سوهاج تحتفل بالذكرى السابعة عشرة لتأسيس المنظمة العالمية لخريجي الأزهر
تاريخ النشر: 21st, November 2024 GMT
نظمت منطقة سوهاج الأزهرية بقيادة الدكتور أحمد حمادي، رئيس الإدارة المركزية رئيس فرع المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، احتفالية بالذكرى السابعة عشرة لتأسيس المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، بحضور الدكتور عباس شومان، رئيس مجلس إدارة المنظمة، أمين عام هيئة كبار العلماء، واللواء علاء عبدالجابر، سكرتير عام محافظة سوهاج نيابة عن اللواء دكتور عبدالفتاح سراج، محافظ سوهاج.
بدأت الاحتفالية بالسلام الوطني لجمهورية مصر العربية، وتلاوة عطرة لآيات من القرآن الكريم للشيخ حاتم الحرزاوي، وفي كلمته رحب الدكتور أحمد حمادي رئيس منطقة سوهاج الأزهرية بالحضور، مشيدًا بالدور الرائد الذي تقوم به المنظمة في نشر الفكر الوسطي الأزهري ومواجهة الأفكار المتطرفة، مؤكدا على التطورات الإيجابية التي يشهدها فرع المنظمة في سوهاج.
زيادة الفعاليات والبرامج خلال الفترة المقبلةمن جهته، استعرض الدكتور عباس شومان مسيرة المنظمة منذ نشأتها ودورها المحلي والدولي في تعزيز الفكر الوسطي، مشيرًا إلى الدعم الكبير الذي تحظى به المنظمة من الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وأكد أن الفترة المقبلة ستشهد مزيدًا من الفعاليات والبرامج التي تسهم في تحقيق أهداف المنظمة.
وفي ختام الاحتفالية، قام الدكتور عباس شومان بإهداء درع المنظمة للواء محافظ سوهاج، وتسلمه نيابة عنه اللواء علاء عبدالجابر، كما تم تكريم الدكتور أحمد حمادي تقديرًا لجهوده المخلصة في خدمة الأزهر الشريف ودعم أنشطة المنظمة.
تأتي هذه الاحتفالية تأكيدًا على الدور المحوري الذي تلعبه المنظمة العالمية لخريجي الأزهر في نشر قيم التسامح والاعتدال، وتعزيز التواصل مع خريجي الأزهر الشريف في مختلف أنحاء العالم.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: سوهاج الأزهرية منظمة العالمية لخريجي الأزهر خريجي الأزهر سوهاج محافظة سوهاج المنظمة العالمیة لخریجی الأزهر الدکتور أحمد
إقرأ أيضاً:
مداد الفكر
تراود الإنسان بين الفينة والأخرى أفكار مختلفة متشعبة، أراها كالشجرة الباسقة بجذورها الممتدة في باطن الأرض وأغصانها المتموجة يمنة ويسرة، هي كالقيود التي تهيمن على فكره وروحه فتتركها تئن وتصرخ محاولة الهروب والنزوح إلى عالم جميل مغاير للواقع الذي يشعر به.
هذه القيود لن يفكها ولن يخلص براثنها إلا الكتابة؛ فهي المحرر من الأسر، فتحرر الفكر ليتجدد ويعود إلينا كالصفحة البيضاء التي لا تقبل الخطوط العاتمة التي تعكر صفو الحياة وتحد من مصادر النبوغ والعطاء.
فهنيئًا لمن فهم هذه المعادلة وكانت له زاوية يركن إليها كلما أحس بثقل أفكاره وخفقان قلبه وبشهيق رئته الصعب، فامتطى مداده وبدأ يسطّر ما يعتلج في جوفه ويفصح عما يجول في خاطره، ويطلق العنان لأفكاره لتحلق بعيدًا بأجنحتها، كل منها يهرب إلى عالمه الخاص حيث وضعته الحياة.
