احتفالا بـ10 سنوات على إطلاقه.. تليغرام يطلق ميزة القصص لجميع المستخدمين
تاريخ النشر: 15th, August 2023 GMT
أعلن تطبيق المراسلة الفورية "تليغرام" عن إطلاق ميزة "القصص" لجميع مستخدميه من خلال تحديث جديد، وذلك بعد نحو شهر من إتاحتها لمشتركي "تليغرام بريميوم".
وتتيح ميزة القصص للمستخدمين مشاركة الصور ومقاطع الفيديو مع أصدقائهم لمدة قصيرة، حيث تظهر هذه القصص في أعلى قائمة المحادثات في مساحة قابلة للتمدد، وبإمكان المستخدمين عرض أي قصة عند الضغط عليها، والتفاعل معها عن طريق إرسال رسائل نصية أو استخدام الوجوه التعبيرية.
وتظهر هذه المشاركات افتراضيا لمدة 24 ساعة لدى كافة المستخدمين، ويمكن لمشتركي "تليغرام بريميوم" تخفيض هذه المدة إلى 6 أو 12 ساعة، أو زيادتها إلى 48 ساعة، ويمكن للمستخدمين أيضا إجراء بعض التعديلات على الصور ومقاطع الفيديو، وإضافة نصوص وملصقات والموقع الجغرافي وغيرها من العناصر التفاعلية.
ويوفر تطبيق "تليغرام" خيارات متعددة للتحكم في مشاركة القصص، حيث يمكن للمستخدمين تحديد من يمكنه رؤية قصصهم، سواء كان الجميع أو جهات الاتصال أو قائمة مختارة من الأصدقاء، كما يمكنهم أيضا استثناء بعض الأشخاص من رؤية القصص. ويتيح التطبيق الخيار للمستخدمين لمنع أو السماح بالتقاط لقطات شاشة من القصص، ويوفر إمكانية الاحتفاظ بالقصة على نحو دائم في الملف الشخصي حتى بعد انتهاء المدة المقررة لمشاركتها.
وبعد مشاركة القصص، يمكن للمستخدمين متابعة الإحصائيات المفصلة حول المشاهدات والتفاعل، وبإمكانهم أيضا التقاط صور ومقاطع فيديو باستخدام وضع الكاميرا المزدوجة لتفعيل الكاميرا الأمامية والخلفية في الوقت نفسه.
ومن المزايا الإضافية الأخرى الخاصة بمشتركي "تليغرام بريميوم"، إعطاء الأولوية للقصص الخاصة بهم في الظهور، وكذلك إمكانية رؤية قصص الآخرين دون أن يعلموا، والقدرة على تحميل القصص إلى أجهزتهم، وغيرها.
وتأتي هذه الميزات الجديدة في إطار احتفال "تليغرام" بمرور 10 سنوات على إطلاق التطبيق، علما بأن عدد مستخدميه تجاوز الآن 800 مليون مستخدم.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
حتى نحن نجهل إيران أيضا
في ظل الأوضاع السياسية الراهنة التي يمر بها محيطنا الإقليمي نلجأ إلى كنف الأدب لمحاولة فهم سياق الصراع والعنف المستشري لدى البعض الواقعين تحت سطوة الأيديولوجيا، وأحيانا نلوذ بالأدب كإعلان تضامن مع الشعوب التي تتعرّض للتدمير والقتل؛ نتيجة لوقوفها مع القضايا الإنسانية العادلة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
لذلك فإن تضامننا -أضعف الإيمان- مع الشعب الإيراني جعلنا نلتفت إلى الثقافة الإيرانية؛ للتعرف على سر مكونات الشعب الصامد والمبدع والوطني أيضا؛ إذ عبّر العديد من المثقفين الإيرانيين المختلفين مع النظام، أو بعض المعارضين له عن وقوفهم ضد الهجمات الأمريكية والإسرائيلية على الأراضي الإيرانية، وإدانتهم لما يتعرّض له الشعب الإيراني من قصف وتدمير.
هذه الأيام قرّبتنا من السينما الإيرانية التي تُعد العمود الفقري للفن الإيراني الباهر. كما اطلعنا على المتوفر من الأدب الإيراني المترجم إلى العربية، ونعترف بالقصور على التأخير في الالتفاتة إلى هذه الثقافة المجاورة؛ للتعرف أكثر على الإنسان والمكان في تلك المنطقة.
