يوسف عيسى عبدالكريم

في اليومين السابقين تصدرت اخبار السودان الفيديو المنتشر لرجل الدين عبد الحي يوسف المقيم في تركيا و هو يصف الجنرال البرهان بعبارات قاسية لم يعتدها الشارع السوداني من مثله وذلك خلال لقاء تم استضافته فيه من قبل مركز مقاربات للتنمية السياسية و يبدو واضحا من الاسم انه احدى واجهات تنظيم الاخوان المسلمين .

وصف عبدالحي في القاء الجنرال البرهان بأنه لا دين له ولا عهد بل ذهب الى أبعد من ذلك حيث شكك في قدرة الجيش السوداني على الانتصار في هذه المعركة و أفاد بأنه لولا المقاومة الشعبية – و هي التسمية التي أوضح بأنها قد استحدثت لكتائب الإسلاميين وذلك بغرض ذر الرماد في العيون و عمل غطاء و تمويه لها حتى لا يتم الربط بينها وبين الحركة الإسلامية – بأنه لو لاها لما استطاع الجيش ان يحقق أي انتصار في معركته لأنه ببساطة لا حول ولا قوة له بدونها .
و بغض النظر عن صحة قول عبدالحي عن البرهان او عدمها و بدون الخوض في جدل هل البرهان فعلا فيه ما قيل عنه أو ليس فيه. فان المراقب للمشهد يلمح ان هناك تصدعا كبير في المواقف بين تيارات الاسلامين وبقايا نظام الإنقاذ داخل وخارج السودان . فالظاهر ان موقف عبدالحي يمثل تيارا في الخارج يريد لهذه الحرب الملعونة ان تستمر بهذا الشكل طالما انها قد افلحت في إعادة الألق والبريق للحركة الإسلامية و خلقت بيئة خصبة لأحياء ادبيات الجهاد و الاستشهاد وسط الشباب و هي فرصة كبيرة لأعاده احكام السيطرة الدينية على البلاد والرجوع بها لعهد الظلامية و التطرف . خصوصا وان هذا التيار عرف عنه مناصرته للتيارات التكفيرية و تنظيمي داعش و القاعدة تحديدا و ما يزال الشارع السودان يذكر صورة بن لادن التي تتوسط جمع من المناصرين لتنظيم القاعدة خطبة القاها عبدالحي يوسف في تظاهرة لتأبين أسامة بن لادن بعد مقتله. و لا تزال كذلك الصورة التي يظهر فيها علم داعش متوسطا جمع فيه محمد علي الجزولي وعبد الحي حاضرة في اذهان الكثير .
و في المقابل اصدر تيار اخر في الداخل عرف نفسه باسم الحركة الإسلامية السودانية بيانا – و للدقة لا يعرف من اصدر هذا البيان حيث نشب صراع في الآونة الأخيرة بين مجموعتين احداهما بقيادة المهندس إبراهيم محمود و الأخرى بقيادة احمد هارون وكلاهما يدعي بانه يمثل الحركة الإسلامية السودانية و رغم خلافاتهما في المواقف الا ان كلاهما متفق على ضرورة استمرار هذه الحرب الملعونة ولكن ليس لديهم أي غرض ديني من ذلك فالواضح للجميع ان دعمهم لاستمرار هذه الحرب يأتي في سبيل سعيهما لاستعادة السلطة التي فقدوها نتيجة لقيام ثورة ديسمبر المجيدة - تبراْ هذا التيار من عبدالحي يوسف واصفا إياه بأنه ليس عضوا في الحركة الإسلامية ولا هياكلها . و يلاحظ ان البيان يبدو وكأنه قد كتب على عجل حيث بدا مقتضبا و لم يشر بصراحة لشخص الجنرال البرهان بل اكتفى بالإشارة الى وقوفهم خلف قيادة البلاد ( بدون تحديد رغم ان عبدالحي كان واضحا في انتقاده للجنرال البرهان والذي كان يستدعي منهم ان يكون البيان واضحا في تأكيد موقفهم في الوقوف خلف البرهان ) كما ان البيان لم ينكر على عبدالحي ما قاله بخصوص ان الجنرال البرهان لا دين و لا عهد له و هو لب الحديث المثار واللغط الدائر وقد ذهب البيان الى اكثر من ذلك حيث كال المديح لعبدالحي يوسف ولم ينكر عليه ما قاله تفصيلا بل قام بشكره على دوره المشرف في خدمة العمل الإسلامي في السودان واصفا إياه بالشيخ الدكتور عبدالحي يوسف .
في مفارقة عجيبة تنسف الغرض من اصدار البيان و تجعله متناقضا .ويبدو وكأنه موقف حاكم إقليم دارفور الذي اشتهر به في بداية اندلاع الحرب الملعونة حيث صرح بأن موقفه ( شوية مع دول و شوية مع دول) . وبذلك اصبح البيان كلاما مرسلا عائما ليس فيه موقفا واضحا بمعنى اخر و لزيادة التوضيح ان البيان يفتح الباب امام الحركة الإسلامية للتنصل من موقفها اذا ما اضطرت للمشاركة في الإطاحة بالجنرال البرهان لأن ليس فيه ما يدينها في دعمها للبرهان لان موقوفهم المعلن هو الوقوف خلف قيادة البلاد أي كانت البرهان او غيره .
واضعف تيارات الإسلاميين - بالرغم من كثرة أنصاره - هو تيار الإسلاميين الرافضين لاستمرار هذه الحرب الملعونة و هو تيار لا يكاد يرى و أو يسمع صوته في المشهد لعجزه عن اعلان موقفه بوضوح وشجاعة . فهو يعرف بأن هذه الحرب لن تنتهي الا بالتفاوض وان ما يمكن الحصول عليه اليوم بالتفاوض سيكون ثمن الحصول عليه غد وبالتفاوض أيضا غاليا وهذا التيار ينتمي اليه بروف غندور والدكتور علي الحاج و عثمان ميرغني و لفيف من الإسلاميين المبعثرين في اصقاع الأرض .

