الهادي يزور معرض وروضتي شهداء صنعاء
تاريخ النشر: 21st, November 2024 GMT
الثورة نت|
زار محافظ صنعاء عبد الباسط الهادي، اليوم، معرض الجهاد المقدس لصور شهداء المحافظة، بمديرية صنعاء الجديدة .
واطلع الهادي ومعه مديرا أمن المحافظة العميد مجاهد عايض ومديرية صنعاء الجديدة عبد الله المروني ، على محتويات المعرض من صور للشهداء الذين سطروا ملاحم بطولية في الدفاع عن الوطن وسيادته واستقراره، ومجسمات لنماذج من الأسلحة المتنوعة ، تظهر مدى الإستعداد القتالي لمواجهة طواغيت العصر أمريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني.
وأوضح الهادي أن زيارة معرض صور الشهداء تأتي في إطار فعاليات وأنشطة إحياء الذكرى السنوية للشهيد لهذا العام و لاستذكار تضحيات الشهداء الذين حققوا الانتصارات العظيمة للوطن، مشيرا إلى أهمية استلهام الدروس من تضحيات الشهداء وبطولاتهم في المضي على دربهم والسير على خطاهم في مواجهة قوى العدوان الأمريكي، البريطاني، الصهيوني، ونصرة أبطال المقاومة في غزة ولبنان.
كما زار المحافظ الهادي ومرافقوه روضتي شهداء بيت بوس بمديرية صنعاء الجديدة، حيث قرأوا الفاتحة إلى أرواح الشهداء.
وخلال الزيارة أشار المحافظ إلى أن زيارة روضات الشهداء ترسخ في النفوس قداسة الشهيد وتترك فيها المعاني العظيمة للتضحيات الكبيرة.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: الذكرى السنوية للشهيد
إقرأ أيضاً:
دروس من تضحيات "جنود الإعلام": بين ميادين غزة وتيخوانا
د. يوسف الشامسي **
بالأمس كانوا يطاردون الحقيقة حيث يحوّم الموت، كانوا صوت غزة النابض وسط الإبادة، وعينها التي لا تغفو إلا بعد بثّ الدموع لتخترم قلوب العالم، وهاهم اليوم يمضون إلى قدرهم في اغتيالٍ فاجر.. هكذا مجزرة للصحفيين وراء أخرى وأشلاء تختلط بالأشلاء ودماء تنزف.. ثم تزفّ لتوارى الثرى، تاركين صِبية ووصايا، وأحلاما وذكريات وثكالى.. بصمات هذه الإبادة باتت مرصودة بالصوت والصورة على قارعة كل سكة في غزة، لعلها توقظ ضمير المجتمع الدولي أو تحرّك نخوة الجوار إن لم تشفع وشيجة الإسلام والدين.
لكن ما الذي يدفع الصحفيّ لأن يقف على بعد أمتار من الخطر، حاملًا عدسته، وهو يدرك أن بزة الصحفي وخوذته الواقية لا تمنع رصاصة ولا تصد شظية؟ ما الذي يدفع المراسل للبقاء أيّامًا على قيد الجوع، في ليالٍ ليلاء لا صوت فيها إلا القصف، ليبث لنا صور المآسي والمجازر؟ لا بدّ أنها التضحية في أسمى تجلياتها.
إن الكلمة المفتاحية هنا لفهم تضحية الصحفيّ هي " العقيدة "؛ سواء كانت دينية أو سياسية؛ فالعقيدة تبقي جذوة الشغف متقدةً لدى الصحفي ليغوص في تقصّي ما تفرّق من أجزاء الحقيقة وسط هول الأحداث، ويعيد تركيب المشاهد في إطارها الصحيح وينتقل بين حدث وآخر غير عابئ بالخطر الداهم.
