لبنان ٢٤:
2025-10-12@16:45:53 GMT

تفاؤل حقيقي أو مفخخ؟

تاريخ النشر: 21st, November 2024 GMT

كتب جوني منيّر في" الجمهورية": قبل التطرّق إلى البحث في قراءة التطورات الدولية، لابدّ من نظرة سريعة إلى الملف الذي حمله هوكشتاين، وما حكي حول النقاط الخلافية. وبات معلوماً أنّ النقطة الأبرز تتعلق بحرّية العمل العسكري الإسرائيلي بعد وقف إطلاق النار. وعدا عن أنّ هذا البند يصيب السيادة الوطنية في الصميم، فإنّ التوازنات الميدانية لا تسمح لإسرائيل بهذا «الترف .

ولا بدّ من استكشاف حقيقة نيات رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو وأيضاً الظروف الدولية المؤثرة. فعلى المستوى الإسرائيلي تبدو الثقة معدومة بالتزامات نتنياهو. ذلك أنّ اسلوبهالتفاوضي في غزة لا يزال ماثلاً في الأذهان،حيث كان يجعل الأمور تبدو وكأنّها أصبحت قريبة جداً من التفاهم على وقف النار ليعمد من بعدها إلى إشعال الجبهات والإندفاع في جولات قتالية جديدة.وكان الوزيران المتطرّفان سموتريتش وبن غفير يساعدانه في «مسرحيته » من خلال رفع صوتهما بالتهديد بالإنسحاب من الحكومة وبالتالي إسقاطها، لتكون ذريعة نتنياهو بعدم قدرته على إجراء تسوية  سياسية خشية سقوط حكومته. وفي الأمس ارتفع صوت سموتريتش محذراً مجدداً.

وثمة أربعة مؤشرات إسرائيلية لا تبعث على الإرتياح:

كيف يمكن تفسير اندفاع القوات الإسرائيلية في عمليات عسكرية هجومية في جنوب لبنان في الوقت الذي كان هوكشتاين يعمّم أجواءه الإيجابية في بيروت؟ ألا يفترض منطقياً أن يتجنّب
نتنياهو «المجازفة » بخسائر في صفوف جنوده طالما أنّ الأمور أصبحت في خواتيمها؟ وما الفائدة من كسب مواقع جديدة طالما أنّ بنود التسوية أصبحت معروفة؟

في كلمته الأخيرة أمام الكنيست التزم نتنياهو بأهداف ثلاثة لحربه على لبنان: خلق واقع أمني جديد حسب وصفه، ونزع صواريخ «حزب الله » )الدقيقة(،وإنهاء كل الطرق التي تؤمّن تزويد «حزب الله » بالسلاح، والمقصود هنا الحدود الجوية والبحرية والبرية خصوصاً. ولكن المشروع الذي يحمله هوكشتاين لميلحظ أياً من هذه النقاط إّ لّا إذا كان هنالك ملحق سرّي يتمّ التكتم حوله. هل من المنطقي أن ينجز نتنياهو اتفاقاً كاملاً مع لبنان لإنهاء الحرب الجارية في وقت يثقل كاهله ملف الأسرى الإسرائيليين لدى حركة «حماس »؟ ألا يفترضمنطقياً أن يشبك هذا الملف مع ملف التسوية في لبنان طالما أنّ الطرف المفاوض الحقيقي هو نفسه، أي إيران؟ خلال الأسبوع الماضي زار وفد إسرائيلي الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب في مارآلاغو في فلوريدا، وأعلن أنّ حكومة نتنياهو تريد «إهداءه » قرار وقف النار في لبنان كهدية مبكرة. وبالتالي، لماذا سيقدم ترامب على إعطاء اتفاق الآن سيسجله جو بايدن فيسجله وليس دونالد ترامب؟ وهو ما يؤشر إلى أنّ نتنياهو سيسعى ل «علك » الوقت وإحراقه من الآن وحتى موعد دخول ترامب إلى مكتبه البيضاوي تماماًكما فعل في غزة.
 

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

من هو المسؤول القطري الذي لعب دورا بارزا في إبرام اتفاق غزة؟

سلطت صحيفة "واشنطن بوست" الضوء على الأدوار التي لعبتها أطراف عدة في إبرام اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، استنادا إلى خطة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، من بينها وزير قطري بارز.

وقال الصحفي الأمريكي ديفيد إغناطيوس، إن ترامب استخدم مهاراته وتكتيكات أظهرت مرونة وتعاونًا أكبر مما اعتاد عليه بهدف الدفع لتطبيق خطته في غزة، حيث استمع إلى نصائح الخبراء وغيّر بعض آرائه، وانخرط في دبلوماسية سرية خفية، وخاصة مع قطر.