[email protected]  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الحرکة الإسلامیة الجنرال البرهان عبدالحی یوسف هذه الحرب

إقرأ أيضاً:

الاحتلال يقتحم مقر الأونروا بالقدس ويصيب شابا قرب الجدار العازل

اقتحمت شرطة الاحتلال الإسرائيلي في ساعات الصباح الباكر اليوم مقر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" في حي الشيخ جراح بالقدس، ثم لحقت بها طواقم بلدية الاحتلال وشرعت بتفتيش المكان ومصادرة هواتف حراسه.

وجاء في بيان مقتضب أصدرته الوكالة باللغة الإنجليزية أن أعدادا كبيرة من قوات الأمن الإسرائيلية وصلت، وما تزال متواجدة في المقر، وأنه لا تتوفر أي معلومات إضافية حتى الآن، نظرا لانقطاع الاتصالات.

وأكدت الوكالة الدولية في بيانها أنه لا يوجد حاليا أي موظف من موظفي الأمم المتحدة في الموقع، مضيفة أن "دخول قوات الأمن الإسرائيلية القسري وغير المصرح به يعدُّ انتهاكا غير مقبول لامتيازات وحصانات الأونروا كوكالة تابعة للأمم المتحدة".

وأشارت الأونروا في بيانها إلى أن إسرائيل تعتبر طرفا في اتفاقية امتيازات وحصانات الأمم المتحدة، والتي تنص على حرمة مقرات الأمم المتحدة وممتلكاتها وأصولها المحصنة من التفتيش والمصادرة.

يذكر أنه يوم 28 أكتوبر/تشرين الأول 2024 صادقت الهيئة العامة للكنيست بالقراءتين الثانية والثالثة على قانونين يمنعان وكالة أونروا من ممارسة أي أنشطة لها داخل "المناطق الخاضعة للسيادة الإسرائيلية"، وسحب الامتيازات والتسهيلات منها، ومنع إجراء أي اتصال رسمي إسرائيلي بها.

وفي 28 يناير/كانون الثاني من العام الجاري أُغلق بموجب هذين القانونين المقر الذي تطلق عليه الوكالة الدولية اسم "الرئاسة" في حي الشيخ جراح، لكن المضايقات الإسرائيلية لم تتوقف عند هذا الحد وما زالت مستمرة حتى اليوم.

اقتحام وهدم

وفي سياق متصل، اقتحمت طواقم من بلدية الاحتلال الإسرائيلي برفقة جرافات وآليات هدم بلدة حزما، شمالي القدس المحتلة.

وقالت مصادر إعلامية محلية إن قوات الاحتلال شرعت في تنفيذ عمليات هدم في البلدة، لم تعرف تفاصيلها بعد.

إعلان

كما أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني عن إصابة شاب بالرصاص الحي في قدمه قرب جدار الفصل في بلدة الرام، شمال القدس المحتلة.

وتُسجّل هذه المنطقة إصابات متكررة بين العمال الفلسطينيين أثناء محاولتهم عبور الجدار بحثا عن فرص عمل داخل إسرائيل.

مقالات مشابهة

  • تحولت لمخيم إيواء.. الجامعة الإسلامية بغزة تستأنف التعليم بين النازحين
  • حقوق الإنسان: القائمون على الانتخابات قدموا نموذجاً في التنظيم رغم التحديات
  • اسرائيل تبدأ بناء المرحلة الأولى من الجدار الأمني مع الأردن
  • تصدع أدوات العدوان تنذر بأزمات غير مسبوقة في المناطق المحتلة
  • الاحتلال يقتحم مقر الأونروا بالقدس ويصيب شابا قرب الجدار العازل
  • شيرى عادل : «فن الحرب» تحدٍّ جديد مع يوسف الشريف
  • المحافظ بن ياسر: المهرة كانت وستظل نموذجا للهدوء والاستقرار بفضل تلاحم أبنائها
  • النجوم النيوترونية تفشل في اختبارات البحث عن القوة الخامسة الخفية بالكون
  • القال راسو موجعو بربطولو كراعو؟
  • إعادة التفكيك!!