أثر جديد للحرب.. تزايد الهجرة العكسية للأطباء الإسرائيليين إلى الخارج
تاريخ النشر: 9th, November 2024 GMT
لا تنقطع المؤشرات الإسرائيلية المتلاحقة على تراجع ثقتهم بمستقبلهم في هذه الدولة، لكنها تتركز في الآونة الأخيرة في ظاهرة الهجرة العكسية خارج الأراضي المحتلة، ولعله بكثير من التركيز يمكن اكتشاف أن الظاهرة تتمحور حول رحيل عدد كبير من الأطباء والخبراء الطبيين إلى أمريكا والدول الأوروبية.
ومن الممكن أن يكون للموضع عواقب كارثية على "إسرائيل" بأكملها، خاصة وأن هذه الظاهرة تتزايد باستمرار، في ظل العجز عن توفير استجابة فورية وحلول للمشاكل الحرجة التي يواجهها الجهاز الطبي الإسرائيلي عموما.
وقال يوسي أرابليش، هو رئيس منظمة "من أجلك" التي تقدم الاستشارات والإرشادات الطبية مجانا: إن "هجرة الأدمغة في مجال الطب أصبحت مشكلة حادة في إسرائيل مع تزايد التقارير عن أطباء موهوبين يختارون مغادرتها للحصول على عروض أكثر ربحية في بلدان أخرى، مع أن المشكلة لا تكمن في ظروف الرواتب فحسب، بل أيضًا في تراجع البنية التحتية وظروف العمل".
وأضاف في مقال نشرته "القناة 12"، وترجمته "عربي21" أنه "بينما يتمتع الأطباء في أماكن أخرى من العالم بدعم كبير وموارد يمكن الوصول إليها، فإنه غالبًا ما يكون النظام الطبي الإسرائيلي مرهقًا وبيروقراطيًا، ويجد الأطباء أنفسهم منشغلين بالأمور الإدارية، وإدارة الميزانيات والتقارير، وكتابة الطلبات غير الضرورية للخزائن، وتصاريح سفر المريض إلى الخارج المقدمة لشركات التأمين، كل هذا بدلاً من التركيز على العلاجات المنقذة للحياة، أو المساهمة بمعارفهم ومهاراتهم في البحث الطبي".
واستشهد الكاتب بلغة الأرقام كاشفاً أن "25 بالمئة من الأطباء الإسرائيليين يبلغون من العمر 67 عاما أو أكثر، وفي إسرائيل يوجد 3.3 طبيبًا لكل 1000 إسرائيلي، وهذا العام، طلب أكثر من 800 طبيب شهادة أمانة من وزارة الصحة، وفي عام 2014، ارتفعت نسبة الأطباء الإسرائيليين العاملين في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية من 9.8 إلى 14 بالمئة، واليوم تبلغ النسبة بالفعل 18 بالمئة".
وأشار إلى أنه "في استطلاع أجري منذ وقت ليس ببعيد، أعرب أكثر من نصف الأطباء الإسرائيليين المقيمين في الخارج عن رغبتهم في البقاء في الخارج في هذه المرحلة، وعدم العودة إلى إسرائيل، وبالتالي فإن مغادرة كتلة حرجة من الأطباء لها عواقب كارثية على الدولة بأكملها، مما دفع مراقب الدولة للتحذير في تقرير خاص هذا العام من النقص المتزايد بشكل عام، وفي مجالات معينة مثل طب أعصاب الأطفال، والعناية المركزة، وعلم الأمراض، والأشعة، وإعادة التأهيل، والطب النفسي، والتخدير، وطب الطوارئ خصوصا".
وأكد أنه "التقى خلال الحرب الدائرة بالعديد من الأطباء، الذين أعربوا عن إحباطهم وقلقهم إزاء هذا الواقع، ويتحدثون عن مقدار الوقت الكبير الذي يتعين عليهم تكريسه للأمور البيروقراطية، وعن صعوبة التركيز على المهام المنقذة للحياة، أو على البحث والتطوير المهني، وقد أضيفت لذلك مؤخراً عواقب فترات القتال التي تزيد من حدة الأزمة، إذ يُطلب من الأطباء التدخل في حالات الطوارئ في ظل ظروف مستحيلة، وأحياناً دون موارد كافية، وفوق ذلك فإن العبء النفسي والجسدي الذي تعانيه الطواقم الطبية خلال فترات الحرب يساهم في مستوى الإرهاق والهشاشة في النظام الطبي بأكمله".
