انتعاش صناعة الفخار في غزة لتعويض نقص الأواني جراء حرب إسرائيل
تاريخ النشر: 24th, November 2024 GMT
تنتعش صناعة الفخار التقليدية جزئيا في قطاع غزة بعد تراجعها لسنوات، مع اضطرار الفلسطينيين إلى إيجاد حلول بديلة لتعويض النقص الحاد في الأطباق وأواني الطعام، في القطاع الذي دمرته حرب إسرائيل المستمرة على القطاع منذ 14 شهرا.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن، جعفر عطا الله (28 عاما)، وهو صاحب ورشة لصناعة الفخار، في دير البلح (وسط قطاع غزة) أنه يواجه "طلبا غير مسبوق" على الأطباق والأواني الفخارية.
وبعدما تراجعت في العقد الأخير، يبدو أن صناعة الفخار على الطريقة الفلسطينية التقليدية عادت إلى الظهور بوصفها بديلا يسهّل حياة النازحين قليلا مع انعدام خيارات أخرى في المنطقة.
ويؤكد عطا الله، الذي يتحدر من عائلة اشتهرت بصناعة الأواني الفخارية، أنه يعمل بلا توقف لتلبية الطب المتزايد.
ويقول إنه قادر على صناعة نحو 100 قطعة يوميا، غالبيتها أوان للحساء والأوعية التي يوضع فيها الطعام أو يطهى فيها، مثل الزبدية والإبريق والأكواب.
ويضيف أنه كان قبل الحرب ينتج نحو 1500 قطعة فخارية في اليوم الواحد في مشغله في حي "الفواخير" في منطقة الدرج شمال وسط مدينة غزة.
وكان الحي يضم عشرات الورش ومصانع الفخار قبل الحرب الأخيرة، لكنها دمرت كلها تقريبا في القتال المتواصل منذ 14 شهرا.
وأدت الحاجة المتزايدة للأواني الفخارية إلى ارتفاع كبير في الأسعار.
ويقول عطا الله -الذي نزح مع عائلته من مدينة غزة إلى دير البلح- إنه يبيع كل قطعة في مقابل 10 شيكلات (2.7 دولار)، أي أكثر بنحو 5 مرات تقريبا عن سعرها قبل الحرب.
وكانت غزة تخضع لحصار بري وجوي وبحري فرضته إسرائيل منذ 2007، غير أن الوضع تدهور بشكل كبير جدا منذ اندلاع حرب إسرائيل على القطاع.
وتشير منظمات الإغاثة الدولية بانتظام إلى صعوبات كبيرة في إدخال السلع الشحيحة وتوزيعها في قطاع غزة بسبب القيود الإسرائيلية.
وتوقفت مصانع قطاع غزة عن الإنتاج بسبب الدمار الذي لحق ببعضها أو بسبب الحرب، بينما أغلقت أخرى بسبب عدم توافر المواد الخام وانقطاع الكهرباء.
وتسببت الحرب في شلل القطاع الصناعي بغزة، بينما تكافح المستشفيات أيضًا للحصول على الوقود اللازم لتشغيل مولدات الكهرباء لتوفير الحد الأدنى من الرعاية الصحية.
وفتح عطا الله بعد نزوحه ورشة عمل صغيرة في ظل خيمة بلاستيكية زرقاء اللون، وهو يجبل الطين الأحمر بيديه لصناعة الأواني الفخارية، ثم يتركها لتجف في الشمس وتتحول إلى لون الطين المألوف.
أما في السابق، فكان يصنعها بآلات ويجففها في فرن مخصص لذلك.
ورغم توافر الأواني المعدنية والمصنوعة من الألمنيوم والزجاج والخزف قبل اندلاع الحرب، فإن كثيرا كانوا يحرصون على اقتناء الأواني الفخارية إذ تفضل بعض العائلات إعداد الأطعمة التقليدية فيها، لأنها تحافظ على مذاق مميز.
تقول لارا الترك: "بعد 13 شهرا على بدء الحرب، ذهبت إلى السوق لشراء الأطباق وأدوات المائدة، وكل ما تمكنت من العثور عليه هو هذا الإناء الفخاري".
وتضيف الترك (40 عاما) وهي ربة عائلة وتقيم في مركز إيواء مؤقت في مخيم النصيرات، المجاور لمخيم ومدينة دير البلح، "اضطررت إلى شرائه لإطعام أطفالي"، وتقول إن سعر الإناء الفخاري أصبح الآن "أكثر من ضعف" ما كان عليه قبل الحرب.
وفي الأسواق المقامة على جوانب الطريق، الخيار الآخر الوحيد المتاح هو الصحون المخصصة للاستخدام لمرة واحدة في حال توافرها.
