أكد الشيخ محمد بن فيصل القاسمي رئيس مجلس إدارة البنك العربي المتحد أن يوم الشهيد هو يوم فخر وعزة بشهدائنا الأبطال الذين قدموا دماءهم الطاهرة فداء للوطن وعزته وكرامته ضاربين أنبل صور التضحية والبطولة في سبيل إعلاء كلمة الحق والقيام بالواجب تجاه وطنهم الغالي.

وقال إن الاحتفاء بشهداء الوطن وتضحياتهم يبعث في النفوس المعاني السامية التي قدم من أجلها شهداؤنا الأبرار أرواحهم الزكية في ميادين الحق والسلام.

وأشار الشيخ محمد بن فيصل القاسمي إلى أن شهداء الإمارات قيمة وطنية وإنسانية ورمز لغرس الآباء المؤسسين الذين رسخوا في نفوسنا قيم البذل والعطاء من أجل الدفاع عن الوطن ولتبقى رايته عالية خفاقة، مؤكداً أن احتفاء أبناء الإمارات بهذه المناسبة الوطنية تأكيد على الوقوف خلف القيادة الرشيدة تحت راية الوطن في تجسيد حقيقي لأسمى معاني تلاحم القيادة مع الشعب.وام


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

متى ستعود؟.. أرملة قريقع تتحدث عن علاقة الشهيد بأطفاله

غزة- بعد أن هدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي منزلها في حي الشجاعية، تعيش "هالة"، أرملة الصحفي الشهيد محمد قريقع، مراسل قناة الجزيرة القطرية في مدينة غزة، في كراج مستأجر، غربي المدينة، تحتضن أولادها الثلاثة الذين يلتصقون بها وكأنهم يخشون أن يفقدوها أيضا.

بصعوبة بالغة، بدأت أرملة الشهيد حديثها وهي تلبس السواد حدادا على استشهاد زوجها، كانت الكلمات تخرج من فمها ببطء، وتشي بثقل الفقد الذي جثم على قلبها.

هالة تجلس مع أطفالها مرتدية السواد بعد فقدان زوجها في قصف استهدف صحفيين بمستشفى الشفاء (الجزيرة)

تقول قريقع للجزيرة نت "لم أصدق حتى الآن أن محمد رحل، فحياتي انقلبت فجأة، أصبحت أرملة ومسؤولة عن 3 أطفال وحدي، والشهيد محمد لم يرتكب أي ذنب، كل ما فعله أنه كان صحفيا ينقل الحقيقة".

وغيّبت صواريخ طائرة إسرائيلية، قبيل منتصف ليلة الاثنين الماضي، 5 من طاقم قناة الجزيرة في مدينة غزة، وهم بالإضافة إلى قريقع، المراسل أنس الشريف و3 من طاقم التصوير، هم إبراهيم ظاهر ومؤمن عليوة ومحمد نوفل، بعد استهداف مباشر لخيمتهم المقامة أمام بوابة مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة.

وتأتي جريمة الاحتلال الإسرائيلي بعد عملية تهديد وتحريض مركزة شنها المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي ضد الصحفي الشريف، امتدت على مدى أشهر طويلة.

ليلة الرحيل

في يوم استشهاده، كان دوام محمد في الفترة المسائية، بقي في المنزل حتى الساعة الرابعة عصرا، ثم خرج إلى عمله، وكان من المفترض أن يعود في الـ11 والنصف ليلا، أي في اللحظة نفسها التي استُهدف فيها مع زملائه.

وكانت زوجته تنتظره على أحر من الجمر، نظرا لخطورة الأوضاع الميدانية خلال الحرب، واستهداف الاحتلال للمنازل والمواطنين.

وحينما تأخر، بدأت الزوجة تتصل به، لكنه لم يرد، ثم حاولت الاتصال بزملائه، لكن أحدا لم يجب، وهي لم تكن تعلم أن الجميع قد استشهدوا.

إعلان

في تلك اللحظة، لم يكن لديها وسيلة لمعرفة الأخبار، بينما كان أهلها قد سمعوا بالنبأ، فحاولوا الاتصال بها وتمهيد الأمر لها حتى لا تصاب بصدمة مباشرة، في وقت تغلب عليها الخوف لتتوجه إلى مستشفى الشفاء الطبي، وهناك كانت المواجهة القاسية مع الحقيقة.

أرملة الصحفي الشهيد محمد قريقع تحتضن طفلها سند (الجزيرة)محمد الإنسان

حين يُذكر اسم زوجها، تفيض هالة بحديثها عن شخصيته "محمد كان طيب القلب، حنونا جدا، مؤدبا وخجولا، يحب كل الناس ولا يغضب أحدا، حتى لو استعار منه أحد شيئا ولم يعِده، لا يطالبه به".