وأكد أن "الحرب الدائرة منذ أكثر من عام تؤدي إلى تسريع رغبة العديد من الأطباء في الانتقال والعمل في خارج الدولة في ظل ظروف أمنية أفضل، وبراتب أعلى بكثير، الأمر الذي يستدعي مكافحة رسمية لهجرة الأدمغة، باقتراح حلول حاسمة، لكن الدولة لا تقوم بذلك، خاصة في تخفيف العبء البيروقراطي على الأطباء، وزيادة الميزانية المخصصة لهم، البحث والتطوير الطبي، وتحسين ظروف الرواتب، وتوفير الحوافز الاقتصادية، بجانب توفير الدعم النفسي والمهني للفرق العاملة في الخطوط الأمامية من الحرب".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الإسرائيلية الهجرة العكسية الحرب إسرائيل الاحتلال الحرب حرب غزة الهجرة العكسية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة من الأطباء
إقرأ أيضاً:
هل بدأت المرحلة الأخطر بين إسرائيل وإيران؟
تنفّس الشرق الأوسط والعالم بأسره الصعداء عندما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في 24 يونيو/ حزيران 2025، التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، منهيًا بذلك حربًا استمرت 12 يومًا.
هذا الاتفاق، يُعد إنجازًا دبلوماسيًا مؤقتًا، يعكس رغبة الأطراف المنخرطة في الصراع في تجنب حرب طويلة الأمد قد تُغرق المنطقة في فوضى أكبر. ومع ذلك، فإن هذه الحرب، ليست سوى فصل جديد في صراع إسرائيلي- إيراني عميق الجذور، قد يكون مجرد مقدمة لمواجهات أكثر خطورة في المستقبل.
يُمثل وقف إطلاق النار إنجازًا تكتيكيًا لجميع الأطراف المعنية. بالنسبة للولايات المتحدة وإسرائيل، تُعد الضربات التي استهدفت المنشآت النووية الإيرانية نجاحًا إستراتيجيًا، إذ أُعلن أنها ألحقت أضرارًا كبيرة بالبرنامج النووي الإيراني.
من جانبه، أكد الرئيس ترامب أن هذه العملية العسكرية حققت أهدافها دون جر الولايات المتحدة إلى حرب إقليمية شاملة، وهو ما يتماشى مع سياسته التي تتجنب التورط العسكري المباشر في الشرق الأوسط. في المقابل، تعرضت إسرائيل لأضرار بالغة جراء الهجمات الصاروخية الإيرانية، مما جعل وقف التصعيد ضرورة ملحة لتقليل الخسائر البشرية والاقتصادية.
من جانب إيران، يُتيح الاتفاق فرصة لتجنب حرب طويلة الأمد كانت ستُشكل تهديدًا وجوديًا للنظام. وعلى الرغم من الأضرار التي لحقت بمنشآتها النووية، تصر طهران على أن برنامجها النووي لا يزال قائمًا ولم يتأثر بشكل حاسم.
هذا الخطاب يعكس محاولة إيران للحفاظ على صورتها كقوة إقليمية صلبة، قادرة على مواجهة خصومها رغم تبعات الحرب. ومع ذلك، فإن هذا الاتفاق لا يُنهي الصراع الأساسي بين إسرائيل وإيران.
لقد تطور هذا الصراع من مواجهات غير مباشرة عبر وكلاء إقليميين إلى حرب مكشوفة، خاصة بعد أحداث السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، التي كانت نقطة تحول في الصراع. لقد كسرت الحرب الأخيرة الحواجز النفسية التي كانت تمنع المواجهة المباشرة، مما يجعل احتمال اندلاع حرب جديدة في المستقبل واردًا.
إعلانقد يبدو من الصعب تقدير حجم الأضرار التي لحقت بالبرنامج النووي الإيراني. أعلن ترامب أنّ الضربات الأميركية والإسرائيلية دمرت المنشآت النووية الإيرانية بالكامل، فيما تبدو التقييمات الإسرائيلية أكثر حذرًا.