شاهدتُ بعض الأفلام الإيرانية المتاحة على الإنترنت مثل فيلم (أبناء السماء) و(إخوة ليلى). كما اطلعت على الروايات التي كتبها أدباء إيرانيون، مثل الكاتب والروائي أمير حسن جهلتن (1956) الذي سبق أن قرأت له روايته البديعة غرام في القاهرة، وكتبتُ عنها في هذا العمود. فالمهندس المولود في طهران بدأ بنشر أعماله الأدبية أثناء دراسته الجامعية، وكانت عبارة عن مجموعتين قصصيتين. وعندما كتب الرواية مُنع عمله الأول «رثاء القاسم»؛ لأن البطل ينتمي «لفدائيي خلق» المحظورة في الجمهورية الإسلامية. أصدر جهلتن عدة روايات منها «قاعة المرايا» 1991، و«نبات المحبة» 1999، و«عشق وسيدة لم تكتمل» 2000، لكن أعماله الأهم التي اشتهرت وطبعت خارج طهران هي ثلاثية طهران «طهران مدينة بلا سماء» و«طهران شارع الثورة»، و«طهران آخر الزمان»، والعديد من الأعمال الأدبية الأخرى.
صدرت رواية خطاط أصفهان عام 2015، وترجمها عن الفارسية المترجم غسان حمدان، ونشرتها دار سؤال عام 2023. وتدور أحداثها في مدينة أصفهان عاصمة الدولة الصفوية قبل سقوطها عام 1722م في أيدي قبائل الباشتون الأفغانية، بعد حصار استمر ما يقارب نصف السنة، تعرضت خلالها المدينة إلى مجاعة قاتلة، وانتشار مرض الطاعون.
تبدأ الرواية بافتتاحية خبر انقضاء فترة عزاء والد السارد الذي لا نعرف اسمه؛ إذ توقف عن الحديث بمجرد حصوله على مخطوط قديم في صندوق والده المتوفى، لينوب عنه اللهيار حفيد أشهر خطاط في أصفهان. طعّم الكاتب مقدمة الرواية بمعلومات مشوقة تحبس القارئ بين صفحات الرواية حتى نهايتها، وهذا أسلوب يتمتع به الكاتب جهلتن. وقد سبق الإشارة إلى ذلك عند الحديث عن روايته غرام في القاهرة.
فالراوي الذي وجد مخطوط شجرة العائلة المكتوب عام 1850م، يخبر زوجته أنه اكتشف أن هناك دماء فرنسية في دمه، ولكنها ردت عليه «أنا متيقنة أن كثافة تلك الدماء لا تبلغ دم العرب والأتراك والمغول»؛ كرمزية للتقارب بين الأعراق في تلك المنطقة.
كانت الوثيقة التي حملت متن الأحداث تشير إلى مجيء الوفد الفرنسي إلى إيران «في أوائل القرن الثامن عشر كانت ماري بيتي قد أوفدت إلى بلاط إيران مع وفد فرنسي بأمر من ملك فرنسا لويس الرابع عشر، ومع أنها لم تكن تملك أي منصب واضح في ذلك الوفد إلا أنها كانت تقدم نفسها بوصفها ممثلة عن أميرات فرنسا». وكان اللهيار (الذي تولى سرد الحكاية) قد اكتشف سر لوحة المرأة الإفرنجية التي وضعته، ثم تخلت عنه ورجعت إلى باريس مثلما أخبره جده عن اقتراب أجله.
بعد ذلك تبدأ الأحداث في التصاعد على خبر بداية محاصرة الأفغان للمدينة التي بدأت تتلاشى فيها عناصر الأمان والاطمئنان، فبدأ الناس بتجميع المؤن، وظهرت بوادر المجاعة التي قضت على خطاط أصفهان الشهير المهتم بكتابة الشاعر جلال الدين الرومي، وتحمّل في ذلك مشقة الازدراء من قبل السلطتين السياسية والدينية؛ إذ كان ينبذ التعصب المذهبي والطائفي، ويشيع المحبة بين الناس.
لا يمكن اختزال الرواية في المعاناة التي تعرّض لها المحاصرون والجياع، وهو مشهد يُذكّرنا بما يحدث الآن في غزة. ولكن رواية «خطاط أصفهان» تتعمق في تفاصيل الفترة الزمنية التي تتحدث عنها أيام الدولة الصفوية من صراع طائفي وتشدد مذهبي. في النهاية يتوصل القارئ الحصيف للرواية إلى فهم العبارة التي ذكرها السارد في مقدمة الرواية «مع أننا إيرانيون لكننا لا ندري بالضبط ما يعني أن نكون إيرانيين؛ فهذا الأمر لغز بالنسبة لنا. كما أن الاستمرار التاريخي لهذه البلاد سر في حد ذاته». وهنا نتفق مع السارد أننا أيضا نجهل الكثير عن الثقافة الفارسية التي تقترب مع الثقافة العربية أكثر مما تبتعد.