تكمل "كان متدينا ويحفظ الكثير من القرآن الكريم، بارّا بوالدته رحمها الله، محبا لأسرته، وفيا لشعبه ووطنه".

وتضيف محمد كان أبا لثلاثة أطفال "زين (8 سنوات)، زينة (5 سنوات)، وسند (سنة و10 أشهر)، كانت علاقته بهم قوية للغاية، فهم متعلقون به لدرجة أنهم كانوا يسألون دائما: متى ستعود؟" حتى أثناء عمله كان يتلقى اتصالاتهم وهم يستعجلونه للعودة، كان يلبي طلباتهم، يحرص على تعليمهم القرآن والصلاة، ولا يبخل عليهم بالوقت أو الحنان.

أما سند فقصته مختلفة، إذ وُلد في ثاني أيام الحرب، في الثامن من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وبعد 5 أيام نزحت الزوجة هالة مع أهلها، لجنوب القطاع بعد استهداف الاحتلال لحي الشجاعية، بينما بقي محمد في الشمال لتغطية الأحداث.

وتستذكر قريقع "سند لم يعرف والده حتى عمر سنة و3 أشهر، وحين عدنا للشمال بعد الهدنة في يناير/كانون الثاني 2025، لم يتقبله في البداية، وهذا كان يؤلم محمد كثيرا، لكنه مع الوقت تعلق به حتى أصبح لا يطيق فراقه".

حياة الفقد

حياة محمد كانت سلسلة من الفقد والآلام، منذ طفولته، فقد والده وهو في السادسة من عمره، ولم يكن له إخوة أو أخوات، فعاش مع والدته وتعلق بها بشدة.

وتذكر قريقع أن قبل زواجها من محمد، كان يعيش مع أمه ولا يوجد له أحد غيرها، وبعد الزواج أصبحت حياته تدور بين أمه وعائلته الصغيرة، لكن في مارس/آذر 2024، خلال اجتياح الاحتلال لمستشفى الشفاء، أعدموا والدته بدم بارد، وهذا سبّب له صدمة كبيرة لم يشف منها أبدا.

وتكمل ظل محمد حتى استشهاده يتألم لغيابها، يدعو دائما، "اللهم ألحقني بها، وكان يخرج صدقات جارية عن روحها باستمرار".

رغم انشغاله الكبير بالتغطية الصحفية خلال الحرب، كان محمد يصر على تطوير نفسه، التحق ببرنامج الماجستير في الصحافة بالجامعة الإسلامية، وأصر على مواصلة دراسته حتى وسط القصف والدمار، مؤمنا بأن المعرفة قوة يحتاجها الصحفي بقدر حاجته إلى الكاميرا.

تحقيق.. تفاصيل عملية اغتيال طاقم #الجزيرة في مدينة #غزة | تقرير: صهيب العصا#حرب_غزة #الأخبار pic.twitter.com/GvknQWx2Zh

— قناة الجزيرة (@AJArabic) August 12, 2025

صداقة الميدان

تتحدث هالة عن علاقة محمد بزميله أنس الشريف، فتوضح أنها كانت بينهما علاقة قوية جدا، أكثر من زمالة وأقوى من صداقة، كانا يدعمان بعضهما، يقفان معا في الميدان ويتقاسمان الخبز، ويتعرضان للأخطار ذاتها.

وفي نهاية حديثها، وجّهت هالة رسالة إلى العالم "أوقفوا قتل الصحفيين في غزة، ما جريمة محمد، وما جريمة أنس، ومؤمن، وإبراهيم، ومحمد، وبقية الصحفيين؟ يجب محاسبة الاحتلال على جرائمه، ووقف الإبادة المستمرة لشعبنا".

إعلان

مقالات مشابهة

  • متى ستعود؟.. أرملة قريقع تتحدث عن علاقة الشهيد بأطفاله
  • بموكب جنائزي مهيب.. تشييع جثمان فقيد الوطن الشيخ محمد محمد الزايدي
  • زوجة الشهيد محمد قريقع تناشد بوقف القتل في غزة
  • سيف بن زايد: الشباب قلب الوطن النابض وسنده في الرخاء والتحديات
  • محمد بن راشد: شباب الإمارات وقود وروح ومحرك نهضتنا
  • سلطان النيادي: الشباب ركيزة نهضة الإمارات
  • «فخر الوطن»: الشباب عماد المستقبل وروّاد التنمية
  • تشييع جثمان الشهيد توفيق مغلس في مديرية التعزية
  • الشيخ الشراعي: قبائل الحديدة تحيي ذكرى المولد النبوي بحضور وطني وإيماني فريد
  • محمد الغبارى: ما تدعيه إسرائيل هو بعيد تماما عن الحق التاريخى