استمعت قبل فترة إلى حوار إذاعي عبر محطة "بي بي سي" مع صحفي مكسيكي، يروي تجربته في تغطية التحقيقات الصحفية في منطقة كانت -حتى ما قبل حرب غزة- تُعد الأخطر على الصحفيين في العالم، إنها مدينة تيخوانا. يذكر أنه كان يستيقظ -كعادته- على أرقام ضحايا الاغتيالات، ليتوجه بعدها إلى مسرح الجريمة لكتابة قصته الصحفية، التي قد تطال أحيانًا أحد معارفه أو أقربائه. ويصف كيف كان يتحقق من بقايا رفات في محرقة بالقرب من مدرسة أطفال، فيرسلها للتحقق من الفحص الجيني "DNA" لمعرفة ما إذا كان يتوافق مع إحدى النساء اللاتي قدمن بلاغًا بفقدان أولادهن أو أزواجهن. يروي أيضًا كيف اخترقت رصاصتان ساقيه في محاولة اغتيال، نجا منها بأعجوبة، ليعود بعد عامين من التعافي إلى الميدان، حاملًا الكاميرا نفسها، وبالإصرار ذاته.
ذلك الحديث جعلني أستحضر مفارقة ذلك الصحفي في عالمنا العربي الذي تصله الأخبار من خلف مكتبه، ثم يشتكي أنه مقيد دون أن يقدّم أي تضحية تذكر! ناهيك من أولئك الذين لا يعنيهم سوى العائد المادي من العمل الصحفي، والتملق لإرضاء كبير المسؤولين في الجهة الفلانية على حساب قضايا وطنهم ومجتمعهم الحقيقيّة.
الصحافة ليست مهنة للأنانية والتملق، بل تقوم في جوهرها على التضحية، فقد التصق بها منذ عقود وصف "مهنة المتاعب"؛ إذ شاع هذا الوصف في العالم العربي -لا سيما في مصر- خلال الأربعينيات والخمسينيات، حين كانت الصحافة الورقية تعيش على وقع صراع سياسي حاد، وملاحقات واعتقال للصحفيين. ففي كتاب "أسرار صحفية" يذكر شيخ الصحفيين حافظ محمود (ت 1996) أن الحبس كان قرينًا لمعظم الكتاب والصحفيين في بدايات القرن العشرين، ويضيف: "إننا لا نكاد نجد في تاريخ الصحافة خلال هذه الفترة صحفيًا مُتفرغًا ذا قلمٍ وعقيدة إلّا وعرف الحبس ولو مرة واحدة" (ص 176). هذا نموذج بسيط من متاعب الأمس واليوم والغد للصحفيين، فلا اختلاف الزمن ولا أشكال النظم السياسية في الشرق والغرب أعفت أو ستعفي الصحفيين من "المتاعب" المختلفة.
لكن حينما يصل الأمر إلى التضحية بالروح في ميدان القتال وعلى يد شُذَّاذ الآفاق وأعداء البشرية الذين لم يعهد التاريخ كفجورهم فجور، فنحن حقًا أمام بواسل تركوا المجد اللحظي والألقاب الدنيوية وراء ظهورهم، وتمترسوا بشجاعتهم قبل عدّتهم، وبشغفهم لإبلاغ الحقيقة وإقامة الحجة على زعماء العالم لا لزيادة أعداد المتابعين، واتخذوا الكاميرا والكلمة أداة للمجد دون السلاح، وما أجبن عدوّهم وأخوفه من سلاحهم، فارتقوا متمثلين قول شاعر النيل حافظ إبراهيم:
من رام وصل الشمس حاك خيوطها
سببًا إلى آماله وتعلقا
فتجشموا للمجد كلّ عظيمة
إني رأيتُ المجد صعبَ المرتقى
هكذا استسهلوا كل صعب، وبلغوا المجد بإخلاصهم، بل أعادوا تعريفهم للصحافة في عالم خامل حولهم... فمضى الراصدون بشرف كما قد مضى أكثر من 230 صحفيًّا قبلهم، وانطوت صفحة أنس الشريف وزملائه الثلاثة، تاركين الأمانة لمن بعدهم، بعد أن ضحّوا بأرواحهم في سبيل نقل الحقيقة، انطوت صفحتهم بخاتمة كانت هي أسمى أمنياتهم.
** أكاديمي بقسم الإعلام الجماهيري- جامعة التقنية والعلوم التطبيقية بنزوى
رابط مختصر