بوابة الوفد:
2025-12-05@02:36:57 GMT

تسعينية فيروز.!

تاريخ النشر: 27th, November 2024 GMT

الحديث عن المطربة فيروز؛ ونحن نحتفل معها بدخولها العام التسعين؛ ليس مجرد حديث عن الغناء والموسيقى بقدر ما هو حوار لا ينقطع عن العروبة والقومية بل– والإنسانية– لم تقتحم الموسيقى آذان البشر لأنها ولدت فى خلاياه؛ وهو غير قادر على رؤية الواقع من حوله؛ إذ إن كل شىء هو امتداد لذاته؛ تمامًا كالأساطير التى تشكل الحد الأعلى من طموحات الفنان الذى لا يكتفى بالمفهوم الكلاسيكى للحياة؛ إذ إن الفهم الاجتماعى الواعى من قبل الجماهير الشعبية– يدرك أن الحراك الموسيقى يمكنه تغيير جذور وسيقان الوعى المجتمعى؛ لعل هذا ما احدثه الرحبانية.

عاصى رحبانى ومنصور رحبانى ثم إلياس حنا رحبانى ثم زياد الرحبانى (ابن فيروز) المعجزة اللبنانية العربية والعالمية فقد لحن لامه اغنية وهو فى الرابعة عشرة من عمره–عام ١٩٧٣ كان والده عاصى مريضًا فى المستشفى وكان مقررًا لفيروز أن تلعب الدور الرئيسى فى مسرحية (المحطة) ولحن زياد الأغنية التى لم يتم تلحينها. (سألونى الناس عنك يا حبيبى) وفوجئت فيروز باللحن كما فوجئ الوسط الموسيقى.. وحين وصلت إلى الفقرة التى تقول (لأول مرة ما بنكون سوى) لم تتمالك نفسها وأنهارت من البكاء؛ فقد تأكدت أن المرض يطول وأن الموت أسرع!

ولدت فيروز فى مناخ روحانى مسيحى صافى فقد رهنت صوتها للكنيسة وكانت أبرع من تغنت للسيدة العذراء مريم (يا مريم البكر فقتى الشمس والقمرا وكل نجم بأفلاك السماء سرى..)

وبعد أن اكتمل وضعها لمطربة معتمدة؛ ظهر جاليًا حسها العروبى القومى فغنت لكل الأقطار العربية. مصر ومكة وتونس وكل بلد عربى وغنت للسيد المسيح وغنت الأسراء والمعراج. ثم غنت الموشحات الأندلسية كما لم يغنها أحد من قبل. وكان النقاد العرب على يقين أن قسمًا كبيرًا من المشاكل القومية تأصلت منذ غزو أمريكا للعراق وأن تغريب تراثنا الموسيقى ومزجه بالروح الغربية؛ هو شيئًا فشيئًا يدخل فى نطاق الماسونية أو الصهيونية العالمية.. وهنا نجحت فيروز والرحبانية فى تثبيت الأغنية العربية الأصيلة والانتصار لجذورنا.

[email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: كاريزما نادر ناشد المطربة فيروز

إقرأ أيضاً:

مذكرات مُهمة تستحق القراءة

سألنى صديق عن آخر ما قرأت، فتذكرت كتابا مُهما لشخصية فذة لفت نظرى بإحدى المكتبات، فاخترته رفيقا فى رحلة عمل، وهو مذكرات الفريق عبد الغنى الجمسى، أحد صناع نصر أكتوبر العظيم، حيث كان وقتها رئيسا لعمليات الحرب، ثُم أصبح فيما بعد وزيرا للحربية ونائبا لرئيس الوزراء.

صدرت المذكرات لأول مرة عام 1989، ثُم توالى صدور طبعات عديدة تالية، ولاقت اهتماما كبيرا نظرا لما تضمنته من شهادة موثقة على حقبة مهمة من تاريخ مصر الحديث.

الكتاب شيق جدا ولا يفقد جاذبيته رغم مرور أكثر من نصف قرن على النصر، نظرا لما يحتويه من دروس، وما يتضمنه من استخلاصات ورؤى تخص المصريين فى كل زمن.