تشير تقارير استخباراتية إسرائيلية إلى أن الضربات ألحقت أضرارًا كبيرة، لكنها لم تُنهِ البرنامج النووي بشكل نهائي. من ناحية أخرى، تقلل إيران من شأن هذه الأضرار، مؤكدة أن برنامجها النووي لا يزال يعمل بكفاءة.
من المتوقع أن يُمهد وقف إطلاق النار لاستئناف المفاوضات النووية بين طهران والقوى الغربية. ومع ذلك، فإن فكرة تخلي إيران عن طموحاتها النووية بالكامل تبدو غير واقعية، خاصة بعد أن حاولت تصوير نفسها كمنتصرة في هذه الحرب. إن استمرار البرنامج النووي، وإن بشكل محدود، سيبقى مصدر توتر دائم بين إيران وخصومها.
على الرغم من الضرر الذي لحق بإيران، سواء على المستوى العسكري أو الاقتصادي، فإن هذه الحرب قد تُنتج دولة أكثر جرأة وأقل التزامًا بالقيود التي كانت تُحكم سلوكها الإقليمي في الماضي.
قبل هذه الحرب، كانت إيران تمارس ضبط النفس في مواجهاتها مع إسرائيل والولايات المتحدة، خشية التورط في حرب مباشرة. لكن الاشتباكات الأخيرة، التي شملت هجمات صاروخية إيرانية غير مسبوقة على مدن إسرائيلية، أزالت هذه العتبة النفسية.
في المستقبل، قد تكون إيران أكثر استعدادًا للرد بعنف على أي استفزاز، مما يزيد من مخاطر التصعيد. علاوة على ذلك، كشفت الحرب عن نقاط ضعف في الدفاعات الإيرانية، مما سيدفع طهران إلى تسريع جهودها لتعزيز ترسانتها العسكرية، بما في ذلك الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة.
في إسرائيل، يسود إجماع بين الأوساط السياسية والأمنية على أن إيران ستبقى تهديدًا إستراتيجيًا ما دام النظام الحالي في طهران مستمرًا.
على الرغم من الضربات التي تلقتها إيران وحلفاؤها في المنطقة، مثل حزب الله في لبنان وحضورها في سوريا، فإن طهران ستسعى لإعادة بناء شبكتها الإقليمية.
يُعتبر حزب الله، على وجه الخصوص، خطَّ دفاع أماميًا لإيران، وسيكون تعافيه أولوية لطهران في السنوات القادمة. كما ستعمل إيران على تعزيز علاقاتها مع الحوثيين في اليمن والجماعات التي تدعمها في العراق، للحفاظ على نفوذها الإقليمي. هذه الإستراتيجية تعكس اعتقاد إيران بأن حلفاءها الإقليميين يُشكلون درعًا متقدمًا ضد التهديدات المباشرة.
إن احتمال اندلاع حرب جديدة بين إسرائيل وإيران في المستقبل يُشكل خطرًا كبيرًا على استقرار الشرق الأوسط. وقد أظهرت الحرب الأخيرة بالفعل أن أي احتكاك قد يتطور بسرعة إلى مواجهة شاملة، خاصة مع انخفاض العتبة النفسية للمواجهة المباشرة.
وفي ظل إدارة أميركية لا يمكن التنبؤ بخطواتها تمامًا، فإن المخاطر ستبقى مرتفعة على الأقل حتى انتهاء ولاية ترامب الحالية. في غضون ذلك، تشير الهجمات الصاروخية المتبادلة، التي تسببت في خسائر كبيرة لكلا الطرفين، إلى أن أي حرب مستقبلية ستكون أكثر تدميرًا.
رغم وقف إطلاق النار، فإن الصراع سيُبقي التوتر قائمًا. ومن المرجّح أن تكون المرحلة الأخطر قد بدأت بالفعل، فالمعادلات التي كانت تضبط إيقاع الاشتباك خلال العقود الماضية لم تعد قائمة، وبدون اتفاق شامل يُعالج الخلافات الأساسية، سيظل قنبلة موقوتة قابلة للانفجار في أي وقت.
إعلانالآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logo إعلان من نحنمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معناتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتناشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتناقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outline