وفي هذا السياق، قال إغناطيوس إن ما جرى بشأن غزة لم تكن مفاوضات دبلوماسية بقدر ما كانت تحالفًا لعقد الصفقات. فلم يكن مبعوث ترامب، ستيف ويتكوف، على دراية كبيرة بالشرق الأوسط. "لكنه وترامب اكتشفا من هم الأذكياء في الغرفة".

"بين هؤلاء الذين كان لهم دور مهم للغاية في توقيع الاتفاق، كان هناك لاعبٌ ثالثٌ محوريٌّ ربما لم تسمعوا به من قبل: علي الذوادي، وزير الشؤون الاستراتيجية القطري".


قال إغناطيوس: "عادةً ما تُظهر صور فريق التفاوض القطري رئيس الوزراء الماهر، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني. لكن الذوادي، مثل ويتكوف، لاعبٌ تفاوضيٌّ يُفضّل البقاء بعيدًا عن الأضواء. وقد لعب دورًا حاسمًا في تشكيل تحالف وقف إطلاق النار (..) كان القطريون وسطاء رئيسيين منذ أول صفقة لإطلاق سراح الرهائن في تشرين الأول/ نوفمبر 2023. وتمكنوا من التواصل مع الموساد، ومع قادة حماس السياسيين المقيمين في الدوحة. عمل القطريون بشكل وثيق مع إدارة بايدن، وعززوا هذا التعاون مع فريق ترامب، وساعدوا في التوسط في نزاعات رواندا والكونغو وأرمينيا وأذربيجان. عندما قرر ترامب أن الوقت قد حان لإنهاء الحرب التي استمرت 12 يومًا بين إيران وإسرائيل، ساعدت قطر في التوسط في الصفقة".

ولفت الصحفي الأمريكي أنه من المفارقات أن"الانفراج في أزمة غزة الدموية جاء بعد هجوم إسرائيلي على قادة حماس في قطر الشهر الماضي. صدم ذلك القطريين، لكنه منحهم نفوذًا. هددوا بإنهاء جهود الوساطة ما لم تعتذر إسرائيل علنًا، وما لم تقدم الولايات المتحدة ضمانات أمنية ضد هجمات مستقبلية. وقد حصل القطريون على كليهما، مما ساعدهم على حفظ ماء وجههم في العالم العربي، وعزز نفوذهم".


وأضاف: "اتخذ القطريون عدة خطوات أثمرت عن نجاح المفاوضات. اقترحوا أن يلتقي ترامب بجميع الأطراف العربية الرئيسية، السعودية والإمارات ومصر والأردن، في نيويورك خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. وتوصلت المجموعة إلى ما أصبح يُعرف بخطة ترامب المكونة من 20 نقطة لوقف إطلاق النار وتشكيل مجلس سلام للإشراف على الانتقال السياسي في غزة بعد الحرب، كما حثّ القطريون تركيا، الدولة الإسلامية ذات النفوذ على حماس، على الانضمام إلى فريق التفاوض".

وذكر إغناطيوس أن الفصل الأخير كان هذا الأسبوع في مصر، حيث التقى الذوادي رون ديرمر، أقرب مساعدي نتنياهو، لمناقشة التفاصيل المتبقية. ورغم أن ديرمر كان أحيانا خصما شرسا لقطر، إلا أن المحادثات كانت صريحة ومثمرة، وفقًا لمسؤول قطري. وبفضل ضغط ترامب، وافقت "إسرائيل" على إجراءات وقف إطلاق نار أولي واتفاق لإطلاق سراح الرهائن، رغم عدم التوصل إلى اتفاق حتى الآن بشأن المسألة الحاسمة المتمثلة في كيفية وتوقيت نزع سلاح حماس.

مقالات مشابهة

  • من هو المسؤول القطري الذي لعب دورا بارزا في إبرام اتفاق غزة؟
  • مدير مكتب الجزيرة بفلسطين: قرار حكومة نتنياهو مفخخ وبه بنود سرية
  • نتنياهو: ترامب أثبت مدى التزامه وصدقه تجاه إسرائيل
  • نتنياهو: غزة ستكون بلا سلاح
  • النفط يهوي وسط تفاؤل بتراجع التوترات في الشرق الأوسط.. والذهب يواصل مكاسبه
  • حكومة نتنياهو تصادق على اتفاق وقف إطلاق النار.. هكذا دخل حيز التنفيذ
  • مكتب نتنياهو: الحكومة توافق على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة
  • خبير أمني: شرم الشيخ أصبحت منصة دبلوماسية لإدارة أزمات الشرق الأوسط
  • مصطفى بكري: مصر أصبحت نقطة للتوازن التي يحتاجها العالم
  • بعد اتفاق السلام.. مصطفى بكري: مصر أصبحت نقطة التوازن التي يحتاجها العالم