سودانايل:
2025-08-03@19:15:06 GMT

لا لوحدة اليسار نعم لوحدة قوى الانتفاضة (9 – 15)

تاريخ النشر: 15th, November 2024 GMT

صديق الزيلعي
رفضت الأحزاب الوطنية دعوة اليسار السوداني لربط الاستقلال السياسي بالاستقلال الاقتصادي. وكان التعبير عن ذلك هو الصراع بين شعاري تحرير لا تعمير وشعار تعمير لا تحرير. وكانت خطب نائب الجبهة المعادية للاستعمار في أول برلمان سوداني هي دعوة جادة للتنمية، خاصة تنمية المناطق الأكثر تخلفا. لكن الأحزاب انشغلت بوراثة مناصب الانجليز، وتمسكت بالسير في نفس سياساتهم، التي جعلت بلادنا مزرعة للقطن لتغذية مصانع لانكشير في بريطانيا.

واستمر منهج الاستثمار في أواسط السودان، الامر الذي أدي لتفاوت تنموي حاد. وتسلط العسكر على السلطة فدمروا ما كان موجودا بسبب سياساتهم الهوجاء، وإلغاء مناهج التخطيط الاقتصادي.
كانت أكتوبر تعبيرا عن رغبة شعبنا في التغيير وبناء ديمقراطية مستدامة، وتنمية حقيقية لصالح الأغلبية الساحقة من شعبنا. لكن الأحزاب التقليدية لم تع الدرس ورجعت للمناكفات والصراعات. وتدهور الاقتصاد بصورة كبيرة، وازداد الفساد، وتواصلت الحرب الاهلية في الجنوب. وتم انقلاب مايو العسكري الذي تحول لحكم الفرد المطلق، وجعل بلادنا مفتوحة أمام الاحتكارات العالمية. وكانت مجاعة 1984 قمة أزمة النظام. فثار شعبنا في انتفاضة مارس 1986. ولعب التجمع النقابي والتجمع الوطني أدوارا قيادة في قيادة الجماهير حتى إزاحة نميري.
واجهت الانتفاضة مهام ضخمة أهمها إزالة آثار مايو الاقتصادية والسياسية والعسكرية. وكان التحدي هو العمل الجماعي لإزالة تلك الآثار وبناء نظام ديمقراطي راسخ. ولا يمكن انجاز ذلك الا بوحدة قوي الانتفاضة وعملها معا لإنجاز التغيير. ولكن ظهر شعار يدعو لوحدة قوى اليسار في محاولة لخلق معسكر منفصل عن معسكر قوى الانتفاضة. رفض الحزب الشيوعي تلك الدعوة وتمسك بوحدة قوى الانتفاضة. وكان أوضح تعبير عن ذلك الخط السياسي والمنهج العقلاني هو ما طرحه محمد إبراهيم نقد في خطابة لمناقشة الميزانية. لم يستعمل نقد الشعارات الصارخة حول البنك الدولي والتغيير الجذري والاشتراكية، بل طرح المخرج العملي من الأزمة الاقتصادية والسياسية:
جاء في خطاب نقد امام الجمعية التأسيسية في 1986 ما يلي:
" في تناولنا لأمر الميزانية ننطلق من أننا في فترة تتميز بوحدة افكارنا السياسية، انها فترة انقاذ وطني، ومن ثم هناك ضوابط على ما نطرح من برامج وخطوات للسياسة المالية والاقتصادية. ضمن ذلك، نتناول القضايا الاتية: تخفيض تكاليف المعيشة، سياسة الأسعار والأجور والمرتبات، تقديرات الميزانية، تقديرات الميزانية، وإصلاح الجهاز المصرفي، الضوابط على المنصرفات، وأخيرا الامن الغذائي. بالنسبة للميزانية نعطي اسبقية خاصة لقضيتين: تكاليف المعيشة للمواطن، بمعنى تخفيضها. ولا نستطيع ان نتحدث الآن عن تحسين مستوى المعيشة وانما نطمح فقط في توفير سلع أساسية ضرورية وخدمات أساسية ضرورية. والشق الآخر هو وقف التدهور الاقتصادي المريع في القاعدة الإنتاجية. وبما اننا في فترة انقاذ وطني، فهناك حقا، أساس موضوعي لبرنامج حد أدنى تتفق وتتوحد حوله قوى اجتماعية، طبقات، فئات متباينة المصالح تعبر عن تلك المصالح في برامجها السياسية. ولكن – على الأقل – لديها وحدة مشتركة ومصلحة مشتركة في برنامج حد أدني تتوحد حوله. نضع في اعتبارنا أيضا انها المرة الثالثة بعد الاستقلال وبعد أكتوبر نواجه التحدي الوطني الكبير في استقرار التجربة الديمقراطية. هناك الخلاف النظري والسياسي داخل الإطار العام، نختلف في الاسبقيات، نختلف حول نسب التوزيع الأعباء، نختلف في الحصيلة النهائية وهي لمصلحة من نتاج الميزانية في نهاية الامر؟ لمجموعة من الرأسماليين والمتيسرين، أم للأغلبية الساحقة من العاملين المنتجين؟ أم نقع في نفس الخطأ الذي وقعت فيه حكومة العهد البائد في تغليب مصالح الاحتكارات ورؤوس الأموال الأجنبية؟

ما احوجنا لهذا المنهج اليوم ونحن نواجه الحرب المدمرة.