وفي قطاع غزة، حيث توقفت شبكة توزيع المياه عن العمل بسبب الضرر الكبير اللاحق بها، أصبحت أواني الشرب الفخارية شائعة في الصيف، لأنها تحافظ على المياه باردة وصالحة للشرب لفترة أطول. ويحصل النازحون على هذه المياه من نقاط قليلة توفرها منظمات إنسانية أو جمعيات خيرية محلية.
ودفعت الحرب كل سكان القطاع تقريبا، والبالغ عددهم نحو 2.4 مليون شخص، للنزوح مرة واحدة على الأقل خلال العام الماضي، وفقا للأمم المتحدة. ويشار إلى أن نحو ثلثي سكان القطاع بالأصل من لاجئي عام 1948.
وبات أكثر من 1.5 مليون منهم يعيشون في خيام أو مراكز إيواء في مدارس تابعة لوكالة الأونروا وآلاف منهم على الأرصفة.
وبعد كل أمر يصدره الجيش الإسرائيلي بالإخلاء، ينطلق مئات الأشخاص على الطرقات، سيرا على الأقدام بغالبيتهم، وهم يحملون بعضا من مقتنياتهم وبينها في غالب الأحيان أوان من الألمنيوم أو البلاستيك.
مع استمرار الحرب والنزوح المتكرر، تبدو الأمتعة التي يحملها الناس أقل.
ونتيجة لحروب عدة، اعتاد سكان قطاع غزة ابتكار طرق ووسائل جديدة للتعويض عن الصعوبات من أجل الاستمرار، مثل اعتمادهم على الحمير في النقل، وسط ندرة الوقود.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الأوانی الفخاریة صناعة الفخار قبل الحرب قطاع غزة عطا الله
إقرأ أيضاً:
8 شهداء جراء إطلاق الاحتلال النار على المنتظرين للمساعدات غرب رفح
استشهد 8 مواطنين، اليوم الإثنين 9 يونيو 2025، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في رفح جنوب قطاع غزة .
وأفادت مصادر محلية، بارتقاء ثمانية مواطنين في صفوف الجوعى، جراء إطلاق قوات الاحتلال النار على المواطنين المنتظرين للمساعدات الغذائية غرب رفح.
كما أصيب عشرات المواطنين، صباح اليوم، برصاص طيران الاحتلال الإسرائيلي المسير قرب نقطة توزيع المساعدات وسط قطاع غزة.
وأعلنت مستشفى العودة بالنصيرات، وصول 31 إصابة جراء إطلاق طيران الاحتلال المُسيّر "كواد كابتر" القنابل والرصاص الحي تجاه تجمعات للمواطنين قرب نقطة توزيع المساعدات بمحيط حاجز نتساريم وسط قطاع غزة.
وكان المكتب الإعلامي الحكومي في غزة قد قال، مساء الجمعة الماضية، إن الجيش الإسرائيلي قتل ، 110 مدنيين وأصاب 583 آخرين بجروح، خلال محاولاتهم الحصول على الغذاء من مراكز "المساعدات الأمريكية – الإسرائيلية" جنوبي القطاع، منذ 27 مايو/أيار الماضي.
وأضاف أن 9 أشخاص لا يزالون في عداد المفقودين، بعد توجههم إلى تلك المراكز التي تحولت إلى نقاط استهداف مباشر للمدنيين الجوعى.
وتابع أن الاعتداءات الإسرائيلية تواصلت حتى أول أيام عيد الأضحى، حيث قتل 8 فلسطينيين وأصيب 61 آخرون في مدينة رفح (جنوب)، نتيجة إطلاق نار مباشر من عناصر الجيش.
وأشار المكتب، إلى أن أولى الاعتداءات وقعت في 27 مايو المنصرم، وأسفرت عن مقتل 3 مدنيين وإصابة 46 آخرين، إضافة إلى فقدان 7 أشخاص، أثناء تجمعهم في رفح لتسلُّم المساعدات.
ويواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، ما أدى لاستشهاد 54,880 مواطنا معظمهم أطفال ونساء، وإصابة 126,227 آخرين.
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين عشرات الإصابات برصاص الاحتلال قرب نقطة توزيع المساعدات وسط القطاع بالفيديو: انقطاع الاتصال بالسفينة مادلين - بحرية إسرائيل تسيطر عليها وتعتقل ركابها السفينة مادلين تصل سواحل غزة الليلة وإسرائيل تستعد للسيطرة عليها الأكثر قراءة الأونروا: غزة بحاجة إلى وصول فوري للمساعدات.. "لا وقت لنضيعه" اتفاق جيّد أو سيّئ لن يمنع نتنياهو من المواصلة المقايضة بين ترامب ونتنياهو هي الصفقة الحقيقية سفينة "مادلين" تنطلق من إيطاليا لكسر حصار غزة عاجل
جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025