الإسلام يحمي حياتك: التداوي وحماية النفس من الضرر أولوياته
تاريخ النشر: 30th, November 2024 GMT
أكدت دار الإفتاء المصرية في بيان لها أن الشريعة الإسلامية تحث على الحفاظ على حياة الإنسان، وتؤكد على أهمية المحافظة على الصحة الجسدية والنفسية، من خلال توجيه المؤمنين إلى التداوي والوقاية من الأمراض، والنهي عن قتل النفس أو إلحاق الضرر بها أو بالآخرين، هذه المبادئ تأتي في إطار اهتمام الإسلام العميق بحماية الإنسان وحفظ حياته من كل ما يعكر صفوها أو يهددها.
أوضحت دار الإفتاء أن من أبرز مظاهر دعوة الإسلام للمحافظة على الإنسان هو الحث على التداوي والوقاية من الأمراض. وقد أكد النبي صلى الله عليه وسلم في العديد من الأحاديث النبوية الشريفة على أهمية طلب العلاج عند المرض، حيث قال: "تداووا عباد الله، فإن الله لم يضع داء إلا وضع له شفاء". وهذا الحديث يشير إلى أن التداوي ليس فقط مشروعًا بل هو واجب، وأن الله سبحانه وتعالى قد وضع لكل مرض علاجًا، مما يحفز المسلمين على البحث عن العلاج والوقاية.
كما أضافت الدار أن الإسلام يشجع على اتخاذ الأسباب الصحية السليمة للوقاية من الأمراض، مثل الحفاظ على النظافة الشخصية، اتباع نظام غذائي متوازن، والابتعاد عن العادات الضارة مثل التدخين أو تعاطي المخدرات. هذه التدابير، بحسب الشريعة الإسلامية، تُعتبر جزءًا من الإيمان بالعناية بالنفس التي هي أمانة من الله.
النهي عن قتل النفس: قيمة الحياة في الإسلامأما في ما يتعلق بحماية النفس البشرية، فقد أكدت دار الإفتاء المصرية أن الإسلام يحرّم قتل النفس بغير حق، ويعتبر ذلك من أعظم الكبائر. وقد قال الله تعالى في كتابه الكريم: "وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ" [الإسراء: 33]. هذا التحريم يشمل جميع أشكال قتل النفس، سواء كان من خلال الانتحار أو القتل العمد. وأوضحت دار الإفتاء أن الإسلام يضع حياة الإنسان في مقام عالٍ، ويُعتبر أي اعتداء على هذه الحياة جريمة عظيمة لا يغفرها الله إلا في حالات محددة، مثل القتل بحق من خلال القصاص.
النهي عن إلحاق الضرر بالنفس أو بالغيركما شددت دار الإفتاء على أن الإسلام ينهي أيضًا عن إلحاق الضرر بالنفس أو بالآخرين. هذا يشمل كل ما يؤدي إلى الإيذاء الجسدي أو النفسي، سواء كان ذلك عن طريق العنف، أو الإساءة اللفظية، أو نشر الأكاذيب والشائعات. وقد أكد النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه: "لا ضرر ولا ضرار"، مما يعني أن المسلم يجب أن يتجنب إلحاق الأذى بنفسه أو بالآخرين، وأن يسعى إلى السلامة والراحة للجميع.
الختامفي ختام البيان، أكدت دار الإفتاء المصرية أن الإسلام في جوهره يدعو إلى المحافظة على الحياة البشرية وحمايتها من جميع المخاطر، سواء كانت صحية أو اجتماعية أو نفسية. هذه القيم الإسلامية تتجسد في الأوامر والنواهي التي تحث على العناية بالنفس، واتباع سبل العلاج والوقاية، وتحرّم الاعتداء على الحياة أو الإضرار بها.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الإفتاء دار الإفتاء دار الافتاء المصرية الإسلام دار الإفتاء أن الإسلام قتل النفس
إقرأ أيضاً:
فضل حج بيت الله الحرام.. الأزهر للفتوى يوضح
تلقى مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية سؤالا مضمونه: “ما هو فضل حج بيت الله الحرام؟”.
وأجاب عبر صفحته على “فيس بوك” عن السؤال قائلا إن الحج هو الركن الخامس من أركان الإسلام، وقد رغب الشرع الحنيف في أداء فريضة الحج ترغيبًا أكيدًا، أوجبه على من استطاعه، فهو من أفضل الأعمال التي يُتقرب بها إلى الله: فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ النَّبِيَّ ﷺ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «الْإِيمَانُ بِاللَّهِ»، قَالَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: «ثُمَّ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ»، قَالَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: «ثُمَّ حَجٌّ مَبْرُورٌ أَوْ عُمْرَةٌ» [أخرجه النسائي]، والحج المبرور: هو الحج الذي لا يخالطه إثم.
وأضاف: “كما أن الحج سبب لغفران الذنوب: فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «مَنْ حَجَّ فَلَمْ يَرْفُثْ، وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ». [أخرجه البخاري ومسلم]”.
واستشهد بحديث عَبْدِ اللَّهِ بنِ مسعودٍ رضي الله عنه حيث قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «تَابِعُوا بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ؛ فَإِنَّهُمَا يَنْفِيَانِ الْفَقْرَ وَالذُّنُوبَ كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ وَالْفِضَّةِ، وَلَيْسَ لِلْحَجِّ الْمَبْرُورِ ثَوَابٌ إِلَّا الْجَنَّةُ». [أخرجه الترمذي]
وأشار الأزهر للفتوى إلى أن الحج كالجهاد فعن الحسن بن علي رضي الله عنهما قال: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ، فَقَالَ: إِنِّي جَبَانٌ، وَإِنِّي ضَعِيفٌ. قَالَ: «هَلُمَّ إِلَى جِهَادٍ لَا شَوْكَةَ فِيهِ، الْحَجُّ». [أخرجه عبد الرزاق، والطبراني]
وعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ تُرَى الجِهَادَ أَفْضَلَ العَمَلِ، أَفَلاَ نُجَاهِدُ؟ قَالَ: «لَكِنَّ أَفْضَلَ الجِهَادِ حَجٌّ مَبْرُورٌ» [أخرجه البخاري].
حجة الوداع
ولفت مركز الأزهر إلى أن النبي ﷺ حجَّ حجَّةً واحدة في عُمره، وكانت في السنة العاشرة من الهجرة بعد فتح مكة، ودَّع فيها أصحابه وأُمَّته؛ ولذلك سميت بحجة الوداع، فقال لهم: «خُذُوا عَنِّي مَنَاسِكَكُمْ لَعَلِّي لَا أَرَاكُمْ بَعْدَ عَامِي هَذَا». [أخرجه البيهقي]
ولفت إلى أن حجّة الوداع تعد لقاءً مهمًّا بين النبيّ ﷺ والمسلمين، وفيها أرسى رسولُ الله ﷺ القواعدَ التي تضمن للإنسان والمجتمع حياة آمنة ومستقرة، وكذا التطور والنَّماء للفرد خاصة وللمجتمع بصفة عامة.