أقل من 3 أشهر وتنتهي ولايته.. بايدن يسعى لتحقيق إنجاز في الشرق الأوسط
تاريخ النشر: 9th, November 2024 GMT
يواصل الرئيس الأميركي، جو بايدن، أداء مهامه وصلاحياته حتى موعد تنصيب الرئيس المنتخب في 20 يناير 2025، فيما يُعرف بفترة "البطة العرجاء" في الولايات المتحدة – وهي الفترة الانتقالية التي تسبق تسلم الرئيس المنتخب للسلطة، وتهدف إلى ضمان انتقال سلس للقيادة.
ويرى محللون، تحدثوا إلى موقع "الحرة"، أن بايدن قد يسعى خلال هذه الفترة لتحقيق إنجازات حتى وإن كانت محدودة، في مسعى لتعزيز إرثه في السياسة الخارجية الأميركية، مع التركيز بشكل خاص على الأزمة في الشرق الأوسط.
وكان الرئيس المنتخب، دونالد ترامب، قد أكد أنه "سينهي الحرب في الشرق الأوسط سريعا" بعد تسلمه منصبه.
المحلل السياسي والعسكري الأميركي في معهد هدسون، ريتشارد وايتز، يعتقد أن إدارة بايدن قد تستطيع إحداث اختراق في الأزمة في الشرق الأوسط قبل مغادرتها، من خلال "وقف إطلاق النار في لبنان".
ويوضح في حديث لموقع "الحرة" أن الصراع في غزة "قد يستمر لعدة أشهر أخرى على الأقل".
"الأهداف القابلة للتحقيق"المحلل الأمني المتخصص في شؤون الشرق الأوسط في واشنطن، محمد الباشا، يعتقد أن إدارة بايدن ستركز على الأهداف القابلة للتحقيق بدلا من السعي لتحقيق اختراقات كبرى، نظرا لتعقيد القضايا الإقليمية والإطار الزمني المحدود.
وأضاف في حديث لموقع "الحرة" أن جهود الإدارة الديمقراطية الحالية المحتملة قد تركز على "تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة من الحروب، مثل غزة وجنوب لبنان، عبر الشراكات الدولية".
Sorry, but your browser cannot support embedded video of this type, you can download this video to view it offline.
وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية، الخميس، أن الوزير أنتوني بلينكن يعتزم مواصلة عمله لإنهاء الحرب في غزة ولبنان في الفترة المتبقية من ولايته.
وقال المتحدث باسم الخارجية، ماثيو ميلر، للصحفيين: "سنواصل العمل حتى إنهاء الحرب في غزة وإنهاء الحرب في لبنان، وايصال المساعدات الإنسانية إلى غزة. من واجبنا المضي في هذه السياسات حتى ظهر يوم 20 يناير حين يتولى الرئيس المنتخب مهماته".
كما أنه سيكثف وساطاته لخفض التصعيد لمحاولة تحقيق أي إنجاز مثل: وقف إطلاق النار في غزة، أو تطبيق خارطة الطريق الأممية في اليمن، أو تأمين إطلاق سراح الرهائن عبر الوساطة، أو إنشاء ممرات إنسانية لتوصيل المساعدات الطبية، أو تنظيم قمة إقليمية لبحث التحديات المشتركة، مثل أمن المياه ومكافحة الإرهاب بحسب الباشا.
ويتوقع الباشا أن يكون التعاون بين بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو "محدودا"، إذ قد يفضل الأخير انتظار عودة ترامب للبيت الأبيض بهدف الدفع بالاحتياجات الأمنية الإسرائيلية العاجلة، خاصة مع الانتقادات التي وجهت للإدارة الحالية بتأخير وصول ذخائر أرادتها إسرائيل بشدة.
وبينما دعا ترامب إلى السلام، شدد على وضعه كأقوى حليف لإسرائيل، حتى أنه وعد رئيس نتانياهو بأنه "سيتم المهمة" ضد حماس في غزة.
ساعة زمنية مغايرةعامر السبايلة، وهو أستاذ جامعي ومحلل جيوسياسي أردني، يقول إنه بغض عن طموحات بايدن خلال الفترة الزمنية المقبلة، إلا أن إسرائيل تعمل بساعة زمنية مغايرة تماما عنه.
