فاز أصوات السود واللاتينو وبقية الأقليات العرقية". وأشارت إلى أن "من تعامل مع مسيرة ترامب السياسية وبخاصة ممن لم يحبوه، رأوها فيها شذوذا. وأكد الهجوم على الكونغرس في 6 كانون الثاني/يناير رؤية الكثير عنه بأنه محرض ولا يستحق أن أهم منصب في العالم. وقالوا إنه مغامر متهور لن يتذكره التاريخ".


لكن هذا الاعتقاد وبخاصة بين الليبراليين الأمريكيين انفجر في صباح الأربعاء، حيث منح الملايين من الأمريكيين ومن كل الألوان والأعراق أصواتهم له، وحصل على أكبر حصة من أصوات الأقليات العرقية ومن أي مرشح جمهوري في نصف القرن الماضي. وحسن من أدائه في تسعة من  كل عشرة مقاطعات أمريكية البالغ  3,000 مقاطعة أمريكية، وفقا للصحيفة.

وقالت إن "الترامبية هي مزيج من المنبر الشعبوي تعد بضرائب منخفضة ونفقات حكومية وتشكك من سياسات المناخ وتدعم الحمائية للإنتاج المحلي وفرص العمل، وأصبحت اليوم أيديولوجية مهيمنة في أكثر دولة تأثيرا في العالم".

وأضافت الصحيفة أن "السر في انبعاث ترامب، مثل سابقه الذي خسر إعادة انتخابه وفاز بعد 4 أعوام، غروفر كليفلاند، ليس من الصعب فهمه،  فقد اجتذب الناخبين من خلال التركيز على جيوب الطبقة العاملة والنساء والتي أصبحت فارغة بسبب التضخم الذي تبع وباء كورونا".

وبحسب الصحيفة، فإنه بالرغم من استعادة الاقتصاد الأمريكي عافيته والسيطرة على التضخم، لكن الطبقة العاملة ظلت تعاني من زيادة الأسعار: البيوت والفواتير والنفط، رقم أنه انخفض إلى مستوياته الدنيا في عام 2022، إلا أنه زاد بنسبة 20% من الوقت الذي وصل فيه بايدن إلى البيت الأبيض عام 2020.

ولم يساعد هذا كامالا هاريس التي أجبرت على الترشح في مرحلة متأخرة من السباق الرئاسي. وكان عناد بايدن ومن حوله في الاعتراف أنه ليس مؤهلا للمضي في السباق أدى لخسارتها. إلا أنها لم تفهم الواقع، فمثل حزبها، فشلت في فهم أن الهوية العرقية لم تعد عاملا ساحقا في الانتماء الحزبي وأن الناخبين اللاتينو والسود كانوا يبحثون عن السياسات التي تخدم مصالحهم وفي أي مكان، وفقا لما أوردته الصحيفة.

وأشارت "التايمز" إلى أنه في حين كان أداء هاريس جيدا بما فيه الكفاية مع الخريجين والمشاهير الذين وصفتهم الصحيفة بالسذج، فإن الدعم لها بين أولئك الذين ليس لديهم درجة علمية كان 37% فقط. كما فشلت في فهم أن الناخبين من الأقليات العرقية لم يكونوا معادين تلقائيا لوعد ترامب بجمع المهاجرين غير الشرعيين وترحيلهم بشكل جماعي. كانت الزيادة الهائلة في الدخول غير القانوني إلى الولايات المتحدة خلال سنوات بايدن مصدر إحباط لجميع الأمريكيين.

وشددت الصحيفة، على أن تأكيد هاريس على أنه لا يوجد شيء يمكن أن تغيره من عصر بايدن أكد فقط أنها مرشحة مؤقتة ليست لديها فلسفة شخصية.

وقالت إن فشل الديمقراطيين في فهم أن مصالح الطبقة العاملة ليست بالضرورة متوافقة مع مصالح النخبة الليبرالية وأن الانفصال بين الاثنين يغذي الشعبوية على جانبي الأطلسي، كان واضحا أيضا في محاولتها الفاشلة والمبالغ فيها لتخويف الناخبين ودفعهم إلى رفض ترامب من خلال وصفه بالفاشي. وبعملها لها، فشلت هي وأعضاء آخرون في المؤسسة بواشنطن في فهم أن أولئك الذين يفكرون في التصويت له لم يهتموا كثيرا بالجوانب الأكثر غرابة في شخصيته وتوصلوا  إلى أنه على الرغم من أن سلوكه كان متقلبا، فإنه لا يؤشر لتصرفات ديكتاتور قيد الصناعة. لقد تبين في كثير من الأحيان أن نباح ترامب أسوأ من عضته. وبطبيعة الحال، قد تكون هذه العضة أقوى في المرة الثانية إذا تم استبدال النفوذ المقيد للمستشارين الجمهوريين المعروفين بمشورة الموالين المتطرفين.
واعتبرت أن هذا أمر مثير للقلق. وسيكون من الحماقة أن نتجاهل غرائز ترامب وتهوره. كما ويتمتع ترامب بميزة رئاسية أخرى: كونه أول مجرم يسكن في البيت الأبيض.


