شبكة انباء العراق:
2025-10-15@20:37:13 GMT

حتماً ستعود القطط !!

تاريخ النشر: 22nd, November 2024 GMT

بقلم : حسين الذكر ..

قبل موت والدتي بآلاف السنين ماءت في باحة بيتنا قطة لم تكن سوداء حيث نعتوها بالشؤم ، فيما اتخذها بعضهم ستراً لدرء الأخطار وإبعاد الأشرار .. ظلت تدور مع حاجيات الأسرة وشخوصها تبحث في المستقبل، تستشرق نوع القوة بعيداً عن فلسفة الانقياد .
مع أنها قريبة منا جميعاً إلا أن أحداً لم يفهمها .

. تبدو منفعلة ببعض تفاصيلها، وحنونة بنوبات أخرى .. لم يحزن الجميع لغيابها ، إلا أن أمي كانت تتحسس وقع أقدامها ودفء موائها كلما يثقب الأفق بوخز شعاع مصفر ، أو يولي الأدبار على تلال بعيدة ، يغط مختبئاً في دهاليز بحر عميق ..
كانت تشكل مع نباح كلاب الشوارع ليلاً ، حرساً ذاتياً يمدنا بجمالية وتر موسيقي لم يقف عند حدود الطرب ، بل يتغلغل بأحيان كثيرة في أعماقنا، يربت منه شعاع على مواجعنا الخفية والظاهرة ، يسكن ويعزي في دواخلنا السحيقة، وربما ينتقد أسئلتنا السخيفة منها.
لم يعلن بيان رسمي بفقد القطة : كما أن فرق الإنقاذ لم تبحث عنها في الحانات والمشافي ودور الرقاق والنفاق .. ابي اكتفى بصلاته : ( أن يمنحنا الله الطمأنينة، ويوقف تداعيات نفسية اكثر منها مادية ).
مع أني كنت صغيراً و يصموني بالصبا .. إلا أن ثمة حزن باطني اعتراني منذ بواكير الوعي .. عن تلك الرقيطة المفقودة .. لم تكن أجواء، ولا أرجاء الخواء محددة من تسكعات طفل واهم .. يكاد يبحث عن نفسه ولعبته أكثر مما تعنيه مواءات تلك القطة التي لطالما خلقت لنا حياة ومنحتنا فكرة جديدة .. وهي تحمل وتربي وتلاعب وتكبر أجيالاً من القطط الصغار المنتشرة في جميع أرجاء المدينة والممتدة في تشعبات المدنية كلها .
تساءلت مرة : ( لا يمكن لملاصقتنا للقطة وبقية الحيوانات الأخرى .. أن تكون مجرد عبث سماوي أو رغبة أرضية .. ثمة حكمة في الخلق والاختلاق والاتحاد البيئي والنفسي ) .
مع أن مطر الحوادث أغرق البيئات، كما أن حادلة الزمن ظلت تكتسح الاجيال .. حتى إن دموعي على رحيل أحبائي أخذت الكثير من فحوى التفكير .. إلا أن ذلك المواء الخارق للعادة ظل يشكل هاجساً في سلسلة أفكار دفنت مع حنان أمي .. لم أنس تلك القطة .. وقد تذكرتها مرة أخرى . حينما شاهدتها في صباح باكر تموء قرب بيتنا .. وهي تحك ظهرها بالحائط كأنها تطرق الأبواب باحثة عن شيء ما لم تنسه رغم كل تلك العصور والقرون .. حككت راسي، وفركت عيني، وانتفض فكري لعلي في حلم أو تيه لحظي ، او شبه نائم .. أحقاً هذه قطتنا بذات المواء الازلي والألوان نفسها.. إنها هي ذاتها التي كنا نلعب بها أو تلعب بنا قبل الميلاد .. وها نحن معاً نستغرب توالدها من جديد !!

حسين الذكر

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات إلا أن

إقرأ أيضاً:

منتخب أوغندا يجري آخر حصة تدريبية بملعب حسين آيت أحمد قبل مواجهة الخُضر

أجرى منتخب أوغندا آخر حصة تدريبية له مساء اليوم على أرضية ملعب حسين آيت أحمد بتيزي وزو، استعدادًا للمواجهة المنتظرة أمام المنتخب الوطني الجزائري، لحساب الجولة الأخيرة من تصفيات كأس العالم 2026.

ويدخل المنتخب الأوغندي اللقاء بطموح الفوز فقط، إذ لا خيار أمامه سوى حصد النقاط الثلاث من أجل الإبقاء على آماله في التأهل. رغم صعوبة المهمة أمام “الخضر” الذين ضمنوا تأهلهم رسميًا في الجولة الماضية. بعد انتصارهم على منتخب الصومال (0-3).

هذه المواجهة ستكون فرصة لمنح بيتكوفيتش الفرصة لبعض العناصر الجديدة. والحفاظ على جاهزية المجموعة الأساسية قبل الاستحقاقات المقبلة.

مقالات مشابهة

  • مدينة إسبانية تحظر تبنّي القطط السوداء قبل الهالوين
  • أيمن حسين: نظام «الملحق الآسيوي» ظلم العراق!
  • جزيرة القطط تستغيث.. أعداد الهرر السائبة في قبرص تتجاوز قدرة الحكومة
  • مدى نجاسة بول القطة وحكم الصلاة في المكان الذي تلوث به
  • مونديال ذوي الهمم.. حسين بطير يفتك برونزية الحمل بالقوة
  • أعداد القطط تفوق السكان..هذه الجزيرة الإسبانية الصغيرة تحتفظ بسحر البحر المتوسط لنفسها
  • هل القطط تجلب الرزق في البيت؟.. 10 أسرار وشرطان للاحتفاظ بها
  • مصر وسياسة «القطة الميتة»
  • منتخب أوغندا يجري آخر حصة تدريبية بملعب حسين آيت أحمد قبل مواجهة الخُضر
  • إبعاد اسود وإعادة حسين.. قرار قضائي ينهي أزمة تربية الأنبار