ويشرح في حديثه لموقع "الحرة" أن التغييرات التي أجراها رئيس الوزراء الإسرائيلي على مستوى وزارة الدفاع ترسل رسالة واضحة أن "إسرائيل قد تستغل فترة ما قبل التنصيب والتوسع في عمليات عسكرية، لإيجاد واقع جديد قبل استلام ترامب لمنصبه رسميا".
وأضاف أن المنطقة "لا تزال في مرحلة الجبهات المفتوحة، والتصعيد المتزايد، والتهديدات المتزايدة"، وبالتالي "مناخات إحلال السلام غير متوفرة أصلا، وما لم يستطع تحقيقه خلال أكثر من عام، لن يتمكن من إتمامه في نحو شهرين، وستكون الفرصة مواتية أكبر لبذل الجهود في إدارة باقية في البيت الأبيض".
وأعلن ترامب أنه سيطلق يد إسرائيل في حربها في غزة، منتقدا موقف الرئيس بايدن الذي تعرض بدوره لانتقادات من يسار حزبه الديمقراطي لعدم ممارسته ضغوطا كافية على إسرائيل.
بعد انتخابه عام 2016، اتخذ الرئيس ترامب عدة مبادرات تصب في مصلحة إسرائيل.
فمنذ ديسمبر 2017، اعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وخرج عن الحياد التاريخي للمجتمع الدولي في هذه القضية، ونقل السفارة الأميركية إلى المدينة المقدسة لدى الديانات الثلاث، على الرغم من احتلال إسرائيل للجزء الشرقي منها منذ عام 1967 قبل أن تعلن ضمه.
واعترف ترامب أيضا بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان السورية الاستراتيجية التي تحتلها إسرائيل أيضا منذ عام 1967 ويعتبرها المجتمع الدولي أراضي سورية.
وأكدت إدارته أيضا أنها لا تعتبر المستوطنات في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل غير قانونية، وهو موقف يتعارض مع القانون الدولي.
وخلال فترة ولايته، عمل الدبلوماسيون الأميركيون أيضا بشكل حثيث للتطبيع بين إسرائيل والعديد من الدول العربية عبر توقيع اتفاقات إبراهيم التي يرى العديد من الإسرائيليين أنها تضمن الأمن لهم.
محاولات لتحريك ملف التطبيعوفي ملف التطبيع بين إسرائيل ودول المنطقة، وفي مقدمتها السعودية، يؤكد السبايلة أن التقدم فيها قد يكون "في مراحل زمنية لاحقة، ليس في عهد بايدن بالتأكيد".
وأضاف أن نتانياهو لن يوقف تعاونه مع بايدن، ولكن سنرى لهجة مغايرة بعد عودة ترامب.
ولكن هذا لن يحبط الرئيس بايدن إذ سيسعى إلى تحريك ملف "اتفاقيات التطبيع القائمة في إطار اتفاقات إبراهيم، وتكثيف تحركات مبعوثيه الدبلوماسيين للمنطقة" بحسب الباشا.
وقال "رغم أن تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل يبدو أنه سيمتد إلى الإدارة المقبلة، قد يتمكن بايدن من تمهيد الطريق عبر خطوات تحضيرية".
وقام وزير الخارجية الأميركي، بلينكن بـ 11 جولة في الشرق الأوسط منذ هجوم حماس على إسرائيل في أكتوبر 2023، وهو يدفع منذ أشهر للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة يشمل الافراج عن الرهائن.
وتحدث عن محاولات أخيرة خلال الشهرين المقبلين بتوسيع "التبادلات الاقتصادية أو الثقافية بين إسرائيل ودول مثل الإمارات والمغرب، وتشجيع تدابير بناء الثقة بين السعودية وإسرائيل، مثل التعاون التجاري أو الأمني السري ولو حتى كان من دون الوصول إلى تطبيع رسمي".
وحول ما إذا كانت هذه الجهود قد تنجح أم لا؟، يلفت الخبير الباشا إلى أن "السعودية قالت بشكل علني إن التطبيع مع إسرائيل مرهون بتحقيق تقدم ملموس نحو حل الدولتين، ما يعكس موقفها الداعي إلى معالجة تطلعات الدولة الفلسطينية".