[email protected]  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

أحزاب حضرموت تطالب بإقالة المحافظ وتحذر من تجاهل مطالب المتظاهرين

طالبت الأحزاب والمكونات السياسية في حضرموت، مجلس القيادة الرئاسي والحكومة لإقالة المحافظ مبخوت بن ماضي وإعادة هيكلة السلطة المحلية، وسرعة التدخل الشامل لإنقاذ حضرموت من الإنهيار الشامل، ووقف مسلسل التجاهل والخذلان.

 

ولليوم الثامن، تتواصل بمحافظة حضرموت، احتجاجات شعبية غاضبة انطلقت من المكلا وامتدت إلى عدد من مدن الساحل والوادي، وراح ضحيتها الشاب محمد سعيد يادين برصاص قوات الأمن بمدينة يريم يوم الخميس الماضي، في مشهد يعكس حجم الاحتقان الشعبي والغضب المتصاعد تنديدا بتردي الخدمات وغلاء المعيشة.

 

وقالت أحزاب حضرموت في بيان لها، إن المحافظة تشهد منذ فترة أزمة شاملة وغير مسبوقة في مختلف مناحي الحياة، نتيجة استمرار الانهيار الاقتصادي، وتدهور الخدمات الأساسية، وعلى رأسها الكهرباء والمياه والصحة والتعليم، إضافة إلى الانفلات الإداري وتراجع دور السلطة المحلية، وتفاقم معاناة المواطنين.

 

وأرجع البيان، تُفاقم هذه الأوضاع المأساوية لحالة الغياب الكامل لرأس السلطة المحلية وتعطّل مؤسسات الرقابة والمساءلة، وتفشي الفساد في أجهزة الدولة، ما أدى إلى فقدان الثقة بين المواطن والسلطة، وتصاعد مشاعر السخط الشعبي.

 

ودعت الأحزاب، لتنفيذ قرارات مجلس القيادة الرئاسي السابقة بشأن مطالب حضرموت، مع وضع آلية تنفيذية مزمنة وواضحة، والتزام الحكومة بدفع مستحقات المحروقات لمحطات الكهرباء في حضرموت، أسوة ببقية المحافظات المحررة، مع تثبيت الديون المتأخرة وسدادها مركزيًا.

 

وشددت على تفعيل الأجهزة الرقابية بما في ذلك المجالس المحلية والرقابة على الموارد العامة، لوقف الفساد المستشري في مؤسسات الدولة، بالإضافة لضمان حق المواطنين في التظاهر السلمي، وحمايتهم من العنف، مع دعوة المحتجين لضبط النفس والحفاظ على الممتلكات.

 

وأدان البيان، جريمة مقتل الشاب محمد سعيد يادين، مطالبا بتحقيق عاجل وشفاف لمحاسبة المتورطين، باعتبارها انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان.

 

وجدد البيان، المطالبة بضبط أسعار السلع الأساسية وربطها بسعر صرف العملة، ومحاسبة المتلاعبين بقوت المواطن.

وأشارت الأحزاب إلى أن محافظة حضرموت تقف اليوم على مفترق طرق خطير، وأن استمرار تجاهل أوضاعها قد يؤدي إلى نتائج لا تُحمد عقباها.

 


مقالات مشابهة

  • الأحزاب السياسية بين الأمانة الوطنية وامتحان المصداقية
  • الأحزاب السياسية بين الفشل والاندثار
  • أحزاب حضرموت تطالب بإقالة المحافظ وتحذر من تجاهل مطالب المتظاهرين
  • رئيس احد الأحزاب اللبنانية: حزب الله أعاد لبنان فعلياً إلى الوراء مئة سنة!
  • الدالي: التحالفات الانتخابية ضرورة لضمان تمثيل الأحزاب في ظل نظام القائمة والفردي
  • برلماني: المشاركة في انتخابات الشيوخ واجب وطني ورسالة لوحدة الصف
  • رئيس جامعة بنها يصدر عددًا من القرارات والتكليفات الجديدة داخل الوحدات والمراكز
  • استطلاع يكشف عن تغيير كبير في خارطة الأحزاب الإسرائيلية
  • مظاهرة في ساحة الشهداء بمدينة اللاذقية دعما لوحدة الأراضي السورية
  • المصروفات والايرادات والدين العام.. تفاصيل الميزانية العامة للدولة للربع الثاني 2025