وأشارت الصحيفة إلى أن ترامب تحدث كثيرا عن تصفية الحسابات وألمح بشكل قاتم إلى ما يريد أن يحدث لمعارضيه. ولا تزال سلسلة الملاحقات القضائية المرفوعة ضده تنتظر البت بها، والطريقة التي سيتعامل معها قد تجهد دستور أمريكا. ويمثل وعده بخفض الضرائب وكبح الإنفاق الفيدرالي عودة إلى الأفكار التقدمية المدفونة منذ جيل. كما أن  شغف ترامب بالرسوم الجمركية كأداة لتجديد الصناعة الأمريكية هو الأكثر إثارة للقلق.

وقالت الصحيفة إن الواقع أن ترامب يهدد بفرض معدل 60% على الواردات من الصين و20% على بقية العالم. وحتى لو تم تنفيذه جزئيا فقط (التهديدات المبالغ فيها هي جزء من أسلوب التفاوض الذي ينتهجه ترامب)، فإنها قد تصيب الاقتصاد العالمي بنوبة قلبية. وإلى جانب طريقة ترامب في التعامل مع التجارة، يضاف إليها احتقاره للسياسة الخارجية الأمريكية القائمة على التحالف. وباتت حكومات حلف شمال الأطلسي الأوروبية متقبلة لعودة رجل يشكك علنا في قيمة الناتو ويهدد بالتخلي عن الأعضاء الذين لا ينفقون كثيرا. وستتركز أغلب المخاوف على أوكرانيا ورغبة ترامب المعلنة في رؤية حربها مع روسيا تنتهي بسرعة من خلال اتفاق مع فلاديمير بوتين. وما يثير الخوف هو أن يكون هذا على حساب تنازلات من كييف، مما يضفي الشرعية على غزو عام 2020.

وإذا كان ينظر إلى روسيا على أنها نجحت في أوكرانيا، وفقا للصحيفة، فسيعطي ذلك الضوء الأخضر الفرصة للأنظمة الاستبدادية الأخرى كي تعمل ما عملته روسيا. وقد تسعى الصين الغاضبة من سقف التعرفات الجمركية الذي سيفرضه ترامب إلى الانتقام بشن هجوم على تايوان.

ولفتت الصحيفة إلى "نهج ترامب الصارم في التعامل مع الأعداء، إذا ما استفز بشكل كاف"، موضحة أن ذلك "سيكون رسالة لكل القادة في كل مكان: انتبهوا، للرجل الذي لا يمكن التنبؤ بتصرفاته في البيت الأبيض".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية ترامب هاريس بايدن بايدن الإنتخابات الأمريكية ترامب هاريس صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الطبقة العاملة البیت الأبیض فی فهم أن أن ترامب من خلال إلى أن

إقرأ أيضاً:

قائمة حظر السفر الأمريكية تتوسع.. 36 دولة مهددة بقيود جديدة بينها مصر وسوريا

تتجه إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى توسيع قائمة حظر السفر إلى الولايات المتحدة، لتشمل 36 دولة جديدة، بينها دول حليفة واستراتيجية مثل مصر وسوريا وجيبوتي ونيجيريا، وذلك ضمن سياسة أشمل تهدف إلى تشديد قيود الهجرة والتأشيرات بشكل غير مسبوق.

ووفقًا لمذكرة داخلية صادرة عن وزارة الخارجية الأمريكية، وموقعة من الوزير ماركو روبيو، تم توجيه تعليمات إلى البعثات الدبلوماسية الأمريكية بالتواصل مع حكومات هذه الدول لتقديم خطط عمل أمنية وهجرية مفصلة خلال مهلة مدتها 60 يوماً، وإلا ستُفرض قيود جديدة على دخول مواطنيها إلى الولايات المتحدة. وحددت الوزارة الساعة الثامنة من صباح أحد أيام الأربعاء المقبل موعداً نهائياً لتسلّم هذه الخطط، دون تحديد تاريخ نهائي لدخول الحظر حيّز التنفيذ.

قائمة الدول المستهدفة

تضم القائمة 36 دولة قيد المراجعة، تشمل: 25 دولة إفريقية: من بينها مصر، السودان، السنغال، جنوب السودان، إثيوبيا، نيجيريا، الكاميرون، الغابون، غانا، موريتانيا، بوركينا فاسو، مالي، ليبيريا، زيمبابوي، زامبيا، أنغولا، كوت ديفوار، الرأس الأخضر، مالاوي، غينيا، ساو تومي وبرينسيب. دول في آسيا الوسطى: مثل قيرغيزستان وبوتان. منطقة الكاريبي: أنتيغوا وبربودا، دومينيكا، سانت لوسيا، سانت كيتس ونيفيس. جزر في المحيط الهادئ: تونغا، توفالو، فانواتو. دول عربية وآسيوية بارزة: سوريا، جيبوتي، مصر.