ورغم عدم القدرة على الوصول إلى حل الدولتين في هذا الوقت الضيق، إلا أن إدارة بايدن قد تحاول تنفيذ "مبادرات تدريجية لدعم التنمية الاقتصادية للفلسطينيين أو تعزيز الحكم الذاتي الفلسطيني كخطوة أولية نحو مفاوضات مستقبلية، وفي الوقت ذاته ستغري إسرائيل بمعالجة المخاوف الأمنية المباشرة لها، وتعزيز أنظمة الدفاع مثل القبة الحديدية، أو دفع مشاريع التحديث العسكري من خلال التدريبات المشتركة، أو توسيع تبادل المعلومات الاستخباراتية المتعلقة بالتهديدات الإيرانية".
أوكرانيا قد تصبح الأولويةويعتقد الباشا أن أولويات بايدن قد تذهب إلى إعطاء أولوية لما يحدث في أوكرانيا خلال الـ 70 يوما المقبلة، خاصة بعد دوره المحوري في منع سقوطها بيد روسيا، مما يعكس سعيه لترسيخ إرثه الرئاسي.
وفي هذا السياق، أصدر الرئيس بايدن توجيهات للبنتاغون الجمعة برفع الحظر المفروض على المتعاقدين لإصلاح الأسلحة التي توفرها الولايات المتحدة لأوكرانيا، في خطوة تعزز دعم واشنطن المستمر لجهود كييف في مواجهة التحديات الراهنة، على ما يرى الخبير الباشا.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية ميلر إن الوزير بلينكن سيسعى أيضا إلى إحراز "تقدم ملموس" في أولويات أخرى بينها العمل "لتحقيق كسب في المنافسة مع الصين، مع إدارة العلاقة بين بلدينا بشكل مسؤول" و"ضمان أن تكون أوكرانيا في أفضل وضع للنجاح".
الصحفية مراسلة البيت الأبيض في "ذا هيل"، أليكس غانجيتانو تعتقد أن أولوية بايدن خلال الشهرين المقبلين "على المستوى الشخصي سيعيد الحسابات بشأن فترة رئاسته، وما تبقى منها وسيسعى للحفاظ على إرثه وعمله في مجال السياسة الخارجية، وهو جزء كبير من مسيرته في مجلس الشيوخ قبل أن يصبح نائب رئيس ومن ثم رئيسا".
وأضافت في حديثها لبرنامج "داخل واشنطن" الذي يقدمه، روبرت ساتلوف ويبث على شاشة "الحرة" أنه خلال الفترة المقبلة، قد نرى بايدن "يحاول إنهاء الحرب في الشرق الأوسط، كما سنشهد دعمه المتواصل لأوكرانيا بقدر ما يستطيع قبل أن يمسك الكونغرس ذو الأغلبية الجمهورية بزمام الأمور حيث ستكون المساعدات في خطر".
وادعى ترامب مرارا أنه قادر على إنهاء الحرب في أوكرانيا خلال 24 ساعة، منتقدا المساعدات الأميركية لكييف في حربها ضد روسيا.
وواشنطن من أبرز الداعمين العسكريين لكييف. ويشعر كثيرون في أوكرانيا بقلق من عدم مواصلة ترامب تقديم المستوى نفسه من الدعم، أو من إمكان دعمه تسوية سلمية لمصلحة روسيا.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الخارجیة الأمیرکی الولایات المتحدة فی الشرق الأوسط الرئیس المنتخب إدارة بایدن الحرب فی بایدن قد فی غزة
إقرأ أيضاً:
واشنطن بوست: الخلاف بين ماسك ومساعدي ترامب كان يتصاعد منذ أشهر
ذكرت صحيفة واشنطن بوست أن الخلاف بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورجل الأعمال إيلون ماسك بلغ ذروته، بعد تحذير ترامب السبت من "عواقب وخيمة" إذا دعم ماسك الديمقراطيين أو أي طعون ضد مشرعين جمهوريين في الكونغرس بسبب مشروع قانون الميزانية.
ونقلت الصحيفة عن المستشار السياسي السابق لترامب، ستيف بانون، أن الخلاف بين ماسك وكبار مسؤولي إدارة ترامب كان يتصاعد منذ أشهر، مع تدهور العلاقة بين ماسك وقاعدة "لنجعل أميركا عظيمة مجددا" (ماغا)، بسبب ما وُصف بأنه "تكتيكات ماسك الوحشية ونقص الحنكة السياسية والخلافات الأيديولوجية".