إن أهم ما يؤكده الكتاب هو عظمة الإرادة المصرية وقوة تماسك الجبهة الداخلية خلال الأوقات العصيبة، كما يُبرهن على حرص المصريين قيادة وشعبا وجيشا على مراجعة الأداء وتقييم العمل بعد التعرض لكوارث، سعيا إلى الخروج من الأزمة واستعادة التماسك. من هنا يقرر المؤلف بايمان راسخ أن تصحيح الأخطاء يمثل عملا مستداما ضروريا فى دولة كبيرة وقوية مثل مصر.

يقول صاحب المذكرات إن القوات المسلحة كانت إحدى ضحايا هزيمة يونيو 1967 ولم تكن سببا فيها، فهى لم تعط الفرصة لتحارب دفاعا عن الوطن وعن شرفه وترابه، ولم يهزمها عدوها، لكن قهرتها الظروف التى لم تعطها الفرصة لتقاتل.

ويكشف المشير عبد الغنى الجمسى (1921-2003) - رحمه الله - أن أحد أبرز الأخطاء التى أدت إلى الهزيمة القاسية فى يونيو هو أنه لم تكن هناك استراتيجية عليا للدولة تُحدد الهدف السياسى المطلوب تحقيقه، والغريب أن مجلس الدفاع الوطنى لم يعقد أى اجتماعات خلال مايو 1967 رغم احتدام الأزمة السياسية، كما أن مجلس الوزراء لم يدخل فى حالة انعقاد دائم كما كان مفترضا فى ظل تصاعد التوتر.

وفى رأى الرجل كان من الأخطاء التى أدت إلى الهزيمة أن مصر لم تدرس أبدا أسباب الهزيمة العسكرية فى العدوان الثلاثى سنة 1956 ولم تبحث تفاصيل ما جرى، ولم يكتمل اصدار المرجع التاريخى عن عمليات 1956 إلا عام 1969 أى بعد 12 عاما.

واللافت فى مذكرات الجمسى أن هزيمة يونيو القاسية نبهت القيادة السياسية إلى ضرورة مراجعة الجوانب الاستراتيجية كافة وإزالة السلبيات كلها، قبل الاعداد الجيد للمعركة القادمة بجدية وتركيز ووفق تشريعات واضحة لتحديد المسئوليات، واستعادة الدور القتالى للمؤسسة العظيمة.

وهكذا اعتمدت مصر خطة مواجهة طورتها يوما بعد الآخر، كان من أبرز ملامحها تحقيق استقرار الجبهة الداخلية وتأمين احتياجات البلاد وتهيئة الشعب لمواجهة تطول لاستنزاف العدو، وهو ما تطلب إعادة ترتيب الأوضاع بما يُهيئ الوطن للمعركة.

يقول صاحب المذكرات «كانت عملية البناء من أصعب وأشق الأمور. قضينا ست سنوات عجاف فى استنزاف العدو، قبل أن تقرر مصر حتمية المعركة». وهنا تم وضع خطة شاملة تفصيلية هى الخطة بدر، لتحقيق أكبر ضربة ضد إسرائيل، وتحدى نظرية التفوق الدائم لها. وهذه الخطة الاحترافية اعتمدت على اعداد جيد وجاهزية كاملة وسرية وقدرة بارعة على الخداع ليتحقق أعظم نصر عربى فى التاريخ الحديث.

وتبقى مذكرات الرجل معلمة وملهمة وتقدم دروسا عظيمة فى التحول من الانكسار إلى الانتصار. فتحية للرجل فى دار الحق، وسلام على الشهداء والقادة العظام، وكل مَن ضحى من أجل مصر.

وسلام على الأمة المصرية

 

مقالات مشابهة

  • مصحّات فى الخفاء
  • سلوك قرود المكاك بعد سماعهم الموسيقى يصدم العلماء
  • الموسيقى تحكي قصة الإمارات في العرض الأول للأوركسترا الوطنية
  • مذكرات مُهمة تستحق القراءة
  • في اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة.. تُعزف الموسيقى بقدرة لا تعرف الحدود
  • عمرو دياب يتربع على عرش الموسيقى العربية في 2025 كأفضل فنان وألبوم وأغنية
  • نورانيات الإنشاد فى معهد الموسيقى
  • بحضور لفيف من الأساقفة.. سيامة راهبين بدير العذراء مريم المُحرق بجبل قسقام
  • نورانيات الإنشاد في معهد الموسيقى العربية.. الجمعة
  • مقربون ينفون شائعات حول فيروز