أبعاد القرار

هذه الخطوة تأتي في إطار تنفيذ وعود ترامب الانتخابية المتعلقة بإعادة العمل بسياسة “أمريكا أولاً”، وتشديد الضوابط الأمنية على الحدود والتأشيرات، وخاصة بعد حادثة إطلاق نار في ولاية كولورادو ارتُكبت على يد مهاجر غير شرعي، استُخدمت كمبرر لتوسيع القيود.

وتهدف إدارة ترامب، وفق ما ورد في المذكرة، إلى “إجبار الدول على التعاون في مجالات تبادل المعلومات، والتحقق من هوية المسافرين، والتعاون في ترحيل المهاجرين غير النظاميين”، مشيرة إلى أن “الدول التي لا تمتثل للمعايير الأمريكية قد تواجه حظراً شاملاً على دخول مواطنيها”.

ردود فعل وانتقادات

القرار أثار موجة انتقادات واسعة من أوساط الحزب الديمقراطي ومنظمات المجتمع المدني داخل الولايات المتحدة، حيث وصفه معارضون بأنه يحمل طابعًا عنصريًا وتمييزيًا، ويُعيد إلى الأذهان سياسات الحظر المثيرة للجدل التي اتخذها ترامب في ولايته الأولى.

وكان ترامب قد فرض، مع بداية ولايته الأولى عام 2017، حظراً على دخول مواطني سبع دول ذات أغلبية مسلمة، وهي إيران، العراق، سوريا، ليبيا، اليمن، السودان، والصومال، ما تسبب حينها في فوضى في المطارات الأمريكية واحتجاجات داخلية ودعاوى قانونية، إلى أن أقرت المحكمة العليا النسخة الثالثة من الحظر في يونيو 2018.

ورغم أن إدارة الرئيس جو بايدن ألغت هذا الحظر بعد توليه السلطة، فإن ترامب تعهد خلال حملته الانتخابية 2024 بإعادة العمل به وتوسيعه، وقد بدأ فعلاً في يونيو 2025 حين وقّع أمراً تنفيذياً جديداً يحظر دخول مواطني 12 دولة، من بينها أفغانستان، إيران، ليبيا، اليمن، السودان، الصومال، إريتريا، هايتي، الكونغو، غينيا الاستوائية، تشاد وميانمار، إضافة إلى قيود جزئية على سبع دول أخرى.

تداعيات محتملة

توسيع قائمة الحظر ليشمل دولاً حليفة مثل مصر وجيبوتي قد ينعكس سلباً على العلاقات الدبلوماسية والعسكرية، خاصة في ظل الدور المحوري الذي تلعبه هذه الدول في المنطقة، سواء في مكافحة الإرهاب أو في تسهيلات الدعم اللوجستي للولايات المتحدة.

كما يتوقع أن يؤثر الحظر على عشرات آلاف الطلبات السنوية للحصول على التأشيرات من هذه الدول، سواء لأغراض الدراسة أو العمل أو لمّ الشمل العائلي، ما قد يُفاقم من حدة الانتقادات الحقوقية والإنسانية داخل وخارج الولايات المتحدة.

وبهذا يمضي ترامب بخطى متسارعة نحو إعادة تشكيل سياسة الهجرة الأمريكية بمنظور أمني صارم، وسط تحذيرات من تداعيات دبلوماسية وإنسانية وقانونية محتملة، بينما تبقى الأنظار متجهة إلى كيفية تعامل الدول المستهدفة مع المهلة الأمريكية، وما إذا كانت ستلجأ للامتثال أم ستواجه حظرًا شاملًا على سفر مواطنيها إلى الولايات المتحدة.

مقالات مشابهة

  • الخارجية الأمريكية: ترامب كان واضحا بشأن عدم امتلاك إيران للسلاح النووي
  • ترامب يفسر منشوره الغامض الذي دعا فيه الإيرانيين إلى إخلاء العاصمة طهران فوراً
  • هلا عبدالله لمتابعيها : الفقير أقرب للثراء من أصحاب البيوت والسيارات.. فيديو
  • مصطفى بكري: لا صحة لما يتردد عن تأجيل الانتخابات البرلمانية بسبب الحرب بين إيران وإسرائيل
  • بركات الذي فشل كرئيس لجهة بني ملال إحدى أفقر الجهات يتحدث عن التنمية
  • الانتخابات ومفهوم التغيير
  • قائمة حظر السفر الأمريكية تتوسع.. 36 دولة مهددة بقيود جديدة بينها مصر وسوريا
  • أحمد موسى: إيران لن تتراجع عن تخصيب اليورانيوم ولم تهاجم القواعد الأمريكية
  • ترامب: القوات الأمريكية سترد بأقصى قوة حال تعرضنا لهجوم إيراني
  • ترامب يشعل تفاعلا بالعرض العسكري في يوم ميلاده الذي يصادف ذكرى تأسيس الجيش