وبحسب واشنطن بوست، بلغ التوتر ذروته في أبريل/نيسان الماضي، عندما وقع شجار جسدي بين ماسك ووزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت في البيت الأبيض. فبعد أن دعم ترامب اختيار بيسنت لمنصب مفوض دائرة الإيرادات الداخلية بالإنابة خلال اجتماع في المكتب البيضاوي، احتدم الخلاف بين الطرفين.
وأثناء خروجهما من الاجتماع، دفع ماسك كتفه في صدر بيسنت، ليرد بلكمة ويصف ماسك "بالمحتال"، قبل أن يتدخل أشخاص لفض الاشتباك. وأفاد بانون بأن ترامب علق لاحقا على الحادث قائلا "هذا كثير جدا".
وكان الخلاف قد بدأ بين الجانبين عندما طرح ترامب في 2 أبريل/نيسان الماضي رسوما جمركية جديدة بهدف إعادة تشكيل الاقتصاد العالمي، وهو ما أثار غضب ماسك الذي عبر عن استيائه عبر منصة إكس، كما قدم مناشدات شخصية لترامب لإلغاء القرار.
إعلانلكن ترامب لم يتراجع إلا بعد أيام من تراجع حاد في أسواق السندات.
مشروع قانون الميزانيةوفي منتصف أبريل/نيسان تفجّر الخلاف مجددا حول مشروع قانون الميزانية، فقد وصف ماسك القانون المطروح بأنه "رجس يثير الاشمئزاز"، في حين اعتبره ترامب "كبيرا وجميلا"، كونه يمثل العلامة الفارقة في ولايته الثانية.
وعلى إثر ذلك، بدأ مشرعون معارضون يحثون ماسك، الذي كان من أكبر ممولي حملة الحزب الجمهوري، على تمويل طعون ضد الجمهوريين المؤيدين للقانون.
من جانبه، حذر ترامب في مقابلة مع شبكة إن بي سي، أمس السبت، أن ذلك "ستترتب عليه عواقب وخيمة إن فعل ذلك"، من دون تحديد طبيعة تلك العواقب.
وأضاف "أنا مشغول جدا بأشياء أخرى… ليس لدي أي نية للتحدث معه". وذكّر ترامب بأنه كان قد منح ماسك العديد من التسهيلات خلال ولايته الأولى "وأنقذ حياته في تلك الفترة".
ملفات قضية إبستينوكانت العلاقة بين الرجلين قد شهدت سابقا فترات من الانسجام والتفاهم، فقد أقام ترامب حفلا وداعيا لماسك في البيت الأبيض عقب مغادرته هيئة الكفاءة الحكومية.
لكن الخلافات حول الميزانية فجرت التوتر من جديد، إذ هاجم ترامب ماسك خلال مؤتمر صحفي في المكتب البيضاوي. وبعد ذلك، حاول الطرفان احتواء التصعيد مؤقتا، حيث قال ترامب للصحفيين "أتمنى له الخير"، ورد ماسك عبر إكس "وأنا كذلك".
ثم عاد التوتر بقوة إلى الواجهة بعد أن كتب ماسك منشورا اتهم فيه ترامب بالتورط في قضية الممول الراحل جيفري إبستين.
وقال ماسك في منشور على إكس "حان الوقت لإلقاء القنبلة الكبرى: (اسم ترامب) يرد في ملفات إبستين"، ملمّحا إلى أن هناك ملفات غير منشورة تثبت ذلك.
وأتبعه بمنشور آخر كتب فيه "احفظوا هذا المنشور للمستقبل. الحقيقة ستظهر". لكن ماسك حذف كلا المنشورين لاحقا.
ونفى ترامب صحة هذه المزاعم قائلا "حتى محامي إبستين قال إنه لا علاقة لي بذلك". وتؤكد إدارة الرئيس الأميركي أنها تراجع عشرات الآلاف من الوثائق المرتبطة بالقضية.
إعلانوفي حين تردد أن اسم ترامب ذُكر في بعض الاستجوابات والبيانات المرتبطة بإبستين، لم توجه إليه أي اتهامات رسمية.
وكان ترامب قد اعترف سابقا بمعرفته بإبستين، الذي وصفه في أوائل الألفية الثالثة بأنه "رجل رائع"، لكنه نفى أن يكون قد زار جزيرته الخاصة التي يُعتقد أنها كانت مسرحا لجرائم استغلال قاصرات.