فما في نفسك أيها الإنسان فوضى تثيرها الأفكار، وتسطرها المواقف، وتتبناها الأحزان، وتراقصها الأحلام. وليس سلاحك في ذلك إلا الكتابة؛ فهي ترجمة لما لم تستطع البوح به لأحد، وليس مهمًا ما يدور في رأسك إن لم يكن مخطوطًا على الصفحات؛ فهي ما سيحوّل فوضوية فكرك إلى نظام واضح القسمات وألمك إلى جمال تتغنى به الروح.
فالكتابة ليست مجرد حروف تنقشها اليد المنهكة أو حكاية ترويها النفس المشحونة بالآلام، إنما هي متنفس الروح حيث تستقر الرؤى الجميلة والغد المشرق والمصير المجهول لتجد طريقها إلى الشفاه فتحيا.
هي متنفس حين لا تجد من ينصت إليك، أو حينما تخجل من الانطلاق بلفظك إلى عالم آخر غير عالمك. هي توأمك الروحي الذي يشاركك تسجيل لحظاتك السعيدة ولن يمل منك، وحده العالم الذي لن يخون ولن يخدع، وحده العالم الذي ستثق به وتفشي جلّ أسرارك إليه بلا مقابل.
الكتابة حياة أخرى يعيشها الفرد مع نفسه عندما يأبى الواقع الذي نعيشه أن يحققها له. بين السطور ستجد آمالك وأحلامك، سترسم واقعًا جميلًا مغايرًا لما أنت فيه. فاجعل من قلمك ملجأ تهرب إليه كلما ضاقت عليك السبل وانتزعتك المآسي ولم تنصفك الليالي. عد إلى قلمك كلما التفت حولك فلم تجد من يشاطرك الألم ويقاسمك الشعور ويوافقك الرأي. ليكن قلمك الصديق والمؤنس لك في التعبير وتحقيق الحلم، في إنصاف الحياة وبلوغ الغايات ولملمة الشتات، في الدفاع عن أفكارك، وفي الهجوم على الواقع المحبط.
فبالكتابة يسمو الفكر ويدخل في متاهات كثيرة يتخير ويجرب دروبها ليصل إلى المخرج الذي يزيح ثقل الأيام عنه. عش لحظاتك متدبرًا كيف بوسعك العيش في عالم جميل والتمتع بملذاته، كيف تعيش شاكرًا حامدًا ربك العزيز الذي ألهمك هذه النعمة العظيمة التي هي مخاض لما يعتمل في عقولنا. هي تهيئة وبداية لولادة جميلة لحياة أجمل قرأناها بقلوبنا قبل عقولنا. هي مأوى للأرواح التائهة، هي هدية الزمان لمن سيقرأها.
بالكتابة ستتعرف على نفسك أكثر. وكما قال ألبير كامو: «الكتابة هي الصمت الذي يحاور العالم»، اكتب لتعرف ذاتك أكثر، لتجد الحقيقة ولو كانت تختفي خلف آلاف الأقنعة. أعط نفسك مجالًا للفسحة حيث الحرية التي لا يمنعها شيء. أطلق العنان لبنات أفكارك، اجعلها تحلق، وترى الواقع، وتستيقظ من سباتها لترتوي من مواقف الحياة، لتصنع التجارب وتنجز ما أراده الله لها بقدم راسخة ويد سخية جادت بالمداد لترسم الرؤى.
لتكن الكتابة عتادك ضد كل المخاوف والمنقذ لك حين تقع في شباك التحديات، لتروي بها قصص الحب المليئة بأكسيد السعادة، وتسرد بها حكايات الوطن والاغتراب. هي البوح العذب الذي لا يفهمه كل البشر. اصنع من عثراتك قصة جميلة سيرويها قلمك لأجيال أخرى.
بها ستخلف موعظة، وستذكر تجربة، وستخوض عقبة، وستنجز حلمًا، وستطرب نفسًا، وستزهر ربيعًا جديدًا في نفوس أسقطها الألم وأوجعها الأنين وأخافها شبح المستقبل.